المرصاد نت - متابعات
بينما تهدّد مجاعة كارثية الشعب اليمني جرّاء حصار قوي تحالف العدوان السعودي دعت الأمم المتحدة أطراف الأزمة السماح بدخول مزيد من المساعدات إلى 8.4 ملايين شخص.
ولفت منسق الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في اليمن "جيمي مكغولدريك" أمس الاثنين في بيان إلى أن الحصار المستمر على الموانئ "يتسبب في الحد من توفر الوقود والغذاء والدواء وهو الأمر الذي يزيد بشكل كبير من عدد السكان الضعفاء الذي يحتاجون للمساعدة" وتابع أن "حياة الملايين من السكان بمن فيهم 8.4 ملايين شخص يمني على شفا المجاعة متوقفة على قدراتنا في مواصلة عملياتنا لتوفير المساعدات الصحية والإيوائية والمياه الآمنة والمواد الغذائية".
وكانت التقديرات السابقة للأمم المتحدة تشير إلى أن حوالي ثمانية ملايين شخص على شفا المجاعة كما تقول المنظمة الدولية إن نقص الغذاء الناتج عن منع تحالف العدوان مرور الإمدادات تسبب في أسوأ أزمة إنسانية في العالم.
وقد فرض العدوان السعودي الذي يقاتل المقاومة اليمنية أنصار الله حصارا على موانئ اليمن الشهر الماضي بعدما أطلقت اللجان الشعبية صاروخا من اليمن صوب العاصمة الرياض ودعا مسؤولو عدد من وكالات الأمم المتحدة وبينها منظمة الصحة العالمية والمفوضية العليا للاجئين واليونيسيف في بيان لهم قبل أيام تحالف العدوان السعودي إلى رفع الحصار المفروض على اليمن بشكل "عاجل وكامل".
وأكد البيان ضرورة الفتح العاجل والكامل لجميع الموانئ اليمنية وتيسير إدخال وضمان حرية نقل السلع التجارية والإنسانية الحيوية.
كما انتقدت منظمة أوكسفام وخمس منظمات إنسانية دولية الحصار الذي يفرضه العدوان السعودي على اليمن ودعت جميع الأطراف المتحاربة إلى وقف فوري لإطلاق النار مشددة على أن "الشعب اليمني لا يمكنه تحمل المزيد من الضربات".
من جهته أكد وزير الخارجية البريطاني بوريس جونسون أنه طلب من المسؤولين الإماراتيين خلال زيارته لأبو ظبي ضرورة رفع الحصار عن اليمن والسماح بدخول المساعدات الإنسانية مشددا على خيار الحل السياسي لإنهاء الأزمة اليمنية.
وقال جونسون في بيان تلاه أمام نواب مجلس العموم البريطاني بعد عودته من زيارته الخليجية التي شملت كلا من سلطنة عمان وإيران والإمارات إنه تم الاتفاق على أهمية السماح بدخول المساعدات الإنسانية وفسح المجال أمام التجارة في ميناء الحديدة الذي يتحكم في 80%من واردات اليمن الغذائية.
وفيما يخص حل الأزمة اليمنية أوضح أن بلاده تؤمن بأن أفضل طريق لمواجهة "الأحداث المأساوية" في اليمن هو انتهاج حل سياسي مشيرا إلى تطابق وجهات النظر مع سلطنة عمان بشأن الموضوع وقال "لقد تحدثت مع السلطان قابوس بشكل مفصل عن الكارثة في اليمن ونشاطره التحليل نفسه والحل للازمة في اليمن".
العدوان يستطلع الخيارات المتاحة في اليمن
وفي سياق متصل تسارعت الأحداث بعد الانقلاب الفاشل في العاصمة صنعاء على أكثر من صعيد؛ ففيما كانت الأخيرة تتّبع خيوط ما حدث في بداية الشهر الجاري كشفت وزارة الداخلية اليمنية معلومات خطيرة عن الخطة المحكمة التي أعدّها قادة الانقلاب من تقسيم العاصمة إلى مربعات أمنية لتسهل السيطرة عليهاإلى الخطة التفصيلية التي نجح الانقلابيون لمدة ثلاث ساعات في تطبيقها قبل أن تعيد حركة «أنصار الله» المبادرة في يدها.
في المقابل خرجت دول الخليج وحلفاؤها الغربيون بعد فشل الانقلاب بخفّي حنين وكما في كل مرة بدأت تلك الدول بتجميع أوراقها المشتتة والمستهلكة لعلها تستطيع الوقوف في مواجهة المستجد الجديد في صنعاء على المستويين السياسي والعسكري والبارز في النشاط السياسي التحرك البريطاني لوزير الخارجية بوريس جونسون في المنطقة والتسريبات عن إشرافه على مبادرة لإخراج السعودية من المستنقع عبر الترويج لمصالحة بين «أنصار الله» و«المؤتمر الشعبي العام».
ويعمل جونسون في هذه الأثناء على تلميع صورة أحمد نجل الرئيس الراحل علي عبدالله صالح على أن يكون ثمن المصالحة موافقة المكونات اليمنية ومن ضمنها «أنصار الله»، على رئاسة أحمد علي صالح لليمن بصورة مؤقتة لكن هذا الطرح يلقى معارضة شديدة من القوى الحليفة ولا سيما شريكي «الشرعية»:هادي ونائبه علي محسن الأحمر.
وكان وزير الدولة للشؤون الخارجية الإماراتية أنور قرقاش قد قال في تغريدة على «تويتر» إن «اليمن مقدم على خريطة وتضاريس سياسية جديدة. عنوان المرحلة يجب أن يكون توحيد الصف ضد الحوثي».
وقد جاء تحرك «التحالف» على النحو الآتي:
أولاً: عقدت اللجنة الرباعية الدولية بشأن اليمن مساء الأحد الماضي اجتماعاً في العاصمة الإماراتية أبو ظبي لبحث آخر التطورات في الأزمة. وضم الاجتماع وزراء خارجية السعودية والإمارات وبريطانيا وممثلاً عن الخارجية الأميركية وعقد الاجتماع على عجالة بعد زيارة جونسون للعاصمة الإيرانية طهران حيث بحث مع المسؤولين سبل إيجاد حل سياسي للحرب والعدوان المدمر في اليمن ضمن ملفات أخرى وفق بيان للخارجية البريطانية.
اجتماع الرباعية في أبو ظبي هو الثاني خلال أقل من أسبوعين إذ عقد الاجتماع الأول في لندن بحضور سلطنة عمان ومبعوث الأمم للمتحدة إلى اليمن إسماعيل ولد الشيخ. تجدر الإشارة إلى أن هذا الاجتماع لم يصدر عنه بيان رسمي ويأتي بعد تعرض محطة براكة للطاقة النووية التي تبعد عن أبو ظبي أكثر من 200 كلم للقصف اليمني خاصة مع إشارة خبراء أميركيين إلى فشل منظومة «باتريوت» في التصدي لصاروخ الرياض السابق له.
وكان قائد الثورة السيد عبد الملك الحوثي قد حذر عقب فشل انقلاب صنعاء، كافة المستثمرين العرب والأجانب، طالباً منهم نقل استثماراتهم من الإمارات والسعودية باعتبار الدولتين غير آمنتين للاستثمارات.
ثانياً: إعادة صياغة التحالفات اليمنية بعيداً عن الخلافات السابقة وبما ينسجم مع المتغيرات الجديدة وحتمية تقديم تنازلات مؤلمة من الأطراف اليمنية المتصارعة ضمن قوى «التحالف». وبالفعل، سارعت بعض هذه القوى إلى الاستجابة الفورية للطلبات الخليجية بتحويل العداوة إلى صداقة بعد أن كانت حتى الأمس القريب تتقاتل في ما بينها وسقط بينها العشرات من القتلى والجرحى.
في هذا الإطار دعا نائب رئيس «المجلس الانتقالي الجنوبي» هاني بن بريك المموّل والموجّه من الإمارات إلى دعم هادي حالياً لكي ينجح. وأكد بن بريك في تغريدة على حسابه «دعم إدارة هادي لينجح في مرحلة تاريخية». وكان هادي قد أقال بن بريك في نيسان الفائت من منصبه كوزير دولة وأحاله على التحقيق إضافة إلى إقالة محافظ عدن عيدروس الزبيدي ليحتدم الصراع بين الرجلين والرئيس المستقيل حتى أمس.
وفي السياق نفسه تعمل الإمارات على احتضان أعضاء «المؤتمر» الهاربين من صنعاء في محاولة منها لإعادة «هيكلة وتشكيل المؤتمر» بما ينسجم مع ما تسميه الإمارات إعادة رسم الخريطة الجديدة في مواجهة «أنصار الله». ولهذه الغاية استدعت أعضاء «المؤتمر» الجنوبيين «البارزين» إلى أبو ظبي وتجري مشاورات مع العديد من الأطراف اليمنية والخليجية في إطار تلميع صورة قائد الحرس الجمهوري السابق أحمد نجل الرئيس الراحل وتقديمه كرئيس جديد خلفاً لوالده. لكن خطة لمّ شمل المكوّنات المحسوبة على «التحالف» لا يزال ينقصها الكثير من العمل ولا يتوقع أن تنجح بسبب التضارب الشديد في أجندات تلك المكوّنات.
ثالثاً: على المستوى العسكري، باغتت الفصائل الجنوبية الإماراتية «النشأة والدعم والتوجيه» وبإسناد جوي مكثف من طائرات «التحالف» الجيش واللجان الشعبية اليمنية في الجبهة الساحلية وهاجمت عبر محور المخا التابعة لمحافظة تعز الخوخة وهي المديرية الاولى في الحديدة وذلك بتواطؤ مباشر من أنصار الرئيس الراحل في المنطقة ما أدى إلى خرق في المديرية وسقوط المدينة بأيدي الفصائل الجنوبية.
لكن في اليومين الأخيرين استقدمت قوات صنعاء تعزيزات عسكرية وباشرت هجوماً معاكساً على الفصائل الجنوبية والقوات الإماراتية واستطاعت قطع خط الإمداد الوحيد إلى الخوخة بالإضافة إلى السيطرة على مواقع ذات تأثير مباشر في جبهة الساحل وتمكنوا من السيطرة على تبة الخزان ومواقع مجاورة في عملية عسكرية في الهاملي في مديرية موزع في تعز ومن المتوقع أن يسيطر الجيش و«اللجان» في الساعات المقبلة على كامل النقاط التي فقدت في الأيام الماضية.
لم تستفق دول «العدوان» بعد من أثر صدمة فشل انقلاب صنعاء ولم تستطع حتى هذه اللحظة تكوين صورة كاملة للمرحلة المقبلة المثقلة بالأعباء والتكاليف كذلك فإن تكلفة ما سمّوه إعادة اليمن إلى الحضن العربي أدت إلى إحكام الانسدادات السياسية والعسكرية على أنفسهم ولم يبقَ أمامهم سوى خيار التنازل لصنعاء.
المزيد في هذا القسم:
- بريطانيا: الاحتجاجات والضغط الحقوقي يؤجّل زيارة «مجرم الحرب»؟ المرصاد نت - متابعات وسط حملة واسعة تقودها جمعيات ومنظمات حقوقية وإلى جانبها أعضاء في مجلس العموم البريطاني أفادت بعض الأنباء عن تأجيل زيارة ولي العهد السعودي...
- القاعدة تنتقل من أبين إلى المخا.. هل يُراد تصفية الجنوبيين المقاتلين هناك ؟ المرصاد نت - متابعات شهدت محافظة أبين انسحاباً مفاجئاً لعناصر تنظيم القاعدة من معسكراتها في المناطق الجبلية والمحفد والمديريات الوسطى في المحافظة وإحلالها بقوا...
- مجلة "ذي اتلانتيك" الامريكية: ما الذي يحدث في اليمن بحق الجحيم؟ المرصاد نت - متابعات أكد نائب مساعد وزير الدفاع الأمريكي السابق لسياسة الشرق الأوسط، أندرو إكسوم في مقال نشرته مجلة "ذي اتلانتيك" أن الدعم الأمريكي الكامل للح...
- جمال بن عمر يخرج عن صمته : السعودية والإمارات أجهضت الحل السياسي باليمن ! المرصاد نت - رآي اليوم لأول مرة منذ إستقالته كمبعوث للأمم المتحدة إلى اليمن خرج الديبلوماسي المغربي جمال بنعمر عن صمته ليتهم النظام السعودي والإماراتي ب...
- مؤسسة وفاء تواصل متاجرتها بدماء وجرحى الثورة وترفض تسليم بيانات الشهداء والجرحي لصندوق ثور... مؤسسة وفاء التي انشأها حزب الاصلاح تحت مسمى رعاية أسر الشهداء والجرحى وهي لا تملك من اسمها وفعلها أي جزئية عن الوفاء ,, بل تقوم بممارسة المتاجرة بدماء شبا...
- من نافذة التاريخ .. نعلم إلى أيّ اتجاه نعبر.. المرصاد نت - متابعات النافذة الذهبيه الوحيده التي يستطيع من خلالها المواطن اليمني أن يطل على مستقبله ويستشرفه هي ماضيه؛ وأقصد بماضيه تاريخه بالمعنى الأوسع إذ ...
- نحو البحث عن أرضية لجولة ثانية: «تبادل الأسرى» يخرق جمود المشاورات ! المرصاد نت - متابعات خرق ملف تبادل الأسرى والمعتقلين أمس حالة الجمود التي سيطرت على طاولة المشاورات في السويد من دون أن ينسحب التقدم إلى ملفات أخرى ما يقلل فر...
- بتنسيق رئاسي,, عدنان البيض يتأهب للعودة الى عدن واستعادة منزل والده,, ذكرت مصادر رئاسية ان هناك موافقة رئاسية لعودة عدنان علي سالم البيض نجل رئيس اليمن الجنوبي سابقا والذي غادر اليمن اثر حرب صيف 94م التي شنت على جنوب الوطن...
- منظمة “سام” تكشف عن مقتل يمنيين تحت التعذيب في سجون الاحتلال بحضرموت المرصاد-متابعات ادانت منظمة دولية بارزة تعذيب السعودية والإمارات لعشرات المختطفين اليمنيين في سجون سرية بمحافظة حضرموت، شرقي اليمن. وقالت ...
- أزمات يومية خانقة وانفلات أمني يدفع ثمنه المواطنين في عدن المرصاد نت - متابعات تشهد محافظة عدن أزمة خانقة في المشتقات النفطية انعكست سلبا على تنقلات المواطنين بين مديريات المحافظة. وفيما اغلقت محطات بيع المحروقات ...