المرصاد نت - خاص
المواجهة العسكرية المباشرة مع أمريكا في البحر الأحمر وخليج عدن وعلى امتداد ساحل اليمن المطل على البحر العربي ليست خياراً إرادياً يمكن التحكّم بسقوفها بل هي قانون صراع يفرض معادلاته.
المهمّ فيها أنّ السباق هو بين القدرة «الأمريكية و الإسرائيلية» على سحق القدرة العسكرية للجيش واللجان الشعبية و قدرة الشعب اليمني على الصمود وليس من كلمة لأيّ قوة يمنية سياسية أو شعبية مهما كان راغباً باللعبة السياسية بعد الذي جرى إذا كانت سُحقت قدرات الجيش العسكرية، ولكن صمود الجيش وإسناده باللجان الشعبية واستمرار حالة التعبئة العامة وزيادة الاندفاع نحو الجبهات من ناحية المعنويات وتنامي القدرات العسكرية وتطورها السريع والنوعي من ناحية تغيير المعادلات العسكرية والردع الاستراتيجي ووجود حاضنة شعبية واسعة تدعم مواقف القيادة السياسية في البلد عززت موقف القوى الثورية في معركة التحرر واستقلال القرار الوطني وأحبطت مخططا العدو ومؤامراته ورسمت سقوفاً بالتأكيد لن تكون مرغوبة لدى العدو والمجتمع الدولي المنافق لكنها ستكون قدراً يفرض عليهم القبول بالواقع وإمضاء التسوية السياسية على هذا الأساس وعندها تبدأ خطوات تمرير قرار وقف الحرب في دهاليز مجلس الأمن الدولي.
وأما الحملة الاعلامية الأمريكية المروجة لفكرة إمداد ايران للحوثيين بالصواريخ البالستية فالغرض منها تكتيكي لزوم التفاوض من أجل الإبقاء على إجراءات الرقابة على واردات اليمن والمنافذ البرية وابحرية والجوية خشية إمداد ايران للحوثيين بالصواريخ البالستية وتنامي القدرات العسكرية للجيش اليمني التي يعتقدون أنها قادرة على ضرب المصالح الأمريكية في المنطقة مما يفرض على أمريكا وبريطانيا وفرنسا الدفع بحلفائهم المحليين الملتزمين بحفظ المصالح والنفوذ الأجنبي في اليمن الى تشكيل سلطة وطنية مع الحوثيين وحلفائهم من أجل تقليص نفوذ الحوثيين وإشغالهم بأزمات سياسية واقتصادية تعطل الحياة العامة ونظرا لتفاقم الأزمات السياسية والاقتصادية ومشاكل ترتيب وضع السلطة ومتطلبات تطبيع الأوضاع العامة ستكون هي التحدي الأبرز في البلد المنهك والمدمر كلياً، بهدف سلب الارادة الوطنية لصالح التدخلات الأجنبية والإملاءات على السلطة بأدواتها المعهودة ؛ المنح والمساعدات وهنا تبدأ المؤامرات واشتراطات فرض السياسات لتحقيق مصالح العدو.
ولكن المتغيرات الكبرى في اليمن والمنطقة على امتداد الخارطة انقلبت على الأمريكيين وبعد أن كان هدفهم تقليص نفوذ انصار الله الحوثيين واعادتهم الى حجمهم ووضعهم الطبيعي كأقلية طائفية في اليمن لا تتجاوز 5 % من زاوية نظر الأمريكيين فإذا بهم اليوم أقوى وأكثر قدرة ومعرفة وتجربة وخبرة عن السابق ونفوذهم في نمو واتساع، وقد ظهرت مؤخراً مؤشرات تحول الجيش واللجان الشعبية من موقع رد الفعل الى الفعل واستطاعوا بفضل الله والتضحيات العظيمة أن يفرضوا على العدو واقعاً جديداً فيه ردع استراتيجي وتوازن رعب هو سبب إعلان أمريكا أمس من واشنطن قلقها على مصالحها في المنطقة العربية وعلى امتداد خط الملاحة الدولية الداخل في الحدود البحرية اليمنية وتصريح خارجية أمريكا عن الوزير تيلرسون خلال اجتماع مع موظفي وزارته بواشنطن يوم الثلاثاء 12 ديسمبر:
- الوضع مأساوي في #اليمن. وتنصب جهودنا على إعادة فتح قنوات المساعدات الإنسانية وفتح الموانئ وإعادة فتح المطار. ونعمل مع #السعودية لإعادة فتح الموانئ بهدف ايصال المساعدات لحل المأساة الإنسانية.
- يجب أن يكون هناك حلا سياسيا في #اليمن. لا انتصار عسكري لأي طرف. لذلك اتفقنا مع 5 بلدان تعمل مع الحكومة اليمنية في المنفى والمعارضة في البلاد لمعرفة ما إذا كان بوسعنا التوصل إلى عملية سلام لوضع حد لهذا الصراع.
فهل هذا التصريح لوزير الخارجية الأمريكي بشأن اليمن والحرب عليها ؛ هو طوَّق نجاة السعودية لانقاذها من ورطتها ؟ وسلم نزول حلفاء أمريكا عن الشجرة والمضي في التسوية ؟! أم أنه بداية لمرحلة جديدة من صراع الإرادات ؟ تدخل فيها اليمن حرباً مفتوحة مع أمريكا لا قواعد اشتباك فيها ولا تسويات سياسية وفق قاعدة لا غالب ولا مغلوب وانما وفق قاعدة أن نكون أو لا نكون .!
كتب : المهندس : عبد الغني جغمان
المزيد في هذا القسم:
- بعد ضربة أرامكو الموجعة.. السعودية تتفاوض سراً مع خصومها! المرصاد نت - متابعات أكدت صحيفة "وول ستريت جورنال" أن السعودية تبذل جهوداً سرية لتطبيع العلاقات مع خصومها في المنطقة ومن بينها إيران، خوفا مما قد تجلبه نزاعات ...
- بعد أن زرعت الفوضى وخلفت الدمار.. الإمارات تعلن سحب قواتها من اليمن! المرصاد نت - متابعات أعلنت الإمارات عودة قواتها المشاركة في العدوان على اليمن، ضمن استراتجية وصفتها بـ"غير المباشرة" كاشفة عن أن حصيلة جنودها القتلى في العدوا...
- ميدل إيست آي: الإمارات تتطلُّع لدمار اليمن لتحقيق أهداف اقليمية! المرصاد نت - متابعات تعد الإمارات هي ثاني أكبر دول التحالف العسكري الذي تتزعمه السعودية للحرب على اليمن وتتسلط بشكل رئيس على الملف العسكري والأمني في المحافظا...
- مقاضاة شركات أمام الجنائية بسبب ' إمدادات الأسلحة إلى السعودية وحلفائها في عدوانها على الي... المرصاد نت - متابعات تتواصل حملات المعارضة والانتقاد للسعودية منذ تأسيس قوات تحالف العدوان بقيادتها ضد اليمن، وابادة اليمنيين وتدمير البنية التحتية وحصار منذ ...
- إعتذار لقراء المرصاد يتقدم المرصاد لقراءه الأعزاء الكرام بإعتذاره الشديد على التوقف القسري لموقعكم المرصاد خلال الأيام القليلة الماضية إبتداء من يوم السادس من يناير و...
- مجزرة جديدة للعدوان .. استشهاد 9 مواطنين في غارة استهدفت منزل بحجة المرصاد نت - متابعات استشهد 9 مواطنين في حصيلة أولية جراء استهداف العدوان السعودي الأمريكي اليوم الأربعاء لمنزل في مديرية حيران بمحافظة حجة شمال البلاد. وأ...
- العدوان يصعد عملياته العسكرية بغارات هستيرية على عدة محافظات ! المرصاد نت - متابعات شن طيران تحالف العدوان السعودي الامريكي اليوم غارة استهدفت منطقة الشعافل السفلى بالمحويت واوضح مصدر محلي أن طيران العدوان استهدف بغارة جو...
- عبد السلام : المفاوضات عادت إلى ما وراء نقطة الصفر ولم تكن مع وفد الرياض بل مع المجتمع ال... المرصاد نت - الميادين أعرب رئيس الوفد الوطني في مفاوضات الكويت محمد عبد السلام عن أسفة لحالة التعثر التي تشهدها المفاوضات بسبب تعنت وفد الرياض وإخلال ال...
- الجبهة الإعلامية اليمنية: بنادق الحقيقة ومتارس الأقلام المرصاد نت - متابعات لكل حرب أدواتها ووسائلها وأسرارها، ولكل أهداف سبل وطرق واجندات تحسمها الظروف وتستدعيها حاجة الزمان والمكان، وفي عصر الإعلام الرقمي والإلك...
- اشتعال القتال بتعز وكسر هجوم باتجاه ذباب ومقتل قيادي موالٍ للسعودية في الجوف المرصاد نت - محافظات حاولت المجاميع المسلحة الموالية للعدوان السعودي الأحد 29 مايوالتقدم في مناطق واقعة بين باب المندب وذباب التابعة إدراياً لمحافظة تعز إل...