المرصاد نت - متابعات
وصفت المتحدثة باسم الحكومة الألمانية زاكلين ناستيك العدوان والحرب التي تشنها السعودية على اليمن بأنها “حرب عدوانية تتعارض مع القانون الدولي” كما وصفت الحصار الذي تفرضه قوات التحالف السعودي على اليمنيين بأنه “حصار إجرامي”.
و قالت ناستيك عضو البندستاج الألماني في مقال بعنوان (اليمن يموت والعالم صامت – حقوق الإنسان هي أيضا حقوق المقاومة) نشرته صحيفة “فرايهايت ليبه” الألمانية إنه “منذ 3 أعوام توجد في اليمن أكبر أزمة إنسانية.
ففي كل 10 دقائق يموت هناك طفل من الجوع أو الأمراض التي يمكن تجنبها ويموت الآلاف نتيجة الإصابة بوباء الكوليرا، الذي يعد الوباء الأكبر منذ عقود.”
و وصفت ناستيك التدخل العسكري السعودي بأنه تسبب في “تدمير البنية التحتية بصورة كلية تقريبا أو أصبحت مشلولة وغير صالحة للاستخدام”.
و أضافت “وقد تسبب الحصار الإجرامي الذي فرضته السعودية في تهديد ما يقدر بنحو 7 ملايين شخص في اليمن بخطر المجاعة. وغادر ما يقرب من 3 ملايين شخصا مساكنهم خوفا على حياتهم ومن الصعب مغادرة البلد.”
و أكدت ناستيك “هذا كله نتيجة حرب عدوانية تتعارض مع القانون الدولي وتؤثر بشكل رئيسي على السكان المدنيين وتهدف إلى خنق حق الشعب اليمني في تقرير المصير وهو في مهده”.
و حاولت البرلمانية اليسارية توصيف الحرب بالقول: “إنها حرب تشنها العائلة السعودية الحاكمة ضد اليمن التي تعدها منذ وقت طويل الفناء الخلفي للمملكة كما تعتبرها دولة تابعة تقع تحت سيطرتها.”
و اتهمت السعوديين باسترخاص حياة اليمنيين: “ولذلك فهي قد استرخصت حياة ما يربو عن 10 آلاف مدني راحوا ضحية حربها. لقد قرعت الأمم المتحدة منذ أشهر ناقوس الخطر، لأن عمليات القتل الجماعي في اليمن باتت واضحة للجميع. ولكننا لم نلحظ سوى صمت أفواه الحكومات “الغربية”. “
كما اتهمت الحكومة الألمانية بالتواطؤ في القتل وفتحت عليها النار قائلة: “وهذا الصمت هو بسبب أن الناس في اليمن ليسوا فقط ضحايا الأسرة الحاكمة السعودية الذين لا وزن لديها لحياة الإنسان ولا حقوق الإنسان ولكنهم أيضا ضحايا السياسة الألمانية.
فبمساعدة زوارق الدوريات الألمانية يجري الآن فرض حصار كامل على اليمن. وفي السنوات العشر الماضية لوحدها أصدرت الحكومات الاتحادية الألمانية تصاريح ببيع أسلحة ومعدات حربية تبلغ قيمتها نحو 3,5 مليار يورو للدكتاتورية السعودية. وفي العام 2015 تم بيع أسلحة ومعدات حربية أخرى بقيمة 270 مليون يورو. وفي العام 2016 بيعت أسلحة بقيمة 570 مليون. ومن ضمن تلك الأسلحة الطائرات المقاتلة والمروحيات والذخائر وقوارب الدوريات. كما تستخدم البنادق الآلية التي تحمل العلامة التجارية “هيكلر & كوش” ضد السكان المدنيين اليمنيين.
و بفضل الدعم الألماني، يتم الآن إنتاج هذه الأسلحة بموجب ترخيص في الرياض وكما لو لم يكن هذا العمل السخيف كافيا تصف الحكومة الاتحادية السعودية على الرغم من كل الجرائم التي اقترفتها، بأنها “مرساة الاستقرار” في المنطقة.
الحكومة الفيدرالية ليست صامتة عن الانتهاكات الجسيمة للقانون الدولي التي ارتكبتها المملكة السعودية وحلفاؤها في اليمن فحسب بل هي جزء من هذه الحرب ومذنبة بالتواطؤ فيها من خلال تصديرها للأسلحة.”
وحول الدور الأميركي والأدوار التي تلعبها الدول الكبرى، قائلة: “كما تشارك الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وفرنسا بنشاط مع السعودية في هذه الحرب. وهي مهتمة على نحو خاص بالسيطرة على المضيق الذي يربط بين البحر الأحمر وخليج عدن. وهناك جزء كبير من النقل العالمي للمواد الخام وخاصة النفط يمر عبر هذا المضيق. وأن توجد هناك حكومة يمنية تتعارض توجهاتها مع الجهات المستفيدة فهو أمر مرفوض بالنسبة لها. أضف إلى ذلك إصابة الأسرة الحاكمة السعودية بمرض “الإيرانويا”.”
و تناولت زاكلين ناستيك الدوافع المذهبية للسعودية وحق اليمنيين في المقاومة نافية وجود أي دليل على تدخل إيراني في اليمن. وقالت: “في الأساس، نظمت الطائفة الزيدية في اليمن المقاومة لهذه الحرب. ينتمي ثلث اليمنيين على الأقل إلى هذه الطائفة الشيعية. وقد تمت محاربة هذه الطائفة عسكريا وأيديولوجيا في العقود الأخيرة بمساعدة من السعودية في اليمن. وقد ساهم تهميشهم وروح المقاومة لديهم وأجندتهم السياسية والاجتماعية إلى توعية السكان اليمنيين بأن باتوا يتمتعون بمصداقية كبيرة ويحكموا شمال اليمن.
تمكنت الأسرة الحاكمة السعودية من نقل عدائها لإيران إلى اليمن أيضا. إن دعايتها واسعة الانتشار بأن إيران تقاتل بنشاط في اليمن جنبا إلى جنب مع أنصار الله الزيديين الذي يسمون غالبا بالحوثيين لاقت قبولا وتم استنساخها ونشرها مجددا من قبل حلفائها. في حين كانت الأسباب الحقيقية لهذه الحرب العدوانية محجوبة.
و بات الحق المشروع لليمنيين في مقاومة هذه الحرب يوصف بأنه حرب بالوكالة ونزعت عنه الشرعية يواجه الزيديون المنتمون للمذهب الديني الشيعي والأقرب إلى التوجه السني، بالقمع وحتى الآن لا يوجد دليل واحد على التدخل العسكري لمساندتهم من جانب إيران. وهنا صدق المثل الذي يقول “الحقيقة هي أول من يموت في الحرب”.
وأوضحت المتحدثة باسم الحكومة الألمانية عن حزب اليسار أن ” للشعب اليمني الحق في تنظيم شؤونه ومصالحه من دون تدخل خارجي. إن الحقوق المكرسة في اتفاقية الأمم المتحدة لحقوق الإنسان هي حقوق عالمية. والسياسة التي تتجاوز هذه الحقوق وحق الشعوب في تقرير المصير تتطلب مقاومة وتثير مقاومة أيضا. وتشمل حقوق الإنسان أيضا الحق في المقاومة للحصول عليها أو الدفاع عنها. هذه الصراعات هي أيضا من ضمن نضالاتنا. وعلى كل حال فإن حكومات البلدان التي نعيش فيها تحاول كسر هذه المقاومة. ليس فقط في اليمن! لذلك من المهم أيضا أن نقف صفا واحدا من أجل زيادة الضغط على الحكومة الفدرالية لوقف صادرات الأسلحة بصورة نهائية. ومن المهم توضيح ما يحدث في اليمن وتنظيم تضامن دولي .
واختتمت مقالها بالقول: “إن نضال الشعب اليمني من أجل حريته يجب أن يكون كفاحنا أيضا.”
المزيد في هذا القسم:
- جنرال أمريكي : اليمن يمتلك أسلحة نوعية لم تكن موجودة قبل الحرب المرصاد نت - متابعات عبّر قائد القوات البحرية التابعة للقيادة المركزية الأمريكية كيفن دونجان عن قلقله من قدرات القوة الصاروخية اليمنية بالقول " أن يملك "...
- السعودية وأتباعها يحصدون الفشل.. معركة الضالع والبيضاء نموذجاً! المرصاد نت - متابعات عاد الإعلام السعودي من جديد للحديث عن معارك وهمية وأخبار عن بدء عمليات وغارات لتدمير ما أسماه الصواريخ البالستية والطائرات المسيرة في صنع...
- المالية تنفي صحة الأنباء حول عدم قدرتها على دفع مرتبات موظفي الدولة وتحتفظ بحقها القانوني ... نفت وزارة المالية صحة الأنباء التي تناولتها عدد من المواقع الاخبارية ووسائل الإعلام المحلية والأجنبية حول عدم قدرة الحكومة على دفع مرتبات موظفي الدولة. وحسب وك...
- القوات اليمنية مستعدّة لمعركة الحديدة: مصيدة تنتظر تحالف العدوان المرصاد نت - متابعات يبدو أن جبهة الساحل الغربي مقبلة على تصعيد كبير في ظل إصرار تحالف العدوان على انتزاع إنجاز في محافظة الحديدة يمكنه من خلاله ابتزاز سلطة ص...
- الغارديان : أمريكا تتورط في حرب أخرى في اليمن المرصاد نت - متابعات دعت صحيفة الغارديان المرشحين الأمريكيين التصدي لتدخل الولايات المتحدة في حرب أخرى في الشرق الأوسط بعد أن كانت ساعدت ودعمت السعود...
- حرب اليمن ستنتهي ... ولكن! المرصاد نت - متابعات شغلت حرب اليمن والمأساة الإنسانية التي يعيشها اليمنيون حيّزاً مهماً من النقاشات وتصريحات القادة المجتمعين في باريس لإحياء ذكرى الحرب العا...
- قراءة في " الأزمة القطرية " و " الأزمة اليمنية " من حيث التوافق و الإختلاف المرصاد نت - متابعات كعادتها السخيفة ... تستمر قوى العدوان في عدوانها على اليمن أرضاً و إنساناً بإنتهاج سياسة رسم العديد من السيناريوهات السياسية و الإعلامية&...
- كاتب امريكي: “هجوم مزعوم على سفينة” قاسم مشترك بين حرب فيتنام وحرب اليمن المرصاد نت - متابعات في فيتنام دخلت الولايات المتحدة حرباً أهلية على الجانب الآخر من الكرة الأرضية استناداً إلى “هجوم مزعوم” على سفينة تابعة للبحر...
- أزمة الغاز.. بين مؤشرات الانفراج وأستمرار أسباب حدوثها المرصاد نت - نوح جلاس تستمرُّ معاناةُ المواطنين في رحلة الحصول على الغاز المنزلي والوقوف في طوابير لعدة ساعات أَوْ لعدة أيام وعلى الرغم من تأكيد مصدر حكومي بأن...
- المحاصيل النقدية ركيزة أساسية للنهوض بالقطاع الزراعي في اليمن! المرصاد نت - متابعات تعتبر المحاصيل النقدية أحد أهم الركائز الاساسية للنهوض بالقطاع الزراعي في اليمن، والذي يعتبر أهم القطاعات الحيوية لتوفير الأمن الغذائي .ون...