صحيفة : مأزق النظام السعودي يتفاقم في اليمن والمخرج الوحيد التفاوض

المرصاد نت - رآي اليوم

تعكس ظاهرة تواصل إطلاق الصواريخ الباليستية اليمنية على مدن سعودية وصدور مرسوم عن العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز بتحويل ملياري دولار الى البنك Ksa yemen2018.1.19المركزي اليمني في عدن من اجل وقف تدهور العملة اليمنية تفاقم المأزق السعودي في اليمن.


فالصواريخ الباليسيتة التي جرى اطلاقها على مدينة جيزان جنوبي غرب المملكة ووصل تعدادها الى خمسة في الأيام العشرة الماضية فقط باتت تشكل تهديدا امنيا وعسكريا للمملكة، ونزيفا ماليا مستمرا لخزينتها في ظل صدور تقارير ودراسات عسكرية تؤكد فشل منظومة “باتريوت” الامريكية في اسقاط هذه الصواريخ واحتياج القوات الدفاعية السعودية الى إطلاق سبعة صواريخ “باتريوت” لإسقاط كل صاروخ باليستي يمني واحد واذا علمنا ان قيمة صاروخ “باتريوت” تتراوح بين خمسة وسبعة ملايين دولار فإن هذا يشكل نزيفا ماليا هائلا للخزينة السعودية تاهيك عن الأثر النفسي والارق الأمني.

العدوان والحرب على اليمن التي يشنها “التحالف العسكري السعودي تكمل بعد شهر عامها الثالث (في آذار مارس المقبل) وتحويلة الملياري دولار الى البنك المركزي اليمني تؤكد ان النظام السعودي بات مسؤول مسؤولية مباشرة عن تحمل الأعباء المالية والمعيشية لأكثر من 25 مليون يمني الى جانب تحمل مسؤوليته تجاه شعبه الذي يصل تعداده الرسمي الى اكثر من عشرين مليون مواطن في ظل تراجع العائدات النفطية واتساع العجز في الميزانية السنوية العامة واقترابه من حاجز المئة مليار دولار ان لم يكن اكثر.

النظام السعودي يشعر بالقلق المزدوج سواء من تواصل إطلاق الصواريخ على مدنه أو من تدهور الأوضاع المعيشية والإنسانية في اليمن مع انهيار سعر الريال وارتفاع معدلات التضخم بشكل غير مسبوق ولكن خياراته تبدو محدودة في ظل صعوبة الحسم العسكري وغياب المبادرات والحلول السياسية ولعل عقد منظمة التعاون الإسلامي اجتماعا طارئا على مستوى وزراء الخارجية في مقرها بمدينة جدة الأسبوع المقبل لبحث اطلاق القوة الصاروخية اليمنية صاروخا باليستيا على الرياض هو احد علامات هذا القلق السعودي وسعي القيادة السعودية لحشد دعم سياسي اسلامي لها في مواجهة هذا الخطر الذي تتهم ايران بالوقوف خلفه.

وديعة الملياري دولار قد توقف انهيار الريال اليمني “مؤقتا” ولكنها من المؤكد لن توقف أطلاق الصواريخ الباليستية على المدن السعودية بل ربما تزيد من اعدادها في إطار الاستراتيجية التي تتبعها قيادة أنصار الله لاستنزاف المملكة مادياً وبشرياً .

القيادة السعودية تخلت عن “الفيتو” الذي كانت تفرضه على أي حوار مع خصمها السابق الرئيس الراحل علي عبد الله صالح الذي تقول انه طعنها في الظهر ولكن في وقت متأخر ويبدو ان الخيار الوحيد المطروح امامها للخروج من المأزق اليمني هو التفاوض مع انصار الله في اسرع وقت ممكن لتقليص الخسائر لانها ستضطر لهذه الخطوة أي التفاوض في نهاية المطاف..

والله اعلم.

المزيد في هذا القسم: