المرصاد نت - متابعات
أكدت صحيفة "نيويورك تايمز" الامريكية أن انهيار التحالف السعودي الاماراتي في اليمن قادم لامحال وبدأت مؤشرات هذا الانهيار تتجلى على الأرض بعد المواجهات المسلحة في مدينة عدن.
ولفتت الصحيفة الى أن احداث الاسبوع الماضي في عدن أكدت أن انقسام "التحالف العدوان" الذي يشن عدوانا عسكرياً متواصلاً على اليمن منذ عام 2015 قد بدأ عمليا مؤكدة أن المقر المؤقت لحكومة هادي في المدينة الجنوبية أصبح عاجز عن القيام بأعماله.
وأشارت الصحيفة الى أن المواجهات اندلعت يوم الأحد الماضي عندما واجه الحلفاء المدججون بالسلاح الثقيل بعضهم بشكل عقد من امكانية التوصل لوقف الحرب في اليمن الذي يعد أفقر دول العالم العربي ويشهد أكبر كارثة من صنع الإنسان في العالم وتضيف أن المواجهات اندلعت بين قوات موالية لهادي المدعوم من السعودية وفصيل مدعوم من الإمارات يعرف باسم المجلس الانتقالي الجنوبي.
وبحسب الصحيفة الامريكية فان التناحر في الوقت الحالي غطى على الهدف المشترك بين الطرفين .

وتورد الصحيفة نقلا عن مدير عمليات "أنقذوا الأطفال" في اليمن تامر كيرولوس قوله: "القتال في عدن يجعل من مهمتنا لإنقاذ الحياة مستحيلة" ويضيف: "أجبر طاقمنا على البقاء في البيوت والملاجئ بعيدا عن المعارك المحتدمة".
وتختم الصحيفة تقريرها بالإشارة إلى أنه منذ بداية العدوان على اليمن عام 2015 فقد قتل أكثر من 10 آلاف مدني يمني وتم تشريد مليوني يمني، كما أسهمت الحملة بانتشار الجوع، بشكل وضع سكان اليمن كلهم على حافة المجاعة.
وكانت مدينة عدن اليمنية شهدت الأحد الماضي اصطدامات عسكرية مباشرة بين قوات هادي المدعومة سعوديا وقوات المجلس الانتقالي المدعومة اماراتياً التي تسعى الى إسقاط حكومة بن دغر التابعة للرياض وتم اغلاق مطار عدن بشكل رسمي كما شهدت المحافظة تحليقا مكثفا للطيران الحربي وقطع للطرقات وسط اشتباكات عنيفة استخدمت فيها مختلف الأسلحة الثقيلة والمتوسطة واستهدف قصف بالدبابات معسكر جبل حديد في مديرية خور مكسر بعد اشتباكات متقطعة في محيط المعسكر..
النار العدنية: تكشف الخلاف الجوهري بين الامارات والسعودية!
انقشع غبار المعارك في مدينة "عدن" يوم أمس بسيطرة ميليشيا " المجلس الانتقالي الجنوبي" المدعوم اماراتياً على المدينة بأكملها لتنكشف معه مواقف أكثر وضوحاً ربما تكون فاتحةً لمرحلة سياسية جديدة، تعيد الخطط الإماراتية مجدداً الى الواجهة اليمنية وخاصة الجنوبية. وفي خضم الأحداث الدائرة في عدن تطمح أبو ظبي إلى حجز موقع لها في الخارطة السياسية اليمنية مستقبلاً، ضمن صيغة مقترحة تعمل عليها برضىً سعودي او بعدمه سيكون أبرز الخاسرين منها قوات "هادي" وحزب "الإصلاح الإخواني" المدعوم سعودياً وبذلك تكون الامارات قد قطعت يد السعودية من الجنوب.
المشروع الاماراتي مقابل السعودي؟!
هي أيام قليلة استطاعت فيها الامارات ردّ الصفعات المتتالية من الجانب السعودي لها في مدينة عدن بعد محاولة اقصائها من المشهد العدني واليمني بشكل عام. واستطاعت من خلال ميليشياتها في الجنوب ودعمها بشكل مباشر لأعضاء "المجلس الانتقالي الجنوبي" الذي يحمل في اجنداته شعارات دولة الجنوب الافتراضية ويحملون لواء "الاستقلال" عن الدولة التي كانوا موظفين في دوائرها قبل أشهر فقط من رد اعتبارها على حساب "حليفتها" السعودية.
ثورة بن زايد في عدن لم تأتي من عبث حسب محللين ويردون معارك الجنوب الى التصرفات السعودية الأحادية الجانب في جنوب اليمن وذلك من خلال اتخاذ المملكة مجموعة من الإجراءات استفزت الامارات ومنها:
اولا- إيداع مليارَي دولار في البنك المركزي اليمني في عدن.
ثانيا- بعد إيداع السعودية للأموال في البنك المركزي قام محمد آل جابر سفير السعودية في اليمن بزيارة مستعجلة الى عدن قام خلالها بتفقّد ميناء عدن الذي تستشعر الإمارات إزاءه حساسية عالية قائلا ان السعودية لديها خطة لليمن لافتاً إلى أننا نطور ميناء عدن وميناء المكلا لتطوير الاقتصاد وتوفير فرص عمل معللاً عدم اهتمام بلاده في السابق بالمحافظات الجنوبية بانشغالها بالوضع السعودي الداخلي.
ثالثاً- قامت القوات السعودية البحرية في الأسبوعين الماضيين بإنزالات كبيرة لعشرات العربات المسلحة والجنود في محافظة المهرة وسيطرت من خلالها على مواقع استراتيجية هناك فيها بعدما كانت المحافظة حتى الأمس القريب موضع ترقب واهتمام من الجانب الإماراتي لحاجته إليها في الضغط على سلطنة عمان.
وامام هذه الوقائع يرى محللون ان ما حصل في الأسبوع الماضي في مدينة عدن وما سيحصل في المستقبل القريب في اليمن ككل يرتبط ارتباطاً وثيقاً برؤية محمد بن زايد لمستقبل دولته الاقتصادي وطموحاته التجارية في المنطقة. وفي رأيه ان هذه الطموحات لن تتحقق من دون جنوب اليمن الذي سيؤمن له موقعاً مهماً لتنفيذ مشاريعه ومخططاته لابقاء بلاده في موقع الريادة الاقتصادية والتجارية في المنطقة وفي العالم ككل وذلك إذا ما استفاد جنوب اليمن من موقعه الحيوي بسواحله وموانئه وجزره ومضيقه، وكذلك في ثروته الطبيعية (نفطه وغازه).
ومن هذا المنطلق يرى بن زايد جنوب اليمن ككنز غير قابل للنفاد بل انه بموقعه الاستراتيجي كان ولا يزال مطمع القوى العظمى في العالم مع الإشارة إلى أن بريطانيا العظمى تنعمت بخيرات هذا البلد وموقعه لأكثر من 120 سنة. ومع وجود هذه الدوافع والإمكانات المتاحة قام بن زايد باشعال جنوب اليمن من جديد في وجه السعودية وانقلب عليها وليس عن عبث قام بدعم ميليشيا " الانتقالي الجنوبي " الذي يرفع لواء الاستقلال عن اليمن .
وكما ذكرنا ان الامارات تضع كل ثقلها في الجنوب الا انها لم تنسى مصالحها أيضا في الشمال اليمني وذلك عبر دعم الابن الأكبر للرئيس اليمني السابق على عبد الله صالح الذي تصنع منه حصان طروادة في الشمال لتقتحم أسوار اليمن وتثبت نفوذها وتضمن مصالحها أيضا هناك في مقابل المصالح السعودية.
اما في المقابل يعيش محمد بن سلمان كابوس خسارة اليمن (من ضمنه الجنوب) من بين يديه فتاريخياً عملت السعودية وحكامها طوال العقود الماضية على فدرالية اليمن وابقائه تحت وصايتها وهيمنتها وذلك عبر إذلال وإفقار وتجهيل الشعب اليمني حتى وصل بهم الامر الى شن حرب كبرى وتجويع الملايين من اليمنيين وذلك بعد خروجهم وتمردهم على الوصاية والهيمنة السعودية وسيرهم باتجاه تحصيل سيادته وقراره المستقل.
الخلاصة ان السعودية تحاول جاهدة فدرالية اليمن من جديد وذلك عبر تقسيمه الى اقليمين تابعين لها مباشرة وهذا ما يمكن استشفافه من التصريح الأخير للسياسي السعودي أنور عشقي المقرب بأجهزة القرار داخل المملكة والذي اقترح فيه تشكيل حكومة شمالية بزعامة أحمد علي صالح وأخرى جنوبية برئاسة عيدروس الزبيدي ضمن دولة فدرالية من إقليمين بقيادة الرئيس المنهية صلاحياته عبد ربه منصور هادي مضيفاً أن الحراك الجنوبي يرفض حكومة بن دغر ولكنه لا يرفض حكم هادي ولذلك فإن حلاً من هذا النوع يمكنه أن يسهم في إحلال السلام مرحلياً. الا ان هذه الفرضية السعودية تستضم بالمصالح الإماراتية التي تطمح الى جعل الجنوب بسواحله ومنابعه الطبيعية مقاطعة إماراتية تخضع بشكل مباشر لأوامر محمد بن زياد ويبقى السؤال: أيهم سينتصر في نهاية المطاف اطماع بن زايد في خيرات اليمن ام عناد بن سلمان؟! سؤال سيكشفه القادم من الأيام.
المزيد في هذا القسم:
- صحيفة "غارديان" تكشف عن صفقات أسلحة للسعودية تستخدم في اليمن المرصاد نت - متابعات كشفت صحيفة "غارديان" البريطانية أن لندن باعت السعودية صواريخ وأسلحة بالمليارات لكي تستخدمها في اليمن تحت نظام ترخيصٍ غير شفاف يجعل من تتب...
- العدوان يثبت خيار الحرب في مأرب والجوف المرصاد نت - مأرب قصف جوي ومدفعي على مناطق عدة بمحافظتي مأرب والجوف صارت أبرز ممارسات العدوان السعودي وحلفائه المستمرين بتحريك تعزيزات لرفد مختلف الجبهات ب...
- مسلسل تفجير أنابيب النفط مستمر في ظل الانفلات الأمني بشبوة! المرصاد نت - متابعات أقدم مسلحون، منتصف ليلة الأحد على تفجير أنبوب لنقل النفط الخام في محافظة شبوة شرق البلاد في عمل تخريبي هو الثاني من نوعه خلال أقل من شهر....
- أطباء المستشفى الاستشاري يطالبون في وقفة احتجاجية بالافراج عن مدير المستشفى نظم أطباء وموظفو المستشفى الاستشاري اليمني والمئات من أبناء شرعب وقفة احتجاجية أمس الاثنين أمام منزل الرئيس هادي للتضامن مع الدكتور رفيق الشرعبي...
- مسؤول أممي: صراعات المنطقة تؤثر سلبا على اليمن المرصاد نت - متابعات أكد منسق الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في اليمن جيمي ماكغولدريك أن الصراعات في المنطقة تؤثر بشكل سلبي على اهتمام المجتمع الدولي بالأوضاع...
- الدور الذي تلعبه الترسانة العسكرية الفرنسية في قتل اليمنيين! المرصاد نت - متابعات شنت دول تحالف العدوان السعودي والإماراتي حربا جائرة على أبناء الشعب اليمني في 25 مارس 2015 ولا تزال مقاتلات الجو ومدفعيات تحالف العدوان ح...
- تحالف العدوان السعودي يعترف بقصف مستشفى أطباء بلا حدود باليمن بعد شهور من الانكار المرصاد نت - متابعات أقر تحالف لعدوان الذي تقوده السعودية بأن طائراته قامت بقصف المستشفى التابع لمنظمة أطباء بلاحدود في اغسطس الماضي في منطقة عبس بمحافظة حجة،...
- حكومة هادي تستعد لعقد جلسة استثنائية لمجلس النواب في عدن المرصاد نت - متابعات في وقت يجري فيه الحديث عن عودة هادي إلى عدن تمكنت القوات اليمنية المستركة من قطع خط دمنة خدير – المسراخ عقب تجدد الاشتباكات جنوب غر...
- أمريكا تلمح لحل سياسي وبريطانيا تحشد .. ماذا يطبخ لليمن؟ المرصاد نت - يحيى الشرفي من المسلم به أن آخر أوراق التحالف العسكرية سقطت تماماً في اليمن فالورقة الأقوى والتي كان التعويل على نجاحها بنسبة 100% كانت ورقة الرئ...
- هدنة الحُديدة تسري غداً .. هل يلتزم تحالف العدوان بالهدنة؟ المرصاد نت - متابعات ذكر مصدر في الأمم المتحدة أنّ موعد الهدنة في مدينة الحُديدة سيدخل حيز التنفيذ منتصف ليل الاثنين - الثلاثاء في ما يبدو أنه محاولة لتثبيت ا...