المرصاد نت - متابعات
يطرح «التحالف» نفسه وسيطاً بين المكونين المتصارعين التابعين له في عدن واضعاً بنود «وساطة» لا تتضمن تسوية فعلية بين طرفي النزاع من شأنها تمكين الإمارات في عدن سياسياً وعسكرياً وإطاحة بن دغر تدشيناً لمرحلة جديدة في الجنوب قد تكون أهدافها في الشمال
لم ينتظر «التحالف» أكثر للتدخل لوقف أسوأ اقتتال بين حلفائه وإعادة الهدوء إلى عدن بعد معارك عنيفة ودموية استمرت ثلاثة أيام بين المكونين التابعين له حكومة هادي والألوية التابعة لها من جهة و«المجلس الانتقالي الجنوبي» التابع للإمارات من جهة ثانية ما استدعى الأمم المتحدة وعواصم عالمية معنية إلى إطلاق بيانات «القلق» والدعوة إلى نزع فتيل الأزمة.
وبالتزامن مع تلك الدعوات جاء تحرك «التحالف» الفعلي بإطلاق بيان جديد إلحاقاً ببيان سبقه اكتفى بالدعوة إلى التهدئة حذّر فيه من «إجراءات» قد يتخذها في عدن إن لم تستجب الأطراف المتصارعة لدعوات التهدئة لكن ذلك كان بالنسبة إلى حكومة أحمد بن دغر متأخراً إذ جاء بعد محاصرة «الانتقالي» القصر الرئاسي في معاشيق حيث كان بن دغر وسبعة وزراء في داخله بحماية قوات سعودية فيما سيطرت قوات «الانتقالي» على معظم مناطق المدينة.
موقف الرياض الذي تناغم مع التحركات العسكرية لـ«المجلس الانتقالي» بقيادة عيدروس الزبيدي اعتبره مراقبون ضوءاً أخضر لتحركات الأخير ما ينذر بمرحلة جديدة يريد «التحالف» تدشينها من شأنها إعادة تشكيل الخريطة السياسية والعسكرية في عدن باتفاق بين «الانتقالي» والرئيس هادي.
ولتمرير الوساطة شكّل «التحالف» «لجنة تهدئة» تابعة لجبهة الساحل الغربي بقيادة أبي زرعة المحرمي التابع للسعودية وقد بدأت مهماتها أمس على الأرض بدا ذلك في انحسار الاشتباكات الدامية التي بدأت الأحد الماضي وتسليم مقاتلي «الانتقالي» قاعدتين عسكريتين كانوا قد سيطروا عليهما كذلك أعادت البنوك والمتاجر فتح أبوابها أمس واستؤنفت حركة المرور في الشوارع بعد أيام قضاها الكثيرون داخل البيوت هرباً من القتال الذي أدى إلى مقتل ما لا يقل عن 35 مقاتلاً ومدنياً بحسب الصليب الأحمر الدولي.
وساطة... بلا تسوية
انفراج الأزمة وفقاً لبنود وساطة «التحالف» جاءت بالتفاهم مع الرئيس هادي من شأنها أولاً تنحي بن دغر وإعلان حكومة جديدة على أن يمنح «المجلس الانتقالي» الرئاسة متمثلة بهادي بعض الوقت لعملية تعيين حكومة جديدة بالمتابعة مع «التحالف» وأن يسمح «المجلس الانتقالي» لحكومة بن دغر بتأديه مهماتها ابتداءً من أمس الأربعاء حتى إعلان الحكومة الجديدة في أقرب وقت ممكن بالتشاور مع «اللجنة الثلاثية» وهي لجنة تشكلت العام الماضي برئاسة اليمن تضم الإمارات والسعودية لحل ما تعرف بـ«معركة المطار» العام الماضي التي سببت نشوب معارك عسكرية بين حكومة هادي و«الانتقالي» بعد رفض الأخير هبوط طائرة للرئيس هادي في مطار عدن في شباط/ فبراير الماضي وشاركت فيها طائرات «أباتشي» إماراتية.
وينص اتفاق الوساطة ثانياً وفقاً للمصادر على أن تكون الحكومة الجديدة «حكومة كفاءات» وهو ما طالب به رئيس «المجلس الانتقالي» عيدروس الزبيدي أول من أمس في تصريح على قناة «فرانس 24»، على أن «تنشغل الحكومة الجديدة بالجانب الخدمي والمعيشي فقط بعيداً عن المكايدات السياسية وعن أي ممارسات أو تصريحات مستفزة لشعب الجنوب».
وفي أثناء المعارك المحتدمة وسقوط «اللواء الرابع حماية رئاسية» بيد «الانتقالي» كان قائد اللواء العميد مهران القباطي قد سحب كتائب تابعة له في جبهة البقع الشمالية التابعة لمحافظة صعدة على الحدود السعودية لمواجهة قوات «الانتقالي» في عدن الأمر الذي دفع قيادة «الانتقالي» التي أكدت أنها ستسلم حكومة هادي باقي الألوية إلى التحفظ عن اسم القباطي.
وفي ضوء ذلك نص الاتفاق ثالثاً «على تعيين قيادة من الحزام الأمني لمعسكرات الحرس واستبعاد مهران القباطي (التابع للسعودية) والقيادات السابقة لتلك المعسكرات» على أن «تعمل القيادة الجديدة التابعة للحزام الأمني (التابع للإمارات) على تسلّم تلك المعسكرات وعودة قوات المقاومة الجنوبية إلى مواقعها» التي سحبها القباطي من جبهة البقع الشمالية.
وتنص بنود الوساطة رابعاً، على نقل هذه الألوية إلى خارج عدن وفق خطة مزمنة لعدم حاجة المدينة لهذه الثكنات العسكرية وإشراف «التحالف » على ذلك ما يشي بأن «التحالف»، يسعى إلى تشكيل نواة جيش وطني جنوبي ذي مهمات أمنية وعسكرية محددة خارج عدن.
الي ذلك قالت مصادر إنّ قوات المجلس الانتقالي سلّمت معسكر اللواء الرابع حماية رئاسية لقوات عسكرية جديدة بقيادة القيادي السلفي حمدي شكري الصبيحي وتسليم معسكر اللواء الثالث حماية رئاسية في جبل حديد لقوات عسكرية بقيادة السلفي لؤي الزامكي. يأتي ذلك بعد مواجهات عنيفة بين قوات موالية للمجلس الإنتقالي الجنوبي المدعوم إماراتياً من جهة وقوات الحماية الرئاسية التابعة لهادي من جهة أخرى في عدن فيما يسود الهدوء الحذر مجمل مديريات عدن وأبرزها مديريات خور ومكسر وكريتر ودار سعد التي شهدت مواجهات عنيفة وتبادل للقصف الصاروخي والمدفعي بين الطرفين.
وكانت حكومة هادي قد نفت عبر ناطقها الرسمي أنباء سيطرة مسلحي المجلس الانتقالي الجنوبي على محيط قصر معاشيق وبوابته الخارجية.
وقال الناطق الرسمي لحكومة هادي راجح بادي إنّ قصر المعاشيق ومحيطه ومعظم أحياء مدينة كريتر لازالت تحت سيطرة اللواء الأول حماية رئاسية، لافتاً الى أن "الحكومة متواجدة بكامل أعضائها في قصر معاشيق بعدن ولا صحة لأنباء مغادرتها".
المزيد في هذا القسم:
- حشد عسكريّ إماراتيّ في الساحل الغربي وأكثر من مئتي غارة للتحالف السعوديّ! المرصاد نت - متابعات أفادت معلومات بوصول 3 سفن إماراتية إلى ميناء المخا الساحلي قادمةً من أريتريا وعلى متنها أكثر من ألف مقاتل بعد تلقيهم التدريبات في القاعدة...
- الاحتقان يتصاعد بين الفصائل المسلحة بتعز المرصاد نت - متابعات ما يزال الوضع محتقنا بين الفصائل المسلحة في مدينة تعز جنوب غرب البلاد و الذي انعكس سلبا على الوضع الأمني في المدينة. يتضح ذلك من خلال ...
- أمريكا وإستراتيجية السيطرة على أعالي البحار : الساحل اليمني نموذجاً المرصاد نت - عبدالحميد الغرباني في تشكيل الأحداث يأتي الموقع أولا في ترتيب العوامل الرئيسية للأحداث لدرجة قيل معها إن الموقع هو العنصر الدائم في صناعة التاريخ...
- أبرز التطورات الميدانية والعسكرية في المشهد اليمني المرصاد نت - متابعات أطلقت القوة الصاروخية للجيش واللجان الشعبية اليوم الخميس صاروخا باليستيا قصير المدى على تجمع آليات مرتزقة العدوان السعودي الأمريكي في الس...
- استراتيجيةٌ جديدةٌ لقوى العدوان : التخلص من جنودها ومنافقيها الفرّارين بساحل ميدي المرصاد نت - متابعات استراتيجيةٌ جديدةٌ لقوى العدوان التخلص من جنودها ومنافقيها الفرّارين بساحل ميدي.. سحـلٌ للمرتزقة بأيدي الأبطال وأيدي أسيادهم .. مذبحةٌ ...
- بجهود اللجان الثورية .. ايرادات الضرائب تحقق اعلى ايرادات في تاريخها . على الرغم من الظروف الاستثنائية اقتصاديا الا انه وبفضل اللجان الثورية الرقابية تمكنت مصلحة الضرائب من تحصيل اعلى ايرادات ضريبية في تاريخها... سابقة جديدة تحسب ل...
- من يحكم الجنوب..؟ المرصاد نت - يمنات باتت قوات تحالف العدوان السعودي صاحبة الأمر و النهي في محافظات الجنوب و هي صاحبة السلطة الفعلية في تلك المحافظات و كل شيء يمر عبرها. و ي...
- هل سيقلص السودان قواته في اليمن فعلا ؟ المرصاد نت - متابعات خلافاً لما أعلنته قوات "الدعم السريع" التابعة للجيش السوداني حول تقليص قواتها المتواجدة في اليمن، تؤكد معطيات على الأرض أنه لا يوجد تقليص...
- هل سينتصر مارتن غريفيث والأمم المتحدة للشعب اليمني ومظلوميته؟! المرصاد نت - متابعات بعد زيارةِ المبعوث الأممي مارتن غريفيث للحديدة رفقةَ منسقة الشؤون الإنْسَانية المقيمة في اليمن واطّلاعه على طبيعة الأوضاع الإنْسَانية وال...
- المتاجرة الدولية بآلام اليمنيين المرصاد نت - علي أحمدانعقد اجتماع اللجنة الرباعية الدولية لدول العدوان (السعودية، الإمارات، أمريكا ،وبريطانيا) زائدا سلطنة عمان لمناقشة ملف العدوان على اليمن في...