مؤتمر ميونخ للأمن: الاتحاد الأوروبي يفشل في السياسة الخارجية

المرصاد نت - متابعات

رأى رئيس مؤتمر الأمن في مدينة ميونخ الألمانية فولفغانغ إشينغر أنّ الاتّحاد الأوروبي أخفق في السياسة الخارجية والشرق الأوسط.EU Parliament2018.2.15


ونقلت صحيفة «بيلد» الألمانية تصريحات لإشينغر قال فيها أمس إن «الاتحاد الأوروبي يمثل 500 مليون نسمة وهو الشريك التجاري الأكثر أهمية للعديد من البلدان لكنه يفشل في السياسة الخارجية والشرق الأوسط» مستدركاً: «بدلاً من الحديث معاً أوّلاً يزور رؤساء حكومات ووزراء خارجية الدول الأوروبية بصورة منفردة الدول التي تعاني أزمات».

إشينغر شرح أنّ «كل رئيس حكومة أو وزير خارجية يزور الدول التي تعاني أزمات حاملاً أجندته الخاصة» في إشارة إلى فقدان الاتحاد استراتيجية موحّدة في السياسة الخارجية، وتعامل كل دولة عضو من منطلق مصالحها الخاصة. بناءً على ذلك دعا الحكومة الألمانية المقبلة إلى العمل على «إصلاح الاتحاد الأوروبي» لافتاً إلى أنّ الأخير «سيكون أكثر تأثيراً حال اعتماد اتخاذ القرارات بتصويت الأغلبية».

الجدير بالذكر أنه يمكن أيّ دولة عضو في الاتحاد استخدام حق النقض لوقف أي قرار تعترض عليه ما يعني أن القرارات لا تتخذ بأغلبية الأصوات الموافقة عليها. وهنا قال إشينغر: «ما دام يمكن أي دولة صغيرة أن تستخدم حق الفيتو ضد تطبيق سياسة خارجية مشتركة للاتحاد الأوروبي سيلعب الاتحاد دوراً هامشياً في حل الأزمات الدولية مثل ما يحدث في سوريا».

ورداً على أسئلة للصحيفة عما إذا كان المؤتمر سيؤدي إلى تسوية نهائية في سوريا قال إيشنغر: «لا أتوقع إنجازاً قريباً» لكنه أشار إلى أن ممثلين عن جميع الأطراف سيحضرون المؤتمر وسيتمكنون من مناقشة الوضع خلال الجلسات العامة وفى جو غير رسمي أيضاً، مضيفاً: «هذه هي جدوى المؤتمر الأمني؛ يمكن أن يساعد في استعادة الثقة المفقودة».
ويشارك في مؤتمر ميونخ للأمن الذي ينطلق غداً الجمعة وتتواصل فعالياته حتى الأحد المقبل، 600 شخص بينهم 21 رئيس دولة وحكومة و75 وزير خارجية ودفاع. ويعد المؤتمر الذي يعقد سنوياً أبرز مؤتمر دولي يتناول السياسات الأمنية.

«مبادرة الدفاع الأوروبية» تهدد وحدة «الأطلسي»؟

وفي سياق متصل أعربت واشنطن عن مخاوفها من أن تنتقص «مبادرة الدفاع الأوروبية» نشاطات «حلف شمال الأطلسي» وحاجاته في وقت طمأنت فيه بروكسل إلى التكامل بينهما، تاركة الخلاف مع تركيا بشأن سوريا للتقييم الأميركي

ألقت المخاوف الأميركية إزاء مبادرة الدفاع الأوروبية والتوتر بين الولايات المتحدة وتركيا حول سوريا بظلالها على الاجتماع الوزاري الذي بدأه «حلف الشمال الأطلسي» في بروكسل أمس وهو الأمر الذي هدد بالانعكاس سلباً على وحدة الحلف.

وبدأ اجتماع وزراء الدفاع بمناقشات حول مساهمات مختلف الأعضاء في النفقات الدفاعية بطلب من الأميركيين. وصرح الأمين العام لـ«الأطلسي» ينس ستولتنبرغ قبل بدء الاجتماع بأن الأخير «تشجيع للأوروبيين لبذل المزيد من أجل دفاعهم» مضيفاً: «إننا بحاجة إلى المزيد من الأموال والقدرات والمساهمات». ولفت ستولتنبرغ إلى أن «مبادرة الدفاع الأوروبية إن كانت مصممة جيداً يمكن أن تساهم في توزيع عادل للأعباء» علماً أن دول الحلف تعهدت زيادة إنفاقها العسكري ليصل إلى 2% من إجمالي ناتجها الداخلي بحلول 2024.

أما عن روسيا فأكد ستولتنبرغ أن الحلف لا يسعى إلى نشوب «حرب باردة» أو سباق تسلح جديد بل لا يزال يأمل تحسين العلاقات مع موسكو. وهو كان قد كرر أول من أمس مخاوف الإدارة الأميركية قائلاً: «هناك بالفعل اختلاف في وجهات النظر» ومذكراً الحلفاء الأوروبيين بـ«حدود مبادرتهم الدفاعية». كما قال الأمين العام لـ«الناتو» إنه «يجب ألّا يصبح الاتحاد الأوروبي بديلاً لما يفعله الحلف» محذراً من إغلاق الأسواق العسكرية الأوروبية أمام الولايات المتحدة والدول غير الأعضاء في الاتحاد الأوروبي.

وعملياً يخشى الأميركيون إغلاق أسواق الدفاع في دول الاتحاد الأوروبي أمام شركاتهم للمصلحة الأوروبية ولذلك جاء تصريح ستولتنبرغ رداً على المخاوف التي أعرب عنها الوفد الأميركي بقيادة وزير الدفاع جيم ماتيس. هذه النبرة الشديدة فاجأت بعض الأوروبيين إذ أكد ديبلوماسي في بروكسل أنه «لا نية في أي ازدواجية غير ضرورية (في الوسائل) أو اكتساب قدرات غير مفيدة» مشدداً على أنه «ينبغي قيام علاقة ندية، لأن الدول الأوروبية لا يمكنها توفير تجهيزات دفاعية في السوق الأميركية» فيما قال ديبلوماسي آخر: «أن نكون أعضاء في الحلف لا يعني أن علينا الارتهان لصناعة الأسلحة الأميركية».

ورغم أن ستولتنبرغ قد أقر بوجود «خلافات في وجهات النظر» فإنه نفى أن يكون هناك قصور في الثقة بين الأميركيين والأوروبيين كما أن وزيرة خارجية الاتحاد، فيديريكا موغيريني ستكلَّفُ تبديد هذه المخاوف. وفي هذا السياق قال ديبلوماسي أوروبي إنه «لا بد من العمل قليلاً على شرح (المواقف) لكن ليس هناك أي مشكلة جوهرية»، مضيفاً: «البعض يجد أنّ من المناسب الإشارة إلى توتر بين الولايات المتحدة والأوروبيين لكن هذا غير صحيح».

أما عن التوتر بين واشنطن وأنقرة فإنه قد يهدد وحدة صف «حلف الأطلسي» خاصة أن وزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون قال الثلاثاء الماضي إن «العملية العسكرية التركية في سوريا ضد مقاتلي وحدات حماية الشعب الكردية المتحالفة مع واشنطن أضعفت مكافحة داعش». وكان مصدر في بروكسل قد صرّح بأن هذه العملية «مصدر قلق للحلف الأطلسي لكن لا يمكن تسويته داخل الحلف» معتبراً أن «المسألة ستجد حلاً على نحو ثنائي بين الولايات المتحدة وتركيا».

المزيد في هذا القسم:

المزيد من: الأخبار العربية والعالمية