المرصاد نت - علي حيدر
في الحرب المستمرة على أهالي القدس المحتلة صدّق الكنيست بالقراءتين الثانية والثالثة على منح وزير الداخلية صلاحية إبعاد المقدسيين إضافة إلى احتجاز جثامين الشهداء في تصعيد جديد أيّدته غالبية النواب وينهي «مهزلة» المشاكسة بين جيش العدو و«المحكمة العليا»
لا يختلف القمع الرسمي الإسرائيلي عن قمع عصابات اليمين المتطرف سوى بأن الأول أكثر دهاءً ويرتدي لَبوساً قانونياً يبدو بموجبه من يناضل من أجل حقوقه خارجاً عن القانون الذي سنّه الاحتلال، فيما تصبح ممارسات الاحتلال القمعية ليست إلا تطبيقاً للقانون. وفق هذه المعايير التي يغطيها العالم الغربي، وعلى رأسها الولايات المتحدة تصبح مساعي ومحاولات المطرود من وطنه بالعودة إليه «اعتداءً» على الدولة المحتلة وكمن يخرق «سيادة» الاحتلال، في حين أن المجازر التي يرتكبها كيان الاحتلال الذي أضفت عليه الأمم المتحدة الصفة الدولتية وقطاع غزة نموذجاً دفاعاً عن النفس!
أيضاً، يصبح هدم المنازل تطبيقاً للقانون، وطرد السكان إجراءً إدارياً قانونياً له موجباته الأمنية... أما دور «المحكمة العليا الإسرائيلية»، فهو الاعتراض على بعض الإجراءات القمعية كي تصبح قانونية، بمعنى أن طرد السكان الفلسطينيين قبل أن تتم قوننته في الكنيست أمر مرفوض ويجمد، أما بعد سنّ الكنيست قانوناً يسمح بذلك، فيصبح هذا الإجراء بموجب معايير المحكمة نفسها قانونياً طبيعياً، وهو أمر مفهوم في الكيان الإسرائيلي لكن ينبغي القول إنه يجسد أيضاً حقيقة أن هذه المحكمة والعديد من المؤسسات الأخرى هي صهيونية قبل أن تكون مهنية.
ما تقدم يلخص جانباً من خلفيات القانون الذي سنّه الكنيست وصدّق عليه بالقراءتين الثانية والثالثة ويمنح وزير الداخلية حق إلغاء الإقامة الدائمة للفلسطينيين الذين يعيشون شرقي القدس المحتلة ولسكان إسرائيليين آخرين، سواء أكانوا متورطين في «الإرهاب»، أم انتهكوا «الولاء لدولة إسرائيل». ووفقاً للقانون في حالة إلغاء المكانة يمكن للدولة طرد السكان. وتم التصديق على القانون بدعم 48 نائباً ومعارضة 18 فقط فيما امتنع 6 عن التصويت. الأمر نفسه ينطبق على تصديق الكنيست بالقراءتين الثانية والثالثة، على مشروع قانون آخر يتيح احتجاز جثامين الشهداء منفذي العمليات وفرض شروط على جنازاتهم بيد «قائد المنطقة» في الأجهزة الأمنية التابعة لسلطات الاحتلال.
وتمت صياغة قانون الطرد رداً على قرار سابق لـ«المحكمة العليا» بإلغاء قرار اتخذه وزير الداخلية روني بار أون، قبل أكثر من عشر سنوات بإلغاء إقامة أربعة من سكان شرقي القدس عندما رأت أنه تصرف من دون أي صلاحية عندما ألغى إقامة الأربعة. مع ذلك جمّدت المحكمة القرار لنصف سنة من أجل تمكين الكنيست من سنّ قانون يشرّع عمليات طرد الفلسطينيين من وطنهم. وإذا ما تجاوزنا جانب الوقاحة التي تتّسم بها هذه القوانين وكونها سلوكاً متوقعاً من احتلال طرد شعباً من وطنه، فهي تأتي ضمن سلة الأوراق والأدوات بهدف ردع الفلسطينيين عن مواصلة النضال ضد الاحتلال وإجراءاته خاصة أن طرد أي فرد منهم أصعب عليه وعلى عائلته، من السجن.
وينطوي ذلك على كونه جزءاً من خطة أوسع تستهدف تفريغ القدس من سكانها الفلسطينيين. أما عن كيفية مواجهة هذا القانون فهو بما أوضحه رئيس الكتلة البرلمانية لـ«القائمة المشتركة» ورئيس حزب «التجمع الوطني الديموقراطي» النائب جمال زحالقة بالقول إن «علينا التعامل مع هذا القانون بحذر شديد بعيداً عن التهوين أو التهويل. إسرائيل تريد أن تخيف الناس وتردعهم عن المشاركة في النضال ضد الاحتلال في القدس وتلوح بتهمة خيانة الأمانة والإبعاد عن المدينة ويجب ألا نقع في هذا الفخ. فالقانون لا يلزم وزير الداخلية الإبعاد بل يمنحه الحق بذلك وهو لن يستطيع تنفيذ عمليات إبعاد جماعية لمواجهة نضال جماهيري واسع. الرد على هذا القانون يكون بتصعيد النضال بالذات».
في المقابل وصف عضو آخر في القائمة القانون بالقول إنه «تشريع سيّئ وخطير. الآلية التي أوجدها هذا القانون هي وضع سكان القدس الشرقية أمام أسوأ شر في العالم. سكان القدس يعيشون هناك ليس لأنهم اختاروا أن يكونوا إسرائيليين، ولكن لأن هذا موطنهم. أنتم تريدون في الواقع فرض واجب الولاء على الأشخاص الذين لا يربطهم بدولة إسرائيل أي رابط من الولاء».
وكان الكنيست قد صدّق أيضاً على قانون يتيح احتجاز جثامين الشهداء إذا توقعت الأجهزة المختصة، الشرطة وقائد المنطقة أن تسليم الجثمان سيؤدي إلى تظاهرات متضامنة معه خلال عملية التشييع. ومن بين الشروط التي يفرضها الاحتلال تحديد عدد المشاركين في الجنازة وهويتهم، ومنع مشاركة شخص معين، وتحديد مسار الجنازة وموعد إقامتها، وتحديد أغراض يمنع استعمالها خلال الجنازة.
المزيد في هذا القسم:
- أمريكا والسعودية اتفقتا على نقل 9 آلاف ارهابي داعشي من الموصل الى سوريا المرصاد نت - متابعات كشف مصدر عسكري دبلوماسي في موسكو أن واشنطن والرياض اتفقتا على تمكين مقاتلي "داعش" الارهابي من الخروج الآمن من الموصل قبل بدء التحلف الدول...
- السعودية .. هل ينحرها ترامب أم تنتحر؟ المرصاد نت - متابعات الإعلام السعودي الذي أطنب محمد بن سلمان في مقابلته مع "ذي اتلانتيك" الأميركية تبجّح في حديث بن سلمان بشأن حق "الشعب اليهودي" في دولة كما ...
- استشهاد فلسطيني بنيران جيش الاحتلال الإسرائيلي ! المرصاد نت - متابعات استشهد شاب فلسطيني اليوم عقب إطلاق جنود الاحتلال الإسرائيلي النار عليه في منطقة الراس الواقعة في بلدة إذنا غرب الخليل قرب جدار الفصل العن...
- حقائق عن السعودية.. مملكة الوهابية القاتمة التي تكره الثورة والحرية المرصاد نت - متابعات نشر موقع “kitv” الأمريكي تقريراً تضمن بعض المعلومات الأساسية عن المملكة السعودية تلك المملكة الغنية بالنفط حيث هي بلد شرق ...
- الذهب يرتفع مع تراجع الدولار وترقب قرار المركزي الأمريكي المرصاد-متابعات ارتفعت أسعار الذهب الأربعاء مع تراجع الدولار بينما يترقب المستثمرون الحذرون بيانا أساسيا بخصوص السياسة النقدية سيصدره البنك المركزي الأمريكي قد...
- ضغوط أميركية تسبق «أوبك»: تردّد روسي أمام اقتراح سعودي جديد ! المرصاد نت - متابعات وسط قلق من تباطؤ الاقتصاد العالمي وزيادة إمدادات النفط من الولايات المتحدة غير المشاركة في اتفاق دول منظمة «أوبك» وعدد من الم...
- الكيان الصهيوني والكيان السعودي : توام استعماري سري لماذا يتم إظهاره الان ؟ المرصاد نت - متابعات بريطانيا التي هي رائدة الاستعمار في العالم امعنت في الاستعمار الى حد التخمة ولما شاخت نقلت تجربتها الاستعمارية الى الولايات المتحدة الامر...
- بعد صفقات تركية وأمريكية:قطر تشتري مروحيات بصواريخ بعيدة المدى من إيطاليا المرصاد نت - متابعات وقعت قطر وإيطاليا أمس الأربعاء عقدا لشراء 28 طائرة هليكوبتر من طراز “NH90″ من خلال شركة ليوناردو للطائرات المروحية كما وقعت ا...
- داعش یلفظ انفاسه ألأخيرة.. بين الموصل والتنف المرصاد نت - متابعات كانت الساعات القليلة الماضية مليئة بالتطورات المهمة في الميدان السوري والعراقي تطورات قد لا يكون من المبالغة القول أنها كانت أحد ال...
- إصابة 32 فلسطينيا خلال قمع العدو مسيرة منددة بالاستيطان المرصاد-متابعات أصيب نائب رئيس حركة “فتح” محمود العالول، ورئيس هيئة مقاومة الجدار والاستيطان وليد عساف، إلى جانب العشرات بالاختناق، نتيجة استنشاقهم الغاز الم...