المرصاد نت - متابعات
تحاول إيران إبداء عدم اهتمام بالتغيير الوزاري الذي أجراه الرئيس الأميركي مُقلِّلةً من خطورة الخطوة وإن وضعها دونالد ترامب في سياق مواجهة طهران.
في الوقت نفسه يجدد الإيرانيون مقابلة تهديد ترامب بتهديد مماثل بأن أي انسحاب أحادي الجانب يلُوِّح به البيت الأبيض لن يجرّ إيران إلى إعادة الاتفاق إلى طاولة التفاوض في موازاة التمسك برفض التجاوب مع الرسائل التي بعثت بها واشنطن عبر الوسيط الأوروبي
حذِرةً وباردةً بدت ردة فعل إيران الأولية على قرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب إقالة وزير خارجيته ريكس تيلرسون على الرغم من الإشارات التي ترسلها الخطوة باتجاه طهران واتفاقها النووي. لا شيء حتى الآن يشي باستنفار استثنائي في «الجمهورية الإسلامية» وإن كانت الأنظار تتجه إلى كل من المرشد الأعلى علي خامنئي والرئيس حسن روحاني الذي قد لا يكون هو وفريقه في وضع يحسدون عليه إذا ما تلى قرار ترامب وفق ما ألمح إليه الأخير قرارٌ بالانسحاب من الاتفاق ما يعني خيبة أمل إيرانية تلوح في الأفق لدى المتحمسين للصفقة النووية.
بالنسبة إلى طهران، فإن التصعيد الأميركي، وإن لم تُحسم وجهته إلى الآن في انتظار مشاورات أميركية مع الشريك الأوروبي في الاتفاق كان احتمالاً وارداً ردّ عليه الإيرانيون باكراً عشية زيارة زير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان، وفي أثنائها بجملة مواقف تصدّرها تأكيد روحاني أن قوة إيران الدفاعية ليست قابلة للتفاوض في إشارة إلى البرنامج الصاروخي، وذلك في موازاة موقف المرشد الأعلى الذي رفض أي تفاوض بشأن دور إيران في المنطقة.
زيارة لودريان التي وصفها مراقبون بـ«حوار الطرشان» حسمت النقاش حول صعوبة الموقف الذي وضع ترامب أمامه أطراف الاتفاق الإيرانيين والأوروبيين على السواء. لم ينجح لودريان في سحب تنازل ولو جزئي من طهران التي أصرت على أن ينحصر النقاش في مكان آخر هو تطبيق ما لم يُنفّذ بعد من لوازم الاتفاق أي في ما يتعلق بالجانب التجاري وإن أدت الزيارة هدفها لجهة إيصال رسالة واضحة من الفرنسيين وضمناً الأميركيين إلى المسؤولين الإيرانيين بأن واشنطن جادة في التصويب على الاتفاق في حال لم يُطرح مشروع ترامب لـ«إصلاح» الاتفاق على الطاولة ويعاد التفاوض عليه.
في واشنطن كان ترامب واضحاً في تأكيد التكهنات بشأن خلافاته مع تيلرسون عبر ربطه طلاق إدارته مع الأخير بجملة أمور أبرزها الخلاف على ملف إيران. قال ترامب إن «الاتفاق (النووي) الإيراني رهيب» مضيفاً: «أردت إما إلغاءه أو القيام بأمر ما بينما كان موقفه (تيلرسون) مختلفاً بعض الشيء. لذلك لم نتفق في مواقفنا».
في مقابل سهام ترامب كان موقف طهران مشوباً بالترقب والحذر ظاهره لا مبالاة بالتعيينات الأميركية التي وضعتها وزارة الخارجية الإيرانية في إطار «الشأن الداخلي» لواشنطن. «ما يهم الجمهورية الإسلامية» بحسب المتحدث باسم الخارجية بهرام قاسمي هو «السياسات الأميركية تجاه القضايا الدولية والتعامل معنا حيث نقوم برصدها وسنتخذ مواقفنا حيالها» إذ إن «هذه التغييرات والتطورات والإقالات في حكومة ترامب ليست جديدة... لقد شهدنا تطورات مماثلة» وفق قاسمي.
وكان ظريف ضمن سلسلة تصريحات له إلى وسائل الإعلام الباكستانية خلال زيارته إسلام آباد رأى أن «الإدارة الأميركية تنقض الاتفاق النووي عملياً» معرباً عن أسفه لاتخاذ ترامب قرارات «لا يمكن التنبؤ بها، تتسم بطابع غير واقعي على المستوى العالمي»، مشدداً في الوقت نفسه على أن واشنطن ملزمة بتطبيق الاتفاق النووي كونه «اتفاقاً دولياً».
إلا أن مساعد ظريف كبير المفاوضين النوويين عباس عراقجي كان أمس مباشراً في تفسير الإطاحة بتيلرسون إذ حذر من أن التغيير «الترامبي» يستهدف الانسحاب من الاتفاق. وأكد أن «خروج الولايات المتحدة من الاتفاق النووي وارد جداً ومتوقع في أي لحظة» مضيفاً أن «الأميركيين جادون في الخروج من الاتفاق النووي والتغيير الحاصل في الخارجية الأميركية يأتي في هذا السياق». ولفت إلى أن بلاده أبلغت الأوروبيين بأنها ستخرج من الاتفاق في حال خروج واشنطن منه.
بالعودة إلى ما يدور في واشنطن يبدو أن تيلرسون سينهي آخر أيامه في الوزارة بإجراء محاولة أخيرة مع الأوروبيين تستكمل ما بدأه لودريان. وإن كانت فرص محاولة مشابهة شبه معدومة على ضوء نتائج زيارة لودريان فإن مصادر في وزراة الخارجية الأميركية أفادت بحسب ما نقلت وكالة «فرانس برس» أمس بأن مسؤول الاستراتيجية في فريق تيلرسون براين هوك سيزور برلين اليوم للقاء مسؤولين بريطانيين وفرنسيين وألماناً، بهدف «مناقشة جهود إصلاح الاتفاق».
وبذلك، تستطلع الإدارة الأميركية، مجدداً، إمكانية الاستحصال على تنازل إيراني قبل موعد قرار ترامب بشأن الاتفاق بعد شهرين (12 أيار/ مايو المقبل) وبالخصوص في ما يتعلق بتوسيع «الخطة» لتشمل فرض قيود على برنامج إيران الصاروخي، وتجميد البند الذي سمح لطهران باستئناف بعض عمليات التخصيب بعد عشر سنوات.
من جهة أخرى تشي الخطوة باستعجال أميركي لضمّ كل من ألمانيا وفرنسا وبريطانيا إلى ركب التصعيد وتبديد التردد الأوروبي إزاء توجه ترامب تحت لافتة فشل محاولات إقناع الإيرانيين بإعادة التفاوض لتحسين بنود الصفقة.
ما بعد إقالة تيلرسون شهران أمام ترامب ليقول كلمته الأخيرة في الاتفاق النووي والتي لا يبدو إلى الآن أنها ستغير كثيراً في موقف طهران من الملفين اللذين «يؤرقان» البيت الأبيض وحلفاءه: الصواريخ ودور إيران في الإقليم.
المزيد في هذا القسم:
- إدارة ترامب ـ ماتيس تتبنّى «الحرب الهجينة» في سوريا المرصاد نت - متابعات لا موعد أميركياً للخروج من سوريا. الأميركيون لن يحددوا أي موعد للانسحاب ويستعدون لمواجهة ما بعد الحل السياسي هناك،. فهم سجناء لمعادلة تعط...
- مشاهد خاصة عن تقدم الجيش السوري في حي جوبر يواصل الجيشُ السوري تقدمَه في حي جوبر شرقي العاصمة دمشق مضيّقاً الخناقَ على المسلحين فيه. كما استهدف الجيشُ مواقعَ المسلحين في وادي عين ترما وعلى اطراف الدخاني...
- تظاهرات حاشدة في الرباط تضامناً مع حراك الريف المرصاد نت - متابعات على وقع الهتافات المناهضة للنظام المغربي تظاهر عشرات الاف المغاربة أمس في الرباط تضامنا مع ما يسمى بـ"حراك الريف"، مطالبين بالعدالة الاجت...
- معهد واشنطن : هل ثمة ثورة مرتقبة في السعودية ؟ المرصاد نت - متابعات في أعقاب ثورة 25 يناير 2011 التي أطاحت بالرئيس المصري محمد حسني مبارك والتي جاءت بعد أسابيع من “ثورة الياسمين” في تونس تمل...
- أكثر من 4 الآف "سجين رأي" في السجون البحرينية المرصاد نت - متابعات أكّدت جمعية الوفاق الوطني البحرينية أن أكثر من 4 الآف سجين رأي في السجون البحرينية مشيرة الى أنهم يتعرضون للانتقام السياسي على يد السلطات...
- 4 مليون كوري شمالي يلتحق بالخدمة العسكرية لمواجهة أميركا المرصاد نت - متابعات أعلنت كوريا الشمالية اليوم الخميس تطوع 4 ملايين و700 ألف شخص للانضمام إلى صفوف الجيش وذلك منذ تعهد الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون الأ...
- قائد القوات الأمريكية يقوم بزيارة سرية لشمال سوريا المرصاد نت - متابعات أدى قائد القوات الأمريكية في الشرق الأوسط الجنرال جوي فوتيل زيارة قصيرة لسوريا أمس حيث التقى مسؤولين محليين وقوات أمريكية خاصة م...
- ضباط اميركان و اتراك يشرفون على عمليات الارهابيين في حلب المرصاد نت - متابعات كشف مصدر عسكري في حلب ان ضباط من الاستخبارات التركية والاميركية يشرفون على العمليات العسكرية للجماعات الارهابية في حلب. وقال المصدر : ...
- أزمة دستورية في إيطاليا: عودة إلى صناديق الاقتراع؟ المرصاد نت - متابعات بعدما تخلّى كونتي عن تفويضه بتشكيل الحكومة الإيطالية عقب انهيار المفاوضات مع الرئيس بشأن تشكيلته الحكومية دعا زعيم حركة «خمس نجوم&r...
- عملية «عوفرا» تؤلم العدو: ضربة لصورة «الاقتدار» الإسرائيلي ! المرصاد نت - متابعات تعد عملية مستوطنة «عوفرا» شمال الضفة المحتلة، واحدة من سلسلة عمليات ناجحة نفذها الفلسطينيون في الأشهر القليلة الماضية ضد العد...