الأسد في الغوطة.. ضربة استباقية لواشنطن ومصداقية عالية لدمشق

المرصاد نت - متابعات

في الذكرى الثامنة للازمة السورية او ما يريد الغرب تسميتها "بالثورة السورية" ظهر الرئيس بشار الاسد بسيارته يقودها بنفسه دون مرافقة معلنة يقطع العاصمة دمشق من وسطهاalasd2018.3.20 حتى شرقها وصولا الى الغوطة الشرقية التي كانت طوال الفترة الماضية التهديد الحقيقي للعاصمة


ومصدر ثقل كبير للجماعات المسلحة والدول الداعمة لها سواء عربيا او غربيا، وسحبت ورقة مهمة منهم في المفاوضات المقبلة وعززت من موقع دمشق فيها.

زيارة الرئيس الاسد للغوطة ووقوفه على الخطوط الاولى للمعارك بالزي المدني وبدون درع واق، هو رسالة صريحة وواضحة للولايات المتحدة مفادها بانه باق في عاصمته ولن يغادرها مهما كبرت التهديدات وذلك لان الرئيس الاسد زار الغوطة بعد اقل من 12 ساعة من التهديدات الاميركية بقصف دمشق وظهور اشاعات صدقتها بعض القنوات بان الدولة السورية بدأت تخلي مواقعها خوفا من الضربة وهروب بعض القيادات البارزة بالدولة الى اللاذقية وهذه الاشاعات نسفت عن بكرة ابيها بهذه الزيارة التي ليس لها وصف غير انها جريئة بكل المقاييس واعطت مصداقية كبيرة لدمشق وقيادتها لدى الشارع السوري. وهذه الزيارة هي تحد واضح لواشنطن حيث اكد الرئيس الاسد خلالها بانه مستمر في العملية العسكرية في كل الاراضي السورية وذلك بالرغم من الفيتو الاميركي على عدة مناطق.

ظهور الرئيس الاسد بالزي المدني على الخط الاول للمواجهة ليس بجديد واعتاد عليه الشعب السوري طوال فترة الحرب، ولطالما تساءل السوريون عن سبب عدم ارتداء الرئيس للزي العسكري بالرغم من ان البلاد تخوض مرحلة حرب بينما في المقابل يرتدي زعماء اخرون الزي العسكري في عمليات عسكرية اقل من التي تجري في سوريا وكان الجواب هنا من مصادر مطلعة بان الرئيس الاسد لن يرتدي الزي العسكري الا في حالة الحرب مع "اسرائيل".

قيادة الرئيس الاسد لسيارته وسط العاصمة كان له صدى كبير لدى الشعب السوري واعطى الطمأنينة لشريحة كبيرة منهم بان الحرب بدأت بالانتهاء اضافة الى انها رسالة لجميع المسؤولين بعدم المبالغة بالمظاهرة المسلحة والمرافقة واغلاق الشوارع بدون اي سبب. ولن يتقبل الشعب السوري بعد الان اي مظهر مسلح من قبل المسؤولين بطريقة مبالغة فيها خصوصا وان قائدهم ظهر بطريقة متواضعة جدا مثله مثل اي مواطن سوري دون تمييز.

السوريون اعتادوا على خطوات جريئة من الرئيس الاسد منذ اليوم الاول لحكمه، وربما تكون حلب هي وجهته المقبلة وذلك لما تحمله المدينة من رمزية مهمة وثقل سياسي واستراتيجي واقتصادي للدولة السورية، وزيارته ستحمل رسائل عدة اهمها المواجهة مع تركيا التي تحتل عدة مناطق سورية..

وعشيّة الذكرى السنوية السابعة لاندلاع الحرب في سوريا وفي ظلّ الأجواء المتوترة في دمشق حيث يدور حديث جدّي عن ضربة أميركية وشيكة ضد سوريا يستمرّ الجيش العربي السوري بتحقيق الإنجازات الميدانية في المعارك التي يخوضها في الغوطة الشرقية. اليوم تمكّن الجيش العربي السوري من السيطرة على بلدة سقبا جنوب شرق عربين بعدما كان قد استكمل أمس السيطرة على بلدة حمورية. وفي الوقت الحالي تجري الاشتباكات على الأطراف الغربية لبلدة كفربطنا بعدما تمكّن الجيش من التقدّم فيها والسيطرة عليها وتنظيفها، بنحو كامل.

في غضون كلّ ذلك وعلى مقربة من خط الاشتباك الأبرز في كفربطنا وتحديداً في بلدة جسرين مشى الرئيس بشار الأسد بين الجنود والضباط . حيّا المقاتلين الذين دافعوا عن سوريا بوجه كل مشاريع الاحتلال والإرهاب والذين «غيّروا ميزان العالم»، حسب قوله، وبارك لهم «انتصاراتهم»، بطريقة ظهرت كأنها إعلان نصر على المسلّحين في الغوطة الشرقية. كذلك، التقى الأسد عدداً من مدنيي الغوطة الذين أُخرجوا من المناطق التي يسيطر عليها المسلّحون وقد استقبله المدنيون استقبالاً شعبياً بدا عاطفياً في حيٍّ من أحياء جسرين في الغوطة الشرقية وطمأن الأسد المدنيين قائلاً إن «الدولة عملت وستعمل على تأمين مأوى ومساعدات لهم، ريثما يعودون إلى بيوتهم ومنازلهم».

الرئاسة السورية نشرت عبر حساباتها على مواقع التواصل الاجتماعي صوراً ومقاطع فيديو للرئيس الأسد وهو يجول على قوات الجيش والمدنيين في الغوطة ونقلت عنه قوله للجنود: «أنتم اليوم تخوضون معركة العالم ضد الإرهاب وليس معركة سوريا فقط... كل رصاصة أطلقتموها لقتل إرهابي، كنتم تغيّرون بها ميزان العالم... وكل سائق دبابة كان يتقدم متراً للأمام كان يغيّر الخريطة السياسية للعالم».Alaseed sy2018.3.20

إلى ذلك التقى الرئيس الأسد عدداً من ضباط الجيش العربي السوري في مقر إحدى تشكيلاته المقاتلة على الخطوط الأمامية في الغوطة الشرقية وفق ما أفادت به الرئاسة السورية، ونقلت الرئاسة عن الرئيس الأسد قوله للضباط: « نحن فخورون بكم دائماً ومثلما صنعتم التاريخ بعد الإستقلال أنتم مستمرون بصناعته اليوم».

إذاً لم يعد ممكناً للمسلّحين في الغوطة الصمود أكثر دفاعاتهم التي بنوها على امتداد سنوات الحرب سرعان ما بدأت تتهاوى أمام ضربات الجيش العربي السوري وتوغّله في مدن غوطة دمشق الشرقية وبلداتها وبالسيطرة على كفربطنا تصبح المساحة التي تمكّن الجيش من السيطرة عليها في الغوطة تتجاوز الـ«75%». السيطرة على القرى والبلدات مكّنت الجيش من فتح ممرّات آمنة لإخراج المدنيين من مناطق العمليات إلى مناطق آمنة تحت سيطرة الدولة السورية.

مركز المصالحة الروسي أعلن اليوم خروج أكثر من 20 ألف مدني صباحاً عبر الممر الإنساني في بلدة حمورية في الغوطة الشرقية وأكد المتحدث الرسمي باسم المركز اللواء فلاديمير زولوتوخين أنه «حتى الساعة 10.00 صباحاً خرج أكثر من 20 ألف عبر الممر الإنساني في بلدة حمورية في الغوطة الشرقية وخروج الناس مستمر». وتعدّى إجمالي عدد الخارجين خلال عمل الممرات الآمنة 68 ألف شخص بحسب مركز المصالحة الروسي.

في السياق ذاته جرى الحديث عن مهلة تنتهي الليلة أعطاها الجيش العربي السوري للمسلحين في مدينة حرستا لتحديد خياراتهم بشأن الخروج من المدينة المحاصرة نحو مناطق أخرى في الشمال السوري ويرجّح أن تكون محافظة إدلب هي التي سيختار المسلّحون هناك المحسوبون على أحرار الشام الخروج إليها.

وبينما تجري مفاوضات جدية بين الجيش العربي السوري وفصائل المسلحين كل على حدة للوصول إلى اتفاق يقضي بخروجهم من المنطقة شهدت الغوطة الشرقية انخفاضاً في الأعمال العسكرية وذلك وفق ما يرى مراقبون بهدف فتح المجال أكثر نحو الوصول إلى نتائج جدّية في المفاوضات.

إبراهيم شير -الأخبار

المزيد في هذا القسم:

المزيد من: الأخبار العربية والعالمية