المرصاد نت - متابعات
دعت «حركة مجتمع السلم» وهي أكبر حزب إخواني بالجزائر السلطات إلى التوافق السياسي الذي يفضي إلى إنشاء حكومة وحدة وطنية تضمن «الانتقال الديموقراطي» في البلاد وقد جاء ذلك خلال مؤتمر الحزب الذي سيحدد رئيسه للسنوات الخمس المقبلة
خاطب رئيس «حركة مجتمع السلم ــ حمس» عبد الرزاق مقري وهو الأكثر حظاً للفوز بعهدة ثانية على رأس حزبه سلطات البلاد بأنّ حزبه «مستعد للتوافق» من أجل حل ما يرى أنها «أزمة سياسية واقتصادية في البلاد». وقال في افتتاح أشغال مؤتمر حزبه: «لقد فهمنا مُبكراً في الحركة بأن مشكلتنا مشكلة عويصة وأن لا حل لها إلا بالتوافق والتعاون». وأضاف: «مهما كانت الحكومة التي تقود البلاد في ظلّ هذه التحديات الداخلية والخارجية، فإنّها لن تستطيع الوصول بالجزائر إلى برّ النجاة ما لم تكن قاعدتها عريضة مسنودة من القوى الأساسية في البلاد».
وانتقد رئيس «حمس» بشدة «عدم تجاوب السلطة» مع مقترح التوافق خلال الانتخابات التشريعية الماضية (أيار/ مايو 2017)، قائلاً: «لقد قلنا إن الحل هو في التوافق الوطني من أجل الانتقال السياسي والاقتصادي الآمن والسلس وإنّ هذا الحل يمكن أن يتحقق من حيث الآليات في أي لحظة تحضر فيها الإرادة السياسية في السلطة والمعارضة وأحسن فرصة لذلك هي الاستحقاقات الانتخابية، لذلك عرضنا اقتراحنا بتفاصيله خلال التشريعيات، لكن التزوير الانتخابي والغرور السلطوي قضى عليه».
ووفق مقري فإنّ الفرصة «لم تفت» لأنّ الجزائر اليوم «تستقبل موعداً انتخابياً أكثر أهمية بالنسبة إلى مصير البلد هو الانتخابات الرئاسية سنة 2019، وهو موعد يمكن جعله فرصة للتوافق الوطني وصنع الأمل لمصلحة كل الجزائريين بكل توجهاتهم وقناعاتهم وهو مطلب بعيد عن أي حسابات أو مصالح شخصية». وفي حال تجدد «رفض السلطة» دعا رئيس «حمس» إلى مواصلة «المقاومة السياسية والصبر والتضحية ضمن المنهج السلمي الوسطي»، واعداً مناصريه بتحقيق الفوز بالانتخابات التشريعية لسنة 2022 إذا واصلوا المسيرة نفسها في المعارضة. وقال: «بذلك ستعودون إلى الحكومة معززين مكرمين تتوفر لكم فيها شروط لتكونوا في الحكم في إطار الشراكة مثلما كنتم تدعون إليها وليس في الحكومة فقط للمشهدية والتزيين».
وعزا رئيس «حركة مجتمع السلم»، تفاؤله بنجاح حزبه في الانتخابات التشريعية المقبلة إلى ما يحدث في المغرب وتونس. وقال إن صعود التيار الإسلامي في هذين البلدين يمكن أن يحدث في الجزائر حين تتوفر شروط نزاهة الانتخابات مشيراً بعنجهية معهودة عن «الإخوان» إلى أنّ نتيجة الانتخابات المحلية في تونس بفوز «حركة النهضة» هي النتيجة الطبيعية في كل البلاد العربية والإسلامية حين تكون الانتخابات غير مزورة حيث يتقدم دائماً التيار الإسلامي والوطني ثم يأتي التيار العلماني بنسب ضعيفة كحالة موجودة فعلاً، لكنها على أطراف المشهد السياسي لأنها غريبة عن كينونة المجتمع.
ويُمثِّل المؤتمر الحالي لـ«حركة مجتمع السلم» رهاناً كبيراً بالنسبة إلى «إخوان» الجزائر، كونه سيحدد بنسبة كبيرة توجه حزبهم في السنوات المقبلة وموقفه من الأحداث الكبرى، وخاصة «رئاسيات 2019». ويتصارع على قيادة «حمس» الرئيس الحالي عبد الرزاق مقري الذي يوصف بأنه الأكثر حظاً وهو يتبنى نهجاً معارضاً للسلطة ورئيسها السابق أبوجرة سلطاني الذي لم يعلن ترشحه بعد. ويدافع الأخير عن خيار العودة إلى الحكومة من دون شروط لأن الحزب «فقد الكثير من تأثيره» بعد مغادرته السلطة في 2012.
وتعتبر «حمس» الحزب الأكثر تمثيلاً لـ«الإخوان» في الجزائر إلا أنّ هذا التيار منتشر في أحزاب أخرى. وتبنت «حمس» منذ تأسيسها في التسعينيات نهجاً مهادناً للسلطة ورافضاً للعنف، حيث تحالفت مع السلطات في مواجهة «الجبهة الإسلامية للإنقاذ» الفائزة بانتخابات 1991 ودخلت الحكومة في سنة 1997 وبقيت فيها إلى غاية سنة 2012. لكن في عزّ موجة «الربيع العربي» وصعود التيار الإسلامي إلى السلطة في دول عدة، أخفقت استراتيجيتها في تحقيق الأغلبية البرلمانية، ولم تعد تريد المشاركة في الحكومة، فيما استمر في داخلها منذ ذلك الوقت تياران: الأول يريد الثبات في خط المعارضة والثاني يدفع بشراسة من أجل العودة إلى الحكومة علماً بأنّ التيار الأول ليس إلا مبتزاً للسلطات وهو لم يُقدّم شيئاً حين كان في الحكومة ولا حين كان في «المعارضة».
المزيد في هذا القسم:
- هيومن رايتس : احتجازات تعسفية تمتدّ لعقود في السعودية المرصاد نت - متابعات أفادت منظمة «هيومن رايتس ووتش» اليوم بأن سلطات بني سعود تحتجز آلاف الأشخاص لسنوات في بعض الحالات دون إخضاعهم للمحاكمة محملة ب...
- الأزمة الاقتصادية السودانية مستمرة: الجميع ينتظر الحلول المرصاد نت - مي علي يعيش السودان وضعاً اقتصادياً متأزماً، إذ في الوقت الذي تواصل فيه العملة المحلية ترنحها أمام العملة الأجنبية يصل التضخم إلى مستويات غير مسب...
- لافروف: موسكو ودمشق لا تتحملان مسؤولية مقتل الجنود الأتراك المرصاد نت - متابعات أكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، خلال مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره التركي مولود جاويش أوغلو أن موسكو ودمشق ليستا مسؤولتين عن الهجوم ا...
- "الناتو".. حلف ولىّ زمنه بانتظار فرط عقده! المرصاد نت - متابعات منذ تأسيس حلف شمال الأطلسي (الناتو) عام 1949م كان من الواضح أن هذه المنظمة إنما أنشئت لتخدم بالأساس مصالح الدول الكبرى مستفيدة من إمكانات...
- توتر شديد في الأقصى والاحتلال يهاجم المصلين بـ"الأسباط" المرصاد نت - متابعات اعتدت قوات الاحتلال الصهيوني مساء الأربعاء بالضرب وإطلاق القنابل على فلسطينيين عقب انتهائهم من أداء صلاة الظهر بالقرب من "باب الأسباط"؛ أ...
- عشقي السعودية يكشف عن اعتزامه زيارة تل أبيب مرة أخرى المرصاد نت - متابعات كشف مهندس التطبيع السعودي مع العدو الصهيوني والمسؤول السابق بالمخابرات السعودية أنور عشقي عن زيارة تل أبيب مرة أخرى ، وذلك في سياق سعي...
- «معاريف»: العلاقة الإسرائيلية السعودية عمرها عشرات السنين المرصاد نت - متابعات أكدت صحيفة «معاريف» العبرية في تقرير استثنائي لها ينتقد المقاربة الإسرائيلية لملفات المنطقة وتهديداتها أن الحلف الثلاثي المنع...
- اتفاق بين المجلس العسكري وقوى التغيير في السودان بشأن الوثيقة الدستورية! المرصاد نت - متابعات قالت وكالة الأنباء السودانية إنّ المجلس العسكري والمعارضة سيوقعان على الاتفاق النهائي بشأن الدستور يوم غد الأحد. وخرج السودانيون إلى الش...
- فنزويلا تنسحب من منظمة الدول الأمريكية مع تواصل فلتان الشارع المرصاد نت - متابعات أعلنت فنزويلا التي تشهد أزمة سياسية واقتصادية حادة الأربعاء انسحابها من منظمة الدول الأمريكية التي وجهت إليها حكومة الرئيس الفنزويلي نيكو...
- انتهاء المرحلة الأولى من حملة ابن سلمان: الوليد إلى «حرية مشروطة» المرصاد نت - متابعات أعلن النظام السعودي أول أمس اقتراب انتهاءِ المرحلة الأولى من «الحملة على الفساد» التي أطلقها ولي العهد منذ نحو شهرين وبدء الم...