المرصاد نت - متابعات
يحمل التفاوض بين تركيا وروسيا حول مصير منطقة «خفض التصعيد» في إدلب بنوداً عدة يمكن استغلالها لضمان مصالح كلا الطرفين. وبينما تدفع موسكو بمقترح يشمل «إنهاء التنظيمات الإرهابية» تحاول أنقرة الاستفادة القصوى من نفوذها الكبير على المعارضة في ملف «اللجنة الدستورية»
تشير اللقاءات الروسية ــ التركية المتكررة في شأن إدلب والشمال السوري إلى حرص الطرفين الكبير على الوصول إلى «تسوية» جديدة هناك تُراكم فوق ما تم تحقيقه في مساري أستانا وسوتشي. فخلال أقل من أسبوع حلّ وزيرا الخارجية والدفاع التركيين برفقة رئيس الاستخبارات مرّتين في موسكو حيث التقيا أمس نظراءهم الروس إلى جانب الرئيس فلاديمير بوتين.
هذا الوفد الرفيع المستوى بحث عدداً هاماً من القضايا الثنائية بين البلدين غير أن الملف السوري حلّ على رأس جدول أعمال اجتماعاته. وجاء لقاء أمس تتمة لما تم نقاشه في سابقه وهو مقترح روسي من وزارة الدفاع يتضمن تصوراً كاملاً لـ«تسوية» خاصة بمنطقة «خفض التصعيد» في إدلب.
وعلى رغم أن تفاصيل هذا المقترح الذي أشار إليه بوضوح بيان وزارة الدفاع الروسية بقيت خارج إطار التداول الإعلامي إلا أن تصريحات المسؤولين الروس والأتراك تقاطعت حول نقطة محورية هي «تحييد التنظيمات الإرهابية» وفق آلية تمنع سقوط ضحايا بين المدنيين وتُحيّد احتمال نزوح آلاف السوريين نحو تركيا.
وضمن هذا الخط العام المشترك تحاول تركيا المناورة لمنع أي عمل عسكري من قبل الجيش العربي السوري في محافظة إدلب من شأنه أن يترك الباب مفتوحاً أمام معارك أوسع تهدد مصالحها. وتشدد روسيا على حقها، ضمن صيغة أستانا على المطالبة بإنهاء وجود «التنظيمات الإرهابية» هناك مُذكرة بالهجمات المتكررة التي تطاول قواعدها وجنودها انطلاقاً من تلك المنطقة. الجانب التركي أكد أن أي «حل بالقوة» في إدلب سوف يقوّض الثقة بين تركيا وروسيا وهي إشارة واضحة إلى ربط مصير إدلب بمصير «التسوية السياسية» بنسختها المُخرجة في سوتشي عبر «اللجنة الدستورية».
وأكد مولود جاويش أوغلو خلال حديث صحافي أمس عقب اللقاء مع نظيره سيرغي لافروف، على أن بلاده تعتبر من الضروري «إنهاء عمل التنظيمات الإرهابية» في إدلب والتي وفق رأيه «تشكل خطراً على تركيا في المقام الأول... وعلى روسيا والغرب أيضاً». وهو ما عززه حديث لافروف بالتأكيد أن «عند إنشاء منطقة خفض التصعيد... لم يعرض أحد أن تستخدم ملاذاً للإرهابيين للاختباء خلف التجمعات المدنية كدروع بشرية». واتفق الوزيران على ضرورة إطلاق «العملية السياسية» عبر تشكيل «اللجنة الدستورية» في أسرع وقت ممكن.
التلويح التركي بورقة «إحباط» مبادرة «اللجنة الدستورية» في حال عدم التنسيق في ما يخص إدلب يستند إلى الدور الكبير الذي لعبته أنقرة في صياغة تشكيلة مرشحي المعارضة السورية لعضوية تلك اللجنة. وفي المقابل تعتمد موسكو في إدارة هذا الملف على مصلحة تركيا الكبيرة في نجاح مسار سوتشي الذي يغيب عنه ممثلو «مجلس سوريا الديموقراطية» الذين راهنوا بدورهم على فشله في ضوء غياب الرعاية الأميركية له حتى الآن.
وفي ضوء التوتر الأميركي ــ التركي متعدد الأوجه قد يكون فشل انعقاد القمة الرباعية الروسية التركية الألمانية الفرنسية في تركيا مؤشراً إضافياً على عدم رغبة واشنطن وحلفائها في إعطاء أي شرعية للجهود المبذولة خارج إطار محادثات جنيف التي ترعاها الأمم المتحدة. وعلى رغم أنه لم يعلن بعد بشكل رسمي عن مصير «القمة الرباعية» إلا أن مصادر ديبلوماسية روسية أكدت لوكالة «نوفوستي» أن موسكو رحّبت بعقد مثل هذا القمة «التي ستكون مفيدة لو عقدت» وأن أسباب فشلها «يجب البحث عنها في باريس وبرلين».
وعلى صعيد آخر، وبينما تعمل واشنطن على تسويق فكرة بقاء قواتها في الشرق السوري بعدما تم تأمين التمويل من الجانب السعودي ودول أخرى ضمن «التحالف الدولي» عقد مجلس الأمن جلسة مناقشات مفتوحة (مساء الخميس) لمناقشة التقرير السابع للأمين العام للأمم المتحدة حول التهديد الذي يمثله تنظيم «داعش» على السلم والأمن الدوليين بطلب من بريطانيا التي تتولي الرئاسة الدورية لأعمال المجلس.
ومن جانب آخر تواصلت عمليات الجيش العربي السوري ضد «داعش» في ريف السويداء الشرقي حيث سيطر أمس على منطقة خربة الحاوي خلال تقدمه على محور تل غانم، وواصل العمل على محور أم مرزخ وقبر الشيخ حسين وفي محيط تلول الصفا.
المزيد في هذا القسم:
- قمة «رباعي النورماندي» تلتئم: بوتين يلتقي زيلينسكي! المرصاد نت - متابعات التقى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين نظيره الأوكراني فلاديمير زيلينسكي لأول مرة اليوم وذلك في مستهلّ قمة «رباعية نورماندي» التي تستضيفها با...
- واشنطن تعلن دعمها حفتر .. وتظاهرات في ليبيا تنديداً بالدعم الخارجي لحربه! المرصاد نت - متابعات أكّد وزير الدفاع الاميركي بالوكالة باتريك شاناهان دعم قائد الجيش الليبي خليفة حفتر من حيث دوره في مكافحة الإرهاب. وقال إن ما تحتاج إليه و...
- «تفاهمات» المرحلة تلغي ما قبلها: إلى توسيع «اتفاق الخرطوم» ! المرصاد نت - متابعات يبدو أن ما قبل «اتفاق الخرطوم» ليس كما بعده بالنسبة إلى تحالف «قوى إعلان الحرية والتغيير» التي خاضت مواجهة مع المجلس العسكري منذ الانقلاب...
- الإمارات فتحت الباب على مصراعيه لغير المسلمين لمواجهة "الإسلام السياسي" المرصاد نت - متابعات سلطت صحيفة "وول ستريت جورنال" في تقرير لها الضوء على وضع الدين في الإمارات مشيرة إلى انفتاح غير مسبوق في الإمارات على الأديان الأخرى ظهر ...
- التحولات الإدارية في وسائل الإعلام الدولية: الأولوية للصحفيين المستقلين! المرصاد نت - علي شهاب تتخذ عدة وسائل إعلام دولية منحى الإعتماد على الصحفيين الذين يعملون بشكل مستقل وحر في بلادهم بدل الإعتماد على إرسال مبعوثين لتغطية الأحدا...
- الجيش السوري يسيطر على ثكنة اللواء الالكتروني في زبدين اندلعت اشتباكات بين الجيش السوري ومسلحي جبهة "النصرة" والفصائل الاخرى في رحبة الشيلكا وعلى مداخل زبدين . كما سيطر الجيش السوري على ثكنة اللواء الالكتروني شمال غ...
- الشعب الجزائري يرفض «المسار الدستوري»: خيارات الجيش... أحلاها مرّ! المرصاد نت - متابعات قال الشارع الجزائري كلمته أمس في سابع جمعة منذ انطلاق الحراك والأولى منذ استقالة الرئيس عبد العزيز بوتفليقة مساء الثلاثاء الماضي رافضاً ا...
- الخليج .. سياسة الإنكار والسجال الكوميدي المرصاد نت - إبراهيم الأمين العرب لا يفكرون بالمراجعة والقيام بخطوات عاقلة إلا تحت الضغط. وهو ما يجعلهم جميعاً لا قسماً منهم فقط يهربون من استحقاق وواجب المراج...
- خروج الدفعة الأولى من الحافلات التي تقل عدداً من الإرهابيين وذويهم من حلب المرصاد نت - متابعات أكد مصدر عسكري في حلب خروج الدفعة الأولى من الحافلات وسيارات الإسعاف التي تقل عددا من الإرهابيين وذويهم وصحفيين اجانب من شرق حلب تنفيذا ل...
- فلسطين : إصابة العشرات جراء اعتداءات الاحتلال على مسيرات العودة شرق غزة المرصاد نت - متابعات أصيب عدد من الفلسطينيين بجروح وحالات اختناق نتيجة اعتداءات قوات الاحتلال على مسيرات العودة شرق قطاع غزة. المسيرات تجدّدت في الجمعة الثال...