المرصاد نت - متابعات
.بعد ساعات من لقاء سعودي ـــ بحريني عالي المستوى في الدرعية أصدرت المنامة حكماً بالسجن المؤبد على زعيم المعارضة علي سلمان الذي جرت تبرئته في حزيران الماضي. تعاقب تعتقد المعارضة أنه يحمل دلالات غير معزولة عما تشهده المنطقة من تداعيات، وخصوصاً في ظلّ حاجة السعودية إلى أوراق قوة تحارب بها
كلما أرادت السعودية إيصال رسالة إلى أصدقائها وخصومها في لحظة سياسية ما، كانت البحرين بريدها الأفضل. المملكة التي تعيش على وقع تداعيات اغتيال الصحافي جمال خاشقجي تريد إفهام الحلفاء والأعداء بأن أوراق القوة لا تزال في يدها وبأن طأطأة الرأس لعاصفة خاشقجي لا تعني أن النظام السعودي لم يعد قادراً على التحرك.
أول من أمس استقبل الملك السعودي سلمان بن عبد العزيز في قصره في الدرعية ملك البحرين حمد بن عيسى آل خليفة. زيارة تصفها مصادر المعارضة البحرينية بـ«المفاجئة والسريعة».
هذا التوجّس سرعان ما سيجد طريقه إلى الترجمة مع إعلان القضاء البحريني الحكم على الأمين العام لجمعية «الوفاق» المعارِضة بالسجن المؤبّد في القضية المعروفة بـ«التخابر مع قطر». هو «ضوء أخضر للحكم على الشيخ علي سلمان أُخذ إذاً من السعودية» وفق ما تؤكد المصادر نفسها.
يوماً بعد يوم يتضح أن الرياض تتخذ من المنامة أداة في مواجهتها الحملة المضادة لها على خلفية أزمة خاشقجي. صحيح أن معظم عدّة المواجهة السعودية قائمة على تليين الموقف والتودّد إلى الخصوم وإرخاء القبضة الحديدية إلا أن ذلك لا يمنع المملكة من الاستنجاد بالإسرائيليين والمحاربة بالنظام البحريني.
حتى إن ذلك الاستنجاد جاء في صورته الأوضح على لسان وزير خارجية نظام آل خليفة خالد بن أحمد، عندما أثنى على إشادة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بدور السعودية في حفظ «استقرار المنطقة والعالم». تطوّع يوازيه رضوخ لإرادة السعودية إعادة تفعيل الضغط على المعارضة البحرينية وترهيبها بهدف إثبات «علوّ كعب» في المنطقة إزاء الضغوط التي تستهدف «كسر أنف» ولي العهد محمد بن سلمان.
وحكمت محكمة الاستئناف العليا في البحرين أمس على الشيخ علي سلمان واثنين من مساعديه (حسن سلطان وعلي الأسود) بالسجن المؤبّدبتهمة «التخابر مع قطر وتسليم أسرار دفاعية لدولة أجنبية». وترجع تلك التهمة إلى مبادرة أميركية ــــ خليجية لحلّ الأزمة في البحرين أُعلن عنها عام 2011 وكان ملك البلاد حمد بن عيسى طرفاً فيها إلا أن النظام «حوّلها إلى قضية تخابر بعد الخلاف بين الدول الخليجية الثلاث (السعودية والإمارات والبحرين) ودولة قطر» وفق ما ذكرت «الوفاق» أمس في بيانها.
وترى مصادر من داخل الجمعية الإسلامية المعارِضة، التي تمّ حلّها في تموز/ يوليو 2016 أن الحكم الجديد يأتي «ضمن التداعيات التي تمرّ بها المنطقة» لافتة في الوقت نفسه إلى قرار مقاطعة الانتخابات (المقررة في الـ 24 من الشهر الحالي) الذي أعلنته «الوفاق» في مؤتمرها الأخير في لندن مع ما «تسبّب به من إزعاج للسلطات». وتشير المصادر إلى أن «إنهاء حالة المعارضة في البحرين هو مطلب سعودي ــــ إماراتي ملحّ ودائماً ما يُطرح على طاولة اجتماعاتهم كنوع من الابتزاز لقاء الدعم المالي».
وفي بيانها الذي أصدرته تعليقاً على الحكم رأت «الوفاق» أن «المؤبد بحق زعيم المعارضة في هذا التوقيت بعد حكم البراءة السابق (الصادر في حزيران/ يونيو الماضي) يعكس حجم الفوضى والتبعية وهو أمر ليس خافياً على أحد» محذرة من أن «النظام البحريني ذاهب إلى الأسوأ في سرقة المال العام وجلب مزيد من الأجانب لاستبدال شعب البحرين بهم والارتماء في أحضان الصهاينة مقابل الحصول على الدعم والرعاية» مؤكدة في الوقت نفسه أن «ألاعيب الحكم لم تعد تجدي نفعاً وأن التغيير والإصلاح هو الطريق الوحيد».
وفيما أجمعت قوى المعارضة وشخصياتها على إدانة الحكم «المخزي» المستند إلى تهم «مفبركة» صدرت ردود فعل مماثلة من خارج البحرين في مقدمها بيان لـ«حزب الله» عدّ القرار «تعبيراً جلياً عن الهوية القمعية والديكتاتورية لحكام البحرين» معتبراً أن «صدوره في هذا التوقيت يهدف إلى تهيئة الأجواء لزيارة رئيس وزراء الكيان الصهيوني للمنامة».
وفيما دعا «منتدى البحرين لحقوق الإنسان» إلى تجميد عضوية البحرين في العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية وصفت منظمة «العفو الدولية» الحكم الأخير على سلمان بأنه «مهزلة قضائية تظهر الجهود المستمرة وغير القانونية التي تقوم بها السلطات البحرينية لإسكات أي شكل من أشكال المعارضة».
المزيد في هذا القسم:
- العراق : 283 قتيلاً منذ انطلاق الاحتجاجات! المرصاد نت - متابعات أعلنت «المفوضية العليا لحقوق الإنسان» في العراق أمس مقتل 23 شخصاً جرّاء «أعمال العنف المرافقة للاحتجاجات الشعبية»، خلال الفترة الواقعة بي...
- الكيمياوي السوري مسرحيةاعداد واخراج كلينتون و CIA وبتمويل خليجي.. المرصاد نت - متابعات كشف الصحفي الاميركي الشهير سيمور هيرش عن دور وزيرة الخارجية الاميركية السابقة والمرشحة الديمقراطية الى الانتخابات الرئاسية المقبلة هيل...
- ريابكوف مطلب رحيل الرئيس بشار الأسد يقوّض التسوية السياسية متابعات : قال نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف إنه لم يكن هناك أي اتفاق بين روسيا وأمريكا أبداحول مستقبل الرئيس السوري بشار الأسد. وأوضح ر...
- 31 شهيد وجريح في تفجير انتحاري غرب كربلاء المرصاد نت - متابعات استشهد 15 شخصاً وأصيب 16 آخرون في هجوم انتحاري استهدف حفل زفاف بقضاء بمحافظة كربلاء وسط العراق مساء أمس. ونقل موقع “السومرية نيو...
- "بغداد بخير" .. في مواجهة إشاعات "داعش" "الكرادة .. الاعظمية .. مدينة الصدر، رصافة و كرخ.. الكل بخير، رغم ما يحصل"، عبارة تضمنتها حملة أطلقها ناشطون لمواجهة إشاعات طالما صدرت لتربك وضع العاصمة من باب ...
- حقوق الإنسان تنزف بعد 9 سنوات من ثورة البحرين! المرصاد نت - متابعات مرت 9 أعوام على ثورة البحرين في فبراير/شباط 2011م وشارك حينها عشرات الآلاف في تظاهرات شملت مدن وبلدات في جميع أنحاء البلاد للاحتجاج على ق...
- لا تهدئة بين ألمانيا وتركيا: «برلين تنسخ كلام اليمين المتطرف» المرصاد نت - متابعات بين اتهام الرئيس التركي ألمانيا بإيواء «الانقلابيين» ودعوته الأتراك ــ الألمان إلى عدم التصويت للأحزاب «المعادية»...
- تحليل: مراهنات السعودية بين سوريا واليمن المرصاد نت - الميادين نت في دلالة على المساعي السعودية لما تراهن عليه في سوريا يطالب المدعو رياض حجاب باسم الهيئة العليا للتفاوض باستلام السلطة بعد ستة أشهر م...
- الأوروبيون «عاجزون عن ضمان عملتهم وأمن تداولها»... من دون «الناتو» المرصاد نت - متابعات مثّلت احتفالات الـ 11 من تشرين الثاني/ نوفمبر فرصة لإحياء النقاش حول تشكيل جيش أوروبي على خلفية الجدل بين الرئيس إيمانويل ماكرون الذي يدا...
- بدء جلسة البرلمان التونسي لمنح الثقة لحكومة الجملي! المرصاد نت - متابعات بدأ البرلمان التونسي جلستَه المخصصة للتصويت على منح الثقة لحكومة رئيسِ الوزراء المكلف الحبيب الجملي والتي يرجّح أن تواجه رفضا بعد أن أعلن...