المرصاد نت - متابعات
لا يختلف اثنان على أن الأزمة الاقتصادية التي تعصف بالمنطقة والعالم منذ حوالي العقد من الزمن لا تزال تتربّع على سلّم الأزمات العالمية.
ليس ذلك فحسب بل باتت منطلقاً لأزمات سياسيّة وعسكرية أُخرى. ولعل منطقة الشرق الأوسط، وتحديداً دول مجلس التعاون تعدّ من الدول الأكثر تأثراً بهذه الأزمة، نظراً لإقتصادها النفطي، حيث ساهم تذبذب أسعار النفط والغاز عالمياً في تذبذب الاقتصادات لهذه الدول.
أزمة الكويت
ومن أبرز هذه الدول حالياً الكويت التي من المتوقّع أن تتعرّض لأزمة اقتصاديّة شبيه بما حصل مع أمريكا في العامين2007-2008 حيث توقعت تقارير صحفية أن تمر دولة الكويت بأزمة اقتصادية طاحنة قريبا وفق صحيفة "النهار" الكويتية.
الأزمة الاقتصاديّة أرخت بظلالها على مبيعات العقارات والسيارات التي تراجعت في البلاد في ظل ارتفاع أسعار الخدمات وأسعار الكهرباء والبنزين الأمر الذي تسبّب بأضرار تتعلّق بالقوة الشرائية للمواطنين إضافةً إلى المقيمين الذين تمّ ترحيل جزء منهم خلال العامين الماضيين. فقد أوضحت احد التقارير الأسبوعيّة الاقتصاديّة "أنّنا نجزم بأن عجز الموازنة العامة عجز حقيقي كبير وخطير ذلك خلافاً لما يذكره أكثر من مصدر وخلاصته أن العجز إما غير موجود أو حتى إن الموازنة العامة تحقق فائضا".
معالم الأزمة وأبعادها
الازمة تتّجه نحو تطوّرات غير مسبوقة تنذر برفع مستوى التقشّف المعمول به حاليّاً في الكويت خاصّة أن البلاد سجّلت في العام الماضي أول عجز موازنة في 16 سنة وهو الأول منذ السنة المالية 1998-1999.
التحذيرات من أزمة اقتصادية محتملة بالبلاد، باتت عنواناً عريضاً للشارع الكويتي الذي يتنبّأ بتداعيات خطيرة كالارتفاع المستمر في التضخم إضافةً إلى عدم اتخاذ الحكومة للإجراءات الملائمة لحماية محدودي الدخل وهنا لا بد من الإشارة إلى النقاط التالية:
أوّلاً: يعد الانخفاض في أسعار النفط بسبب سياسة السعودية النفطيّة ضمن مواجهتها مع روسيا وإيران أحد أبرز أسباب هذا الانخفاض الذي تسبب بعجز اقتصادي في السعودية قبل أيّ دولة أخرى. هذا الانخفاض النفطي تسبّب بعجز اقتصادي في الكويت وبقيّة الدول الخليجية، لترتدّ السياسة السعوديّة على حلفائها قبل أيّ طرف آخر.
ثانياً: نتائج الأزمة بدت واضحةً من خلال سياسة تقشف حكوميّة صارمة تتمثل في زيادة بعض أسعار الخدمات على المواطنين وترشيد الإنفاق الحكومي تماشيا مع تراجع إيرادات البلاد من الصادرات النفطية بسبب تدني أسعار البيع في الأسواق الدولية. فرغم اتخاذ الحكومة على مدار أكثر من عام، قرارات تقشفيّة وزيادة رسوم الإقامة والكهرباء والماء والعلاج إلا أن نواباً في البرلمان (مجلس الأمة) ما يزالون يعتبرون أن هذه الإجراءات غير كافية مقارنةً مع حجم العجز.
ثالثاٌ: الخشية الكويتية ارتفعت وتيرتها الإعلاميّة بسبب استنزاف الاحتياطي العام من النقد في البلاد، والذي تكدّس خلال السنوات الماضية بعد أن كان سعر البرميل يفوق الـ120 دولار أمريكي. أي أن هناك خشية حقيقيّة من الاستنزاف التام للاحتياطي العام، وتحديداً الجزء المتعلّق بالأجيال القادمة الأمر الذي يضرب تطلّعات التنمية المستدامة في البلاد. على سبيل المثال لا الحصر ضاعفت الدول الخليجية حجم اقتراضها من السوق العالمية لتمويل عجوزاتها بنحو 15 ضعفا في عام 2016 مقارنة بمستوى قروضها عام 2015، ما يعدّ أمراً أساسياً في تلافي ارتفاع الأصوات الداخليّة.
رابعاٌ: الإصرار الکويتي على مواصلة الاقتراض محليا وخارجيا لتمويل عجز الموازنة مع تراجع أسعار النفط دفع بخبراء اقتصاديين للتحذير من مخاطر انزلاق الأوضاع المالية للكويت إلى حالة مشابهة للحالة الفنزويلية التي انكمش اقتصادها بنحو 10% خلال العام الماضي وبلغ معدل البطالة فيها نحو 18%.
خامساٌ: ما یزيد من طينة الكويتيين بلّةً هو التضييق الاقتصادي الذي بات يلاحق الكثير من المستثمرين والشركات في قطاعات اقتصادية عدة بعد أن كان يقتصر في المراحل السابقة على العمالة الوافدة وهو ما سيؤدي إلى نتائج أكثر سوءاً، وفق ما يصطلح عليه بالحلقة المغلقة في تفكير المنظومات (system thinking). أي أن ابتعاد هؤلاء عن الاقتصاد الكويتي يعني بقائه نفطيّاً بامتياز وبالتالي ارتفاع حجم العجز. ولعل تسريح حوالي 70 ألف موظف أجنبي بالقطاع العام خلال الربع الأوّل من العام الجاري، أحد مصاديق هذه الأزمة.
رغم اقتصار البحث على الكويت إلا أنّ حالها حال بقيّة الدول الخليجية التي تعدّ الخاسر الأبرز من السياسة السعوديّة النفطيّة والتي بدورها سجّلت عجز اقتصادي ناهز الـ100 مليار دولار وفق بعض التقارير فهل سنشهد ربيع خليجي مقبل؟
المزيد في هذا القسم:
- مجلة أمريكية: لهذه الأسباب قتلوا الزعيم القذافي المرصاد نت - متابعات كشفت مجلة "فورين بوليسي" الامريكي أن رسائل هيلاري كلينتون الإلكترونية التي نشرتها وزارة الخارجية الأمريكية في نهاية العام الماضي كشف المز...
- أبو ظبي تستعين بـ«السي آي اي» لبناء «إمبراطورية تجسس» المرصاد نت - متابعات كشفت مجلة «فورين بوليسي» الأميركية عن أن دولة الإمارات تدفع أموالاً طائلة لمسؤولين سابقين في «وكالة الاستخبارات المركزي...
- بعد هجوم أبوظبي.. "تحذير أمني" من السفارة الأميركية لرعاياها في الإمارات المرصاد-متابعات نشرت السفارة الأميركية في أبوظبي، تحذيرا أمنيا لمواطنيها، الاثنين، بعد إعلان وزارة الدفاع الإماراتية عن اعتراض صاروخين حوثيين. ونصحت...
- مفاجئة كبری لليبيا: نجل القذافي ينوي الرجوع للحكم المرصاد نت - متابعات قال محامي عائلة القذافي خالد الزايدي اليوم الثلاثاء 17 أكتوبر/تشرين الأول إن سيف الإسلام نجل الزعيم الليبي الراحل معمر القذافي سيعود للعم...
- المانيا ترفض شرط تركيا بشأن قاعدة إنجرليك الجوية المرصاد نت - متابعات رفضت الحكومة الألمانية الخضوع لضغوط من تركيا بشأن خلاف برلين مع أنقرة فيما يتعلق بالحظر الذي تفرضه الأخيرة على زيارة نواب ألمان لقاعدة إن...
- قمة أنقرة اليوم: تثبيت تفاهمات أردوغان ــ بوتين ! المرصاد نت - متابعات تُعقد، اليوم في أنقرة قمة ثلاثية تجمع الرؤساء الثلاثة الروسي والإيراني والتركي وذلك في إطار مسار أستانا. وفي حين يُنتظر أن تشهد القمة إعل...
- السعودية…بعد الفشل في اليمن وسوريا تتجه نحو تل ابيب المرصاد نت - النجم الثاقب لقد كان امل السعودية ان تحقق اي انجازات في المنطقة خصوصاً في اليمن وسوريا لكي ترضى عنها اسيادها الأمريكان والصهاينة ولكي تستطيع ا...
- دعم غربي لحكومة الوفاق الوطني في ليبيا المرصاد نت أعلن وزيرا خارجية فرنسا والمغرب الجمعة باسم الدول العشر لغرب المتوسط عن دعم حكومة الوفاق الوطني في ليبيا وذلك خلال لقاء عقد في مارسيليا جنوب فرنسا....
- 35 قتيلا وعشرات الاصابات باعتداء مسلح على ملهى ليلي في اسطنبول المرصاد نت - متابعات قال مسؤولون في مدينة اسطنبول التركية ان الحصيلة الاولية لضجايا الهجوم على ملهى ليلي في اسطنبول ارتفعت الى 35 قتيلا ونحو 40 جريحا في...
- السيد نصرالله : ترامب سينتظر طويلاً قبل أن يتلقى اتصالاً من إيران! المرصاد نت - متابعات أعلن الأمين العام لـ "حزب الله" اللبناني السيد حسن نصر الله أن مواجهة ما يسمى بـ "صفقة القرن" حول التسوية الشرق أوسطية التي أعدتها إدارة ...