المرصاد نت - متابعات
حضرت ملفات «اللجنة الدستورية» وأجواء القمة الرباعية في إسطنبول على رأس الملفات التي حملها وفد روسي رفيع المستوى إلى دمشق. وبالتوازي هدأت المنطقة الحدودية بين سوريا وتركيا شرق الفرات وسط جهود أميركية حثيثة لطمأنة «شركائها» على الأرض ..
حيّدت التطورات على الحدود السورية ــــ التركية شرق الفرات خلال الأيام القليلة الماضية الأضواء عن إدلب ومحيطها وتحديداً عن تنفيذ «اتفاق سوتشي» وإنشاء «المنطقة منزوعة السلاح». وعلى رغم الجهد الكبير المبذول من قبل روسيا وتركيا لمنع انهيار الاتفاق لم تخل خطوط التماس من خروقات متعددة امتدت بين ريفي إدلب وحماة كان آخرها أمس مع استهداف بلدتي جورين ومعان في ريف حماة الشمالي بقذائف صاروخية.
الاتفاق الذي دخل مرحلة «جمود» كان يفترض أن يفسح المجال أمام جولة جديدة من المحادثات السياسية بما يتيح تشكيل «اللجنة الدستورية» وتنشيط مسار محادثات جنيف. وجاءت القمة الرباعية في إسطنبول ضمن سياق تدعيم التوافقات الدولية على طرح «اللجنة الدستورية» ومحاولة تجييرها إلى تفاهمات أوسع حول اللاجئين وإعادة الإعمار. وعلى رغم النشاط الواسع الذي قادته روسيا على طريق إنشاء تلك «اللجنة» فإن من غير المرجح أن يشهد الشهر الجاري الذي سيكون الأخير لستيفان دي ميستورا في منصبه مبعوثاً أممياً أي خروقات لافتة في هذا الإطار.
الأجواء «غير الواعدة» ظهرت منذ زيارة دي ميستورا الأخيرة إلى دمشق حيث لم يقدر على تحصيل وعود بدعم تصوّره عن تشكيلة «الثلث الثالث» الخاص بالمستقلين والمجتمع المدني. ولكنه خرج بمقترح قد يكون واعداً، يتيح للدول الضامنة الثلاث لمسار «أستانا» اقتراح تلك التشكيلة وتحصيل التوافق حولها. التصريحات التي خرجت عن الجانب الحكومي السوري أخيراً تقلل من فرص إنجاز أي تقدم فعلي في «عهد دي ميستورا»؛ فمع تعهّد دمشق على لسان نائب وزير الخارجية والمغتربين فيصل المقداد قبل أيام بالتعاون مع المبعوث الجديد حُمّل انتقاد لاذع إلى دي ميستورا عبر التمني على غير بيدرسن أن «يبتعد عن أساليب من سبقه وأن يعلن ولاءه لوحدة أرض وشعب سوريا وألا يقف إلى جانب الإرهابيين كما وقف سلفه».
اللهجة العالية ضد المسؤول الأممي الراحل قريباً تعزز احتمال تأجيل التوافق على تشكيل «اللجنة» إلى أيام بيدرسن خصوصاً أن دي ميستورا سيقدم إفادته الأخيرة إلى مجلس الأمن في 19 تشرين الثاني الجاري وفق ما توضح أوساط أممية. وكان لافتاً حديث المبعوث الأممي خلال ندوة في شرم الشيخ المصرية أمس عن أن «عدداً كبيراً من الدول الأوروبية تنوي أن تدخل بثقلها في إعادة الإعمار بدلاً من أن يصبح السوريون لاجئين على أراضيها» على حد ما نقلت وكالة «الأناضول».
وفي دمشق أطلع مبعوث الرئيس الروسي الخاص إلى سوريا الرئيس بشار الأسد على مباحثات قمة إسطنبول حول سوريا والتي انتهت بالدعوة الى تشكيل اللجنة الدستورية «قبل نهاية العام». حسابات الرئاسة السورية على مواقع التواصل الاجتماعي ذكرت أنّ الرئيس الأسد بحث خلال لقائه مبعوث الرئيس الروسي الخاص الى سوريا ألكسندر لافرنتييف والوفد المرافق له «موضوع تشكيل لجنة مناقشة الدستور الحالي». وتمّ الاتفاق بحسب المصادر الرسمية «على مواصلة العمل المشترك بين روسيا وسوريا من أجل إزالة العوائق التي لا تزال تقف في وجه تشكيل هذه اللجنة».
وأوردت الحسابات نفسها أن لافرنتييف وضع الرئيس الأسد في «صورة مباحثات القمة الرباعية التي عقدت أخيراً في إسطنبول والجهود التي تبذلها موسكو مع جميع الأطراف الإقليمية والدولية بغية تذليل العقبات التي تقف أمام إحراز تقدم في المسار السياسي يساهم في إنهاء الحرب على سوريا». وكانت قد عُقدت في 27 تشرين الأول/ أكتوبر، قمّة رباعيّة غير مسبوقة في إسطنبول، جمعت رؤساء تركيا وروسيا وفرنسا والمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل ودعا بيانها الختامي إلى تشكيل اللجنة الدستورية «قبل نهاية العام وتسهيل وصول المساعدات الإنسانية إلى سوريا».
وأتت مواقف دمشق الأخيرة قبيل استقبال الرئيس بشار الأسد المبعوث الرئاسي الروسي ألكسندر لافرنتييف ونائب وزير الخارجية الروسي سيرغي فيرشينين. ووفق ما أعلنته الرئاسة السورية نقل لافرنتييف أجواء محادثات القمة الرباعية في إسطنبول وجهود موسكو في سبيل تشكيل «لجنة مناقشة الدستور الحالي» على حد وصف بيان الرئاسة. وتعد هذه الزيارة الثانية من نوعها خلال أقل من 15 يوماً للوفد الروسي الذي ضم مسؤولين ديبلوماسيين وأمنيين والذي كان قد ختم جولة شملت معظم دول الخليج العربي الشهر الماضي في دمشق؛ كما حضر كلاً من الاجتماعين مدير مكتب الأمن الوطني علي مملوك.
وفي موازاة تلك التطورات خفّت وتيرة التصعيد التركي على الحدود في شرق الفرات بعد وساطة من «التحالف الدولي» والجانب الأميركي. ومع انحسار الاستهداف المدفعي التركي الذي طاول مواقع عدة الأسبوع الماضي، نفذت القوات الأميركية دوريات عدة مشتركة مع «قوات سوريا الديموقراطية» قرب الحدود خلال اليومين الماضيين في موازاة دورياتها المشتركة مع الجانب التركي شمال منبج. ويأتي هذا الهدوء النسبي بعد سلسلة اتصالات رسمية أميركية ــــ تركية سياسية وعسكرية وسط نشاط لافت لممثلي وزارة الخارجية الأميركية و«التحالف» في بلدات منبج وريف الرقة الشمالي والتي ترجمت على أنها رسائل طمأنة إلى «وحدات حماية الشعب» الكردية المكون الأبرز في «قسد».
مزيد من التدهور شمالاً: «داعش» يفعّل هجماته
لا تزال الأوضاع في الشمال السوري تشهد توتراً وتدهوراً متزايدين. الأميركيون سيّروا للمرة الثانية خلال ثلاثة أيام دوريات على الحدود السورية ـــ التركية منعاً لأيّ محاولة تركيّة للتقدّم داخل الأراضي السورية الواقعة تحت سيطرة «قوات سوريا الديموقراطية» المدعومة من التحالف الدولي وواشنطن. تنظيم «داعش» الذي استعاد جزءاً كبيراً من مواقع كان قد خسرها أمام «قسد» في الجيب الأخير في ريف دير الزور فعّل هجماته ضدّ القوات التي تبدو عاجزة أمام التنظيم.
في سياق مختلف شمالاً سيّرت القوّات الأميركية اليوم دوريات في شمال شرق سوريا قرب الحدود مع تركيا وفق ما أفاد ناطق باسم التحالف الدولي بقيادة واشنطن ومراسل وكالة «فرانس برس» في خطوة تأتي بعد أيام من تعرّض المنطقة لقصف شنّته أنقرة. وتشهد هذه المنطقة الحدودية الواقعة تحت سيطرة «قوات سوريا الديموقراطية» المدعومة أميركياً توتراً متصاعداً، بعد تهديد أنقرة بشنّ هجوم عليها. وفي هذا الإطار استهدف الجيش التركي خلال الأيام الماضية مواقع «وحدات حماية الشعب الكردية»، القوة الرئيسية في «قسد».
وأكّد الناطق باسم التحالف الدولي شون راين لـ«وكالة فرانس برس»، تسيير دوريات أميركية في المنطقة بشكل «غير منتظم» مشيراً إلى أنّ وتيرة الدوريات ترتبط بـ«تطور الظروف الميدانية». وهذه الدورية هي الثانية التي يتمّ تسييرها في المنطقة منذ يوم الجمعة الفائت وفق الناطق. ومن المقرّر أن تسير هذه الدوريات على طول الشريط الحدودي وصولاً حتى مدينة رأس العين التي تقع على بعد خمسين كيلومتراً غربي الدرباسية وفق ما أوضح الناطق الرسمي باسم «قوات سوريا الديموقراطية» مصطفى بالي للوكالة. وقال إنّ «تسيير الدوريات متعلّق مباشرة بهذه التهديدات وهدفها دعوة تركيا إلى الكف عن عدوانها».
بموازاة ذلك قتل 12 عنصراً على الأقلّ من «قسد» اليوم في هجوم شنّه تنظيم «داعش» على أحد مواقعها في شرق سوريا وفق ما أفاد المرصد السوري المعارض. وبدأ التنظيم هجومه «بتفجير سيارة مفخّخة يقودها انتحاري استهدفت موقعاً لـ«قسد» بين بلدتي البحرة وهجين قبل أن يخوض اشتباكات عنيفة مستغلاًّ تردّي الأحوال الجويّة» في المنطقة التي تشكّل آخر جيب له في دير الزور.
لكنّ بالي نفى لـ«فرانس برس» سقوط قتلى وقال: «هناك هجمات معاكسة بشكل يوميّ واشتباكات مستمرّة لكنّ الحديث عن شهداء في صفوف قوّاتنا غير صحيح». وإثر هجومهم اليوم، أحرز مقاتلو التنظيم تقدّماً في أطراف قرية البحرة حيث قاعدة عسكرية تضمّ «قادة من قوات سوريا الديموقراطية ومستشارين في التحالف الدولي» الذي تقوده واشنطن .
دوريات مع أنقرة... و«الوحدات» الكردية: واشنطن تراهن على ضمان التهدئة
بالمقابل لم يتوقف التصعيد العسكري التركي على الحدود في شرق نهر الفرات بالكامل على رغم انخفاض وتيرته أمس بعد إعلان «التحالف الدولي» تكثيف اتصالاته مع كل من تركيا و«قوات سوريا الديموقراطية» والمكالمة الهاتفية بين الرئيس الأميركي دونالد ترامب ونظيره التركي رجب طيب أردوغان أول من أمس. وشهدت عدة مواقع استهدافات مدفعية تركية تسببت بوقوع إصابات بين مدنيين وعدد من المقاتلين في صفوف «قسد» فيما كان لافتاً تمدد دائرة القصف شرقاً وصولاً إلى ريف الحسكة الشمالي الشرقي حيث سقطت قذائف على بلدة تل جهان، أسفرت عن إصابة عناصر في «قوات الصناديد» العاملة ضمن «قسد» وفق معلومات تناقلتها أوساط محلية.
وفي مقابل ما يجري على الأرض بحث وزيرا الدفاع الأميركي جايمس ماتيس والتركي خلوصي أكار ملف الشمال السوري في اتصال هاتفي مساء أمس. ويمكن وضع هذا الاتصال في خانة الجهود الأميركية المبذولة لتفادي انفلات الوضع الميداني في مناطق شرق الفرات الحدودية مع تركيا لحين التوصل إلى تفاهمات مع الجانب التركي، تتشابه مع ما تم الاتفاق عليه في منبج. وأتى ذلك في وقت نشرت وسائل إعلام تركية، صوراً وتسجيلات للدورية المشتركة الأولى التي نفذتها القوات التركية مع «التحالف الدولي» في شمال منبج.
وفي خطوة تعزز إطلاق حوار تركي ــــ أميركي حول شرق الفرات بدلاً من تصعيد ميداني واسع نشرت قوات «التحالف» عدداً من عناصر دورياتها في بعض المواقع القريبة من الحدود مع تركيا. وعلى رغم قراءة أوساط كردية لهذا التحرك على أنه محاولة للجم التصعيد فإن من المستبعد أن ينشر «التحالف» أو القوات الأميركية أياً من جنودهما من دون تنسيق مسبق مع الجانب التركي لضمان أمن العناصر وعدم تعرضهم للاستهداف.
وفي معرض الرد على سؤال حول تلك الدوريات نقلت وكالة «رويترز» عن ناطق باسم «التحالف» تأكيده أنه لم تتم زيادة الدوريات في تلك المنطقة ولكن هناك زيارات عسكرية منتظمة لها. أما الناطق باسم «قسد» كينو غابريال فقد اعتبر أن «الدوريات الحدودية الجديدة... تهدف إلى ردع شن تركيا لمزيد من الهجمات». مضيفاً في حديث إلى وكالة «رويترز»: «سنرى نتيجة المفاوضات وضغط الأميركيين على الحكومة التركية».
وبينما تراهن أوساط «قسد» على الوساطة الأميركية لإيجاد مخرج للأزمة المدفوعة تركيّاً شهدت مدينة الرقة ومحيطها توتراً إثر اغتيال أحد مشايخ «قبيلة العفادلة» بشير الهويدي من قبل مجهولين أمس. وخرجت اتهامات واسعة من قبل بعض أوساط العشائر في المدينة ومحيطها تحمّل «قسد» مسؤولية الاغتيال مبررة ذلك بوجود خلافات سابقة بين الشيخ الهويدي وعدد من المسؤولين الأكراد في «قسد» و«مجلس الرقة المدني». وكانت ترجمت تلك الخلافات في عدة مناسبات احتفالية أجرتها «قسد» ورفض حضورها الهويدي شأنه شأن عدد من الشخصيات المعترضة على سيطرة الأكراد على الهياكل الإدارية والعسكرية في الرقة وريفها. ويأتي الاغتيال وسط انتشار أنباء عن محاولة الجانب التركي تأليب عدد من زعماء العشائر في شرق الفرات ضد القوى الكردية المهيمنة لضمان مزيد من الضغط على «وحدات حماية الشعب» الكردية واستخدامه ورقة في التفاوض مع الجانب الأميركي.
وبعيداً من الرقة شهدت منطقة «خفض التصعيد» في محيط إدلب تصعيداً جديداً بعد هجوم نفذته «هيئة تحرير الشام» على نقاط الجيش العربي السوري في ريف إدلب الشرقي على محور قربة أبو دالي. وردّ الجيش باستهداف مواقع «تحرير الشام» في محيط عدد من البلدات في ريفي حماة وإدلب قبل أن يعود الهدوء إلى خطوط التماس. وبالتوازي أعيد افتتاح «معبر مورك» بين مناطق سيطرة الجيش ومناطق انتشار الفصائل المسلحة أمس أمام حركة النقل بعد إغلاق دام أشهراً عدة.
المزيد في هذا القسم:
- صدامات في وسط بيروت بين قوى الأمن ومحتجّين على إجراءات الحكومة التقشّفية! المرصاد نت - متابعات شهدت ساحة رياض الصلح وسط بيروت اشتباكات بين متظاهرين رافضين لتطبيق سياسة التقشف والقوى الأمنية. ,شهد وسط بيروت مجدداً استباكات بين متظاه...
- انقسامات الحكومة الإسرائيلية تظهر للعلن بعد "قتال" في مجلس الوزراء الأمني المرصاد-متابعات تبادل بعض السياسيين البارزين في إسرائيل الهجمات بينهم علنا، الجمعة، بعد ما وصفه أحد المصادر بأنه "قتال" في مجلس الوزراء الأمني، خلال الليلة ا...
- وما الحرب؟ حرب تحرير الجنوب اللبناني والبقاع الغربي ! المرصاد نت - متابعات كان قرار الإمام الخميني منتصف حزيران 1982 تاريخياً مهّد لمرحلة جديدة في الصراع العربي – الصهيوني ليس عن طريق تحوّله إلى صراع إسلامي – صهي...
- السيسي يرفض البديل: المخابرات تبقى لعباس كامل المرصاد نت - متابعات حسم الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي مستقبل جهاز المخابرات العامة عبر تعيين مدير مكتبه عباس كامل رئيساً للجهاز في خطوة تعزز من سيطرته على ...
- العبادي يعفي فالح الفياض من كافة مناصبه الحكومية المرصاد نت - متابعات قطع رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي أمس الشكّ باليقين مُصدِراً قراراً رسمياً بإعفاء رئيس «هيئة الحشد الشعبي» مستشار الأمن ا...
- تونس :تفكيك 11 خلية إرهابية وحالة طوارئ على حدود الجزائر الشرقية المرصاد نت - متابعات أعلنت وزارة الداخلية التونسية أمس الجمعة عن تفكيك 11 خلية مسلحة خلال شهر ديسمبر/ كانون الأول الماضي. وذكر بيان لوزارة الداخلية أن "أجه...
- بروكسل تصادق على انسحاب بريطانيا من الاتحاد الأوروبي! المرصاد نت - متابعات وقعت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين ورئيس المجلس الأوروبي شارل ميشال على اتفاقية انسحاب بريطانيا من الاتحاد الأوروبي بعد م...
- أسبوعان على انقلاب بوليفيا: هذا ليس وقت التسويات! المرصاد نت - متابعات لم ينتهِ الانقلاب في بوليفيا كما تزعم السلطات الجديدة والوقت ليس وقتاً جيداً لينعَمَ البلد بالسلام والاستقرار. مرّ ما يزيد قليلاً على أسب...
- «صفقة القرن»: محاولة لحذف فلسطين من خارطة العالم ! المرصاد نت - متابعات منذ عام 1967 بُذل كثير من المحاولات بين إسرائيل وفلسطين بهدف تسوية الصراع وإيجاد حلّ يرضي طرفي الصراع وقد تبع الرئيس الأميركي سيرة أسلافه...
- في سياق التطبيع العلني :أبواب الخليج مُشرّعة للإسرائيليين! المرصاد نت - بيروت حمود بات من الواضح أنه لولا الاندفاع والحماسة اللذان تبديهما دول الخليج لتظهير التطبيع مع تل أبيب لما تجرأ الإسرائيليون على تخيّل أنهم قد ي...