المرصاد نت - متابعات
لم يعلن رئيس وزراء العدو بنيامين نتنياهو عن انتخابات مبكرة لكنه تلا مساء أمس في مؤتمره الصحافي ما هو أقرب إلى الخطاب الانتخابي قدّم فيه نفسه على أنه الخبير والقائد والمضحّي والمسؤول والحريص على «أمن إسرائيل وشعبها». ووجّه انتقادات قاسية إلى شركائه الذين ترجَّل بعضهم والآخر في الطريق، مؤكداً أن إجراء انتخابات مبكرة في هذه «الفترة الأمنية الحساسة» هو عمل غير مسؤول وعلى هذه الخلفية سيواصل بذل جهوده لمنع إجرائها قبل موعدها القانوني. ومع أنه أوحى كما لو أن الجهود لم تستنفد وما زال هناك آمال لمنع هذا المسار، إلا أن مضمون خطابه والمجريات المحيطة تُظهر أن إسرائيل في الطريق إلى انتخابات مبكرة.
في ضوء ذلك حرص نتنياهو على أن يزرع لدى جمهور اليمين أنه يكافح من أجل منع الانتخابات التي يجري الدفع إليها لحسابات سياسية داخلية على حساب المصالح الأمنية. أتت هذه الرسالة بعد انتهاء لقائه الفاشل مع وزير المالية ورئيس حزب «كولانو» موشيه كحلون لثنيه عن قرار الانتخابات. وأعلن نتنياهو أيضاً تسلّمه حقيبة الأمن بدلاً من أفيغدور ليبرمان ونجح بذلك في حشر رئيس «البيت اليهودي» نفتالي بينت الذي يطالب بهذه الحقيبة ويهدّد بأنه من دونها لا يوجد معنى للبقاء في الحكومة. ويهدف نتنياهو من وراء ذلك إلى وضعه أمام خيارين إما التسليم أو أن يتحمل مسؤولية إسقاط حكومة اليمين.
وفي هذا الإطار ينوي بينت ووزيرة القضاء ايليت شاكيد تقديم إعلان خاص اليوم الإثنين رأى بعض التقديرات أنهما يعتزمان الاستقالة من الحكومة.
في كل السيناريوات بات من الواضح أن الموقف من قطاع غزة سيشكّل محوراً أساسياً يفرض نفسه على جدول أعمال الحكومة إن استمرت فرضاً أو ضمن محاور التنافس الانتخابي من دون أن ينتقص ذلك من أولوية مواجهة التهديدات المتصاعدة من الجبهة الشمالية.
ومع أن نتنياهو تلا بياناً هو أقرب إلى الدعاية الانتخابية قدّم فيه ما اعتبره إنجازاته السياسية والأمنية خلال ولايته لكنه شدد على ضرورة عدم إسقاط الحكومة محذراً من تكرار أخطاء سابقة أدت إلى إسقاط اليمين من الحكم «عندما أسقطت جهات داخل الائتلاف حكومتي الليكود عامي 1992 و1999 حين وقعت مأساة أوسلو (1993) ومأساة الانتفاضة (الثانية 2000) ويجب اتخاذ جميع الإجراءات من أجل الامتناع عن تكرار هذه الأخطاء».
واستهل نتنياهو مؤتمره الصحافي باستعراض «إنجازاته» على الصعيد العسكري والأمني قائلاً إنه «كرّس حياته من أجل أمن إسرائيل» وأنه قام «بمهمات عسكرية حساسة كاد يقتل فيها». ولم ينس أيضاً أن يوظِّف مقتل أخيه البكر في عملية عينتيبي التي هدفت في سبعينيات القرن الماضي إلى إطلاق سراح رهائن إسرائيليين. وعلى قاعدة النداء الأخير توجه إلى شركائه في الحكومة بالدعوة إلى «القيام بكل ما هو ممكن في محاولة أخيرة» لمنع انهيارها.
ويسعى نتنياهو إلى المحافظة على الحكومة إلى آخر عهدها مبرراً ذلك بأنه «لا يستطيع أن يشارك الجمهور بالصورة الموجودة لدى الاجهزة الأمنية». وفي الوقت نفسه يهدف إلى كسب المزيد من الوقت الذي يمكنه من تبديل الصورة التي ارتسمت لدى الرأي العام حول ضعف المستوى السياسي في إدارة أكثر من تحدّ. مع ذلك فإن تضافر مجموعة عوامل بعضها مع بعض (الغموض الذي يلف ملفه القضائي/ الاعتراض الشعبي على أدائه في مقابل قطاع غزة/ التنافس على كسب التأييد الجماهيري...) سوف يسهم في الدفع نحو مزيد من التشدد ضد الفلسطينيين على المستويين الأمني والسياسي. وهو ما لمّح اليه وزير المواصلات والاستخبارات إسرائيل كاتس بالقول «ليكن واضحاً أنه لا يوجد حل سياسي مع غزة. لا يوجد تسوية مع حماس. يجب على إسرائيل أن تضرب حماس وتستعيد الردع الذي تآكل. لا يمكن مواصلة هذا الوضع القائم لا يمكن إقامة توازن ردع متبادل مع منظمة إرهابية مثل حماس التي هدفها تدمير دولة إسرائيل». على هذه الخلفية يتوقع أن تتحول الاحتكاكات بين الطرفين إلى دعوة لإظهار المزيد من العدوانية بهدف احتواء مفاعيل المواجهة الأخيرة وقلب الصورة.
من جهتهم اتفق المعلقون الإسرائيليون على أن تقديم موعد الانتخابات سيقلّل من مساحة المناورة أمام نتنياهو في مقابل غزة، والصحيح أيضاً أن استمرار الحكومة إلى آخر ولايتها أو لأشهر إضافية سيفرض عليها أداءً أكثر حزماً إزاء غزة. ويعود ذلك إلى أن الرأي العام الإسرائيلي غير راض عن التعامل مع الأزمة في قطاع غزة. وأظهرت استطلاعات الرأي أن جزءاً كبيراً من الإسرائيليين يفضلون قيام الجيش بتوجيه ضربات قاسية لحركة حماس.
مع ذلك يواجه نتنياهو في ما تبقى من عمر حكومته خيارات مربكة انطلاقاً من أن «التسوية الكاملة مع حماس سيعرضها المعارضون لها كاستسلام آخر للإرهاب. واستمرار الوضع الراهن يعني التعرض للهجمات الصاروخية بأعذار مختلفة كل بضعة أسابيع في حين ستطارده صور الذعر والغضب في مستوطنات غلاف غزة طوال الحملة (وقد أصبحت احتجاجات سكان الجنوب العاصفة ضد الحكومة أكثر اتساعاً مما كانت عليه في الأشهر السابقة). لكن نتنياهو يتردد في خوض حرب مع حماس خوفاً من أن تطول وتسبب خسائر ولا تحقق أهدافها المعلنة».
في ضوء هذه السيناريوات يأتي ما أورده المعلق العسكري في صحيفة «يديعوت أحرونوت» أليكس فيشمان الذي اختار نقل رسائل المؤسسة العسكرية إلى الطرف الفلسطيني بالقول إنه في حال «اختارت حماس أن تُدهور مرة أخرى لأي سبب كان الوضع الأمني على طول حدود القطاع فإن الجيش جاهز للهجوم خلال دقائق معدودة لا ساعات ولا أيام. كما أنه لن تكون هناك استيضاحات مطولة لقضايا مثل من أطلق النار وأين. خطة الجيش الإسرائيلي التي أصبحت جاهزة واستعرضت أمام «الكابينت»، في الأسابيع الأخيرة ستنفذ».
المزيد في هذا القسم:
- السفير الأمريكي في العراق يصف تصرفات أردوغان بالمشينة والمستفزة المرصاد نت - متابعات أعتبر السفير الأمريكي في العراق دوغلاس سيليمان خلال لقائه مع عدد من النخبة العراقية أن الرئيس التركي أردوغان اعتمد في السياسة الخار...
- أهداف وعقبات.. ناتو عربي أم "درع جزيرة" أخرى؟ المرصاد نت - متابعات مرّة أخرى تُطرح مسألة "الناتو" العربي أو الخليجي بتعبير أدقّ. الفكرة القديمة طُرحت مجدّداً ولكن هذه المرّة من قبل الجنرال الأمريكي جيمس ج...
- تقرير المحققة الأممية بشأن اغتيال خاشقجي يحرج إدارة ترامب! المرصاد نت - متابعات قالت المحققة الأممية انييس كالامار إنّ التحقيق الذي أجرته في قضية مقتل الصحافي جمال خاشقجي يركز على مسؤولية الدولة السعودية مشيرة إلى وجو...
- تقرير أممي: إنتهاكات لحقوق الإنسان في دولة الإمارات المرصاد نت - متابعات شهدت البلدان العربية في السنوات الأخيرة موجة شديدة من التقلبات والتغيرات الحرجة في المنطقة بسبب تصاعد الآراء الشبابية الناقمة على الأنظمة...
- ماذا يفعل أبناء زايد بالإمارات ..احتلال وإرهاب وجريمة (2)؟ المرصاد نت - إبراهيم الأمين لم يكن ينقص الإمارات سوى دور البلطجي. لكن يبدو الأمر محبَّباً وسهلاً عند محمد بن زايد ورجاله من أبناء الدولة أو المرتزقة العاملين ب...
- سفراء بن زايد: عُمان تسانِد قطر... والمطلوب ثنيها «بالترغيب أو الترهيب»! المرصاد نت - الأخبار يوماً بعد يوم يتأكد أن السعودية والإمارات أخطأتا في حساباتهما بخصوص منطقة الخليج ما بعد فرض المقاطعة على قطر. كان في ظنهما أن حملة منسّقة ...
- الكوبيون يحيون الذكرى الأولى لرحيل كاسترو المرصاد نت - متابعات يحيي الكوبيون الذكرى الأولى لرحيل القائد الثوري فيديل كاسترو عبر أسبوع من الأنشطة المتنوعة التي تتنقل في كل الجزيرة الكاريبية. وفي ذكر...
- واشنطن تواصل التصعيد: كل الخيارات مطروحة ضــد طهران المرصاد نت - متابعات على الرغم من عودة الهدوء أمس إلى معظم المدن الإيرانية واصلت الولايات المتحدة محاولاتها للاستثمار في التحركات الاحتجاجية التي شهدتها البلا...
- احتدام الخلافات بين أمراء السعودية.. ماهو السبب؟ المرصاد نت - متابعات تصاعدت حدة الخلافات في الآونة الأخيرة بين أمراء السعودية حيث استنكر الأمير وليد بن طلال الحكم القضائي الذي أصدره أمير الرياض بحقّه والذي ...
- 82 نائباً أردنياً يطالبون بقطع العلاقات مع كيان الاحتلال المرصاد نت - متابعات وقّع 82 نائباً اردنياً على مذكرة نيابية تطالب من الحكومة إغلاق السفارة الاسرائيلية في عمان وطرد السفيرة بالإضافة إلى عودة السفير الأردني ...