موسكو: واشنطن تعمل على تقسيم سوريا !

المرصاد نت - متابعات

في اليوم الثاني على التوالي تصوّب موسكو في تصريحاتها على الولايات المتحدة الأميركية وأنشطتها في سوريا. رئيس هيئة الأركان الروسية اتهم الولايات المتحدة بمحاولة إنشاء كيان كرديSyria Usa2018.12.5 مستقل عن دمشق شمال شرقي البلاد. كما أكدّ العسكري الروسي، أن الاستخبارات الروسية ترصد في شكل دوري دخول قافلات نفط من شرق سوريا إلى أراضي تركيا والعراق. وزارة الخارجية الروسية أيضاً حجزت لها حيزاً من التصريحات المباشرة ضد الأميركيين أن الوجود غير القانوني للقوّات الأميركية في سوريا «يهدف إلى تقسيم دولة ذات سيادة».

واتهم رئيس هيئة الأركان الروسية الجنرال فاليري غيراسيموف الولايات المتحدة بمحاولة إنشاء كيان كردي مستقل عن دمشق شمال شرقي سوريا. وقال غيراسيموف للملحقين العسكريين الأجانب: «الوضع شرق الفرات يتأزم، حيث تحاول الولايات المتحدة المراهنة على الأكراد السوريين لإنشاء كيان شبيه بدولة مستقل عن دمشق شمال البلاد ويقومون بتشكيل حكومة ما يسمى بفيدرالية شمال سوريا الديموقراطية». وذكر أن «الأميركيين عبر دعم التوجهات الانفصالية للأكراد بالآليات العسكرية يسمحون لهم بمضايقة القبائل العربية».

وقال المسؤول العسكري الروسي إن مسلحي «داعش» متواجدون في شرق الفرات فقط «في المناطق الخاضعة لسيطرة الولايات المتحدة» مضيفاً: «في كانون الأول من العام الماضي انتهت العملية النشطة للقضاء على العصابات في سوريا وفي الوقت الحالي يتواجد مسلحو داعش في شرق الفرات فقط في المناطق الخاضعة لسيطرة الولايات المتحدة في حين تتركز بقايا الجماعات المسلحة بقيادة جبهة النصرة داخل منطقة وقف التصعيد في إدلب».

غيراسيموف أضاف أن: «في غرب سوريا كانت هناك كذلك مجموعات متفرقة من المسلحين كما كانت هناك خلايا نائمة لداعش إلا أن القوات السورية والأجهزة الأمنية تمكنت من تصفيتها والسيطرة على الوضع في شكل كامل». مشيراً إلى أنه في شرق البلاد «لم يتم اتخاذ إجراءات مماثلة» مؤكداً أن «التحالف بقيادة الولايات المتحدة وقسد التابعة له غير قادرين على إحكام السيطرة على تشكيلات داعش في بلدة هجين».

كما اتهم غيراسيموف الغرب بعرقلة إجراء العملية الإنسانية خلال المرحلة الأخيرة من استعادة الجيش العربي السوري لمناطق واسعة في ريف دمشق. غيراسيموف قال إن الخوذ البيضاء التي وصفها بـ«منظمة إنسانية زائفة» قامت يوم 7 نيسان بتصوير مشهد عن «استعمال القوات الحكومية للأسلحة الكيميائية في دوما» ما أدى إلى استفزاز واشنطن وحلفائها لشن ضربة ضد سوريا مضيفاً: «تم استعمال 105 صواريخ مجنحة. القوات السورية استطاعت صد الهجمات الصاروخية بنجاح».

وفي سياق متصل أكد الجنرال فاليري غيراسيموف أن «الاستخبارات الروسية ترصد في شكل دوري دخول قافلات نفط من شرق سوريا إلى أراضي تركيا والعراق». وقال غيراسيموف خلال الاجتماع نفسه إن «وسائل الاستطلاع الروسية تسجّل حركة قوافل تنقل النفط قادمة من المناطق الشرقية من سوريا التي يسيطر عليها التحالف متوجهة إلى أراضي تركيا والعراق». وأضاف غيراسيموف أنه «في الوقت نفسه، الأموال الآتية من بيع المنتجات النفطية، تذهب إلى تمويل إرهابيي داعش». وأعلن رئيس هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الروسية أنه «تم القضاء على 23 ألف مسلح في سوريا وتحرير 387 حي سكني من أيدي المتطرفين خلال عام واحد». وأوضح أن الخلايا النائمة لتنظيم «داعش» بدأت بـ«النشاط وتوسيع مناطق نفوذها شرق الفرات في سوريا». كما أكد غيراسيموف أن «روسيا عرضت على الولايات المتحدة إزالة القاعدة الأميركية في التنف وفرض سيطرة روسية أميركية مشتركة على المعبر الحدودي، لكن الشركاء الأميركيين تركوا مقترحاتنا من دون إجابة».

من جهة أخرى أعلنت الناطقة الرسمية باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا أن «الوجود غير القانوني للقوات الأميركية في سوريا يهدف إلى تقسيم دولة ذات سيادة». وقالت زاخاروفا خلال موجز صحافي: «الأنشطة المشبوهة التي يقوم بها التحالف بقيادة الولايات المتحدة في سوريا تدعو لقلق متزايد». وأضافت: «يتواصل احتلال أميركي غير شرعي لمنطقة 55 كيلومتراً حول قاعدة التنف حيث يتصرف الأميركيون هناك وكأنهم أصحابها». وتابعت زاخاروفا: «من وجهة نظر أوسع، نرى أن غاية الوجود الأميركي غير الشرعي يتمثل في محاولة اللعب بالورقة الكردية والسعي نحو تقسيم سوريا بغض النظر عن التصريحات الرسمية التي تزعم الالتزام بوحدة أراضي سوريا».

وفي وقت سابق أعلن مبعوث الولايات المتحدة الخاص إلى سوريا جيمس جيفري أن لدى الرئيس الأميركي دونالد ترامب «خيارات مختلفة للانخراط عسكرياً في سوريا بما فيها استراتيجية سبق أن طبّقت في العراق». وأشار جيفري أثناء موجز صحافي عقده أمس في أعقاب اجتماع «المجموعة المصغرة في شأن سوريا» والتي تعمل تحت إشراف الأمم المتحدة إلى أن «الهدف الوحيد لتواجد القوات الأميركية في سوريا هو دحر تنظيم داعش» مشدداً على أن هذه «المهمة تنحدر من التفويض الذي منحه الكونغرس للبنتاغون في شأن محاربة الإرهاب بعد هجمات 11 أيلول».

ولكن المبعوث الأميركي ذكر أن «الولايات المتحدة لن تبقى في سوريا إلى الأبد بل حتى تحقيق شروطها وهي إلحاق هزيمة نهائية بداعش وانسحاب القوات الإيرانية من جميع أنحاء سوريا وتنفيذ عملية سياسية لا رجعة منها». كما رفض جيفري الاتهامات الموجهة إلى الولايات المتحدة من قبل روسيا بالسعي إلى تقسيم سوريا عن طريق دعم الحركات الكردية الانفصالية والرافضة للحوار مع الحكومة السورية مشدداً على أن «واشنطن متمسكة بوحدة الأراضي السورية ضمن حدودها الحالية». وتطرق جيفري إلى الخيارات غير العسكرية لتقديم مصالح واشنطن في سوريا بما في ذلك «مبادرات ديبلوماسية أطلقتها الإدارة الأميركية بالتعاون مع شركائها، وتشديد العقوبات ضدّ إيران».

من جهة أخرى أعلن مساعد الرئيس الروسي يوري أوشاكوف أن الرئيس فلاديمير بوتين ونظيره التركي رجب طيب أردوغان والمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل أعربوا خلال «قمة العشرين» عن استعدادهم لعقد قمة رباعية كتلك التي جرت في إسطنبول حول سوريا «إذا دعت الحاجة لذلك». وقال أوشاكوف للصحافيين: «اتفقنا مع أردوغان وميركل أن تتم الدعوة بحسب الحاجة لمنتدى رباعي آخر أي بمشاركة بوتين وأردوغان وميركل وماكرون». وأوضح أوشاكوف أن «لا معلومات حتى الآن عن مكان وموعد اللقاء» مضيفاً: «ربما ليس في إسطنبول لأنه من المستبعد أن يرغبوا باللقاء في إسطنبول طيلة الوقت». كما لفت إلى أنه «حتى الآن يوجد استعداد مبدئي من قادة الدول لعقد لقاء كهذا عند الحاجة».

ميدانياً أكّد مسؤول قاطع عمليات الأنبار في «الحشد الشعبي» العراقي قاسم مصلح أن الحدود العراقية السورية «مؤمنة بالكامل» مشيراً إلى أن «التنظيم الإرهابي يحاول استغلال سوء الأحوال الجوّية لإيجاد ثغرة للعبور إلى الأراضي العراقية». وقال مصلح في تصريح لموقع «الحشد الشعبي» إن «تنظيم داعش حاول خلال الساعات الماضية الهجوم على قطعاتنا على الحدود العراقية السورية عبر إطلاق قذائف هاون» مبيناً أن «الحشد الشعبي كان له بالمرصاد وردّ على تلك المحاولات بقوة مما أدّى إلى تراجع العدو وتشتيت تجمعاته».

المزيد في هذا القسم:

المزيد من: الأخبار العربية والعالمية