شهداء بينهم نساء وأطفال في قصف للتحالف شرق دير الزور

المرصاد نت - متابعات

استشهد عددٌ من المدنيين بينهم أطفال ونساء وأصيب آخرون في قصف للتحالف بقيادة واشنطن في دير الزور شرق سوريا. وفي وقتٍ سابق أُعلن فيه أن عدد الشهداء وصل إلى 20 وإن Idlaib syr2019.1.19حصيلة ضحايا القصف الأميركي مرشحة للارتفاع إلى 30 شهيداً.

وكالة "سانا"السورية الرسمية أفادت من جهتها بأن القصف استهدف بلدة الباغوز تحتاني شرق المدينة وأكدت أن من بين الشهداء أطفال ونساء. وذكرت مصادر أهلية أن "طائرات تابعة للتحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة خارج مجلس الأمن بذريعة محاربة تنظيم "داعش" في سوريا والعراق قصفت قرية الباغوز فوقاني ومحيطها في ناحية سوسه بمنطقة البوكمال بريف المحافظة الجنوبي الشرقي ما تسبب باستشهاد 20 مدنياً بينهم أطفال ونساء ووقوع عدد من الجرحى".

إلى ذلك أفاد مصادر بسقوط 10 قتلى جراء انفجار قرب مدخل مدينة إدلب الجنوبي الانفجار نجم عن استهداف سيارة مفخخة مستودع أسلحة لهيئة تحرير الشام قرب دوار المطلق على طريق أريحا في القسم الجنوبي من المدينة

ولفتت المصادر إلى أن العدوان استهدف عشرات العائلات خلال محاولتها الفرار من مناطق انتشار إرهابيي "داعش" موضحة أن عدد الشهداء مرشح للارتفاع بسبب الحالة الحرجة للعديد من الجرحى الذين أصيبوا جرّاء العدوان.

وشنّت طائرات التحالف في الثالث والرابع من الشهر الجاري غارات على قرية الشعفة وبلدة الكشكية على الضفة اليسرى لنهر الفرات بريف دير الزور الجنوبي الشرقي استشهد إثرهما 21 مدنياً جلهم من الأطفال والنساء وسقط عشرات الجرحى ناهيك عن الأضرار المادية بالممتلكات ومنازل المواطنين.

الأمين العام للأمم  المتحدة انطونيو غوتيريش أكد أن أي حل في سوريا يجب أن يحفظ وحدة أراضيها. كما أشار إلى ضرورة أن يأخذ الحل في عين الاعتبار أمن دول الجوار.

وقال غوتيريش "نؤمن بأن أي حل في سوريا يجب أن يجمع ثلاثة مبادئ الأول هو وحدة الأراضي السورية، الثاني أخذ أمن دول الجوار بعين الاعتبار وتحديداً تركياو، المبدأ الثالث هو الاعتراف بتعددية سكان الجمهورية العربية السورية، وإتاحة المجال لإسماع صوت المكونات المختلفة للمجتمع السوري. هذه هي المبادئ التي نراعيها عندما نبحث أي مقترح لكننا لم نتلق أي مقترح حتى الآن".

واستشهد 5 مدنيين الشهر الماضي معظمهم من النساء والأطفال بعد غارات نفّذها التحالف الأميركي على مدينة هجين بريف دير الزور شرق سوريا.

وخلال الأسابيع الأخيرة استشهد عشرات المدنيين وأصيب آخرون جلهم من الأطفال والنساء كما وقعت أضرار مادية كبيرة بمنازل الأهالي والممتلكات العامة والخاصة في قرية الشعفة وبلدة هجين بحجة استهداف طيران "التحالف الدولي" لإرهابيي "داعش" في المنطقة.

واشنطن تبحث مع أنقرة «طبيعة المنطقة الآمنة»لا تغيير في خطط الانسحاب

وفي سياق متصل تقاطعت الأحاديث التي نقلت عن رد فعل دونالد ترامب الأوّلي إزاء «انفجار منبج» لتؤكد أن خطط الانسحاب من سوريا ما زالت على حالها حتى الآن في وقت تتواصل فيه المحادثات حول «طبيعة المنطقة الآمنة» وهوية حُماتها ومُديريها المفترضين

وبعد الانفجار الذي قتل وجرح عدداً من العسكريين الأميركيين إلى جانب مدنيين وعسكريين آخرين في منبج اتجهت الأنظار إلى الرئيس الأميركي دونالد ترامب في انتظار ما قد يصدر عنه من مواقف تعكس أصداء هذه الواقعة في أروقة واشنطن. وفي ضوء انشغال ترامب في معارك سياسية داخلية مهمة كان أبرز ما نُقل عنه في هذا الشأن هو تأكيده أمام عدد من أعضاء مجلس الشيوخ الجمهوريين الالتزام بقرار سحب قوات بلاده من سوريا من دون أي تأثير لما جرى في منبج على هذا المسار. ورغم عدم صدور أي تفاصيل توضح ملابسات الانفجار أو هوية المسؤول المباشر عن تنفيذه أو تسهيل ذلك فإن «مجلس منبج العسكري» لمّح في بيان إلى تورط عناصر عملوا مع فصائل تحظى بدعم تركيّ، في التخطيط لعمليات مماثلة داخل المدينة. وبالتوازي أكدت أنقرة استعدادها لتقديم المساعدة للجانب الأميركي في مساعيه لـ«كشف الجهة التي تقف خلف الهجوم» في حال تلقّت طلباً بذلك. ولفت وزير خارجيتها مولود جاويش أوغلو إلى أن «وجود الجماعات الإرهابية لا ينبغي أن يؤثر على تصميمنا والقرارات التي نتخذها».

العين على «انفجار منبج» تراقب تبعاته المفترضة على مسار الانسحاب الأميركي وإنشاء «المنطقة الآمنة» والتي تشير التصريحات المقتضبة من مسؤولين أميركيين وأتراك إلى أنها لن تحدث. فالمشاورات حول آليات تطبيق المقترح الأميركي مستمرة بين العسكريين والديبلوماسيين، رغم حجم التعقيدات التي يجب حلّها لنقل المشروع من الورق إلى أرض الواقع. وأشار وزير الخارجية التركي إلى أن المباحثات ستحدد ما إذا كان هناك «تطابق أو اختلاف» بين مقاربتي تركيا والولايات المتحدة بشأن «طبيعة المنطقة الآمنة».

ونقلت أوساط إعلامية تركية أمس أن مسؤولين أميركيين يبحثون مع نظرائهم من فرنسا وبريطانيا خطط إدارة مناطق شمال شرق سوريا في ضوء مشروع «المنطقة الآمنة» وبعد الانسحاب المفترض. ويركز جانب كبير من تلك النقاشات على هوية الجهة التي ستدير وتحمي تلك المنطقة الحدودية. وتساوق ذلك مع تأكيد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أن بلاده ستظل «ملتزمة عسكرياً تجاه بلاد الشام في التحالف الدولي خلال العام المقبل». وقال ماكرون إن «الانسحاب المعلن من سوريا لصديقنا الأميركي يجب ألا يحرفنا عن هدفنا الاستراتيجي: القضاء على داعش بحرمان هذه المنظمة الإرهابية من أي موطئ قدم ومنع ظهورها مجدداً».Garham2019.1.19

وبالتوازي قالت صحيفة «صباح» التركية المقرّبة من السلطات إن أنقرة تفضّل أن يكون إنشاء تلك «المنطقة الآمنة» ضمن إطار ترعاه الأمم المتحدة أو «حلف شمال الأطلسي» بما يزودها بنوع من «الشرعية الدولية» على أن يتم تحديد الجماعات التي ستحمي المنطقة على الأرض من قبل أنقرة وواشنطن. وأعادت مصادر الصحيفة الحديث عن مشاركة محتملة لقوات «بيشمركة روج آفا» في حماية المناطق الكردية فيما تتولى الفصائل العربية ضمن «قوات سوريا الديموقراطية» حماية مناطق ذات غالبية عربية مثل بلدة تل أبيض.

وكان لافتاً أن أوساطاً إعلامية تركية لمّحت أمس إلى أن روسيا تدعم إنشاء تلك المنطقة بإدارة تركية فيما تنتظر الوصول إلى «تسوية ملائمة» في شأن منطقة إدلب ومحيطها. وتوقعت تلك الأوساط تأكيد التفاهمات الروسية ـــ التركية حول «مكافحة الإرهاب» في سوريا على أن تنعكس على الأرض في كل من إدلب وشرق الفرات بالتوازي. وينتظر أن تكشف الزيارة المرتقبة لأردوغان إلى موسكو إن كان هذا الحديث يجانب الصحّة، خاصة أن تحركات لافتة لسلاح الجو الروسي سُجّلت فوق مناطق سيطرة «هيئة تحرير الشام» في كل من إدلب وحلب، في موازاة وصول تعزيزات كبيرة للجيش السوري إلى ريف حماة الشمالي.

قلق تركي من «التسويف» الأميركي: لحسم ملف منبج... والتوجّه شرقاً

وعلى رغم المواعيد العديدة التي ضُربت بين مسؤولين أميركيين وأتراك لبحث ملف منبج وشرقيّ الفرات، لا تُبدي أنقرة ارتياحاً تاماً تجاه التزام واشنطن إنجاز التفاهمات الثنائية، ربطاً بآلية عمل «خريطة الطريق» الخاصة بمنبج، وجدولها الزمني الذي طال من دون حدود واضحة له. ويجهد المسؤولون الأتراك في تصريحاتهم في استحضار أهمية المضيّ في تنفيذ تلك «الخريطة» وحسم مصير المدينة، ولا سيما في ضوء التطورات الأخيرة على أطرافها وخسارة واشنطن عدداً من عسكرييها في أحد شوارعها.

ولن يغيب عن تركيا في إطار تفاوضها مع الولايات المتحدة، مشهد علم «وحدات حماية الشعب» الكردية ـــ لا «قوات سوريا الديموقراطية» ـــ على نعشَي مقاتلَين في صفوفها شُيّعا أمس في عين العرب (كوباني) بعدما قضيا مع العسكريين الأميركيين في التفجير الذي تبنّاه «داعش». كذلك بات التأخير الأميركي في إنجاز «خريطة منبج» والتفاهم على «طبيعة المنطقة الآمنة» في شرقيّ الفرات عامل قلق للجانب التركي الذي يخشى نضج تفاهمات جانبية قد ترعاها أطراف إقليمية ودولية بين «الوحدات الكردية» ودمشق.

وعبّر المتحدث باسم وزير الخارجية التركية حامي أقصوي أمس عن هذا القلق بالقول إنه «لا يجب السماح بمحاولات الاستفزاز التي قام بها النظام (السوري)، وجهود الوحدات الكردية الرامية إلى السماح بدخوله إلى منبج» مشيراً إلى أن «تطهير منبج من الوحدات الكردية مسألة أمن قومي بالنسبة إلينا». ورأى أقصوي أن «الهجوم الإرهابي الذي حدث في منبج كشف أهمية تنفيذ مسار العمل (خريطة الطريق) بدقّة والقضاء على المنظمات الإرهابية في المنطقة» مشدداً على ضرورة «ألا تخدم فترة الانسحاب الأميركي مصالح الوحدات الكردية... وألا يُفرض أمر واقع جديد».

   هذه الهواجس التركية المتجددة جاء الإفصاح عنها قبيل وصول السيناتور الأميركي الجمهوري ليندسي غراهام إلى أنقرة ولقائه الرئيس رجب طيب أردوغان، ووزيري الخارجية والدفاع ورئيس الاستخبارات. وكان لافتاً أن استقبال غراهام المنخرط بقوة في ملف العلاقات الأميركية مع كلّ من تركيا والأكراد في سوريا لا يُقارن بما حظي به مستشار الأمن القومي في «البيت الأبيض» جون بولتون من معاملة «غير لائقة» ديبلوماسياً على رغم أن السيناتور الأميركي زار شمال شرق سوريا قبل أشهر قليلة والتقى عدداً كبيراً ممّن تضعهم أنقرة على رأس قوائم «الإرهاب».

هذه الزيارة التي رشح عن كواليسها القليل تأتي ضمن سلسلة من اللقاءات المرتقبة على أجندة أنقرة. فبينما سيلتقي أردوغان نظيره الروسي فلاديمير بوتين في زيارة حساسة جداً لجهة توقيتها وما يرافقها من ظروف سيتوجه نائب وزير الخارجية سادات أونال إلى الولايات المتحدة الأميركية في الخامس من شهر شباط/ فبراير المقبل فيما سيحضر الوزير مولود جاويش أوغلو، في السادس من الشهر نفسه اجتماع وزراء خارجية «التحالف الدولي».

وسيكون لمنطقة إدلب ومحيطها نصيب كبير من لقاء بوتين ـــ أردوغان في 23 كانون الثاني/ يناير الجاري وفق ما أشارت إليه أوساط إعلامية روسية وتركية وأكدته وزارة الخارجية التركية أمس. وأعرب وزير الخارجية الروسية سيرغي لافروف عن قلق بلاده بسبب «سيطرة جبهة النصرة على المنطقة المنزوعة السلاح، خلافاً للاتفاقيات الخاصة بإنشاء تلك المنطقة» مشيراً إلى أن «النصرة تحاول مهاجمة مواقع الجيش السوري وتهديد قاعدتنا العسكرية في حميميم». وقال في حديث صحافي مشترك مع نظيره الألماني هايكو ماس إن «من المستحيل الإبقاء على آخر معقل للإرهاب في سوريا». وفي المقابل اتهم المتحدث باسم وزير الخارجية التركية الحكومة السورية بمحاولة «تقويض اتفاق إدلب» مضيفاً أن بلاده تسعى «من أجل إدامة وقف إطلاق النار» هناك.

وقبيل زيارة أردوغان المرتقبة سيستقبل لافروف في 21 كانون الثاني/ يناير الجاري المبعوث الأممي الجديد إلى سوريا غير بيدرسن الذي التقى أمس «هيئة التفاوض» المعارضة في العاصمة السعودية الرياض. وأوضح نائب وزير الخارجية الروسية سيرغي فيرشينين أن بلاده تتوقع من بيدرسن في زيارته الأولى أن «يخبرنا عن رؤيته لكيفية تنفيذ مسار الأمم المتحدة وتحقيق تسوية سياسية» مضيفاً أن «الموقف الروسي في هذا الشأن معروف منذ فترة طويلة ونحن ندير مسارنا مع دول أخرى في أستانا هي إيران وتركيا».

وفي تطوّر لم يُكشف عن تفاصيله كاملة أمس قتل 11 شخصاً وأصيب 10 آخرون في انفجار مستودع ذخيرة تسيطر عليه «هيئة تحرير الشام» عند مدخل مدينة إدلب من جهة أريحا. وقال «المرصد السوري لحقوق الإنسان» المعارض إن التفجير الذي يرجّح أن سببه سيارة مفخخة سبّب مقتل سبعة من عناصر «تحرير الشام» وأربعة لم تُعرف هوياتهم.

وتعرضت هيئة تحرير الشام في مناطق متفرقة في ريفي إدلب وحلب إلى أكثر من 30 عملية استهداف متنوعة خلال أسبوع بين عبوات ناسفة وإطلاق رصاص وآخرها تفجير بسيارة مفخخة استهدف أحد مستودعات الأسلحة لها قرب مدخل مدينة ادلب الجنوبي وأدت بمجملها إلى مقتل 25 مقاتلاً للهيئة وإصابة آخرين.

وأسفر يوم الجمعة عن مقتل 10 على الأقل في صفوف الهيئة في تفجير مفخخة استهدف حاجز لحراسة مستودع أسلحة قرب مدخل مدينة ادلب الجنوبي واحتراق عدد من السيارات عليه، بالإضافة إلى تصفية 3 مقاتلين في خان السبل و3 في حارم وآخر في دارة عزة.

وأفاد ناشطون أن الاستهدافات في صفوف الهيئة تصاعدت في المناطق التي دخلتها بعد عملياتها العسكرية ضد حركة نور الدين الزنكي والجبهة الوطنية للتحرير، بينما اعتبر ناشطون أن التفجير الأخير جاء رداً على الإصدار الذي بثته الهيئة مؤخراً بعنوان "الأخسرين أعمالاً" والذي يُظهر إعدامها لعدد من الأشخاص قالت أنهم خلايا لتنظيم "داعش" نفذوا عمليات تصفية طالت عدد من القياديين في الهيئة.

وقالت مصادر محلية في مناطق متفرقة تحت سيطرة الهيئة إن "الأخيرة بدأت بتضييق الخناق على الأهالي في المناطق التي استولت عليها في عملياته العسكرية الأخيرة" مشيرة إلى أن "حكومة الانقاذ التابعة لها بدأت بفرض شروطها على مقاتلي الفصائل التي أنهتها الهيئة بين الدخول في معسكرات الهيئة أو الترحيل والنفي باتجاه شمال حلب".

وبدأت الفصائل المحلية التي أنهتها عسكرياً هيئة تحرير الشام في ريفي إدلب وحلب بإيجاد مظلة جديدة لتقودها بعد انهيار الجبهة الوطنية للتحرير وإضعاف دورها في الشمال، حيث شهد فيلق الشام انضمام عشرات الفصائل المحلية إلى صفوفه بكامل عديدها وعتادها العسكري من بينها كتائب  ثوار الشام ولواء بيارق الإسلام العاملان في منطقة الأتارب بريف حلب الغربي.

مساعدات إماراتية ــ كويتية لمخيمات لبنان والركبان

بعد تصريحات أميركية متواترة عن ضرورة تغطية النفقات الخاصة بالملف السوري على حساب دول المنطقة أعلنت كل من الكويت والإمارات عن حزمتين جديدتين من المساعدات. وأعلنت جمعية «الهلال الأحمر الكويتي» تقديم «مساعدات إغاثية عاجلة» إلى قاطني مخيم الركبان والمخيمات في لبنان. وأوضحت الجمعية أن المساعدات التي تبلغ قيمتها 1.5 مليون دولار أميركي تأتي بهدف «مواجهة الظروف المناخية القاسية التي تتعرض لها تلك المناطق». وبالتوازي أطلقت الإمارات حملة جديدة لتقديم «مساعدات عاجلة لإغاثة اللاجئين السوريين في لبنان» بقيمة تعادل 5 ملايين دولار أميركي.

 

المزيد في هذا القسم:

المزيد من: الأخبار العربية والعالمية