سوريا في مواجهة الارهاب وملف الباغوز لم يحسم بعد!

المرصاد نت - متابعات

امتدت رقعة الشعارات المؤيدة للدولة السورية أمس الخميس إلى ريف محافظة الرقة بعدما شهدت المدينة رفع تلك الشعارات وسط استنفار ملحوظ لمسلحي ما يسمى ميليشيا Sria army2019.3.8"أسايش" التابعة لما يسمى "الإدارة الذاتية" الكردية.

وفيما تواصل عرض المشهد الأخير من مسرحية قوات سورية الديمقراطية – "قسد" في القضاء على تنظيم "داعش" الإرهابي في جيبه الأخير ببلدة الباغوز شرق الفرات أبدت نيوزيلندا حرصها على أبنائها الدواعش في حين تأكد مقتل الإرهابي الفرنسي جان ميشال كلان المتهم بالوقوف خلف عمليات باريس في عام 2015.

وفي التفاصيل فقد شهدت قرية كدبران قرب مدينة الرقة استنفاراً لـ"لأسايش" على خلفية قيام مجهولين برفع علم الجمهورية العربية السورية على أحد أعمدة الكهرباء وكتابتهم شعارات مؤيدة للدولة السورية على جدران عدد من المحال التجارية والمنازل، منها "قوات النمر قادمون" و"فرع المخابرات الجوية"، وفق ما ذكرت مواقع إلكترونية معارضة.

ومنذ حزيران الماضي بدأت الشعارت المؤيدة للدولة تظهر على الجدران في محافظة الرقة وذلك في قرية يعرب وحاولت في آب الفائت "الأسايش" منع ذلك بعد انتقال الأمر لشوارع مدينة الرقة ولكن من دون جدوى.

وأقدمت «الأسايش» في 27 أيلول الماضي على قمع مسيرة في شارع الرحمن بحي الرميلة وسط مدينة الرقة ردد الأهالي فيها شعارات مؤيدة للدولة السورية والرئيس بشار الأسد، ثم طوقتهم واعتقلت خمسة منهم. وبحسب المواقع فإن «الأسايش» عملت على إزالة الشعارات وإنزال علم الجمهورية العربية السورية في كدبران وسط انتشار مسلحيها داخل القرية وعلى مداخلها للبحث عن الفاعلين.

وتعتبر "وحدات حماية الشعب الكردية" الذراع المسلح لحزب "الاتحاد الديمقراطي" الكردي الذي شكل ما يسمى "الإدارة الذاتية" كما تعتبر "حماية الشعب" العمود الفقري في "قسد". وفي ظل الفلتان الأمني الذي تشهده المناطق الخاضعة لسيطرة "قسد" توقع مراقبون أن تتواصل موجة الإعلان عن تأييد الدولة في ريف الرقة والمناطق الأخرى خلال الفترات المقبلة.

وبالانتقال إلى ملف بلدة الباغوز ذكرت وكالة «أ ف ب» أن عدة مئات من الأشخاص من نساء وأطفال ورجال خرجوا أمس من جيب التنظيم المحاصر في البلدة غداة إحصاء "قسد" خروج ثلاثة آلاف شخص في اليومين الأخيرين بعدما أبطأت وتيرة هجومها المدعوم من "التحالف الدولي" الذي تقوده أميركا بزعم محاربة تنظيم داعش.

واعتبرت الوكالة أن انتهاء خروج المدنيين يمهد لاستئناف «قسد» هجومها الأخير الذي بدأته الجمعة للسيطرة على الباغوز وإعلان انتهاء داعش في شرق الفرات، لكن الوكالة لم توضح فيما إذا كان خروج المدنيين انتهى بالفعل أمس أم لا.

بدوره، تحدث "المرصد السوري لحقوق الإنسان" المعارض عن خروج «أكثر من 750 شخصاً بينهم ما يزيد عن 70 من مسلحي التنظيم» ولفت إلى سماع دوي انفجارات عنيفة في القطاع الشرقي من ريف دير الزور منذ ساعات الليلة الفائتة وحتى ظهر أمس ناجمة عن عمليات قصف جوي من طائرات «التحالف» وعمليات قصف بري من قوات «التحالف» و«قسد» استهدفت مناطق في محيط مخيم الباغوز وأماكن أخرى في مزارع المنطقة بالتزامن مع استهدافات بالرشاشات الثقيلة للمنطقة.

في الغضون أكدت زوجة الإرهابي الفرنسي جان ميشال كلان أمس مقتل زوجها الشهر الماضي بقذيفة هاون بعد يومين من مصرع شقيقه فابيان في غارة شنها «التحالف» أصيب خلالها كلان.

ووفق الوكالة أوضح محققون فرنسيون أن فابيان كلان (41 عاماً) هو من سجّل التبني الصوتي لاعتداءات 13 تشرين الثاني 2015 في باريس في حين أن شقيقه جان ميشال (38 عاماً) هو مرنّم الأناشيد في التسجيل وورد اسماهما في العديد من ملفات مكافحة الإرهاب، ويعدان من قدامى الإرهابيين الفرنسيين.

من جهة ثانية أعلنت رئيسة وزراء نيوزيلندا جاسيندا أرديرن التي تشارك بلادها ضمن «التحالف» أن بلادها لن تجرد الإرهابي الداعشي مارك تيلور من الجنسية بعدما ألقت «قسد» القبض عليه حيث كان مسلحاً في صفوف التنظيم. وذكرت أرديرن وفق مواقع عربية داعمة للمعارضة أن انضمام تيلور إلى داعش كان غير مشروع وقد تكون له تداعيات قانونية لكنها أعلنت أن حكومتها ستمنحه وثيقة سفر للعودة إن أمكن.

ويوم أمس عثر الأهالي في منطقة «الحزام» في مدينة البوكمال الخاضعة لسيطرة الجيش العربي السوري على مقبرة جماعية. وأوضحت مواقع معارضة أن المقبرة تضم أكثر من 150 جثة مجهولة الهوية مشيرة إلى أن داعش هو المسؤول عن قتل أصحاب تلك الجثث خلال سيطرته على المدينة.

وأكدت المواقع أنه تم تأجيل العمل على انتشال الجثث لعدم توفر المعدات اللازمة. وكان الجيش استعاد البوكمال في تشرين الثاني 2017.

على خط مواز ذكر «المرصد» المعارض أن «قسد» ألقت القبض على انتحاري من داعش كان يستقل دراجة نارية وبحوزته سلاح رشاش فضلاً عن ارتدائه لحزام ناسف. وأوضح أن عملية القبض جرت خلال الـ24 ساعة الفائتة في منطقة الكرامة بريف الرقة أثناء محاولته تفجير نفسه في موكب تشييع لأحد الموتى ونشر «المرصد» عدة صور للإرهابي والدراجة والعبوة الناسفة.

وفي إدلب اندلعت مساء الخميس اشتباكات عنيفة بين وحدات من الجيش السوري ومسلحين من تنظيمي "أجناد القوقاز" وما يسمى بـ"حراس الدين" الارهابيين غرب بلدة أبو الظهور بريف إدلب الشرقي. وقال مصدر عسكري أن مسلحي التنظيمين الإرهابيين، "أجناد القوقاز" و"حراس الدين" استهدفا مساءا نقاط الجيش السوري على محاور السكرية والبراغيتي وتل كلبة، لتنطلق مدفعية الجيش وسلاح صواريخه في ردّ عنيف.

وأكد مصدر عسكري أن قوات الجيش ردت على مصادر إطلاق القذائف عبر سلاحي المدفعية والصواريخ مستهدفة مواقع وتحركات المسلحين غرب بلدة أبو الظهور وتحديدا في موقعي (الكتيبة المهجورة) و(طويل الحليب).

وبين المصدر أن وحدات الاستطلاع رصدت أيضا تحشيدا متزامنا لقطعان كبيرة من المجاميع الإرهابية قادمة من عمق مناطق سيطرتهم بريف إدلب الجنوبي الشرقي مؤكدا أن الأسلحة المناسبة في الجيش لا تزال تتعامل مع هذه الحشود والتجمعات حتى اللحظة.

وكشف المصدر عن أن خرق المجموعات الإرهابية المسلحة المنتشرة في قطاع إدلب الشرقي من المنطقة (منزوعة السلاح)، حدث تحت بصر وسمع الأتراك في نقطة المراقبة القائمة في الصرمان شرق إدلب حيث بات المسلحون يستظلون بشكل متزايد بنقطة المراقبة تلك لشن هجمات منسقة على مواقع الجيش السوري.

وعن وضعية جبهات ريف إدلب أكد المصدر أن قوات الجيش المنشرة على طول المحاور المتاخمة للمنطقة (منزوعة السلاح) جنوب وجنوبي شرق إدلب على أتم الجهوزية للتعامل مع أي تطور يمكن أن تشهده هذه الجبهات في أي لحظة.

وأضاف: "عملنا خلال الفترة الماضية على استقدام تعزيزات عسكرية نوعية إلى هذه الجبهات تحسبا لأي رد عسكري قد نلجأ إليه في أي لحظة ردا على الخروقات المستمرة من قبل المجموعات الإرهابية المسلحة".

وتعد محافظة إدلب خزانا ضخما للتنظيمات الإرهابية في سورية، وقد شكلت منذ بداية الحرب السورية معبراً مهماً لدخول السلاح والمسلحين ذوي الخلفية التكفيرية إلى داخل سوريا عبر تركيا كما كانت المحافظة الوجهة التي نقل إليها عشرات آلاف المسلحين من مناطق مختلفة في سورية بعد اتفاقات التسوية التي قضت باستسلامهم وانتقالهم إلى الشمال السوري.

وفي سياق متصل جدد طيران التحالف الاميركي اعتداءه على المدنيين في ريف دير الزور الشرقي وارتقى عدد منهم جراء قصفه مساء الخميس بقنابل الفوسفور الأبيض المحرمة دوليا تجمعات الأهالي في محيط قرية الباغوز.

وذكرت مصادر محلية في دير الزور أن طيران التحالف الأميركي قصف مجددا بالفوسفور الأبيض تجمعات للمدنيين في محيط قرية الباغوز قرب الحدود السورية العراقية ما أسفر عن ارتقاء عدد من الشهداء أغلبيتهم من النساء والأطفال وجرح آخرين.

واستشهد الأحد الماضي عدد من المدنيين أغلبيتهم من النساء والأطفال جراء قصف طيران التحالف الاميركي بقنابل الفوسفور الأبيض تجمعات الأهالي في منطقة مزارع الباغوز بريف دير الزور الشرقي.

ومنذ إنشائه من قبل واشنطن في آب عام 2014 خارج إطار الأمم المتحدة اعتدى طيران ما يسمى بـ"التحالف الدولي" مئات المرات على القرى والمدن والبلدات في دير الزور والرقة والحسكة وأريافها واستخدم في الكثير من غاراته العدوانية الفوسفور الأبيض والقنابل العنقودية المحرمة دوليا ما أدى إلى استشهاد آلاف المدنيين معظمهم من الأطفال والنساء إضافة إلى تدمير الجسور على نهر الفرات والمنازل والممتلكات والبنى التحتية والمرافق الحيوية فيها.

المزيد في هذا القسم:

المزيد من: الأخبار العربية والعالمية