تصعيد «يوم الأرض» لا يهدم التفاهمات: يد المقاومة على الزناد !

المرصاد نت - متابعات

على الرغم من أن استشهاد ثلاثة فلسطينيين (ارتفع عددهم أمس إلى أربعة) بنيران الاحتلال خلال إحياء ذكرى «مسيرات العودة» ألقى بظلال سلبية على التفاهمات التي أُعلن Palstaienns2019.4.1التوصل إليها بين المقاومة الفلسطينية والعدو الإسرائيلي إلا أن ذلك التصعيد لم يؤدّ حتى الآن إلى انفراط الاتفاق. وفي انتظار عودة الوفد المصري إلى قطاع غزة نهاية الأسبوع الجاري تتمسك الفصائل بضرورة وضعها في صورة جدول زمني واضح لتنفيذ التفاهمات، محذرة من أن إخلال إسرائيل بالتزاماتها سيجعل المقاومة ــــ من جانبها ــــ في حِلٍّ من أي التزام.

يعود الوفد المصري إلى قطاع غزة نهاية الأسبوع الجاري حاملاً جدولاً زمنياً لتطبيق التفاهمات التي تمّ الاتفاق عليها بين العدو الإسرائيلي والمقاومة الفلسطينية. تفاهمات بدأ تنفيذها عملياً من خلال توسيع مساحة الصيد المسموح بها لسكان القطاع إلى 6 أميال انطلاقاً من منطقة شمال غزة حتى المنطقة الوسطى، على أن تتسع بعد ذلك إلى 15 ميلاً حتى رفح جنوب القطاع وفقاً لما أفاد به مدير نقابة الصيادين في غزة نزار عياش. كذلك ستبدأ إسرائيل توريد الأدوية وزيادة عدد الشاحنات الداخلة إلى القطاع بدءاً من منتصف الأسبوع الحالي.

كما تعهّد مبعوث الأمم المتحدة لعملية السلام في الشرق الأوسط نيكولاي ميلادينوف، بتوفير تمويل لمناطق صناعية في منطقتَي كارني وكرم أبو سالم بتمويل من البنك الدولي، فيما ستزيد قطر من منحتها المالية لتشمل الجانب الصحي والأسر الفقيرة وبرنامج التشغيل المؤقت ليرتفع عدد المستفيدين منها إلى 20 ألف شخص عن طريق برنامج الأمم المتحدة الإنمائي و«وكالة غوث وتشغيل اللاجئين». وبحسب مصادر فإن «الأونروا بدأت اختيار الدفعة الأولى البالغة 6400 مستفيد».

مصادر قالت أيضاً أن وفوداً من السفراء الأجانب ستزور غزة خلال الفترة المقبلة حتى قبيل منتصف شهر نيسان/ أبريل بدعوة من الأمم المتحدة للاطلاع على أوضاع القطاع الإنسانية. أما على صعيد الطاقة فأوضحت المصادر أن قطر ستمدّ محطة الكهرباء الوحيدة في غزة بالوقود حتى نهاية العام وستدشّن مخزنين يضمّان حوالى مليون ليتر من السولار لحالات الطوارئ في المحطة كما سيُسمح بتزويد القطاع بمحطة للطاقة الشمسية في مشروع لم تتضح تفاصيله بعد. وتشمل المشروعات إضافة إلى ما تقدم دعم خط غاز لمحطة الكهرباء بقيمة 25 مليون دولار بتمويل قطري.

وغادر الوفد المصري صباح أمس قطاع غزة عبر حاجز بيت حانون متجهاً إلى تل أبيب حيث يستكمل مباحثاته مع المسؤولين الإسرائيليين في شأن خطة التهدئة. وجاءت مغادرته بعد مكوثه يومين في القطاع توازياً مع انتهاء فعاليات الذكرى السنوية الأولى لـ«مسيرات العودة» والتي رافقها إطلاق عدد من القذائف الصاروخية تجاه مستوطنات غلاف غزة، ليتبع ذلك استهداف الاحتلال عدداً من مواقع المقاومة.

وكان عشرات آلاف الفلسطينيين قد شاركوا أول من أمس في إحياء مناسبة «يوم الأرض» وذكرى «مسيرات العودة» على حدود غزة الشرقية، حيث التزمت الفصائل بإبعاد المتظاهرين عن السياج الفاصل من دون أن يفلح ذلك في منع اندلاع مواجهات، أدت إلى سقوط ثلاثة شهداء وإصابة 500 آخرين بالرصاص الحي قبل أن يرتفع عدد الشهداء أمس إلى أربعة بفعل استشهاد جريح متأثراً بإصابته.

وعلى إثر تلك التطورات أعلنت حركة «الجهاد الإسلامي» أنها «تعمل على تقييم الوضع» على ضوء عدم التزام الاحتلال بـ«تخفيف العنف ضد مسيرات العودة وتعمّده قنص المتظاهرين السلميين» ورأت أن «الكرة الآن في الملعب الإسرائيلي» مطالبة الجانب المصري بأن «يأتي بجدول زمني مريح لشعبنا لتنفيذ الاتفاق وأن تترجم هذه التفاهمات على الأرض» مؤكدة في الوقت نفسه أن «الفلسطينيين لا يثقون بالعدو ولا سيما أنه خرق اتفاقيات عديدة منذ اتفاق أوسلو».

أما حركة «حماس» فأعلنت أمس أنها «تنتظر من الوفد الأمني المصري جداول زمنية وبرامج واضحة من الاحتلال الإسرائيلي لتنفيذ بنود التفاهمات التي تمت»، معتبرة أنه «ليس أمام الاحتلال إلا الالتزام بالتفاهمات، وإن تنصّل فمسيرات العودة متصاعدة وستظلّ ضاغطة حتى يلتزم بمطالب شعبنا». وأوضحت الحركة «(أننا) أمام مشاريع مختلفة وتسهيلات متنوعة سيلمسها المواطن في قطاع غزة في ما يتعلق بالكهرباء، ومساحة الصيد، ومشاريع التشغيل وزيادة الحركة في المعابر ومشاريع الطاقة ودخول مواد ثنائية الاستخدام والعديد من المشاريع الإنسانية والبنى التحتية» مشددة على أن تلك التسهيلات والمشاريع «ثمرة ضغط مسيرات العودة وتصاعدها وحضور المقاومة الفلسطينية ومواجهتها لكل جولة تصعيد مع الاحتلال».

تطرف”ترامب”.. إلى أين يمكن أن يوصل “إسرائيل”؟Algolan2019.4.1syria

مع كل قرار كان يتخذه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في منطقة الشرق الأوسط، لاسيما فيما يخص دائرة الصراع العربي – الاسرائيلي كانت تصفق “إسرائيل” للقرار المتخذ حتى تؤلمها يديها من كثرة التصفيق على اعتبار أن ترامب يمثل “المنقذ” و”الصديق الوفي” للعدو الصهيوني في هذه الحقبة الزمنية وإن كان ألم اليدين يفرح الكيان الإسرائيلي لأنه جاء نتيجة فرح وعدم تصديق لما يفعله الرئيس الأمريكي لخدمة الصهاينة إلا أن ألماً آخر قد تصاب به “إسرائيل” على خلفية التطرف الذي يسببه ترامب في المنطقة بسبب قرارته “غير المسؤولة والرعناء” ابتداءاً من صفقة القرن مروراً بنقل السفارة إلى القدس وصولاً إلى قراره الأخير الذي أعلن من خلاله سيادة “إسرائيل” على الجولان السوري المحتل.

لا شك بأن ترامب “يعشق” كيان الاحتلال من مبدأ أن هذا الكيان يعدّ الركيزة الأساسية لسياسات أمريكا في الشرق الأوسط ولولا هذا الكيان والبلبلة التي يحدثها في المنطقة لما تمت أغلب صفقات الأسلحة ولما نشبت كل هذه الحروب التي سببت فوضى عارمة في مختلف دول الشرق على المستوى السياسي والعسكري والأمني ومن هنا أدرك ترامب أن عليه الإغراق في دعم كيان الاحتلال ظناً منه أنه بذلك يستطيع الوصول إلى أفضل نتيجة ممكنة لكن الوقائع على الأرض في كثير من الأحيان لا تقول ذلك حيث كان يتوقع الأمريكيون والإسرائيليون سوياً سقوط الدول السورية ومؤسساتها ودخولها في فوضى عارمة على شاكلة العراق وبالتالي العبث في مقدرات هذه الدولة والسيطرة على مساحات أوسع من أراضيها والتحكم بها سياسياً وضمّها إلى محور “الاعتدال العربي”..

إلا أن الوقائع على الأرض كانت عكس ذلك تماماً حيث استطاعت الدولة السورية إعادة هيبتها على جميع المناطق التي كانت خارج سيطرتها تقريباً، وهذا الموضوع أربك كيان الاحتلال من مبدأ أن سوريا تعود أقوى مما كانت عليه وبالتالي لابد من تقديم ضمانات من قبل الدول التي تحمي “إسرائيل” لمنع تشكيل أي خطورة على كيان الاحتلال في المستقبل القريب والبعيد، ولذلك رأينا ترامب يندفع لتحقيق حلم “إسرائيل” وطموحاتها ومضى نحو تمرير ما يسمى بـ”صفقة القرن” لتصفية القضية الفلسطينية وفرض “سلام” “أحادي الجانب” تتمتع به “إسرائيل” على حساب بقية دول المنطقة ومن ثم اعترف بالقدس “عاصمة” للكيان الصهيوني عندما وجد أن الصفقة تواجه عقبات ولا يمكن تمريرها في ظل الظروف الحالية خاصة وأن الشارع العربي غير مستعد لمثل هذه الصفقة ولا يقبلها تحت أي ظرف.

اليوم “إسرائيل” تمرّ بظروف أقل ما يقال عنها أنها لم تعد في مصلحتها في منطقة الشرق الأوسط، لذلك وجدنا رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو يستجدي الغرب وترامب من خلال زيارات مكوكية لإنقاذه وإنقاذ حزبه أمام المجتمع الإسرائيلي الذي فقد الثقة بالحكومة الإسرائيلية التي يقودها رجل فاسد، ناهيك عن أن الانتخابات الإسرائيلية أصبحت على الأبواب ولا بد من تحقيق أي إنجاز ولو حتى “شكلياً” لإعادة الثقة برئيس الحكومة المتهم بقضايا فساد جعلت الإسرائيليين يفقدون الثقة به وبالتالي قد تكون خطوة ترامب الجديدة بمثابة “ورقة رابحة” بيد نتنياهو في الانتخابات القادمة، إلا أن ترامب وإن كان يسعى لإنقاذ “إسرائيل” و”نتنياهو” إلا أنه قد يجلب الفوضى للداخل الإسرائيلي ويسبب حرباً جديدة لإسرائيل لم تكن تنتظرها.

الأسباب التي تدفعنا لقول هذا أن الدولة السورية وشعبها والجيش السوري لن يتنازلوا عن “الجولان” تحت أي ظرف، خاصة وأن الجولان أرض سورية باعتراف المجتمع الدولي وجميع دول العالم، وما يفعله ترامب هو انتهاك صارخ للمواثيق الدولية وقرار أحادي الجانب قد يكلف “إسرائيل” الكثير خاصة وأن سوريا أصبحت اليوم أكثر من اي وقت مضى مستعدة لخوض حرب لاستعادة هذه الأرض بالقوة إن لم تعدها “إسرائيل” عبر القنوات الدبلوماسية.

الرد السوري حالياً جاء عبر تصريحات المسؤولين السوريين الذين نددوا بقرار ترامب وطلبت سوريا عقد اجتماع طارئ لمجلس الأمن الدولي إثر قرار أمريكا الاعتراف بما تسمّه السيادة الإسرائيلية على مرتفعات الجولان المحتل وهو قرار تبرره واشنطن بضمان أمن إسرائيل رغم معارضة دول أوروبية.

وفي رسالة قدمتها إلى المجلس الأسبوع الماضي طلبت البعثة السورية لدى الأمم المتحدة من رئاسة مجلس الأمن أن تحدد موعداً لعقد اجتماع عاجل بهدف “مناقشة الوضع في الجولان السوري المحتل والانتهاك الصارخ الأخير من قبل دولة دائمة العضوية لقرار مجلس الأمن ذي الصلة”.

ولم تحدد فرنسا - التي تتولى رئاسة المجلس خلال شهر مارس/آذار الحالي- موعداً للاجتماع على الفور وقال دبلوماسيون إن مناقشةً ستُجرى داخل المجلس في شأن طلب سوريا.

وكانت سوريا طلبت يوم الجمعة الماضي من مجلس الأمن تأكيد قرارات تنصّ على انسحاب “إسرائيل” من مرتفعات الجولان و”اتخاذ إجراءات عملية تكفل ممارسته لدوره وولايته المباشرين في تنفيذ القرارات التي تنص على انسحاب “إسرائيل” من الجولان إلى خط الرابع من يونيو/حزيران 1967 م″.

قرار قد لا يقدم شيئاً للصهاينة لكونه “حبر على ورق” ولا يعترف بهذا الحبر أي دولة من دول العالم، حتى إن الغرب لاسيما ألمانيا وفرنسا وبريطانيا وبلجيكا وبولندا الأعضاء في مجلس الأمن أعلنوا في بيان لهم رفضهم القرار الأمريكي الاعتراف بسيادة “إسرائيل” على الجولان بالتالي فإن ما يقوم به ترامب لا يتعدّى كونه “استعراض سياسي” غايته تقديم دعم معنوي لإسرائيل ونتنياهو لكن هذا الاستعراض قد يكلفهم الكثير.

مخطط صهيوني لتوطين ربع مليون مستوطن بالجولان السوري المحتل

إلى ذلك كشفت مصادر إعلامية عبرية النقاب عن بلورة حكومة الاحتلال خطة استيطانية تهدف إلى توطين ربع مليون مستوطن في مرتفعات الجولان السورية المحتلة وقالت الإذاعة العبرية الرسمية اليوم الاثنين: إن الخطة ستنفذ على مدار ثلاثة عقود من الزمن بالتزامن مع مرور مائة عام على تأسيس الدولة العبرية.

ووفقا للإذاعة تشمل الخطة التي نشرت بعد الاعتراف الأمريكي بالسيادة "الإسرائيلية" على الجولان بأسبوع، بناء 30 ألف وحدة استيطانية جديدة وزيادة عدد المستوطنين في مستوطنة "كاتسرين" بثلاثة أضعاف, وإقامة مدينتين (مستوطنتين) جديدتين إلى جانب خلق فرص عمل ومشاريع في مجالي المواصلات والسياحة.

وأشارت إلى أن الخطة وضعت بالتعاون مع وزارة الإسكان ومجلس الجولان الإقليمي الاستيطاني، ومجلس مستوطنة "كاتسرين" وحركة "اور" الاستيطانية.

ووقع الرئيس الأمريكي دونالد ترمب قبل أسبوعين الماضي إعلانا يعترف بسيادة الاحتلال الاسرائيلي على هضبة الجولان السورية التي احتلتها عام 1967م وضمتها عام 1981م في خطوة لم يعترف بها المجتمع الدولي.

وأحتلت "إسرائيل" ثلثي هضبة الجولان خلال حرب 1967م ثم أعلنت ضم هذا الشطر عام 1981م في خطوة لم يعترف بها المجتمع الدولي. وقرر الـ "كنيست" الإسرائيلي في 14 كانون أول/ ديسمبر  1981م عبر ما يسمى بـ "قانون الجولان" "فرض القانون والقضاء والإدارة الإسرائيلية على هضبة الجولان".

ولم يعترف المجتمع الدولي بالقرار ورفضه مجلس الأمن في القرار رقم 497 وتشير وثائق الأمم المتحدة إلى منطقة الجولان باسم "الجولان السوري المحتل...

المزيد في هذا القسم:

المزيد من: الأخبار العربية والعالمية