المرصاد نت - متابعات
أعلنت السلطات الإسبانية اعتقالها 51 شخصاً خلال المواجهات التي جرت في برشلونة بين الشرطة ومحتجين مؤيّدين لانفصال إقليم كتالونيا عن إسبانيا. وأتت موجة الاعتقالات هذه مع استمرار تظاهر الآلاف من سكان الإقليم لليوم الثاني تواليًا تأكيداً على مطالبهم بالاستقلال عن إسبانيا.
وحاول المتظاهرون اقتحام المكاتب الحكومية في برشلونة (عاصمة الإقليم) إضافة إلى إشعالهم النيران في شوارع المدينة في وقتٍ اندلعت فيه الاحتجاجات غضباً من حكم أصدرته محكمة إسبانية يوم الاثنين بالسجن على تسعة زعماء انفصاليين من كاتالونيا.
وفي وقتٍ أطلقت شرطة مكافحة الشغب الغاز المسيل للدموع وفرقت حشدا من المتظاهرين الذين كانوا يحاولون الوصول إلى المباني الحكومية ذكرت تقارير إسبانية وجود احتجاجات في مدينتي جيرونا وتاراغونا التابعتان للإقليم ذاته.
ويقول قادة في الإقليم مؤيدون للاستقلال ويسيطرون على الحكومة الكاتالونية الإقليمية إنهم سيواصلون الضغط من أجل استفتاء جديد على الانفصال عن إسبانيا. ميريتسيل بودو المتحدث باسم الحكومة الإقليمية في كاتالونيا أشار إلى تعاطف المسؤولين مع المتظاهرين وإلى تفهم غضبهم.
محاكمات تهدّد بعودة التوتّر
بعد مُضيّ نحو عامين من المواجهات القضائية في إسبانيا بين انفصاليّي كتالونيا والسلطات المركزية في مدريد أدانت «المحكمة العليا» الإسبانية 12 سياسياً وناشطاً كتالونياً لتورّطهم في محاولة الانفصال والاستفتاء على الاستقلال عن البلاد الذي نُظِّم في مطلع تشرين الأول/ أكتوبر 2017. وفي حكم يعيد ملفّ الإقليم إلى صلب النقاش السياسي قبل أقل من شهر على الانتخابات التشريعية (المقررة في العاشر من الشهر المقبل)، قضت المحكمة أمس بسجن تسعة من القادة الانفصاليين بينما أدانت ثلاثة آخرين بالعصيان من دون أن تسجنهم.
في أعقاب الحكم خرجت تظاهرات قادتها الجماعات المؤيدة للاستقلال للتنديد بقرار «العليا» في قضية الزعماء الانفصاليين وتخلّلت الاحتجاجات اشتباكات وقعت في مطار برشلونة بين عناصر الشرطة الإقليمية وأنصار الاستقلال، بعدما اقتحم آلاف المحتجين حرم المطار، وقطع آخرون الطرق الرئيسية في العاصمة. وغابت عن المحاكمة التي بدأت في شباط/ فبراير الماضي الشخصيّة الرئيسية في محاولة الانفصال الفاشلة عام 2017م أي الرئيس الكتالوني السابق كارليس بوتشيمون الذي فرَّ إلى بلجيكا لتفادي ملاحقته قضائياً علماً بأن إسبانيا لا تحاكم غيابياً المتّهمين بجنح خطيرة. غيابٌ أصدر القضاء الإسباني على إثره مذكرة توقيف أوروبية ودولية جديدة بحقّ الزعيم الفارّ بتهمتَي «العصيان واختلاس المال العام» بعدما تعذّرت ملاحقته بتهمة التمرُّد لاستحالة تطبيقها عند الشركاء الأوروبيين.
وفي حكم يُهدّد بعودة التوتّر إلى المنطقة التي تشهد اضطرابات على خلفية المطالبة بالاستقلال منذ عقد نال نائب الرئيس الكتالوني السابق أوريول خونكيراس أعلى حكم بالسجن بين الاثني عشر إذ قرّرت أعلى سلطة قضائية في البلاد سجنه 13 عاماً بتهم العصيان واختلاس المال العام. وخونكيراس وهو أبرز المتهمين في ظلّ غياب بوتشيمون قال في رسالة إلى أنصاره إن «القصة» لم تنتهِ بعد مضيفاً: «نقول لمن يريد فقط إلحاق الأذى لم تفوزوا... سنعود أقوى وسننتصر». أما بوتشيمون فندّد بحكم سجن القادة الانفصاليين، واصفاً إياه بـ«العمل الشائن». وكتب في تغريدة: «الأحكام جميعها تساوي 100 عام في السجن... حان وقت الرد كما لم نفعل أبداً من أجل مستقبل أولادنا ومن أجل الديموقراطية وأوروبا وكتالونيا».
وحُكم على ثمانية آخرين بالسجن بين تسعة و12 عاماً بتهم العصيان، فيما أدين بعضهم بتهمة اختلاس المال العام، ومن بينهم الرئيسة السابقة للبرلمان الكتالوني، كارمي فوركاديل، التي حُكم عليها بـ11 عاماً ونصف عام، ورئيسا منظمتي «التجمع الوطني الكتالوني» و«أومنيوم كولتورال» الانفصاليتين النافذتين، جوردي سانشيز، وجوردي كويكسار (تسعة أعوام)، وخمسة وزراء محليين سابقين (بين 10.5 سنوات و12 سنة). كما حكم على ثلاثة أعضاء آخرين سابقين في الحكومة الكتالونية، هم قيد إطلاق سراح مشروط، بدفع غرامات لإدانتهم بتهمة العصيان.
وسبق أن أعلن القادة الانفصاليون في 27/10/2017 استقلال كتالونيا، لكن ذلك لم يدخل حيّز التنفيذ. وتسبّبت محاولة الانفصال التي أقرّها البرلمان المحلي في أسوأ أزمة سياسية عرفتها البلاد منذ نهاية حقبة فرانكو عام 1975م وتسعى الحكومة المركزية إلى أن يؤدي الحكم إلى استئناف الحوار السياسي في المنطقة التي يبلغ عدد سكانها 7.5 ملايين نسمة، إذ دعا رئيس الوزراء، بيدرو سانشيز، إلى «مرحلة جديدة» في كتالونيا قائمة على «الحوار»، مضيفاً في خطاب أمس أن «لا أحد فوق القانون»، وأنه «لم يحاكَم أحد بسبب أفكاره».
المزيد في هذا القسم:
- بين العسكريين والليبراليين الجُدُد: الحلقة المفرغة للسلطة السياسية في الدول العربية"2" المرصاد نت - متابعات «نخبة السلطة» في البلدان العربية: «الليبراليون الجدد» في مواقع الحكم تناولنا في مقالتنا السابقة ظاهرة «العسكريين» ودورهم النافذ في معادل...
- الحريري يغادر الرياض بلا عائلته: إطلاق سراح مشروط المرصاد نت - متابعات وصل رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري الى قصر الإليزيه للقاء الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون. يذكر أن الحريري وصل صباح اليوم الى...
- « تراشق» أوروبي ــ أميركي في مؤتمر ميونخ للأمن! المرصاد نت - متابعات يبدو أن التحركات الأميركية الأخيرة في أوروبا، ضمن فعاليات مؤتمر وارسو وفي مؤتمر ميونخ للأمن جاءت في سياق «الجعجعة بلا طحين». ...
- 83 ألف مهاجر وصلوا أوروبا في 10 أشهر ! المرصاد نت - متابعات أعلنت منظمة الهجرة الدولية أمس الجمعة أن «نحو 83 ألف مهاجر غير نظامي وصلوا أوروبا بحراً في الأشهر العشرة الأولى من 2019». وقالت المنظمة ا...
- العراق: فتح تحقيق بعد ظهور تسجيل صوتي لقائد عمليات الأنبار مع عميل للـ "سي آي إي" المرصاد نت - متابعات أمر وزير الدفاع العراقي بتأليف لجنة تحقيق بعد عرض شبكة الإعلام المقاوم تسجيلاً صوتياً قالت إنه يحوي اتصالاً بين قائد عمليات الأنبار محمود...
- مجلس الشيوخ الأمريكي يقر قانون لمقاضاة السعودية المرصاد نت - متابعات وافق مجلس الشيوخ الأمريكي مساء اليوم الثلاثاء على قانون يسمح لأسر ضحايا هجمات الحادي عشر من سبتمبر 2001 بمقاضاة النظام السعودية. ويعطي...
- قطر تهجر «أوبك» هرباً من السعودية: إلى زعامة «عالم الغاز» ! المرصاد نت - متابعات استبقت الدوحة القمة الخليجية وأعلنت «خلع» منظمة «أوبك» ومن خلفها زعامة الرياض النفطية. القرار القطري أرفقته الإما...
- الليبيون المحتجزون في السعودية: إخفاء الجريمة بأخرى! المرصاد نت - متابعات بعد اغتيال الصحافي جمال خاشقجي عاد الزخم إلى قضية احتجاز السعودية ثلاثة مواطنين ليبيين وتغييبهم قسراً منذ شهر حزيران/يونيو 2017. أول من أ...
- متطرفون يحتجزون عناصر من الأمم المتحدة في ليبيا المرصاد نت - متابعات أفادت مصادر في مدينة الزاوية الليبية باحتجاز سيارة تابعة لبعثة الأمم المتحدة إلى ليبيا في منطقة الحرشة غربي طرابلس التابعة لبلدية الزاوية...
- 250 قتيل وجريح في هجومين متزامنين في افغانستان المرصاد نت - متابعات اسفر هجومان متزامنان استمرا بضع ساعات عن حوالى 50 قتيلا الثلاثاء في افغانستان وعن اكثر من 200 جريح معظمهم في غارديز (جنوب شرق) وفي غزنة ا...