المرصاد نت - متابعات
يبدو أن التصعيد الدائر حالياً على أطراف العاصمة الليبية طرابلس وصل إلى نقطة لا رجعة عنها إذ إن رفض خصوم خليفة حفتر إنهاء الفصل المتجدد من الحرب على نحو ما يشتهيه الأخير جعل من البحث عن دعم عسكري خارجي لمواصلة الهجوم الخيار الوحيد أمام الرجل بعدما تعثرت قواته عند أطراف العاصمة ولم تستطع استقطاب الميليشيات الفاعلة في الغرب إلى جانبها.
واشتدّت في خلال الساعات الماضية حدّة المعارك بين قوات حكومة الوفاق وقوات المشير خليفة حفتر في الضاحية الجنوبية للعاصمة طرابلس موقعة مزيداً من القتلى ومتسببة بدفع أسر إضافية إلى النزوح. وترافق احتدام المعارك مع غارات جوية استهدفت وادي الربيع في الضاحية الجنوبية وتاجوراء في الضاحية الشرقية حيث سُمع صوت إطلاق مضادات جوية علماً بأن هذه المنطقة تضمّ مطار معيتيقة الوحيد العامل في طرابلس والذي استهدف قبل أيام بغارة جوية أعلنت قوات حفتر مسؤوليتها عنها. كذلك استهدفت غارة أخرى ثكنة مهجورة جنوبي مدينة زوارة قرب الحدود التونسية على بعد مئة كلم غربي طرابلس. وقال مصدر أمني «(إننا) لا نفهم أسباب هذه الغارة» التي نسبها إلى قوات حفتر موضحاً أن القوات المتمركزة في المدينة لا تشارك في المواجهات.
وأدى اشتداد الاشتباكات في محيط طرابلس إلى وقوع موجات نزوح إضافية بعد تسجيل نزوح أكثر من ثمانية آلاف شخص نصفهم يومَي الأربعاء والخميس بحسب ما أعلنت الأمم المتحدة أمس. وقال المتحدث باسم المنظمة الدولية، ريال لوبلان إن «حركة النزوح من المناطق التي تأثرت بالاشتباكات في ازدياد». وأضاف إن «عائلات عدة عالقة في المناطق التي تشهد معارك، والأمم المتحدة قلقة على سلامتها».
سياسياً أصدرت دول الاتحاد الأوروبي الـ 28 في وقت متأخر من مساء الخميس إعلاناً مشتركاً دعت فيه «كل الأطراف إلى الوقف الفوري لكل العمليات العسكرية» بعدما رفضت فرنسا توجيه الدعوة حصراً إلى قوات حفتر، ليقتصر البند الذي تطرّق إلى هذه الأخيرة على مطالبتها بـ«الانسحاب، واحترام كل الهدنات التي دعت إليها الأمم المتحدة».
من جهتها أعلنت السلطات الفرنسية أمس أنها «تتحدث مع أطراف النزاع كافة للتوصل إلى وقف لإطلاق النار» رافضة تأكيد ما كشفته صحيفة «ريبابليكا» الإيطالية من أن حفتر أرسل الخميس قبل الماضي أي يوم إطلاقه الهجوم على طرابلس وفداً حربياً إلى باريس وهو ما يُلقي ظلال شك إضافية حول زعم الأخيرة عدم علمها بالهجوم ويفسر في الوقت نفسه صمتها وإعاقتها صدور بيانات من مجلس الأمن والاتحاد الأوروبي تدين خطوة حفتر العسكرية. الصحيفة نفسها أضافت إن حفتر أرسل وفداً إلى روما الاثنين الماضي كانت مهمته بحث سبل الوصول إلى هدنة مع رئيس الوزراء الإيطالي جوزيبي كونتي الداعم لحكومة الوفاق في طرابلس.
سبب بحث حفتر عن هدنة هو فشله الواضح في «غزو» العاصمة خلال مدة قصيرة حيث توقع السيطرة عليها خلال يومين ومن دون قتال كبير من خلال هجومه المباغت من عدة محاور محيطة بطرابلس. لكن هذا الفشل في الانتصار وكذلك في الوصول إلى تهدئة بعدما رفض خصمه فايز السراج إنهاء التصعيد على نحو ما يشتهيه الأول قاد إلى استقدام دعم خارجي يتعدّى عشرات ملايين الدولارات التي وُعد بها الرجل لدى زيارته للسعودية في الـ 27 من آذار/ مارس الماضي أي قبل أيام فقط من إطلاقه الهجوم بحسب ما نقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» عن مسؤولين في الحكومة السعودية. وأشارت الصحيفة إلى لقاء حفتر آنذاك بالملك سلمان وولي عهده (وزير الدفاع) ووزير الداخلية وقائد المخابرات بما يدلّل على الأهمية التي توليها المملكة لملف ليبيا ودعمها لحليفها هناك. وفيما رفضت الحكومة التعليق على المقال، قال أحد هؤلاء المسؤولين الذين ارتكز عليهم التسريب: «لقد كنا بجدّ كرماء (معه)».
فضلاً عن الدعم السعودي وصلت أمس إلى مدينة بنغازي طائرة «بوينغ» قادمة من أبو ظبي وذلك وفقاً لمواقع عدة متخصصة في رصد حركات الطائرات والأغلب أنها تحمل عتاداً عسكرياً وربما أيضاً مستشارين عسكريين. وقد نقلت مواقع ليبية عن مصادر عسكرية أن طائرتين قدمتا من أبو ظبي إلى مطار بنينة في بنغازي «تحملان ضباطاً إماراتيين مختصين في تسيير طائرات من دون طيار».
ويبدو أن إرسال الوفود لم يقف عند هذا الحد إذ كشفت مصادر لـ«الأخبار» أمس عن تحول طائرة من طراز «فالكون 50» من روسيا إلى بنغازي. ويُستخدم هذا النوع من الطائرات في الرحلات الخاصة في الأغلب وهي ربما تحمل وفداً تابعاً لحفتر، أو حفتر نفسه بعدما انتشرت في اليومين الماضيين أخبار عن زيارة غير معلنة قام بها إلى موسكو بحثاً عن دعم دبلوماسي وربما عسكري. وخلال الأعوام الماضية، كان حفتر يدّعي بأن روسيا تدعمه. وعلى رغم أن موسكو كانت تؤكد دائماً أنها تقف على مسافة واحدة من الفاعلين في البلاد، وأنها تبحث عن حل سلمي ودائم للصراع، نشرت وسائل إعلامية غربية في مناسبات عدة أخباراً غير مؤكدة عن وجود مرتزقة روس من شركة «فاغنر» الأمنية الخاصة في شرق ليبيا، لتقديم المشورة والمساعدة في الحرب.
المزيد في هذا القسم:
- الجيش العربي السوري يدعو أبناء ريف حلب الشرقي بالعودة الى منازلهم بعد تطهيرها من الارهابي... المرصاد نت - متابعات أصدر الجيش العربي السوري اليوم الاثنين بياناً دعا فيه أبناء ريف حلب الشرقي بالعودة الى منازلهم بعد أن تم تحريرها من التنظيمات الارهابية ا...
- هكذا توظف واشنطن التوتر بالخليج لصالح استراتيجية الهيمنة على الطاقة! المرصاد نت - متابعات رغم أن الولايات المتحدة لم تعد تعتمد على نفط المنطقة العربية في تلبية احتياجات الطاقة بفضل الوليد الجديد "ثورة النفط الصخري" وباتت تعتمد ...
- زعيم الحزب الليبرالي البريطاني: حكومة بريطانيا متواطئة ومتسترة على جرائم السعودية في اليم... المرصاد نت - متابعات دعا زعيم الحزب الليبرالي الديمقراطي البريطاني تيم فارون الحكومة البريطانية الكشف عن نتائج عمل المسؤولين البريطانيين المتواجدين في الري...
- «إيرما» يتجه إلى فلوريدا وكوبا: احتمال تضرر 37 مليون شخص المرصاد نت - متابعات بعدما أودى بحياة 14 شخصاً على الأقل وأشاع الدمار في سلسلة من جزر الكاريبي يهدّد الإعصار «إيرما» وهو الأعنف في المحيط الأطلسي ...
- الجيش السوري يواصل انتصاراته ويشرف نارياً على الأتارب! المرصاد نت - متابعات استعاد الجيش العربي السوري السيطرة على الفوج 46 الذي تبلغ مساحته 400 هكتار شرق الأتارب جنوب غرب حلب وعلى عقدة طريقي إدلب القديم وباب الهو...
- إفشال هجومين للتكفيريين جنوب حلب وغربها المرصاد نت - متابعات افشل الجيش العربي السوري وحلفاؤه هجومين للجماعات المسلحة التكفيرية على محوري معمل الاسمنت وجمعية الزهراء في جنوب مدينة حلب وغربها. ورك...
- قتيلان في اعتداء قرب جسر لندن والشرطة تتعامل معه كـ"إرهاب"! المرصاد نت - متابعات أعلنت الشرطة البريطانية عن مقتل شخصين وإصابة عدد آخر إضافة لمقتل المهاجم إثر اعتداء بالسكين وقع بالقرب من جسر لندن وسط العاصمة البريطانية...
- «محاولة انقلاب» بعد إقالات وتعيينات: قطار تصفية الإسلاميين انطلق بالسودان! المرصاد نت - متابعات يتجه «المجلس العسكري» نحو إقصاء الإسلاميين من أروقة السلطة بذريعة محاولتهم تنفيذ انقلاب عسكري ضدّ حكمه المدعوم من الرياض وأبو ظبي والقاهر...
- الجيش العربي السوري يتقدم بريفي إدلب وحماة وسط انهيار الإرهابيين وعجز داعميهم! المرصاد نت - متابعات يواصل الجيش السوري تقدمه في الشمال بوتيرة متسارعة وسط انهيار كبير في داخل صفوف الجماعات الارهابية وتحرير مزيد من القرى والبلدات وعجز الطر...
- واشنطن تطالب السودان بدفع تعويضات عن "هجمات إرهابية"! المرصاد نت - متابعات أكد وفد الكونغرس الأميركي الذي يزور الخرطوم أن ما يهمّ بلاده لإزالة اسم السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب دفع المليارات للتعوي...