الإمارات.. فوضى وتطبيع وتجسس على المعلم الأميركي!

المرصاد نت - متابعات

يمكن القول انه منذ اكثر من عشر سنوات بدات تتغير ملامح الدول القيادية على الساحة العربية بعد الاحتلال الأميركي للعراق والحرب على سوريا وغياب مصر عن مراكز القيادة العربية ما فتح jhsggfdالمجال أمام دول وصلت للصف القيادي الاول عربياً بالنفط وأمواله. ومنذ ما يسمى بالربيع العربي ومع أنفضاح الدور السعودي في تمويل وترويج لجماعات مثل جماعة "داعش" الإرهابية على مساحة المنطقة برز دور دولة الإمارات وبدأت تنكشف ملامحه شيئاً فشيئا.

الساحة الأبرز لانكشاف الدور الإماراتي كانت اليمن حيث أضاء العدوان على اليمن على تنسيق وتخطيط إماراتي من خلف الأسم السعودي حيث وجدنا تضارب المصالح أحياناً بين أبوظبي والرياض على الساحة اليمنية وتحديداً جنوباً. والتناقض في المصالح طال أيضاً الداخل الإماراتي لاسيما بين ولي عهد أبوظبي محمد بن زايد وحاكم ولاية دبي محمد بن راشد الذي يرى الأمور بعين اقتصادية تجارية بينما الأول يراها بعين سياسية قائمة على التدخل ونشر الفوضى لتحقيق المكاسب.

شيئا فشيئا توسع الدور الإماراتي مع عزل الرئيس المصري محمد مرسي والنفوذ الواسع لابن زايد داخل اروقة السياسة المصرية وهو ما لم تكن تتصور الإمارات انها ستصل اليه يوماً ما خاصة مع الدور التاريخي والمحوري للقاهرة في تحديد مسار السياسات العربية.

والى جانب مصر نجح ولي عهد ابو ظبي في ترويج رؤيته القائمة على التدخل والفوضى في مناسبات عدة أبرزها ليبيا والسودان والجزائر مؤخرا. أضافة الى بروز دور إماراتي تفوق على الدور السعودي في أزمة قطر والحصار الذي اعلنته الرياض وأبو ظبي ومن معهما على الدوحة والذي كان سببه وسبب الازمة الامارات كما تقول التقارير.

الى جانب هذه الادوار التي يجمعها قاسم مشترك هو دعم الفوضى برز دور إماراتي يمكن حصره الى حد ما بمحمد بن زايد له أبعاد أخرى هذا الدور يتمثل بالتطبيع مع كيان الاحتلال الإسرائيلي.

فالتقارير الدولية والإسرائيلية تشير الى دور تقدمي وسباق للإمارات وتحديداً إبن زايد في تعزيز علاقات التطبيع مع الاحتلال. وأخر هذه التقارير ما اوردته صحيفة معاريف الإسرائيلية التي اشارت الى علاقات متميزة على صعيد التعاون الاستخباراتي والامني والعسكري والاقتصادي بين ولاية أبو ظبي بصورة مستقلة وبشخص إبن زايد وكيان الاحتلال. فيما أشار تقرير الصحفي البريطاني ايان بلاك الى وصف التطبيع الإماراتي مع الاحتلال بانه السباق والتقدمي والبراغماتي رغم الأهمية التي يكتسبها السعودي في عملية التطبيع بالنسبة للإسرائيلي.

والتقدم الإماراتي في مسار التطبيع جاء بتشجيع من الإدارة الأميركية والرئيس دونالد ترامب. وهنا يبرز أيضاً وجه أخر للسياسة الإماراتية كشف عنه تقرير موقع "ذا انترسبت" الأميركي الذي أشار الى تجنيد الإمارات رجل الأعمال راشد المالك للتجسس على ترامب.

هذا الأمر يحمل من الجدية والخطورة بالنسبة للإمارات وأيضاً للسياسة الأميركية. فراشد المالك تجسس على الإدارة الأميركية من خلال علاقاته برئيس لجنة تنصيب ترامب توماس باراك وعمله كان باشراف من علي الشامسي رئيس الاستخبارات الإماراتية والذي يوصف بانه مبعوث خاص لأبن زايد وشقيقه طحنون إبن زايد. والعقدة التي تربط كل هؤلاء السفير الإماراتي في واشنطن يوسف العتيبة الذي تدور حوله علامات استفهام كثيرة وحول دوره في رسم افق السياسة الاماراتية بهذا الشكل.

الى جانب كل ذلك يبرز دور أبو ظبي في استهداف إيران بناء على وحدة المصالح بين الإماراتي والإسرائيلي وهذا الدور ما يزال مخفياً في أبعاد عديدة منه لادراك أبو ظبي أن انكشاف دورها بشكل كامل سيعرضها لتبعات أقتصادية وسياسية غير محمودة نتيجة عوامل عديدة منها تفاوت القدرات والحجم السياسي والعسكري والقيادي بينها وبين طهران.

كل هذه الادوار الإماراتية تشير الى طموح كبير لدى مركز القرار اللإماراتي وتحديداً في أبو ظبي لكن هذا الطموح ليس مبنيا على عوامل طبيعية تؤسس عليها كل دولة لتعزيز دورها السياسي خارج الحدود. فتبني الفوضى كما في المنطقة ودفع الاموال لشراء النفوذ كما في واشنطن وتبني دور قيادي في التطبيع مع الاحتلال .. كل ذلك لا يعتبر أساساً طبيعيا لاكتساب قيمة ريادية على الساحة العربية. وبالتالي فان ما تشهده السياسة الإماراتية يمكن وصفه بالمثل الشعبي (على قد بساطك مد رجليك) واذا كانت ارجل السياسة الإماراتية اطول من بساط قدراتها فلا بد من مراجعة معمقة لما يجري قبل أن يُسحَب البساط بشكل قد لا يكون هادئاً من تحت أبو ظبي.

كما كشف موقع ”انترسبت” الامريكي تفاصيل مثيرة عن جوانب من جنون العظمة الذي يعاني منه ولي عهد أبوظبي محمد بن زايد عندما أنفق الملايين من الدولارات عبر رجل أعمال إماراتي لشراء حملة ترامب الانتخابية والتأثير على السياسة الأمريكية في الشرق الاوسط.

ويستعرض الموقع تفاصيل قصة رجل الإمارات في البيت الابيض نقلا عن تحقيقات فيدرالية حيث قدم بعد ثلاثة أيام من نفوذه الى دائرة حملة ترامب الضيقة ملايين الدولارات على شكل تبرعات غير قانونية لصندوق ترامب بهدف تمويل حفل تنصيب الرئيس الأمريكي.

وأجرى محامون من مكتب المحقق الخاص روبرت مولر مقابلة مع راشد آل مالك وخلصت التحقيقات إلى أن ال مالك كان بمثابة مصدر مخابراتي مدفوع الآجر للإمارات طوال عام 2017م وقد تمكن “المخبر” بالفعل من إبلاغ المخابرات الإماراتية عن جوانب من سياسة إدارة ترامب في الشرق الأوسط.

هذا اللعب مع الكبار بهذا الشكل الفج لن يكون في صالح بلد صغير من الإمارات يقوم اقتصاده على الاستثمار والامن الاقتصادي فيما يجازف بن زايد في الدخول في صراعات تبدأ ولا تنتهي كالتواطؤ مع أمريكا والكيان الإسرائيلي ضد ايران والتدخل الدموي في ليبيا والسودان واليمن وحتى في افريقيا الامر الذي يشكل تهديداً خطيراً لامن وأستقرار هذا البلد الخليجي الصغير.

المزيد في هذا القسم:

المزيد من: الأخبار العربية والعالمية