الوساطات تسابق التصعيد وحلفاء واشنطن متردّدون إزاء تحالف لحماية في الخليج!

المرصاد نت - متابعات

في ظل تأكيدات أن أحداً لا يريد حرباً تتطور الأحداث في الخليج بعد تبادل احتجاز ناقلتي نفط بين بريطانيا وإيران وذلك فيما تبرز تحركات تدل على وساطات لتهدئة الأوضاع أبرزها زيارة وزيرIran Golf2019.7.20 الخارجية العماني يوسف بن علوي يوم السبت المقبل إلى طهران، بعدما سبقه رئيس الوزراء العراقي عادل عبد المهدي بالوصول اليوم الاثنين إلى العاصمة الإيرانية.

وفيما تؤكد الدول الأوروبية أنها ستستمر في استخدام "الورقة الدبلوماسية" يبقى التصعيد مسيطراً على الخلافات الأميركية - الإيرانية وكانت آخر محطاته إعلان إيران اعتقال شبكة تجسس تعمل لصالح واشنطن.

وأعلنت وزارة الخارجية العمانية في تغريدة عبر "تويتر" أن بن علوي سيتوجه إلى طهران السبت "في إطار العلاقات الثنائية والتشاور المستمر بين البلدين وعلى وجه الخصوص فيما يتعلق بالتطورات الأخيرة في المنطقة".

جاء ذلك فيما كان عبد المهدي وصل عصر اليوم إلى العاصمة الإيرانية، برفقة مسؤولين أمنيين ومستشارين حكوميين ووزراء في زيارة مفاجئة لم يُعلن عنها مسبقاً. وفيما قال مسؤول عراقي رفيع إن الحكومة العراقية تريد أن يُبقي الإيرانيون العراق بعيداً عن أزمتهم الحالية مع واشنطن ذكر تلفزيون "العالم" أن عبد المهدي قد يطرح خلال زيارته عقد "قمة إقليمية" في بغداد، وهي دعوة ستجد ترحيباً من قبل إيران بحسب التلفزيون.

في غضون ذلك كانت رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي التي تستعد لمغادرة منصبها تعقد اليوم اجتماع أزمة وزارياً في مقر الحكومة البريطانية، لمناقشة مسألة "الحفاظ على أمن الملاحة في الخليج" بشكل خاص والتدابير التي تعتزم لندن اتخاذها للرد على احتجاز إيران ناقلة النفط "ستينا إمبيرو" التي ترفع العلم البريطاني في مضيق هرمز. وأعلن المتحدث باسم ماي للصحافيين أن "السفينة احتجزت تحت ذرائع خاطئة وغير قانونية وعلى الإيرانيين الإفراج عنها فوراً". وأضاف "نحن لا نبحث عن مواجهة مع إيران، لكن الاستيلاء على سفينة تقوم بأعمال قانونية، أمر غير مقبول وينطوي على تصعيد كبير".

أوروبياً كان وزير الخارجية الألماني هايكو ماس، يقول إن بلاده لن تتبنّى موقف الرئيس الأميركي دونالد ترامب إزاء إيران واستراتيجية الضغوط القصوى الأميركية، لكنها تضع تهدئة التصعيد من خلال الدبلوماسية على قائمة الأولويات. وأكد ماس من باريس بعد مباحثات مع نظيره الفرنسي جان إيف لودريان، أن أوروبا ستستمر في استخدام "الورقة الدبلوماسية"، قائلاً "ما نحتاج إليه هو تهدئة التصعيد، وزميلاي البريطاني والفرنسي لديهما الرأي نفسه".

 في المقابل كانت السلطات الإيرانية تنفي تقارير بريطانية بأن الناقلة "ستينا إمبيرو" قد احتجزت داخل المياه العمانية مشيرة إلى أنها أوقفتها داخل المياه الإيرانية بعد "انتهاكها القوانين الدولية". وأعلن المتحدث باسم الحكومة الإيرانية، علي ربيعي، في مؤتمر صحافي أن الناقلة البريطانية "لم تحتجز ردا على توقيف السفينة الإيرانية". واعتبر أن إجراء بلاده "قانوني وأمني لحفظ أمن مضيق هرمز".

من جهته أكد وزير الدفاع الإيراني أمير حاتمي أن بلاده بعد توقيف ناقلتها في مياه جبل طارق واجهت "تصرفاً غير قانوني" في الخليج، معتبرا أن احتجاز الناقلة البريطانية تأكيد "أن إيران لديها الإرادة والقدرة للرد على أي تهديد". في السياق حذر القيادي البارز في الحرس الثوري الإيراني قائد مقر "خاتم الأنبياء" غلام علي رشيد الولايات المتحدة من الحرب مع بلاده قائلاً إن "أثمان الاعتداء على الأراضي الإيرانية ستكون باهظة وأكثر من مكاسبه".

وفي جديد التصعيد الأميركي الإيراني أعلنت وزارة الأمن الإيرانية تفكيك شبكة تجسس أميركية في مراكز حساسة وحيوية في القطاعين العام والخاص خلال العام الماضي، مؤكدة أن البعض من أفرادها صدرت بحقهم أحكام الإعدام. وأعلنت الوزارة أن "العملاء" كانوا يتجسسون على إيران لصالح الاستخبارات المركزية الأميركية. وبث التلفزيون الإيراني وثائقياً قال إنه يُظهر ضابطة في الاستخبارات المركزية الأميركية وهي تجنّد إيرانياً في الإمارات. وتقول امرأة لإيراني في الوثائقي "لأن هناك الكثير من ضباط المخابرات في دبي. الوضع خطير جداً".

ومع تسارع الأحداث في الخليج خلال الأسبوعين الماضيين وفي ظلّ حرب الناقلات بين إيران والغرب أعلنت القيادة المركزية الأميركية أول أمس السبت عن عملية "الحارس" لحماية حرية الملاحة في مياه الخليج في وقت لا تبدو فيه بعد مواقف حلفاء واشنطن واضحة تجاه أي تحالف عسكري في هذا الشأن.

ولفتت صحيفة "ذي غارديان" البريطانية، مساء أمس الأحد إلى أنّ بريطانيا قلقة من قواعد الاشتباك الخاصة بخطّة الولايات المتحدة لتشكيل قوة بحرية دولية، طال انتظارها. وأشارت إلى أنّ هناك أصلاً عملية لمكافحة القرصنة تعتمدها الأمم المتحدة قبالة الصومال، في حين تعمل بالفعل فرق عمل مشتركة في الخليج، متخصّصة بالأمن ومكافحة تهريب المخدرات.

وذكرت الصحيفة أنّه توجد أيضاً مشكلات بشأن تمويل أي عملية جديدة أوسع تقترحها القيادة المركزية الأميركية، لكنّ الأهم من هذا كلّه، أنّ بريطانيا تخشى أن تتحوّل القوافل التي تقودها الولايات المتحدة في الخليج، عن طريق الخطأ، من أمر سلبي ودفاعي إلى أمر أكثر تقلباً.

بدورها تبدو اليابان حتّى الساعة متردّدة إزاء هذا التحالف حيث أكد رئيس الوزراء الياباني شينزو آبي أنّه لم يقرّر بعد كيفية الردّ على الطلب الأميركي المتوقع لإرسال قوات بحرية يابانية للانضمام إلى تحالف عسكري لحماية المياه الاستراتيجية قبالة إيران واليمن.  وأكد آبي، اليوم الإثنين، أنّ بلاده تريد بذل كلّ ما في وسعها لتهدئة التوترات بين الولايات المتحدة وإيران، قبل أن تردّ على طلب أميركي متوقع لإرسال قواتها البحرية لحراسة منطقة مائية استراتيجية قبالة إيران.

 وأضاف أنّ طوكيو تودّ أن تؤدي ما تعتبره دوراً فريداً لها لتهدئة التوتر، قبل أن تتخذ قرار الانضمام إلى الولايات المتحدة. وتابع في مؤتمر صحافي بعد فوز الائتلاف الحاكم بزعامته في انتخابات مجلس المستشارين التي أجريت، أمس الأحد: "لدينا تاريخ طويل من الصداقة مع إيران والتقيت برئيسها أكثر من مرة وكذلك مع زعماء آخرين".

وكان آبي قال أمس الأحد، خلال فرز الأصوات لانتخابات مجلس الشيوخ: "بدأنا نسمع تفكير الولايات المتحدة في هذا التحالف ونريد الاستمرار في الاستماع بعناية"، مضيفاً: "تتمتع اليابان، في الوقت نفسه بعلاقات ودية مع إيران". وأكد أنّ بلاده ستواصل بذل الجهود الدبلوماسية للمساعدة في تحقيق الاستقرار في المنطقة مشيراً إلى أنّه يودّ التحدث مع الرئيس الإيراني حسن روحاني.

ويتزامن هذا الموقف مع إعلان الحكومة اليابانية اليوم الإثنين أنّ مستشار الأمن القومي الأميركي جون بولتون أجرى محادثات مع مساعد الأمن لرئيس الوزراء الياباني شوتارو ياشي تمّ خلالها على ما يُعتقد مناقشة خطة أميركية لتشكيل تحالف متعدّد الجنسيات لحماية الملاحة التجارية في الشرق الأوسط.وأكد كبير أمناء مجلس الوزراء الياباني يوشيهيدي سوجا اللقاء في مؤتمر صحافي رافضاً التعليق على ما ناقشه المسؤولان.

بدوره قال بولتون للصحافيين عقب المحادثات "أجرينا مناقشة مثمرة للغاية بشأن مجموعة واسعة من القضايا".

 وكان وزراء خارجية بريطانيا وفرنسا وألمانيا اتفقوا أمس الأحد على "العمل معاً من أجل ضمان أمن الملاحة البحرية بمضيق هرمز".وذكر بيان مشترك لوزراء خارجية الدول الثلاث نُشر على موقع وزارة الخارجية البريطانية، أنّ وزير الخارجية البريطاني جيريمي هنت اتفق، أيضاً، مع نظيريه الفرنسي جان إيف لودريان والألماني هايكو ماس، خلال اتصال هاتفي، على أن "حركة الملاحة الآمنة للسفن في مضيق هرمز أولوية قصوى لدى الدول الأوروبية، وعلى ضرورة تجنب أي تصعيد محتمل في المنطقة".

ومساء الجمعة أعلنت بريطانيا احتجاز إيران ناقلة نفط تابعة لها في مضيق هرمز لـ"عدم مراعاتها القوانين البحرية الدولية".وجاء احتجاز ناقلة النفط بعد ساعات من إعلان محكمة في جبل طارق، تمديد احتجاز ناقلة نفط إيرانية لثلاثين يوماً، بعد أسبوعين من ضبطها، في عملية شاركت بها البحرية الملكية البريطانية للاشتباه بأنها كانت متوجهة إلى سورية لتسليم حمولة من النفط، في انتهاك لعقوبات أميركية وأوروبية.

المزيد في هذا القسم:

المزيد من: الأخبار العربية والعالمية