المحور السعودي يتنكّر لمواقفه: نرفض العدوان على الأشقّاء!

المرصاد نت - متابعات

دفع العدوان والهجوم التركي في الشمال السوري بعض الدول العربية التي تشكل المحور المقابل للمحور التركي - القطري وعلى رأسها السعودية والإمارات ومصر إلى اتخاذ مواقف لافتة663 18 تستنكر الحملة التركية ضد سوريا «الدولة العربية الشقيقة». المواقف العربية «المتحمّسة» للدولة السورية بوجه الهجوم التركي جاءت مدفوعة بسياق طويل من التنافس بين المحورين المذكورين، لكنها تشي بإمكانية استغلال الموقف الحالي لإحداث خرق في الموقف العربي من الحكومة السورية، خصوصاً في ظلّ دعوة مصر إلى عقد اجتماع طارئ لجامعة الدول العربية يوم السبت المقبل، تحت عنوان «بحث العدوان التركي على سوريا».

ودانت السعودية ما وصفته بـ«العدوان التركي على سوريا». ونقلت وسائل الإعلام الرسمية عن مصدر مسؤول في وزارة الخارجية السعودية قوله إن «السعودية تدين العدوان الذي يشنّه الجيش التركي على مناطق شمال شرق سوريا». وأضاف المصدر أن المملكة «قلقة تجاه ذلك العدوان بوصفه يمثل تهديداً للأمن والسلم الإقليمي» كما أنها «تشدّد على ضرورة ضمان سلامة الشعب السوري الشقيق، واستقرار سوريا وسيادتها ووحدة أراضيها». كذلك دانت مصر في بيان صادر عن وزارة الخارجية «العدوان التركي» واعتبرت أن «تلك الخطوة تُمثل اعتداءً صارخاً غير مقبول على سيادة دولة عربية شقيقة استغلالاً للظروف التي تمرّ بها». ولم تتأخر دولة الإمارات عن الالتحاق بركب مستنكري «الفجأة»، الذين وافقوا سابقاً على كل أنواع الاعتداء على سوريا، إذ دانت هي الأخرى «بأشدّ العبارات العدوان العسكري التركي على سوريا» وأكدت أنه «يمثّل تطوراً خطيراً واعتداءً صارخاً غير مقبول على سيادة دولة عربية شقيقة وتدخلاً صارخاً في الشأن العربي».

من جهتها دانت الحكومة السورية «بأشدّ العبارات النوايا العدوانية للنظام التركي والحشود العسكرية على الحدود» لافتةً إلى أنها «تشكل انتهاكاً فاضحاً للقانون الدولي»، مجدّدة تصميمها على «التصدي للعدوان التركي بكل الوسائل المشروعة». ونقلت «سانا» عن مصدر رسمي في وزارة الخارجية أن العدوان التركي «لا يمكن تبريره تحت أي ذريعة، وما يدعيه النظام التركي بخصوص أمن الحدود يكذّبه إنكار هذا النظام وتجاهله لاتفاق أضنة الذي يمكن في حال احترام والتزام حكومة أردوغان به من تحقيق هذا الشيء». وألغى رئيس البرلمان الإيراني علي لاريجاني، بدوره، زيارة له كانت مقرّرة إلى تركيا بسبب الاعتداء على سوريا، وفق ما أفادت به وسائل الإعلام الإيرانية الرسمية، في حين دانت وزارة الخارجية اللبنانية، في بيان، «العملية العسكرية التي تقوم بها القوات المسلحة التركية شمالي سوريا».

على خط موازٍ وبينما تقدّمت 5 دول أوروبية، هي بلجيكا وفرنسا وألمانيا وبولندا والمملكة المتحدة بطلب عقد جلسة لمجلس الأمن الدولي اليوم من أجل مناقشة التطورات الأخيرة في شمال شرقي سوريا وصف الرئيس الأميركي دونالد ترامب العملية العسكرية التركية بأنها «فكرة سيئة» وأكد أن واشنطن «لا توافق على هذا الهجوم». وكان ترامب تعرّض لحملة انتقادات شديدة في واشنطن، خاصة من أعضاء بارزين في حزبه بسبب ما اعتبروه «خيانة للمسلحين الأكراد». وتأتي تصريحات ترامب هذه ضمن سلسلة من التصريحات المتضاربة التي صدرت عنه وعن البيت البيض، الذي قال إنه لن يقف في وجه الهجوم التركي ضد الأكراد وفي الوقت نفسه هدّد تركيا بفرض عقوبات عليها في حال ارتكابها تجاوزات. تهديد عاد إليه الرئيس الأميركي ليل أمس بقوله إن «أنقرة ستدفع ثمناً اقتصادياً باهظاً إذا كان الهجوم في سوريا جائراً».

من جهته تناول إردوغان اليوم الخميس العملية التركية في شمال سوريا شرق الفرات وجاء هذا التصريح من مقر حزب العدالة والتنمية وهو الأول له بعد إعلان العملية العسكرية تحت اسم "نبع السلام" وحيث تقول تركيا إنها تسعى من خلالها إلى "إقامة منطقة آمنة" وقال إردوغان: "هناك مؤامرة تحاك ضد تركيا وقد واجهنا تحديات كبيرة في الفترة الماضية وبعد تغلّب على ذلك خلقوا لنا تنظيم داعش وزوّدوا مجموعات إرهابية أخرى بالأسلحة"، معتبراً أن هذه الأمور جاءت في صدد الإساءة لتركيا وأمنها.

وأضاف أن تركيا نجحت في التصدي للآلاف من عناصر المجموعات الإرهابية وتدمير مواقعها في العراق وشمال سوريا، فضلًا عن دورها الكبير في عميلتي "درع الفرات" و"غصن الزيتون".

وفي حين شدد على إيمانه بـ "قدرة الجيش التركي في القضاء على كل الإرهابيين في العملية الحالية" أكد "عملية نبع السلام بدأت أمس وهي مستمرة والقوات التركية البرية والجوية دمرت مواقع للإرهابيين وسنقوم بتطهير المناطق على ​الحدود التركية السورية وتنظيم "بي كا كا" وغيرها لا يعرفون هدف هذه العملية العسكرية، وهي من أجل مصلحة سوريا وتهدف إلى تحقيق السلام فيها، فضلًا عن الحفاظ على وحدة الأراضي السورية".

واعتبر أن "الدول التي تتكلم الآن وتدين العملية هي من صدّرت الإرهاب والإرهابيين جاؤوا من فرنسا وهولندا​، لا نقبل على الإطلاق انتقاد عملية نبع السلام التي أطلقتها تركيا لمكافحة الإرهاب، في وقت تسرح وتمرح عشرات القوى الأجنبية داخل الأراضي السورية. يقومون بتصنيع الكلام والمصطلحات السياسية ونحن من نقوم بالمكافحة الفعلية في الميدان. العملية التي بدأناها ستؤمن الاستقرار و​الأمن​ لسوريا خلال فترة صياغة ​الدستور السوري الجديد".

وإذ أشار إلى أن "بعض الدول المهمة يجب أن تكون صريحة وشفافة" قال إن "على ​السعودية النظر في المرآة والنظر إلى نفسها وعليها أن تسأل نفسها: "من تسبب بالأزمة في ​اليمن؟ ما هو حال اليمن اليوم؟ عشرات آلالف الملايين من المدنيين قتلوا. البلاد دمرت بشكل كامل. لا يمكن لأحد ان يندد بأفعالنا لأن ما قمنا به هي من أجل وحدة الأراضي السورية".

وتوّجه إردوغان الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي​ بالقول "لا تأثير لك على معاركنا وعملياتنا"، منوّهًا بأن "كل الدول المشاركة في الناتو وخصوصاً الولايات المتحدة يعرفون القانون رقم 5 وهو أنه يجب مساعدة تركيا".

ورأى أنه " إذا واصل الاتحاد الأوروبي وصفه لعملياتنا العسكرية بالاستعمارية فسنرسل إليهم اللاجئين"، متسائلًا: "هل قامت الدول الأوروبية باستضافة السوريين كما فعلنا؟"

المزيد في هذا القسم:

المزيد من: الأخبار العربية والعالمية