شمال سوريا .. دخان الحرب أشتعل وقد لا ينطفئ قريباً!

المرصاد نت - متابعات

تواصل القوات التركية عملياتها العسكرية في شمال سوريا لليوم الثاني حيث احتلت قرى ومزارع في محيط مدينتي رأس العين وتل أبيض، فيما أكدت وزارة الخارجية السورية أن حماية الشعب Talabiath2019.10.10السوري هي مهمة الجيش والدولة السورية فقط.

دخان الحرب أشتعل وقد لا ينطفئ قريباً. هذه الغارات التي شنتها الطائرات التركية على الشمال السوري، ما كانت الا تمهيدا للعملية البرية. القصف طال عدة مدن في شمال سورية لكنه تركز على أربعة أساسية، وهي القامشلي وراس العين وعين عيسى وتل أبيض، وذلك في محاولة من الجيش التركي لانهاء آي عملية مقاومة في هذه المدن ليسهل أقتحامها.

القوات المهاجمة تسعى لفرض طوق على مدينة تل ابيض وذلك من خلال السيطرة على قرى من الجهتين الغربية والشرقية للمدينة، بغية إجبار مسلحي قسد على الانسحاب منها.

وفي راس العين سيطر الجيش التركي ومن معه من جماعات مسلحة على قرية تل حلف غربي المدينة اضافة الى السيطرة على ثلاث مزارع في محيط قرية علوك شرقي رأس العين.

المرصد المعارض اكد سقوط قتلى في صفوص ما يسمى بالجيش الحر الذي يقاتل مع تركيا اضافة الى قتلى من قسد خلال المواجهات في راس العين. واضاف ان اكثر من 60 الف مدني نزحوا من منازلهم وبلداتهم وقراهم خلال 36 ساعة الماضية خوفا من العدوان التركي.

على الجانب الأخر من الحدود أعلنت مقتل 4 أشخاص وأصابة ستة وأربعين أخرين خلال قصف لقسد على المناطق الحدودية لاسيما بلدتي اقجة قلعة وجيلان بنر اضافة الى قصفها مدينة نصيبين.

وزارة الخارجية السورية اكدت ان حماية الشعب السوري هي مهمة الجيش والدولة فقط. واضافت ان دمشق ستواجه العدوان التركي بمختلف أشكاله في أي بقعة من البقاع السورية وبكل الوسائل والسبل المشروعة.

اما الرئيس التركي اردوغان عاد لتهديد أوروبا بفتح أبواب امام الاجئين ان واصلت انتقاد عدوانه على شمال شرق سورية. معتبراً ان عمليات بلاده هي من اجل تطهير المناطق الحدودية ممن وصفهم بالارهابيين.

كما قال اردوغان: "ايها الاتحاد الاوروبي، تذكر أقولها مرة جديدة اذا حاولتم تقديم عمليتنا على انها اجتياح فسنفتح الأبواب ونرسل لكم ثلاثة ملايين و600 الف مهاجر. بعون الله سنواصل طريقنا لكننا سنفتح الأبواب" وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو اكد ان انقرة ستكون مسؤولة فقط عن سجناء داعش الوهابية المحتجزين في نطاق المنطقة العازلة التي تهدف تركيا لإقامتها في سورية.

من جهته قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، إنه قد يتخذ قرارا بتوجيه ضربة مالية قوية ضد تركيا، أو إرسال آلاف الجنود إلى سوريا. جاءت تصريحات ترامب، في سلسلة تغريدات الخميس، قال فيها إنه يعرض 3 خيارات لحل العملية العسكرية التي أطلقتها تركيا شمالي سوريا ضد الأكراد. وأوضح ترامب أن التوسط من أجل التوصل لاتفاق دائم بين تركيا والأكراد، سيكون أحد الخيارات الثلاثة المتاحة أمام الولايات المتحدة عقب العملية العسكرية التركية.

وتابع الرئيس الأمريكي قائلا "لدينا ثلاثة خيارات: إرسال آلاف الجنود والفوز عسكريا أو توجيه ضربة مالية قوية لتركيا وفرض عقوبات، أو التوسط للتوصل لاتفاق بين تركيا والأكراد".

وكان ترامب قد حذر في تصريحات سابقة من الآثار المترتبة على تركيا بسبب العملية العسكرية في سوريا. وقال ترامب للصحفيين أمس الأربعاء "سأذهب إلى أكثر بكثير من العقوبات. أوافق على العقوبات وحتى (الإجراءات) الأشد من العقوبات" وكرر ترامب أنه "سيدمر" الاقتصاد التركي إذا شنت أنقرة هجوما على الأكراد.

إلى ذلك أعلن مسؤول أميركي "كبير" الخميس أن العملية العسكرية التي تشنها تركيا في شمال سوريا لم تتخطّ في هذه المرحلة الخطّ الأحمر الذي وضعه الرئيس الأميركي دونالد ترامب. وردّاً على سؤال حول تعريف هذا الخط الأحمر قال المسؤول في وزارة الخارجيّة الأميركيّة إنه يشمل "التطهير العرقي" وكذلك "القصف الجوّي أو البرّي العشوائي ضدّ المدنيين" وأضاف أمام صحافيّين طالباً عدم كشف اسمه "ليست لدينا أمثلة بارزة على تصرّفٍ كهذا في هذه المرحلة، ولكنّها ليست سوى بداية" العمليّة العسكريّة التركيّة.

بالمحصلة ... الاعتداء التركي على شمال سوريا ما كان ليحصل لولا الضوء الاخضر الأمريكي الذي اعطاه ترامب لاردوغان بالانسحاب الأمريكي من الشمال السوري ولو لا الخلل الموجود في العلاقات الدولية التي اضرت بها السياسة الأمريكية الهوجاء وتدخلها في شؤون دول العالم دون مراعاة للقوانين والأعراف الدولية.

-السياسة أحادية الجانب التي مارستها وتمارسها امريكا ضد شعوب العالم في تجاهل تام للامم المتحدة والقوانين الدولية، افقدت كل هذه المؤسسات الدولية هيبتها وتآثيرها ودورها ومكانتها في العالم وهو ما جعل اردوغان يتجاهلها بالمرة وهو يعلن جهاراً نهاراً عن نيته بغزو بلد جار، دون آي رادع كما تفعل الإدارات الأمريكية المتعاقبة وكذلك "الكيان الإسرائيلي".

-ما كان بمقدور اردوغان أن يعتلي منبر الجمعية العامة ويحمل بيده خريطة ويتحدث بكل بساطة عن احتلال أكثر من عشرين الف كيلومتر مربع من الاراضي السورية وتوطين اكثر من 3 ملايين ممن وصفهم باللاجئين وبناء المدن والقرى فيها وتهجير اكثر من مليونين ونصف الملیون مواطن سوری من سكنتها، في اعتداء عسكري تشهده المنطقة لو كان على ثقة بأن هناك قانوناً دولياً يحكم العلاقات الدولية.

-اللافت ان الاعتداء التركي على شمال سوريا ينفذ بذريعة طرد "داعش" بينما العالم يعلم علم اليقين ويرى بأم عينه أن المدن التي يقصفها الان الجيش التركي بالطائرات والمدفعية ويخرب بيوتها على ساكنيها مثل رأس العين وتل ابيض كان أهلها هم الذين حرروها من بطش "داعش".

-يرى العديد من المراقبين ان استهداف اردوغان لاهالي المناطق بهذه القوة تأتي انتقاما لـ"داعش" التي هزمها المواطنون في شمال سوريا، وان الطامة الكبرى ستقع لو تمكن الجيش التركي من "إنقاذ الدواعش" المحتجزين لدى الاكراد والتي تقدر اعداهم بعشرة آلاف عنصر، حيث ستستخدمهم انقرة مرة اخرى في حربها ضد سوريا والعراق.

-اذا صحت الانباء عن دعوة ما يسمى "الادارة الذاتية الكردية" لروسيا للقيام بدور الضامن في حوار مع الحكومة السورية، ستكون خطوة في غاية الحكمة يقوم بها الاكراد، رغم انها جاءت متأخرة جدا، فلا خيار امام الاكراد الذين غدرت بهم امريكا وأصبحوا ضحية الاطماع "العثمانية" الجديدة الا بالعودة الى حضن الوطن والوقوف الى جانب الجيش السوري، من اجل سحب البساط من تحت اقدام الطامعين بارض ومياه وثروات الشعب السوري.

-اخيراً وكما يبدو ان الرئيس التركي رجب طيب اردوغان وقع في الفخ الامريكي الذي نصب له بعد تقاربه من روسيا وشراء منظومة "اس 400" ، وهو بكامل وعيه وبإرادته الحرة، مدفوعا بحفنة من الاوهام "العثمانية"، كما وقع الطاغية صدام من قبل في ذات الفخ الذي كان مدفوعا اليه بأوهام من نوع آخر، اعتقادا من اردوغان انه سيعيد، بالهجوم على سوريا، ترميم صورته كبطل قومي، ولم شمل حزبه حزب العدالة والتنمية الذي اخذ يتفتت، دون ان يدرك وهو في سكرة اطماعه، ان هذه الاوهام سوف لن تأتي على ما تبقى من حزبه فحسب، بل ستأتي عليه هو وتنهي حياته السياسة والى الابد، فالحروب ليست نزهة.

المزيد في هذا القسم:

المزيد من: الأخبار العربية والعالمية