المرصاد نت - متابعات
لم يكن لصعود أسعار النفط نتيجة تصاعد التوتر بين الولايات المتحدة وإيران صدى إيجابي لدى العديد من دول الخليج إذ سيطر الخوف على العديد من البلدان من تعرّض المنشآت النفطية للهجوم خاصة في الدول الحليفة لواشنطن ما دفعها إلى تشديد إجراءات حماية المنشآت ما يزيد من الكلف التي تتحملها للحفاظ على الإنتاج والتصدير بينما يسود قلق من توجه شركات التأمين العالمية نحو رفع أقساط التأمين على ناقلات الخام، في ظل تصاعد المخاطر.
وكشف مسؤول حكومي في الكويت عن أن بلاده قررت رفع درجة الاستعداد القصوى في جميع المنشآت الحيوية والمصافي النفطية وموانئ التصدير مشيرا إلى اتخاذ إجراءات تشمل زيادة قوات التأمين على المنشآت الحيوية ووقف الإجازات، واستخدام طائرات مسيّرة لأول مرة للتأمين وذلك تحسباً لأي تصعيد بين أميركا وإيران. وقال المسؤول إن الإجراءات الأمنية المشددة تشمل أيضا الناقلات النفطية الكويتية لمواجهة أي عمليات تخريبية قد تحدث للناقلات في مضيق هرمز أو على طول الممر المائي في منطقة الخليج.
وكانت تكلفة تأمين الناقلات الكويتية قد قفزت خلال الربع الثالث من العام الماضي 2019 بنسبة فاقت 775 في المائة وفق البيانات الرسمية وذلك في أعقاب تعرّض ناقلات نفط عالمية إلى هجمات في منطقة مضيق هرمز وخليج عُمان.
وقال طلال العوضي الخبير النفطي الكويتي إنه في حال التصعيد وإغلاق مضيق هرمز المنفذ الرئيسي لتصدير النفط الخليجي ستكون الكويت هي المتضرر الأكبر من التوترات حيث لا تمتلك البلاد أي خطوط بديلة لتصدير نفطها، بينما تعتمد بشكل رئيسي على الإيرادات النفطية في ميزانيتها وهو ما يجعلها أكبر وأكثر المتأثرين بالتوترات والصراعات في المنطقة. وأضاف العوضي: "توقف التصدير سيعني حدوث كارثة اقتصادية، فسيؤدي الأمر إلى استنزاف المدخرات المالية التي تم تكوينها على مدار سنوات طويلة".
في هذه الأثناء كشفت تقارير دولية عن قلق شديد في السعودية والإمارات من تصاعد الأزمة بين أميركا وإيران لافتة إلى أن الهجمات التي تبناها الحوثيون المدعومون من إيران واستهدفت منشآت نفطية حيوية شرق السعودية في 14 سبتمبر/أيلول الماضي مثلت كابوساً للرياض، حيث توقف نحو نصف الإنتاج.
ودعت الإمارات والسعودية، حليفتا الولايات المتحدة، إلى عدم التصعيد واعتماد الحلول السياسية في أول تعليق خليجي على الأحداث الأخيرة. ونقلت وكالة فرانس برس عن سنام فاكيل الخبيرة في شؤون الخليج في معهد "تشاتام هاوس" البريطاني قولها: "على السعودية وجيرانها أن يشعروا بالقلق الشديد من التبعات والمخاطر على مجتمعاتهم واقتصاداتهم".
ورأى مروان سلامة، مدير عام المركز الدولي للاستشارات الاقتصادية، الذي يتخذ من الكويت مقرا له، أن الرد الإيراني على مقتل سليماني سيكون عن طريقين، إما الهجوم على القوات الأميركية في منطقة الخليج والعراق كنوع من الرد والثأر، أو تهديد المصالح النفطية وإيقاف الإمدادات عن دول العالم وهو أمر قد يحدث ضرراً بالغاً بالاقتصادات الخليجية والعالمية التي تعتمد على النفط. وقال سلامة إن "إيران لن تقبل بالصمت وعدم الرد لذلك يجب أخذ الحيطة والحذر من دول الخليج لحماية إمدادات النفط وخطوط التصدير وتأمين مضيق هرمز لمنع أي عمليات تخريبية للناقلات النفطية التي تعبر من خلاله".
ومن جانبه قال محمد الشطي، الخبير في شؤون نفط الخليج إن ارتفاع حدة التوترات في منطقة الخليج واستمرارها لوقت طويل سيكبد شركات نقل النفط مصروفات ضحمة نتيجة مطالبات شركات التأمين برفع تكلفة تأمين الناقلات، وبالتالي ستضطر هذه الشركات إلى تحميل تكلفة التأمين على أسعار النفط، بينما هناك قلق من الأسعار التنافسية للمنتجين من الدول الأخرى خارج منطقة الخليج. وأضاف الشطي أن استهداف الناقلات والمنشآت النفطية في منطقة الخليج، سيؤجج الوضع في المنطقة، بالإضافة إلى تأثيره الكبير على سوق النفط العالمي، حيث ستكون هناك مشكلة كبيرة في حال قررت شركات الناقلات العالمية الابتعاد عن منطقة الخليج ومنع ناقلاتها النفطية من الخروج أو الدخول إلى المنطقة.
وفي هذا السياق توقّع منصور الجابري مدير عام مجموعة التأمين النفطي في مؤسسة عين للتأمين بالكويت أن ترفع شركات التأمين العالمية رسوم تأمين أخطار الحرب بنسب عالية خلال الساعات المقبلة، خاصة بعد التهديدات شديدة اللهجة بين أميركا وإيران. وقال الجابري إن الهيئة العالمية للتأمين (لويدز) لم تصدر حتى الآن أي إشعار بشأن الزيادة، إلا أن التعاميم الأخيرة تشير إلى إمكانية رفع التأمين بنسبة كبيرة.
المزيد في هذا القسم:
- الوساطات تسابق التصعيد وحلفاء واشنطن متردّدون إزاء تحالف لحماية في الخليج! المرصاد نت - متابعات في ظل تأكيدات أن أحداً لا يريد حرباً تتطور الأحداث في الخليج بعد تبادل احتجاز ناقلتي نفط بين بريطانيا وإيران وذلك فيما تبرز تحركات تدل عل...
- الوضع الإنساني مُرعب في قطاع غزة والأسوأ على الإطلاق منذ عشر سنوات المرصاد نت - متابعات «الأوضاع الحالية في قطاع غزة هي الأسوأ على الإطلاق منذ عشر سنوات»؛ أمّا بالنسبة إلى الوضع الإنساني والمعيشي فهو «مُرعب&...
- السودان: محاولات إلهاءٍ عن قضية التطبيع ! المرصاد نت - متابعات في وقت خرج فيه آلاف السودانيين في العاصمة الخرطوم تنديداً بلقاء رئيس «مجلس السيادة» عبد الفتاح البرهان، رئيس الوزراء العدو الإسرائيلي بني...
- يربط البحر الميت بالبحر الأحمر.. مشروع "قناة البحار" بين إسرائيل والفلسطينيين المرصاد نت - متابعات ذكرت وسائل إعلام إسرائيلية إن مبعوث الرئيس الأميركي إلى المفاوضات جايسون غرينبلات بلور اتفاقيات بين إسرائيل والفلسطينيين على الجزء المتعل...
- الوكالة الفرنسية : المسؤول السعودي الذي زار إسرائيل سراً هو محمد بن سلمان المرصاد نت - متابعات كشف مسؤول في الكيان الإسرائيلي أن ولي العهد السعودي محمد بن سلمان هو الذي زار إسرائيل مؤخراً وكانت الزيارة قد أثير حولها الكثير من التسري...
- وزير الدفاع الاسرئيلي: الأسد انتصر وكل العرب يريدون صلحه المرصاد نت - متابعات فجر أفيغدور ليبرمان وزير الدفاع الإسرائيلي اليوم الثلاثاء قنبلة من العيار الثقيل بتصريحاته عن الرئيس بشار الأسد عندما قال ان الاسد انتصر ...
- السعودية.. تفاعل واسع على تصريح روسي رسمي عن محاولة "إلغاء" المملكة المرصاد-متابعات تداول نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي مقاطع فيديو للمتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية، ماريا زاخاروفا وما قالته عن محاولات عزل وتهميش ...
- طوق إسرائيلي ـــ خليجي ــــ إفريقي... والهدف فلسطين ! المرصاد نت - علي حيدر تواصل إسرائيل «فتوحاتها» السياسية التي تستند فيها إلى دعم أميركي وغربي واسع واحتضان سعودي فتح لها أبواباً بقيت مسدودة لعقود ...
- حلفاء سوريا يهدّدون بالرد على غارة واشنطن المرصاد نت - متابعات الأسئلة التي طرحتها الغارة الأميركية الثانية في البادية عن رد دمشق وحلفائها أتى جوابها على شكل تحذير من تكرار الاعتداءات وتهديد بإمكانية ...
- «الانتفاضة مستمرة»... حتى لا تضيع القــدس المرصاد نت - متابعات وعد بلفور الجديد لم تظهر تبعاته السلبية كلها بعد خاصة على صعيد ما ينتظر مدينة القدس المحتلة وكذلك سكانها الفلسطينيين في بلدتها القديمة وأ...