هدنة جديدة في إدلب... والولايات المتحدة تستقدم تعزيزات!

المرصاد نت - متابعات

أعلنت وزارة الدفاع الروسية التوافق على «هدنة» جديدة في إدلب ومحيطها بعد يوم واحد على زيارة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لإسطنبول قادماً من دمشق. وقالت الوزارة إن وقفIdlib Syria2020.1.9 إطلاق النار الذي تمّ التوافق عليه مع الجانب التركي يدخل حيّز التنفيذ في منتصف ليل التاسع من كانون الثاني (منتصف الليلة) وتأتي الهدنة عشية انتهاء تفويض العمل بآلية إيصال المساعدات الإنسانية العابرة للحدود إلى سوريا وذلك بعدما عجز أعضاء مجلس الأمن الدولي عن التوافق على مشروع قرار التجديد.

وأوضح المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة، ستيفان دوغريك أن «الجمعة هو آخر يوم عمل لآلية إيصال المساعدات، وكما تعلمون فإن قوافل المساعدات لا تعمل ليلاً، ولذلك فإننا سنتوقف عن العمل بتلك الآلية مع نهاية يوم غد». وأضاف أنه «لا يوجد بديل لآلية إيصال المساعدات إلى ملايين السوريين داخل هذا البلد وسيزيد انتهاء آلية إيصال المساعدات من معاناة ملايين المدنيين». واعترضت روسيا والصين الشهر الماضي على مشروع قرار بلجيكي ألماني كويتي مشترك، يتضمن إعادة تفويض ثلاثة من أربعة معابر حدودية وإغلاق معبر الرمثا على الحدود السورية ــ الأردنية.

ولم يحقق في المقابل مشروع قرار روسي يقضي بإغلاق معبرين من المعابر الأربعة، على أن يتم تجديد الآلية لفترة 6 أشهر وليس عاماً كاملاً وهو ما كان يطالب به مشروع القرار الثلاثي الذي تم إجهاضه.

وبعد يوم واحد على اللقاء الذي جمع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ونظيره التركي رجب طيب إردوغان في اسطنبول أول من أمس أعلنت وزارة الدفاع الروسية هدنة في إدلب بدأت أمس، بالتفاهم مع الجانب التركي بعدما كانت منطقة ريف إدلب الجنوبي قد شهدت عمليات عسكرية واسعة شنّها الجيش السوري ضدّ المجموعات المسلحة مُحقّقاً من خلالها تقدماً ميدانياً ملحوظاً، ليصل إلى مشارف مدينة معرّة النعمان الاستراتيجية على الطريق الدولي (M5) وأعلنت وزارة الدفاع الروسية «بدء عمل نظام لوقف إطلاق النار في منطقة إدلب شمال غرب سوريا بموجب اتفاق تمّ التوصل إليه مع تركيا اعتباراً من الساعة 13:00 (ظهراً بتوقيت دمشق) من اليوم الخميس (أمس)». وأكد ذلك مدير مركز المصالحة التابع لوزارة الدفاع الروسية في سوريا اللواء يوري بورينكوف داعياً «قادة التشكيلات المسلحة غير الشرعية إلى التخلّي عن الاستفزازات بالسلاح وسلك سبيل التسوية السلمية للأوضاع في مناطق سيطرتهم».

وكانت تركيا قد طلبت مرات عدة من روسيا إقرار وقف لإطلاق النار في المنطقة وأرسلت وفداً إلى موسكو الشهر الماضي في هذا السبيل. وأول من أمس جدّد إردوغان طلبه من بوتين إقرار هدنة في إدلب بالتزامن مع هدنة أُقرّت بين الرئيسين في ليبيا وكان قد لوحِظ شبه وقف للأعمال العسكرية في منطقة جنوب إدلب منذ أيام في ما فُسّر على أنه هدنة غير معلنة تحوّلت إلى وقف إطلاق نار معلن أمس.

في غضون ذلك تلقت القوات التركية المنتشرة في الشمال الشرقي في منطقة «عملية نبع السلام» ضربة إضافية بانفجار سيارة مفخخة بحاجز أمني تركي أول من أمس. وقالت وزارة الدفاع التركية في بيان إن أربعة جنود أتراك لقوا مصرعهم في انفجار سيارة ملغومة في شمال شرق سوريا. وأضافت إن الهجوم وقع خلال تفتيش أمني على الطريق في المنطقة الواقعة شرق نهر الفرات. ولم تتبنَّ أيّ جهة العملية إلا أنه يُعتقد على نحو واسع أن القوات الكردية هي من نَفّذتها.

على خط مواز تواصل الولايات المتحدة منذ أول من أمس، إرسال تعزيزات عسكرية ولوجستية إلى قواعدها في حقول النفط شرق سوريا بحسب ما أفادت به مصادر محلية . وذكرت المصادر أن قافلة أميركية مكونة من مئة وأربعين شاحنة دخلت مساء الأربعاء عبر معبر الوليد الحدودي مع العراق إلى سوريا ووصلت إلى حقول جبسة قرب مدينة الشدادي جنوبي الحسكة. وأشارت المصادر إلى أن «9 عربات مدرّعة وعشرات الجنود الأميركيين كانوا قد خرجوا الثلاثاء من قاعدتهم بالقرب من بلدة تل بيدر شمالي غربي الحسكة ووصلوا إلى القاعدة الأميركية في حقل العمر النفطي بريف دير الزور شرق سوريا». وبحسب المعطيات، فإن القوات الأميركية في شرق الفرات تنفذ خطة إعادة انتشار في المنطقة تفادياً لإمكانية تعرّضها لخسائر كبيرة في حال مهاجمتها انتقاماً لاغتيال الجنرال قاسم سليماني.

وفي وقت سابق أكدت وزارة الدفاع التركية أنها لا تخطط لسحب نقاط المراقبة التي تتمركز فيها قواتها داخل منطقة «خفض التصعيد» في إدلب ومحيطها. وأوضح وزير الدفاع التركي خلوصي أكار من لواء اسكندرون (هاتاي) حيث قيادة الوحدات العسكرية لجيش بلاده المنتشرة على الحدود وفي داخل سوريا أن بلاده «لن تخلي بأي شكل من الأشكال نقاط المراقبة الاثنتي عشرة»، لافتاً إلى أن تلك النقاط «لديها التعليمات اللازمة وستردّ من دون تردد في حال تعرضها لأي هجوم أو تحرّش».

وحتى الآن يحاصر الجيش العربي السوري نقطتي مراقبة للقوات التركية، في مورك (ريف حماة الشمالي) وصرمان (ريف إدلب الجنوبي الشرقي) في حين تقترب المعارك من نقطة مستحدثة أخرى على الطريق الدولي (حلب ــ حماة)، جنوبي مدينة معرّة النعمان. وفي حديثه عن نقاط المراقبة ووجودها رغم حصار بعضها اعتبر أكار أن «نقاط المراقبة تقوم بمهامها بشجاعة وتضحية لضمان وقف إطلاق النار في إدلب»، مؤكداً أن بلاده تبذل «جهوداً حثيثة» من أجل «منع حدوث مأساة إنسانية في هذه المنطقة» وأنها تحترم الاتفاق المبرم مع روسيا وتنتظر من الأخيرة الالتزام به أيضاً.

وقال أكار إن «النظام السوري يواصل هجماته ضد الأبرياء، رغم جميع الوعود المقدمة والتفاهمات»، مشيراً إلى أن أنقرة تنتظر من الجانب الروسي «استخدام نفوذه لدى النظام في إطار التفاهمات والنتائج التي توصلنا إليها خلال اللقاءات، وممارسة الضغط عليه لوقف الهجمات البرية والجوية». وحذّر الوزير التركي من أن استمرار المعارك سيؤدي إلى «حدوث موجة هجرة كبيرة... وسيكون العبء الإضافي كبيراً على تركيا».

إلى ذلك دعا الاتحاد الأوروبي إلى وضع حدّ «لتصعيد العنف» و«القصف العشوائي» على المدنيين في شمال غرب سوريا. وندّد المتحدث باسم مفوض السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزف بوريل في بيان بـ«الغارات الجوية وأعمال القصف العشوائي للمدنيين والطرقات التي يسلكونها للهرب» والتي «أوقعت عدداً كبيراً من القتلى والجرحى في صفوف المدنيين» على حدّ قوله.

وطلب الاتحاد الأوروبي «فتح ممر إنساني آمن بسرعة ومن دون عقبات... لمساعدة ثلاثة ملايين مدني يعيشون في إدلب» مشدّداً على أن «محاربة المجموعات الإرهابية كما تجيز الأمم المتحدة لا تسمح بالمساس بالقانون الإنساني الدولي ولا باستهداف المدنيين».

المزيد في هذا القسم:

المزيد من: الأخبار العربية والعالمية