المرصاد نت - متابعات
هو الحراك مستمر وبإصرار كبير من طرف الطلبة الجامعيين في ثلاثائهم السابعة والأربعين لتحقيق مطالب الشارع الجزائري وقد رفعوا لائخة بأربعة عشرة مطلبا، مصرين على التغيير الجذري للنظام ومطالبين بحل حزبي السلطة سابقا حزب جبهة التحرير الوطني والتجمع الوطني الديموقراطي وحل البرلمان بغرفتيه مع التأكيد على مواصلة الحراك بسلميته.
من جهته الرئيس عبدالمجيد تبون يسابق الزمن من أجل حلحلة الوضع من خلال تكثيف إتصالاته مع العديد من الشخضيات الوازنة سواء تلك المحسوبة على المعارضة كجيلالي سفيان أو تلك التي طالب بها الحراك منذ بدايته كرئيسي الحكومة السابقين مولود حمروش وأحمد بن بيتور والوزيرين السابقين عبدالعزيز رحابي وأحمد طالب الإبراهيمي. لقاءات كلها كانت تحت عنوان من أجل جمهورية جديدة وإصلاح شامل حسب بيان رئاسة الجمهورية.
وقالت المحللة السياسية حدة حزام اعتقد أن الرئيس يعرف القيم ويعرف الاخلاقيات ويعرف من هو المؤثر في الساحة السياسية ومن يمكن أن يعطيه أفكار ويحل الأزمة التي تعيشها البلاد".
في إنتظار مخرجات حوار الرئيس تبون يبقى الحراك مستمرا للضغط أكثر على السلطة للإستجابة غلى مطالبه حسب النشطاء السياسيين. في انتظار تفاصيل لقاء الرئيس تبون مع الشخصيات الوطنية ومخرجاتها يبقی القول أن الرئيس تبون أكد التزامه بالحوار كمبدأ لحل الأزمة السياسية والانظار متجهة الان الی ما يحدث علی مستوی الشارع باستمرار الحراك واصراره علی تحقيق كل مطالبه.
تبون بعد شهر على انتخابه: تحدّيات داخلية وخارجية
فضّل الرئيس الجزائري الجديد عبد المجيد تبون بدء رحلته الرئاسية بإعلان تعديل دستور البلاد عبر تشكيل لجنة خبراء مكوّنة من أساتذة جامعيين يقودهم أحمد لعرابة المختصّ في القانون العام والخبير في الأمم المتحدة. وحدّد تبون لهذه اللجنة في خطاب تكليفها، 7 محاور يريد أن يشملها التعديل أبرزها كما جاء في بيان الرئاسة «تدعيم النظام الديمقراطي القائم على التعدّدية السياسية والتداول على السلطة وصون البلاد من كلّ أشكال الانفراد بالسلطة وضمان الفصل الفعلي بين السلطات وتوازن أفضل بينها وتعزيز استقلالية السلطة القضائية، وإعادة الاعتبار للبرلمان خاصة في وظيفته الرقابية لنشاط الحكومة».
كما حدّد الرئيس للجنة مهلة 3 أشهر من أجل تسليم خلاصة أعمالها المتمثّلة في تقرير ومشروع قانون دستوري على أن يُعرض هذا المشروع على الفاعلين في الحياة السياسية والمجتمع المدني للمناقشة والإثراء قبل إحالته إلى البرلمان للمصادقة عليه، ثم طرحه على الاستفتاء الشعبي. ويُحاول تبون من خلال هذه الملامح التي أعطاها حول الدستور الجديد، أن يتخلّص من تركة الرئيس السابق الذي كان متهماً بخياطة دستور على المقاس، من خلال تركيز كلّ الصلاحيات في يده والإخلال بتوازن السلطات في الدستور.
لكن مسعى تبون لم يسلم من انتقادات من جانب بعض المعارضين، الذين استغربوا لجوءه إلى طريقة الرئيس السابق نفسها في تعديل الدستور عبر لجنة خبراء، في حين أن الدستور هو في نظرهم قضية سياسية بالأساس وليست تقنية، وبالتالي ينبغي أن يكون دور الخبراء فيها مقتصراً على صياغة المواد النهائية بناءً على التوافقات الحاصلة في المجتمع حول طبيعة النظام السياسي وتوجّه الدولة العام. ويقترح البعض إزاء ذلك، انتخاب برلمان تأسيسي تكون له الكلمة في تعديل الدستور بناءً على التمثيل السياسي للجزائريين في انتخابات نزيهة وشفّافة على طريقة التجربة التونسية بعد ما عرف بـ«ثورة الياسمين». لكن الانتقاد الأكبر الذي نال تبون لم يكن متعلّقاً بالصيغة المطروح بها التعديل وإنما بتعيينه لجنة الخبراء قبل بدء الحوار الوطني الذي وعد به؛ إذ يرى سياسيون أن تعديل الدستور ينبغي أن يكون مبنيّاً على مخرجات الحوار لا أن يكون مُوجّهاً من البداية من الرئاسة.
في المقابل لم تعبأ الرئاسة كثيراً بهذه الانتقادات وبدا من خلال تصورّها للتعديل الدستوري أنها لا ترى تعارضاً بين إنشاء لجنة خبراء وبين إطلاق مشاورات سياسية في الوقت نفسه. وفي هذا الإطار بدأ تبون بالفعل استقبال شخصيات وطنية أبرزها حتى الآن مولود حمروش رئيس الحكومة في فترة التسعينيات والذي يحظى بثقل كبير سواء داخل النظام أم في المعارضة. كما استقبل تبون عبد العزيز رحابي مهندس ما يُعرف باتفاق «مازافران 2» الذي جمع أطياف المعارضة ودعا السلطة إلى ضرورة الذهاب إلى انتقال ديمقراطي متفاوَض عليه.وعبّر رحابي للرئيس عن قلقه من «فقدان الثقة بين الشعب والنظام السياسي بحكم التجارب السابقة» وطالبه بـ«ضرورة السعي للتوصل إلى اتفاق وطني موسّع للخروج من الوضع الحالي في ظلّ المخاطر الأمنية في جوار الجزائر».
واتفقت العديد من الأحزاب السياسية مع رحابي على ضرورة اتخاذ إجراءات تهدئة أبرزها «إطلاق سراح كلّ معتقلي الرأي ورفع كلّ أشكال الوصاية عن الإعلام والحدّ من التضييق على العمل الحزبي الممارَس ضدّ القوى السياسية التي تخالف سياسة السلطة». ومن الواضح أن السلطة الجديدة التقطت هذه النداءات وسارعت إلى إطلاق عدد كبير من معتقلي الحراك الشعبي، ومن بينهم القائد الثوري ضدّ الاستعمار الفرنسي لخضر بورقعة والجنرال المتقاعد حسين بن حديد لكن لا تزال إلى الآن شخصيات معروفة في السجن، مثل السياسي كريم طابو، والناشطين فضيل بومالة وسمير بلعربي.
لكنْ من جانب آخر ثمّة أحزاب سياسية ونشطاء في الحراك يرفضون تماماً فكرة الحوار مع تبون ويعتبرون الأخير رئيساً جاء في انتخابات لم تكن محلّ إجماع من الجزائريين ويطالبون كحلّ للأزمة السياسية بتنظيم مرحلة انتقالية. ويأتي في طليعة الرافضين تكتّل «البديل الديمقراطي» المُشكَّل من أحزاب يسارية والذي يسعى من جهته إلى عقد ندوة خاصة به لاقتراح حلّ للأزمة بعيداً عن تدخل النظام. ولا يزال جزء من الجزائريين يتظاهرون كلّ يوم جمعة رفضاً لما يسمّونه بـ«الأمر الواقع» الذي فرضته انتخابات 12 كانون الأول/ ديسمبر الأخيرة. وتشكّل هذه الكتلة الرافضة عامل ضغط على السلطة الجديدة التي تبدو مضطرة إلى تقديم تنازلات كثيرة في الدستور الجديد، من أجل تفادي عودة الحراك الشعبي إلى زخمه الأول.
ولا تشكّل الأزمة الداخلية مصدر الصداع الوحيد لتبون، وخصوصاً بعد التطورات الأخيرة في ليبيا التي تمتلك معها الجزائر حدوداً شاسعة بنحو ألف كيلومتر. وباتت الجزائر في الأسبوع الأخير محجّة دبلوماسية لمعظم الأطراف المتدخّلة في المستنقع الليبي؛ فقد زارها وزراء الخارجية المصري سامح شكري والتركي جاويش أوغلو والإيطالي لويجي ديمايو. كما زارتها وفود ليبية رفيعة يقودها فايز السراج الذي يقود حكومة «الوفاق» في طرابلس وأيضاً مسؤولون في حكومة بنغازي التابعة للمشير المتقاعد خليفة حفتر. وحاولت الجزائر بعد أن أصبح لها رئيس قادر على القيام بجهود دبلوماسية أن تثني كلّ أطراف الصراع عن المواجهة العسكرية وتفضيل الحلّ السياسي. وقد أثمرت هذه الجهود وفق بعض القراءات عن المساعدة على الوصول إلى اتفاق وقف إطلاق النار الذي أعلنه حفتر وهو ما يمهّد لإمكانية الوصول إلى اتفاق سياسي تسعى الجزائر لأن تكون طرفاً فاعلاً في تحقيقه.
المزيد في هذا القسم:
- الحرب الإعلاميّة الباردة بين روسيا وأمريكا تتصاعد! المرصاد نت - متابعات تتصاعد وتيرة الحرب الاعلامية بين روسيا وأمريكا لتمر بأسوأ أيامها منذ انتهاء الحرب الباردة. فبعد أن أعلنت السلطات الامريكية عن فرضها قي...
- سوريا.. تطورات الميدان ومصير الاتفاق التركي الأميركي ! المرصاد نت - متابعات رغم انتهاء المفاوضات التركية الأميركية التي استمرت ثلاثة أيام حول إنشاء منطقة آمنة في شمال سوريا لكن لم يتم الكشف عن المحتوى الكامل للاتف...
- «الأطلسي» يوافق على توسيع مهامّه في العراق ! المرصاد نت - متابعات وافق وزراء دفاع «حلف شمالي الأطلسي» (ناتو) اليوم على توسيع مهمة الحلف التدريبية في العراق وذلك استجابة لدعوة الرئيس الأميركي دونالد ترامب...
- مصر : العمّال في دائرة الاستهداف بسيناء... وزيارة عسكرية إلى روسيا! المرصاد نت - متابعات شهد شمال سيناء تصعيداً جديداً بعدما قُتل أربعة عمال مصريين وأُصيب ثمانية آخرون في مدينة العريش في هجوم استهدف العاملين المدنيين الذين ينف...
- الحكومة الألمانية : ترامب سيدمر الاقتصاد الامريكي المرصاد نت - متابعات كشفت مذكرة داخلية نشرتها مجلة ' دير شبيغل ' الألمانية اليوم السبت أن وزارة الاقتصاد الألمانية تعتقد أن فوز المرشح الجمهوري لانتخابات الرئ...
- تل أبيب ــ موسكو: أعمق من تعثر وأخطر من فشل المرصاد نت - علي حيدر لم يكن فشل المساعي الإسرائيلية في انتزاع اتفاق يتصل بترتيبات أمنية في الجنوب السوري مجرد تعثر في محادثات لم تصل إلى نتائج إيجابية بل جسّد...
- مجلة أمريكية: لهذه الأسباب قتلوا الزعيم القذافي المرصاد نت - متابعات كشفت مجلة "فورين بوليسي" الامريكي أن رسائل هيلاري كلينتون الإلكترونية التي نشرتها وزارة الخارجية الأمريكية في نهاية العام الماضي كشف المز...
- الكورونا ليس وحيداً: نصف سكّان العالم مُهدّدون بـحمى الضنك! المرصاد نت - متابعات في وقت يبحث العالم عن سُبل وقف تفشّي فيروس «كورونا» واكتشاف علاج له يُمثّل «حمى الضنك» تحدّياً عالمياً جديداً بعد أن انطلق من المناطق الا...
- الرئيس اللبناني يعقد اجتماعاً لبحث الأزمة المالية في البلاد! المرصاد نت - متابعات يعقد اليوم الرئيس اللبنانيّ ميشال عون اجتماعاً مالياً لبحث الأزمة المالية في البلاد. وذكرت مصادر رئاسة الجمهورية أن الاجتماع سيضمّ وزراء ...
- «حكماء قرطاج» يجتمعون: خطوة أولى لإقالة الشاهد المرصاد نت - متابعات عقدت أمس الأطراف الموقّعة على «وثيقة قرطاج» المُنظِّمة لعمل الحكومة الحالية اجتماعها الثالث هذا العام وفي حين دخل «اتحا...