تهديدات أردوغان لا توقف التقدم: الجيش في سراقب!

المرصاد نت - متابعات

أمام تقدّم الجيش العربي السوري في محافظتَي إدلب وحلب وسقوط دفاعات المسلحين، تتهاوى أحلام الرئيس التركي رجب طيب أردوغان والتي استثمر في فصائل وتشكيلات مسلحة في سبيلSaraqib2020.2.5 تحقيقها لسنوات طويلة. يوم أمس، تمكّن الجيش من دخول مدينة سراقب آخر وأهم المدن المتبقية على الطريق الدولي حلب - حماة والمحاطة بالنقاط التركية من الجهات الأربع، على رغم كلّ التهديدات التركية، واحتمالات الإشتباك.

على رغم تهديد تركيا ووعيدها واستقدامها قوات وتعزيزات إلى محيط مدينة سراقب في ريف إدلب الجنوبي الشرقي ومحاولتها سدّ مداخل المدينة أمام الجيش العربي السوري القادم من الجهة الجنوبية، فضلاً عن الاحتكاك الذي وقع بين القوات التركية والجيش السوري على مقربة من المدينة وأدى إلى سقوط قتلى وجرحى من الطرفين تَقدّم الجيش العربي السوري نحو المدينة من الجهات الجنوبية والشرقية والغربية بسرعة كبيرة، ملتفّاً على النقاط التركية، عازلاً إياها عن محيطها.

وفي ظلّ هذه التطورات الميدانية واللامبالاة السورية بالتهديدات التركية مارس الرئيس التركي إردوغان مزيداً من التصعيد الكلامي في وجه دمشق وحليفتها موسكو. تصعيدٌ يكمن في خلفيّته عدم احتماله رؤية أحلامه ومشاريعه في الأراضي السورية، وخصوصاً في محافظة إدلب التي استثمر فيها منذ الأيام الأولى للحرب تتهاوى أمام تقدّم الجيش العربي السوري وحلفائه والذي لم تتمكن كلّ الفصائل مجتمعة ومتفرّقة، مع كلّ الدعم التركي، من صدّه.

منذ صباح أمس كان الجيش العربي السوري قد مدّ سيطرته جنوب شرق مدينة سراقب وسيطر على الطريق المعروف بطريق سراقب ــــ أبو الضهور في خطة لمحاصرة المدينة من الشرق، كما حاصرها من الجنوب والغرب. وسيطر الجيش بداية على قرية تل الطوقان في ريف إدلب الجنوبي الشرقي وحاصر نقطة المراقبة التركية فيها، ثم شرع في السيطرة على قرى: سلامين، أبو الخشة والذهبية قبل أن يوسّعها نحو جلاس والرصافة شرقي سراقب ثم تل الشيخ منصور المحاذي للمدينة من الناحية الشرقية.

ومساء أمس توسّعت قوات الجيش شمالي سراقب وسيطرت على قرية الدوير وقطعت الطريق الدولي حلب ــــ حماة (M5) واضعةً المدينة في شبه حصار. وفي وقت متزامن شرع الجيش في التقدّم إلى داخل أحياء المدينة التي انسحبت منها كلّ الفصائل المسلحة خوفاً من محاصرتها داخلها وعلى رأسها «هيئة تحرير الشام» (جبهة النصرة). وفي طريق الدخول إلى سراقب تعرّضت قوات الجيش لنيران المدفعية التركية المتمركزة على الطريق الدولي شمالي المدينة فيما لم يتمّ الإبلاغ عن خسائر حتى ساعة متأخرة من ليل أمس. ويزيد دخول الجيش إلى سراقب احتمالات وقوع احتكاك مع القوات التركية المنتشرة في 4 نقاط في محيط المدينة. وستصبح نقطتان تركيتان على الأقلّ شرق وجنوب سراقب معرّضتين لحصار كامل، لتنضمّا إلى النقاط الأخرى المحاصرة في حال عدم انسحاب القوات منهما.

قبيل ذلك كان إردوغان قد رفع سقف تهديداته بشكل لافت محدّداً مهلاً زمنية قبل «التصرّف». وأمهل الرئيس التركي القيادة السورية حتى نهاية شباط/ فبراير الحالي لسحب قواتها من محيط كلّ نقاط المراقبة التي أقامتها أنقرة في شمال غرب سوريا أي العودة إلى ما قبل الهجوم الأخير بالكامل و«إذا لم ينسحب النظام، فإن تركيا ستتكفّل ملزَمة بذلك» كما قال. تصريحات إردوغان الغاضبة تجاهلت الواقع الميداني إذ إن 4 نقاط تمركزت فيها القوات التركية في ريفَي إدلب وحلب باتت مطوّقة من قِبَل الجيش العربي السوري وهي في مورك (ريف حماة) وصرمان ومعرحطاط (جنوبي معرة النعمان/ انسحب منها الجنود الأتراك) وتل طوقان التي حاصرها الجيش أمس. كما أصبحت نقطتان حول سراقب معرّضتين للحصار أيضاً وكلتاهما تقعان على خط التماس. وهدّد إردوغان بـ«(أننا) سنردّ بدون أيّ إنذار على أيّ هجوم جديد ضد عسكريّينا أو ضد المقاتلين (السوريين) الذين نتعاون معهم». كما دعا روسيا إلى «فهم حساسياتنا في سوريا بصورة أفضل».

في المقابل ندّد مصدر رسمي في وزارة الخارجية السورية بتصريحات إردوغان معتبراً أن «ما يقوم به هو حماية أدواته من المجموعات الإرهابية التي قدّم لها ولا يزال مختلف أشكال الدعم». وقال المصدر إن تصريحات «رأس النظام التركي تؤكد مجدداً نهج الكذب والتضليل والمراوغة الذي يحكم سياساته وعدم احترامه لأي التزام أو اتفاق سواء في إطار استانا أو تفاهمات سوتشي أو موجبات اتفاق أضنة». وأضاف المصدر أن «اتفاق أضنة يفرض التنسيق مع الحكومة السورية باعتباره اتفاقاً بين دولتين وبالتالي لا يستطيع أردوغان وفق موجبات هذا الاتفاق التصرف بشكل منفرد».

في موازاة ذلك سيطرت وحدات من الجيش العربي السوري، أمس، على قرى جزرايا وزمار وعثمانية كبيرة في أقصى ريف حلب الجنوبي الغربي. كما تمكّن الجيش ليل أول من أمس، من استيعاب هجوم كبير شنّته «هيئة تحرير الشام» على القرى التي سيطر عليها أخيراً في ريف حلب الجنوبي. وشنت هذا الهجوم المجموعات الأجنبية من الهيئة (الطاجيك، الأوزباك، التركستان والأتراك) لكنها تكبّدت خسائر فادحة في الأرواح والتجهيزات إذ قتل أكثر من 50 عنصراً منها. وفي المقابل استعادت الفصائل المهاجِمة السيطرة على قريتَي قلعجية والحمراء جنوبي خان طومان.

توازياً مع تحذيرات الرئيس التركي أردوغان حاصر الجيش السوري نقطة تركية جديدة قرب بلدة تل طوقان، في ريف إدلب الشرقي. وقال اردوغان في خطاب في أنقرة: «تقع اثنتان من نقاط المراقبة الاثنتي عشرة التابعة لنا خلف خطوط النظام. نأمل أن ينسحب بعيداً عن مراكز المراقبة هذه قبل نهاية شباط/ فبراير. وإذا لم ينسحب النظام فإن تركيا ستتكفل ملزمة بذلك».

ووفق التطورات الميدانية فإن 4 مواقع تمركزت فيها القوات التركية في ريفي إدلب وحلب باتت مطوّقة من قبل وحدات الجيش العربي السوري وهي في مورك (ريف حماة) وصرمان ومعرحطاط (جنوبي معرة النعمان/ انسحب منها الجنود الأتراك) وتل طوقان. كذلك فإن 4 نقاط تركية مستحدثة في محيط مدينة سراقب باتت على خط التماس مع الجيش العربي السوري. وأوضح أردوغان أنه نقل فحوى رسالته خلال اتصال هاتفي الثلاثاء مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين واصفاً استهداف قوات بلاده من قبل الجيش السوري بأنه «منعطف» في النزاع السوري. وقال الرئيس التركي: «لن نسمح للأمور بأن تستمر كما كانت في السابق بعدما تمت إراقة دماء جنود أتراك... سنرد من دون أي إنذار على أي هجوم جديد ضد عسكريينا أو ضد المقاتلين (السوريين) الذين نتعاون معهم».

وأضاف أن «قواتنا الجوية والبرية ستتحرك عند الحاجة بحرية في كل مناطق عملياتنا وفي إدلب وستقوم بعمليات عسكرية إذا ما اقتضت الضرورة».ولمّح أردوغان إلى أن بلاده تنوي السيطرة على تل رفعت بالقول إنه «يجب تطهير تل رفعت من الإرهابيين على الفور وتسليمها لأبناء الشعب السوري، حيث تعدّ كالورم في منطقة درع الفرات ولا بديل من انتزاع التنظيم الإرهابي منها لإحلال الأمن والسلام في عموم منطقة درع الفرات». ولفت إلى أن بلاده ستنشر منظومة الصواريخ «حصار إيه» المحلية الصنع بالسرعة القصوى على الحدود السورية، وأن ذلك سيسهم في سدّ نقص مهم هناك.

ورغم التحذيرات التركية واصل الجيش العربي السوري التقدم في ريف إدلب اليوم وتمكن من السيطرة على أكثر من 20 قرية وبلدة في المحافظة. كذلك لم يتوقف نشاط سلاحي الجو والمدفعية، إذ استهدفا مواقع عديدة في ريفي حلب وإدلب.

المزيد في هذا القسم:

المزيد من: الأخبار العربية والعالمية