المرصاد - نور أيوب
طوال الأعوام الماضية، ثَبت أن أشهر الحرّ ترسم مصير «حاكم بغداد»: نوري المالكي عام 2014، حيدر العبادي عام 2018، عادل عبد المهدي عام 2019، واليوم مصطفى الكاظمي. في كلّ تلك التجارب، كانت اللعبة السياسية حاضرة، تماماً مثلما هي اليوم، حيث يحاول معارضو الكاظمي اللعب على توقيت الصيف من أجل تصعيد الضغوط على الحكومة
حلّ على العراق الموعد السنوي لانطلاق التظاهرات المطلبية المندّدة بسوء الخدمات الحكومية منذ عام 2016. وإذا كان هناك قاسم مشترك بين كلّ تلك التظاهرات، متمثّل في عنوان مطالبة الحكومة بتحمّل مسؤولياتها سياسياً (تظاهرات «التيار الصدري» على سبيل المثال لا الحصر)، واجتماعياً (تظاهرات تشرين الأول/ أكتوبر 2019)، وخدماتياً (تظاهرات البصرة 2018 وبغداد 2020)، فإن ثمة فوارق لنواحي الشعارات والداعمين والمتضرّرين.
قبل أيام، سقط عدد من الضحايا أثناء فضّ القوات الأمنية تجمّعاً في وسط العاصمة للمطالبة بتحسين الخدمات الكهربائية، وتأمين الحدّ الأدنى من ساعات التغذية، في ظلّ الارتفاع المهول في درجات الحرارة، والتي بلغت خلال الساعات القليلة الماضية الـ 50 درجة مئوية (تصدّرت مدن في جنوب العراق إحصائية عن أكثر مدن العالم التي سجّلت ارتفاعاً في درجات الحرارة). هو إذاً عامل متجدّد يبدو كفيلاً، في كلّ صيف، بدفع العراقيين إلى الشارع. لكن، مع ذلك، تبقى هناك عوامل سياسية تؤدي دوراً في الدفع نحو التوتير.
مع تسنّم عادل عبد المهدي منصب رئيس الوزراء، رجّحت مصادر بارزة (حتى من أوساط داعميه) خروج تظاهرات ضدّه قبل أن تستكمل حكومته عامها الأول (صيف 2019). في الظاهر، كان العنوان المطالبة بتحسين الأوضاع المعيشية، لكن أبعد من ذلك، بدا أن ثمة نقمة على الرجل لميله إلى معسكر طهران. مطلع أيار/ مايو الماضي، خَلَفَ مصطفى الكاظمي عبد المهدي في منصبه، ليتوقّع البعض (من المحسوبين على المعسكر الإيراني، وتحديداً جناح قوّة القدس في الحرس الثوري) عودة التظاهرات مطلع الصيف الجاري، وبلوغها ذروتها في الشهر الثامن (آب/ أغسطس المقبل). السيناريو نفسه يتكرّر عملياً، وإن بشكل معكوس، وما تبديل قوى سياسية أدوارها من موالاة حكومة عبد المهدي إلى معارضة حكومة الكاظمي (والعكس) إلا دليل على ذلك.
بالنسبة إلى الكاظمي، وعلى رغم وجود توجّه إيراني لدعمه في عبور المرحلة الراهنة في ظلّ تعاظم خطر انهيار الدولة، إلا أن بعض حلفاء طهران، وجلّهم من فصائل المقاومة، لا يزالون على موقفهم الرافض للرجل. وهو موقف يتقاطع معه، وإن بصورة أقلّ حدة، زعيم «ائتلاف دولة القانون» نوري المالكي وزعيم «تحالف الفتح» (الكتل المؤيّدة لـ«الحشد الشعبي») هادي العامري، واللذان يترقبان كلمة زعيم «التيّار الصدري» مقتدى الصدر، الذي نُقل عنه أنه مَنَح الحكومة مهلة 100 يوم للحكم عليها.
ما المطلوب؟
أريد، من خلال توجيه تظاهرات تشرين الأول/ أكتوبر سياسياً، إفهام طهران أن العراق لا يُحكم من دون الشراكة مع واشنطن. أما اليوم، وفي ظلّ بروز مقاربة إيرانية جديدة تنأى بطهران عن الانغماس في الرمال العراقية، يبدو أن بعضاً من حلفاء إيران يريدون إعادة تأكيد حضورهم ودورهم. لكن، هل ثمّة قرار بإسقاط الكاظمي بالفعل؟ تقول القوى المعارضة لرئيس الحكومة إنه لا قرار بذلك، وإن وُجدت الرغبة فيه. وعليه، تحاول هذه القوى تصعيد الضغوط على الحكومة، من دون قطع «شعرة معاوية» معها. الهدف من تلك الضغوط صون مكاسب الانتخابات التشريعية الأخيرة (أيار/ مايو 2018) قبيل موعد إجراء الانتخابات المقبلة، والدفع بالحوار الاستراتيجي العراقي - الأميركي قُدُماً من أجل وضع جدول واضح لانسحاب قوات الاحتلال.
على أن مواقف طهران خلال زيارة الكاظمي لها ضيّقت حسابات كثيرين، وخصوصاً مِمَّن يراهنون على تناقض الأجنحة في الجمهورية الإسلامية في مقاربة الملف العراقي. وفي انتظار ما ستؤول إليه التطوّرات في الشارع، تُفضّل مصادر سياسية مطّلعة التريّث في قراءة المشهد، الذي تصفه بأنه «أعقد بكثير مما يتصوّره أحد، والترقّب هو الخيار الوحيد... طهران وواشنطن تترقّبان أيضاً، فكيف بنا؟».
المزيد في هذا القسم:
- واشنطن توسّع العقوبات على كاراكاس... غوايدو يعود إلى سيناريو التظاهر ! المرصاد نت - متابعات في سياق استهدافها هافانا حليفة كاراكاس وسّعت الولايات المتحدة أمس عقوباتها على شركات فنزويلية عاملة في قطاع النفط، وذلك للتضييق على الحكو...
- احتدام الاشتباك الانتخابي: الحكومة العراقية والمفوضية ترفضان قرار البرلمان المرصاد نت - متابعات يبدو المشهد السياسي والقانوني في المرحلة المقبلة مفتوحاً على احتمالات شتّى في ظل تصاعد الجدل بشأن نزاهة الانتخابات وصحة نتائجها. جدلٌ لم ...
- لقاءات أميركية ــ تركية حول منبج وشرق الفرات ! المرصاد نت - متابعات على رغم الهجوم الأميركي غير المسبوق على مسار «أستانا» الذي ترعاه روسيا وإيران وتركيا لم يرشح عبر وسائل الإعلام أية تصريحات تر...
- سوريا تؤكد عزمها على تحرير كل ذرة من ترابها! المرصاد نت - متابعات دخلت وحدات الجيش العربي السوري الحدود الإدارية لمنطقة رأس العين بالريف الشمالي لمحافظة الحسكة بعد وصول هذه الوحدات إلى قريتي القاسمية وال...
- محاسبة رموز نظام بوتفليقة: ترحيب شعبي وتمسّك بالمطالب السياسية ! المرصاد نت - محمد العيد لم يكن يخطر على بال أحد أن يدخل رئيس الحكومة السابق أحمد أويحيى السجن لكن هذا هو الذي حصل فعلاً قبل ثلاثة أيام بعدما قرر قاضي التحقيق ...
- مقتل 6 في باكستان إثر زلزال قوي ضرب جنوب آسيا متابعات : قتل ستة أشخاص في أنحاء شمال باكستان إثر زلزال قوي ضرب مدن كبرى في جنوب آسيا مطلع الأسبوع بحسب ما أفادت به السلطات اليوم الإثنين. وأفزع زلزال قوت...
- وزير اسرائيلي :مفاوضات بين تل أبيب والرياض لـ"تحسين التعاون" المرصاد نت - متابعات كشف وزير الاتصالات الإسرائيلي أيوب قرا أن تل ابيب تحاول إقناع السعودية بضرورة إطلاق رحلات جوية مباشرة خاصة بنقل الحجاج من الكيان الإسرائي...
- الجيش العربي يعيد السيطرة على معلولا واستشهاد 3 اعلاميين من طاقم قناة المنار الفضائية سيطر الجيش العربي السوري على بلدة معلولا الممتدة على جبال ومرتفعات القلمون اليوم الاثنين في بعد أن كانت تحت سيطرة الجماعات المسلحة التكفيرية بعد مواجهات وصفت با...
- الرئيس بشارالأسد : لا نعول كثيرا على الحوارت السياسية والارهاب لا يواجه الا من خلال الجيش... المرصاد نت - الاخبار أكد الرئيس بشار الأسد ثقته بأنّ ما يقوم به الجيش وحلفاؤه في الميدان السوري سيكون له الأثر الرئيسي في رسم مستقبل سوريا وشدّد على أنّ ...
- بومبيو يبلغ السعوديين رسالة ترامب: الإنفاق ثم الإنفاق المرصاد نت - متابعات أنهى وزير الخارجية الأميركي الجديد أمس زيارة قصيرة له إلى السعودية التقى خلالها الملك وولي عهده ونظيره السعودي. لقاءات جاءت في نتائجها...