المرصاد نت - أحمد الحباسي
لعله من أكثر الشخصيات السياسية العربية التي أضرت بالقضايا العربية و لعله من سيخرج من عرين السياسة ملوثا بدماء الأبرياء في سوريا
و في كثير من البلدان العربية الأخرى و إذا كان هناك مثل يقول أن الساكت عن الحق شيطان أخرس فمن المؤكد أنه ينطبق على نبيل العربي الأمين العام للجامعة العربية المتخلى أشد الانطباق ، و في جرد دقيق لكل الشخصيات السياسية التي تناوبت على أمانة جامعة الدول العربية ندرك أن الدبلوماسية المصرية قد قدمت لهذه المؤسسة الفاشلة أكبر عدد من العملاء و الخونة و أنه كان على كثير من المدققين و الباحثين العرب محاولة التأريخ إلى هذه المرحلة القاتمة و البحث و الاستقصاء الجدي حول كل الاتهامات بالعمالة و الخيانة التي طالت تصرفات و أفعال هذه الشخصيات التي طالما أثارت الجدل في كل مرحلة تمر بها الأمة العربية .
من المثير للسخط و الغيظ أن الأمين العام المتخلى لم يتحرك طيلة فترة نيابته ضد إسرائيل و لم يقدم للجامعة و للقضايا العربية أي انجاز رغم الفرص الكثيرة التي قدمتها المنظومة الصهيونية المتطرفة الحاكمة في إسرائيل ، ففي عهد هذا العميل الخائن فعل العدو الصهيوني بالشعب الفلسطيني ما فعل من قتل و تشريد و اعتقال و انتهاك للحرمات و تجريف و اقتطاع للأراضي الفلسطينية و مع ذلك لازم نبيل العربي الصمت المطبق و اكتفى بتلك البيانات الباهتة المعدة سلفا منذ بداية إنشاء الجامعة ، لم يستغل الأمين العام وسائل الإعلام و الاتصال لتجميع الآراء العالمية و توظيفها في حملات مدروسة و لم يتحرك الأمين العام للتعريف بالقضية الفلسطينية لدى بعض المجتمعات المترددة و لم يسع لحشد الشخصيات العالمية و توفير فرص إحضارها للمنطقة للضغط على الحكومة و الرأي العام اليهودي في العالم و لم يسع لإيجاد حل نهائي لحالة الانقسام بين كل الفصائل الفلسطينية بالاستعانة ببعض الشخصيات العربية و الدولية ذات الوزن و لم يبحث عن تقديم الدعم الثقافي و الاجتماعي للشعب الفلسطيني بتحريك الضمائر العالمية و دفعها للقدوم للمعاينة و المؤازرة و التعريف بمأساة الشعب الفلسطيني ، لم يفعل أي شيء .
بالمقابل شهدت تحركات نبيل العربي زخما كبيرا في اتجاه مساندة مشروع بعض الدول العربية الرامي لتفتيت المنطقة و إسقاط أنظمتها و بث الفوضى فيها ، بهذا المعنى يعتبر نبيل العربي “ناشطا” سياسيا كبيرا استغلته الولايات المتحدة و إسرائيل للحصول على الغطاء السياسي لتمرير أجندتها القذرة في المنطقة ، و من ” انجازات” هذا العميل طيلة فترة نيابته المشبوهة :قرار ضد حزب الله – لاشيء في الملف العراقي – إخراج سوريا من الجامعة العربية – حجب البث الفضائي السوري – الصمت على ما يحدث في ليبيا – مساندة العدوان على اليمن – الوقوف إلى جانب تيار المستقبل في لبنان لضرب المقاومة – عدم السعي رفع الحصار على غزة – الوقوف ضد إيران في الملف النووي – مساندة الحملة السعودية ضد طهران – الصمت على إعدام الشهيد باقر النمر – الصمت التام على جرائم النظام السعودي و البحريني – عدم الوقوف إلى جانب الشعب السعودي و البحريني في ثورتهما السلمية ضد نظام الفساد و التعذيب – الصمت على حالات التعذيب والقتل و انتهاك الحريات الإنسانية المرتكبة في السجون السعودية و البحرينية التي تحدثت عنها كل منظمات و وسائل الإعلام العالمية – الصمت إزاء اغتيال علماء العراق – الصمت إزاء ما يحدث في مصر من اغتيالات – الصمت على جرائم الرئيس عبد الفتاح السيسى – عدم انجاز ملف في خصوص الجرائم ضد الإنسانية التي ارتكبتها الجماعات السعودية المتطرفة في سوريا، العراق ، لبنان ، اليمن ، ليبيا ، مصر ، الجزائر – عدم مساعدة تونس في عملية الانتقال الديمقراطي – عدم تحويل الجامعة إلى منبر مهم و فاعل لكل المضطهدين في الدول العربية – عدم بحث سبل التقارب بين إيران و الدول العربية و الاستفادة من الخبرات الإيرانية ، إلى آخر القائمة ….
المثير للاستهزاء في موضوع نبيل العربي أن إسرائيل ترفض دخوله إلى رام الله لوداع الرئيس المنتهية مبادئه محمود عباس ( الطيور على أشكالها تقع ) ، إسرائيل هذه التي خدمها الرجل طيلة سنوات ترفض منحه مجرد تأشيرة دخول للأراضي الفلسطينية المحتلة ، و إذ رأت الجبهة الشعبية ل”تحرير” فلسطين أن هذه الزيارة شكل من أشكال التطبيع في موقف يمثل شكلا من أشكال الانتهازية السياسية و استثمار الأحداث على اعتبار أن مسألة التطبيع بين العرب و إسرائيل قد تجاوزت كل النقاط الحمراء منذ صلح أوسلو و ما قبله فإنه من اللافت للانتباه أن لا أحد من دول و ممالك الموز الخليجية تحرك لاستثمار علاقاته مع الكيان لمنح التأشيرة و توفير طائرة عمودية حتى تتم هذه الزيارة و هو ما يعبر تعبيرا صريحا على أن ممالك الخليج ليست إلا مجرد جماعة من الخدم و الحشم لا تملك حولا و لا قوة تجاه الكيان الغاصب ، لذلك يمكن القول أن نبيل العربي قد خرج من الجامعة صفر اليدين و خارج منها بقفة من الأفعال المشينة و بكثير من فقدان الضمير و محاولة عودته إلى فلسطين هي عودة القاتل إلى موطن الجريمة .
يعتبر الرئيس عبد الفتاح السيسى من أكثر الرؤساء العرب دموية و انعداما للرؤية الإستراتيجية و الأقل كفاءة لتسيير دولة كمصر ، و بعد أن ظن البعض خيرا جاءت المياه لتكذب الغطاس كما يقال و فاحت رائحة الخيانة و الذل بعد أن باع الجزر المصرية لدولة الميز العنصري السعودية ، و بعد أن أتى السيسى لتوفير الأمن للشعب المصري انتهى به المطاف إلى تقسيمه عموديا و أفقيا بحيث سيبقى النيران مشتعلة في قلوب العائلات المصرية المنقسمة على نفسها سنوات طويلة أخرى ، فالرئيس المصري لا يملك كاريزما و حنكة الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة الذي “فرض” قانون المصالحة على الشعب الجزائري ليضع حدا لشلالات الدم و لا يملك الرؤيا السياسية الكافية لفرز الأعداء من الأصدقاء و تعيينه للعميل أحمد أبو الغيط المعروف بعدائه الشديد للشعب الفلسطيني و للمقاومة العربية في عنوانها العريض و لكل الذين يرفضون التطبيع مع الصهاينة يمثل خنجرا مصريا آخر يصوبه رئيس مسافة السكة ضد المصالح العربية ، لذلك ستنزل الجامعة إلى الدرك الأسفل و ستضيع القضية الفلسطينية و سيبقى أبو الغيط مجرد شاهد عميل ما شافش حاجة.
المزيد في هذا القسم:
- كلفة الصراع في ليبيا: جثث آدمية وفقر مدقع المرصاد نت - متابعات كيف لدولة شاسعة مثل ليبيا تحتوي ما يقارب 1600 ميليشيا مسلحة أن تعيد هيبتها وسلطتها وتنظيمها لحياة مواطنيها في أقصر وقت ممكن؟ وكيف لها ...
- قطر تبني سفارة في غزة لتهدم قضّية فلسطين المرصاد نت - متابعات كثرة الأنباء عن قرار جديد لدولة قطر ببناء سفارة لها في فلسطين المحتلّة لكن اللافت في هذا المشروع الذي أراد البعض وضعه في سياق الدعم القطر...
- دمشق تتهم الامم المتحدة بعرقلة جنيف 2 وترفض تدخل اي "جهة خارجية" في الانتخابات الرئاسية حملت دمشق الاربعاء الامم المتحدة ومبعوثها الاخضر الابراهيمي مسؤولية عرقلة مفاوضات جنيف 2 بين الحكومة والمعارضة، ورفضت تدخل اي "جهة خارجية" في اجراء الان...
- الأتفاق النووي ما بين وعود أوروبا وجدية إيران ومفاجآتها المرصاد نت - متابعات لا يختلف اثنان بان موقف الحكومة الإيرانية حيال الانسحاب الأميركي من الاتفاق النووي اتسم بالحكمة والعقلانية ذلك القرار الذي انفردت “...
- "المعارضات السورية" تعيش العزلة والتهميش: بين استغلال أمريكا لها ودعمها الإرهاب! المرصاد نت - متابعات تتعدَّد الأطراف التي ادعت انتماءها لما يُسمى بالمعارضة السورية مما ولَّد واقعاً يجمع العديد من المعارضات التي اتفقت فقط هدف إسقاط النظام ...
- جدل في الاردن بعد اعتقالات بالجملة لعسكريين من الوزن الثقيل المرصاد نت - متابعات تنصّل تيار المتقاعدين العسكريين الأردنيين باكراً من المشهد المحلي الحراكي عقب إعلان سلسلة اعتقالات في البلاد طالت عدداً من رجال الدولة ال...
- "مسار تركيا الجديدة" ... لماذا تراجعت تركيا عن موقفها من التحالف ضد داعش؟ أن تأتي متأخراً، خير من أن لا تأتي أبداً ... مقولة تختصر الواقع التركي، بعد أكثر الاسبوعين على بدء هجمات التحالف العربي - الدولي ضد داعش في سوريا ... في سابقة خ...
- المالكي: نرفض تقسيم العراق وتجزئته اكد نائب الرئيس العراقي نوري المالكي، "اننا نرحب بالتحالف الدولي لدعم العراق، لكن كان على العالم ان يقف معنا منذ البداية لمحاربة داعش"، مشيراً الى أن "هذا التحا...
- اللاجئون الفلسطينون في لبنان... عندما يكون الألم مُشترَكاً! المرصاد نت - متابعات (فلسطين ولبنان) جِراح طويلة بل عميقة فهما في الهمّ سواء.. جاءت النسخة الحديثة مع أحداث السادس من حزيران/ يونيو الماضي عندما أطلقت وزارة ا...
- الأردن تتذكّر حقوق أبناء غزة... مع «صفقة القرن»! المرصاد نت - أسماء عواد في توقيت ينفي فيه مسؤولون أن يكون ذا مغزى سياسي تنوي الحكومة الأردنية منح أبناء غزة في المملكة حق التملّك ضمن سلسلة من حقوق مدنية يطال...