العربي في فلسطين ... القاتل يعود دوما إلى موطن الجريمة .

المرصاد نت - أحمد الحباسي

لعله من أكثر الشخصيات السياسية العربية التي أضرت بالقضايا العربية و لعله من سيخرج من عرين السياسة ملوثا بدماء الأبرياء في سورياalarbai2016.6.19


و في كثير من البلدان العربية الأخرى و إذا كان هناك مثل يقول أن الساكت عن الحق شيطان أخرس فمن المؤكد أنه ينطبق على نبيل العربي الأمين العام للجامعة العربية المتخلى أشد الانطباق ، و في جرد دقيق لكل الشخصيات السياسية التي تناوبت على أمانة جامعة الدول العربية ندرك أن الدبلوماسية المصرية قد قدمت لهذه المؤسسة الفاشلة أكبر عدد من العملاء و الخونة و أنه كان على كثير من المدققين و الباحثين العرب محاولة التأريخ إلى هذه المرحلة القاتمة و البحث و الاستقصاء الجدي حول كل الاتهامات بالعمالة و الخيانة التي طالت تصرفات و أفعال هذه الشخصيات التي طالما أثارت الجدل في كل مرحلة تمر بها الأمة العربية .

من المثير للسخط و الغيظ أن الأمين العام المتخلى لم يتحرك طيلة فترة نيابته ضد إسرائيل و لم يقدم للجامعة و للقضايا العربية أي انجاز رغم الفرص الكثيرة التي قدمتها المنظومة الصهيونية المتطرفة الحاكمة في إسرائيل ، ففي عهد هذا العميل الخائن فعل العدو الصهيوني بالشعب الفلسطيني ما فعل من قتل و تشريد و اعتقال و انتهاك للحرمات و تجريف و اقتطاع للأراضي الفلسطينية و مع ذلك لازم نبيل العربي الصمت المطبق و اكتفى بتلك البيانات الباهتة المعدة سلفا منذ بداية إنشاء الجامعة ، لم يستغل الأمين العام وسائل الإعلام و الاتصال لتجميع الآراء العالمية و توظيفها في حملات مدروسة و لم يتحرك الأمين العام للتعريف بالقضية الفلسطينية لدى بعض المجتمعات المترددة و لم يسع لحشد الشخصيات العالمية و توفير فرص إحضارها للمنطقة للضغط على الحكومة و الرأي العام اليهودي في العالم و لم يسع لإيجاد حل نهائي لحالة الانقسام بين كل الفصائل الفلسطينية بالاستعانة ببعض الشخصيات العربية و الدولية ذات الوزن و لم يبحث عن تقديم الدعم الثقافي و الاجتماعي للشعب الفلسطيني بتحريك الضمائر العالمية و دفعها للقدوم للمعاينة و المؤازرة و التعريف بمأساة الشعب الفلسطيني ، لم يفعل أي شيء .

بالمقابل شهدت تحركات نبيل العربي زخما كبيرا في اتجاه مساندة مشروع بعض الدول العربية الرامي لتفتيت المنطقة و إسقاط أنظمتها و بث الفوضى فيها ، بهذا المعنى يعتبر نبيل العربي “ناشطا” سياسيا كبيرا استغلته الولايات المتحدة و إسرائيل للحصول على الغطاء السياسي لتمرير أجندتها القذرة في المنطقة ، و من ” انجازات” هذا العميل طيلة فترة نيابته المشبوهة :قرار ضد حزب الله – لاشيء في الملف العراقي – إخراج سوريا من الجامعة العربية – حجب البث الفضائي السوري – الصمت على ما يحدث في ليبيا – مساندة العدوان على اليمن – الوقوف إلى جانب تيار المستقبل في لبنان لضرب المقاومة – عدم السعي رفع الحصار على غزة – الوقوف ضد إيران في الملف النووي – مساندة الحملة السعودية ضد طهران – الصمت على إعدام الشهيد باقر النمر – الصمت التام على جرائم النظام السعودي و البحريني – عدم الوقوف إلى جانب الشعب السعودي و البحريني في ثورتهما السلمية ضد نظام الفساد و التعذيب – الصمت على حالات التعذيب والقتل و انتهاك الحريات الإنسانية المرتكبة في السجون السعودية و البحرينية التي تحدثت عنها كل منظمات و وسائل الإعلام العالمية – الصمت إزاء اغتيال علماء العراق – الصمت إزاء ما يحدث في مصر من اغتيالات – الصمت على جرائم الرئيس عبد الفتاح السيسى – عدم انجاز ملف في خصوص الجرائم ضد الإنسانية التي ارتكبتها الجماعات السعودية المتطرفة في سوريا، العراق ، لبنان ، اليمن ، ليبيا ، مصر ، الجزائر – عدم مساعدة تونس في عملية الانتقال الديمقراطي – عدم تحويل الجامعة إلى منبر مهم و فاعل لكل المضطهدين في الدول العربية – عدم بحث سبل التقارب بين إيران و الدول العربية و الاستفادة من الخبرات الإيرانية ، إلى آخر القائمة ….

المثير للاستهزاء في موضوع نبيل العربي أن إسرائيل ترفض دخوله إلى رام الله لوداع الرئيس المنتهية مبادئه محمود عباس ( الطيور على أشكالها تقع ) ، إسرائيل هذه التي خدمها الرجل طيلة سنوات ترفض منحه مجرد تأشيرة دخول للأراضي الفلسطينية المحتلة ، و إذ رأت الجبهة الشعبية ل”تحرير” فلسطين أن هذه الزيارة شكل من أشكال التطبيع في موقف يمثل شكلا من أشكال الانتهازية السياسية و استثمار الأحداث على اعتبار أن مسألة التطبيع بين العرب و إسرائيل قد تجاوزت كل النقاط الحمراء منذ صلح أوسلو و ما قبله فإنه من اللافت للانتباه أن لا أحد من دول و ممالك الموز الخليجية تحرك لاستثمار علاقاته مع الكيان لمنح التأشيرة و توفير طائرة عمودية حتى تتم هذه الزيارة و هو ما يعبر تعبيرا صريحا على أن ممالك الخليج ليست إلا مجرد جماعة من الخدم و الحشم لا تملك حولا و لا قوة تجاه الكيان الغاصب ، لذلك يمكن القول أن نبيل العربي قد خرج من الجامعة صفر اليدين و خارج منها بقفة من الأفعال المشينة و بكثير من فقدان الضمير و محاولة عودته إلى فلسطين هي عودة القاتل إلى موطن الجريمة .

يعتبر الرئيس عبد الفتاح السيسى من أكثر الرؤساء العرب دموية و انعداما للرؤية الإستراتيجية و الأقل كفاءة لتسيير دولة كمصر ، و بعد أن ظن البعض خيرا جاءت المياه لتكذب الغطاس كما يقال و فاحت رائحة الخيانة و الذل بعد أن باع الجزر المصرية لدولة الميز العنصري السعودية ، و بعد أن أتى السيسى لتوفير الأمن للشعب المصري انتهى به المطاف إلى تقسيمه عموديا و أفقيا بحيث سيبقى النيران مشتعلة في قلوب العائلات المصرية المنقسمة على نفسها سنوات طويلة أخرى ، فالرئيس المصري لا يملك كاريزما و حنكة الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة الذي “فرض” قانون المصالحة على الشعب الجزائري ليضع حدا لشلالات الدم و لا يملك الرؤيا السياسية الكافية لفرز الأعداء من الأصدقاء و تعيينه للعميل أحمد أبو الغيط المعروف بعدائه الشديد للشعب الفلسطيني و للمقاومة العربية في عنوانها العريض و لكل الذين يرفضون التطبيع مع الصهاينة يمثل خنجرا مصريا آخر يصوبه رئيس مسافة السكة ضد المصالح العربية ، لذلك ستنزل الجامعة إلى الدرك الأسفل و ستضيع القضية الفلسطينية و سيبقى أبو الغيط مجرد شاهد عميل ما شافش حاجة.

المزيد في هذا القسم:

المزيد من: الأخبار العربية والعالمية