المرصاد نت - رآي اليوم
قال عبد الباري عطوان أن مصادقة مجلس النواب الامريكي وبعد اشهر من مصادقة مجلس الشيوخ على قانون يسمح لضحايا اعتداءات الحادي عشر من سبتمبر بمقاضاة السعودية
ومطالبتها بتعويضات مالية لم يأت بمحض الصدفة ولاسباب قانونية بحته خاصة ان هذا التصديق تزامن مع مرور الذكرى الـ15 لهذه الاعتداءات بل جاء في اطار مخطط مدروس جرى اعداده منذ سنوات.
وأضاف عطوان أن هناك اكثر من 740 مليار دولار من الاستثمارات السعودية في الولايات المتحدة الامريكية ، من بينها 119 مليار دولار على شكل سندات للخزينة الامريكية، وان الاستيلاء على هذه المليارات هو الهدف الاساسي لهذا القانون والذين يقفون خلف اصداره ونحن الآن في مرحلة التمهيد قبل صافرة معركة الاستنزاف الشرسة.
ونابع عطوان : “الامريكيون كانوا “يسايرون” القيادة السعودية طوال السنوات الثمانين الماضية، لان بلادهم كانت بمثابة “البقرة الحلوب” بالنسبة اليهم، و”حليف” يمكن توظيفه بفاعلية لتمويل الحروب، وتخفيض اسعار النفط داخل منظمة “اوبك”، ومحاربة المد الشيوعي السوفييتي من خلال الاسلام بشقيه المعتدل والمتطرف، الآن انتهت، او تقلصت، هذه المصلحة الامريكية الى حدودها الدنيا، وسقطت “البقرة السعودية”، وبدأ الامريكان يشحذون سكاكينهم دون رحمة، ويبحثون عن دفاترهم القديمة بحثا عن اعذار وذرائع”.
و أكد عطوان أن البيت الابيض الامريكي الذي احيل اليه القانون رسميا يوم الجمعة الماضي، هدد باستخدام “الفيتو” لاجهاضه، ليس حبا بالسعودية وقيادتها، ورأفة بشعبها، وانما لانه يخشى من تأثيره على مبدأ “الحصانة السيادية” التي تحمي الدول من الملاحقات المدنية او الجنائية، فالدول التي من المسموح ملاحقتها امريكيا هي تلك المدرجة على لائحة الارهاب الامريكية، ومن بينها ايران وسورية.
فاستخدام البيت الابيض لحقه في رفض القانون لا يعني دفنه، لانه، اي القانون، سيعود الى مجلسي النواب والشيوخ مجددا، حيث يحتاج الى تصويت ثلثي الاعضاء لاقراره، وسهولة التصديق عليه في المجلسين، وبنسبة تصويت عالية توحي بأن اعتماده بصيغته النهائية مسألة مضمونة.
واسترسل عطوان قائلا أن مجلس النواب الامريكي لا يكن اي ود للعرب والمسلمين، ويخضع بالكامل للوبيات اعدائهم، ورفض قبل اسابيع المصادقة على صفقة اسلحة ودبابات امريكية للسعودية قيمتها حوالي مليار وربع المليار دولار، تحت ذريعة الخوف من استخدامها ضد المدنيين في اليمن، وفي اطار حملة التحريض والضغط ضد الحليف السعودي “السابق” الذي لم يعد يملك الخدمات التي يمكن ان يقدمها للولايات المتحدة، بل بات عبئا دفاعيا عليها.
وأضاف عطوان أن السلطات السعودية ليس لها اي علاقة رسمية بهجمات الحادي عشر من ايلول (سبتمبر) عام 2001، وتنظيم “القاعدة” بصيغته “البنلادنية” يكن لها عداءا اكبر بكثير من عدائه للغرب وزعيمته امريكا، ويعتبرها سلطات “كافرة”، وقال لي زعيم “القاعدة” “الشيخ” اسامة بن لادن شخصيا عندما التقيته للمرة الاولى في اواخر تشرين الثاني (نوفمبر) عام 1996 في كهوف تورا بورا، انه رفض عرضا حمله اليه عمه (زوج امه)، ومجموعة من شخصيات الحجاز وعلمائها البارزين، يتضمن رفع التجميد لارصدته البنكبة العائدة من نصيبه في شركة والده (شركة بن لادن للمقاولات)، وكان مقدارها 250 مليون دولار، ومضاعفتها، مقابل ان يعود الى المملكة، ويقول خمس كلمات عند وصوله الى مطار الرياض وهي “ان المملكة تطبق الشريعة الاسلامية”.
الكونغرس الامريكي يعرف هذه الحقائق، مثلما يعرف ما هو اكثر منها، ولكنه يمارس “الابتزاز″ و”البلطجة”، في ابشع صورهما واشكالهما ضد المملكة، وضد العرب والمسلمين، ويقف في معظم الاحيان في الخندق المعادي لهم
الصحف الامريكية ظلت طوال الاعوام الماضية تتحدث عن 28 صفحة جرى طمسها من التقرير الصادر عن تحقيقات لجنة الكونغرس في هجمات سبتمبر، وتؤكد تورط الاسرة الحاكمة السعودية فيها، هذه الصفحات وبعد نشرها خلت من كل هذه الادعاءات، وها هو “الكونغرس″ يرد بالتصديق على قانون الملاحقات المذكور.
القيادة السعودية وقفت دائما ضد كل تحرك عربي حقيقي لمواجهة الخطرين الصهيوني والامريكي، وجندت المجاهدين العرب والمسلمين لالحاق هزيمة بالاتحاد السوفييتي، صديق العرب في افغانستان، واستقدمت نصف مليون جندي امريكي لتدمير العراق واسلحته تحت ذريعة تحرير الكويت، وايدت فرض حصار تجويعي ادى الى مقتل مليون من اطفاله على مدى 13 عاما.
المكافأة الامريكية لكل هذه الخدمات تأتي على شكل قوانين لملاحقتها بتهمة دعم الارهاب والارهابيين تماما مثل تنظيمي “الدولة الاسلامية” و”القاعدة” وايران وسورية، التي تحاربهما حاليا بشراسة، يا لها من نهاية.. يا لها من مأساة.
***
امريكا هي اكبر دولة تمارس الارهاب في العالم، واذا كانت هجمات الحادي عشر من سبتمبر الارهابية قتلت ثلاثة آلاف امريكي، وهي هجمات مدانة، فإن امريكا قتلت الملايين في العراق وسورية واليمن وافغانستان وليبيا بشكل مباشر، او غير مباشر، وهي التي هيأت الحاضنة الاكثر دفئا لنمو الجماعات الاسلامية المتشددة مثل “الدولة الاسلامية”، التي تدعي انها الخطر الاكبر على السلم والاستقرار العالميين.
القيادة السعودية تحالفت مع امريكا ضد معظم اعدائها، ان لم يكن كلهم، سعيا من اجل حمايتها ودعمها، وهي تدفع، الثمن غاليا من اموالها، التي هي حق لشعبها، وتواجه وشعبها خطر الافلاس لانها استمعت للنصائح الامريكية، بتخفيض اسعار النفط لالحاق الاذى والشلل بالاقتصادين الايراني والروسي، ودخول حرب في اليمن وسورية وليبيا، وبما يخدم المصالح الامريكية بشكل اساسي.
اليوم الاستثمارات السعودية، وغدا الكويتية، وبعد غد القطرية، والاماراتية، والذرائع والوثائق جاهزة ومحفوظة في الادراج، وسيتم اخراجها في الوقت الملائم، ودعم الارهاب احداها.
نشعر بالمرارة في الحلق، مثلما نشعر بالقهر والالم.. لاننا كنا، والكثيرون غيرنا، نتوقع هذه النهاية، ونعارض كل حروب امريكا، ونحذر من الثقة فيها، والتحالف معها، ونالنا ما نالنا، وهذا قدرنا وامثالنا، وما اكثرهم في هذه الامة.
هل سيستوعب القادة السعوديون هذا الدرس وتداعياته، ومعهم حلفاؤهم في الخليج، وبعض المملكات العربية، ويبدأون في المراجعات المعمقة، والتغيير حسب نتائجها؟
لدنيا الكثير من الشكوك هذا اذا لم يكن الوقت متأخرا.
المزيد في هذا القسم:
- على ظهر الدبابة.. لماذا يخلق “بن زايد” جيشاً استعمارياً؟ المرصاد نت - متابعات كان يوم الثلاثين من نوفمبر/تشرين الثاني لعام 2015 استثنائياً وغير معتاد بالنسبة لدولة لا تتوقف عن الاحتفالات تقريبا كالإمارات حيث أُضيئت ...
- روبرت فيسك: محمد بن سلمان تحت رحمة قاطعي الرؤوس المتشددين الذين يدعمون الحرب على اليمن المرصاد نت - صحف هاجم الكاتب البريطاني الشهيرروبرت فيسك في مقال نشره بصحيفة “الإندبندنت” البريطانية أمس الخميس 28 أبريل 2016 رؤية السعودية 2030...
- إنتصارات كبيرة للجيش العربي السوري في ريف دمشق وحلب المرصاد نت - متابعات واصل الجيش العربي السوري عملياته العسكرية داخل بلدة خان الشيح في ريف دمشق الجنوبي الغربي وسيطر على كتل الأبنية شرق طريق دروشة ـ ديرخبية ـ...
- تعثّر «التصفية» لن يوقف الاندفاع السعودي نحو تل أبيب المرصاد نت - علي حيدر لم ينبع تباهي رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بأن الموضوع الفلسطيني لم يحظ بأكثر من ربع ساعة خلال لقائه الأخير مع الرئيس الأميركي...
- موقع بريطاني يكشف تفاصيل فشل زيارة سرية لولي العهد السعودي إلى واشنطن المرصاد-متابعات كشف ديفيد هيرست رئيس تحرير “ميدل إيست آي” اليوم الثلاثاء أن ولي عهد السعودية محمد بن سلمان انسحب من زيارة مقررة لواشنطن الأسبوع المقبل للقاء رئ...
- بن سلمان والاعتقالات: الإصلاح بأمري وعلى مقاسي! المرصاد نت - متابعات تتالت خلال اليومين الماضيين ردود الفعل المندّدة بحملة الاعتقالات التي نفذتها السلطات السعودية ضد نشطاء مهتمين بالدفاع عن حقوق المرأة. حمل...
- تجدّد التظاهرات في بغداد ومحافظات أخرى! المرصاد نت - متابعات تجدّدت التظاهرات الطالبية في معظم مناطق العاصمة بغداد ومحافظات البصرة وبابل والديوانية وذي قار. وانطلقت تظاهرة حاشدة من الجامعة التكنولوج...
- أنقرة تستنجد بـ«باتريوت الأطلسي» ورسائل روسيّة بالنار ! المرصاد نت - متابعات على حافّة الهاوية، تواصل تركيا اللعب في تعاملها مع تطوّرات الشمال السوري، آملةً من خلال ذلك دفع روسيا إلى تلبية مطالبها التي كانت قد حدّد...
- الخارجية الامريكية تغلق مكاتب بعثاتها الدبلوماسية في تركيا المرصاد نت - متابعات أعلنت الخارجية الامريكية الثلاثاء 20 ديسمبر/كانون أول 2016 إغلاق مكاتب بعثاتها الدبلوماسية في كل من أنقرة و إسطنبول و أضنة بعد حادثة إطلا...
- آلاف العراقيين يحتشدون أمام السفارة الأميركية في بغداد! المرصاد نت - متابعات إحتشد آلاف العراقيين أمام السفارة الأميركية في بغداد، خلال مراسم تشييع شهداء الحشد الشعبي الذين استشهدوا نتيجة الاعتداء الأمريكي، مطالبي...