المرصاد نت - رآي اليوم
تتفاوت أحكام السعوديين حول إعلامهم المحلي الرسمي منه أو الخاص ويتّجه البعض منهم إلى اتهامه بالتقصير واتباع أجندات خارجية ويراه البعض الآخر مرآة عاكسة لما تُريده القيادة السعودية
وبين هذا وذاك يتّجه قسمٌ ثالث من أبناء بلاد نجد والحجاز إلى الإعلام الخارجي لما يجدون فيه من الحياد والمُوضوعية والمِصداقية الذين يَغيبون أو يُغيّبون على شاشات إعلامهم.
الشعب السعودي بسيطٌ في غالبيّته ويتأثر كثيراً بما يدور حوله، كما أن جيل الشباب، لم يَعد يكترث بما يُقّدم على الشاشات “التابعة” بل بدأ يتحوّل إلى الإعلام الجديد، ويتّخذ من رموزه، أو “نجومه” قدوة هؤلاء الذين يَجدون فيهم حالة من الحُريّة تُعبّر عن مدى حالة “الكبت” التي يَشعر فيها شباب السعودية وذلك ضمن إطار مجتمع مُحافظ فُرضت عليه قيم الالتزام ولم يترك له في هذا حُريّة الاختيار.
السعوديون عبّروا عن آرائهم حول إعلامهم بصراحة هذه المرّة عبر موقع التدوينات القصيرة “تويتر” ودشّنوا وسماً “هاشتاق” تحت عنوان “وش رأيك في الإعلام السعودي” وكما العادة تحوّل الوسم إلى منصة جدلية، يحاول كل مُغرّد التأكيد فيها على صوابية رأيه، وتغريدته التي يُعززها بالصور، والفيديو.
نورة قالت أن دور إعلامها الرسمي لا يتعدّى نقل الصلوات من مكّة والمدينة.
عبدالله بن زيد وصفه بالفاشل الذي يعمل ضد السعودية.
“عابر سبيل” أكد أن إعلام بلاده “ميّت” في القضايا الخارجية، ومُستأسد في القضايا الداخلية.
أما حيزوم تميم فقد هاجم وزير الإعلام السعودي ووصفه بالتافه الذي يجلس بالاستراحة.
“شموخ أنثى” قالت أنه إعلام مُهمّش.
و”ضمير سعودي” عبّر عن إحباطه، ووصف إعلام الحرمين بمكب نفايات.
التيار الإسلامي في العربية السعودية بدوره دائم الهجوم على “الإعلام الليبرالي” كما يَصفه ويسعى دائماً لتشويه صورته والتأكيد على أنه صورة بائسة عن الإعلام الغربي الذي يسعى لضرب جيل الشباب، وتسخيفهم، الليبراليون يُحاولون نفي تلك الاتهامات ويؤكدون على دور القنوات “المُعتدلة” في تخليص الشباب من الفكر “المُتطرف” الذي طالما وقفت خلفه قنوات “الإسلاميين”، وحوّلت الأجيال المُتعاقبة إلى أجيال مُتعطّشة لسفك الدماء.
السلطات السعودية بدأت تَستشعر مُوخراً وتستعظم خطر الإعلام الجديد وبدأت تدريجياً في الحد من سيطرة نجومه وكما العادة لجأت إلى اعتقالهم ضمن بنود قانون الجرائم الإلكترونية، لكن ومع حرص السلطات على الذوق العام، والأخلاق وقيم المجتمع “المُحافظة” كما تقول ينتقد بعض السعوديين، لجوء السلطات إلى السجن، كعقوبة لنجوم التواصل، الذين يتعرّضون هذه الأيام، إلى حملة اعتقالات أو حملة “تنظيفات” كما وصفها البعض مُتعمّدة ويُطالب المُنتقدون سُلطات بلادهم، اختيار التوجيه والإرشاد لهؤلاء النجوم، قبل اعتقالهم، وزجّهم بين المُجرمين وأصحاب الأسبقيات وتُجّار المخدرات.
مراقبون يرون أن الإعلام السعودي بشقّيه الرسمي والخاص لم يعد ورغم قدراته المادية المهولة لم يعد يستطيع توجيه الرأي العام الداخلي والخارجي والتأثير بمُجرياته ويعزو مراقبون أسباب ذلك إلى سيطرة وقدرة الإعلام الجديد في التأثير والحضور واختلاف أهدافه وكذلك دخول قنوات مُنافسة تحمل توجّهات مُخالفة بل ومُعادية للسعودية وعلى الرغم من تواضع إمكاناتها، إلا أنها استطاعت أن تدخل بيوت المُشاهدين السعوديين وسعي المملكة إلى “وقف” بث تلك القنوات أكبر دليل على فُقدان سيطرتها وإعلامها على المشهد العربي الإعلامي، يقول مراقبون.
مدير إدارة العلاقات العامة والإعلام في إحدى المؤسسات الدينية الدعوية في السعودية قال أن سُلطات بلاده تعلم أن وعي شعبها اليوم بات يُدرك تماماً كل كبيرة وصغيرة في سياساتها بإدارة البلاد رغم بساطة مُعظمه بفعل تعامله مع الإنترنت والانفتاح الذي تؤمّنه له الشبكة.
وبالرغم من أيّ مخاطر قد تَعصف بإدارتها المُستقرّة نوعاً ما، والتي يعتبرها البعض فاشلة في بعض الملفات وقد تُثير الرأي العام ضدها، تُراهن سلطات بلاد الحرمين إلى الآن كما يؤكد مدير إدارة الإعلام وبالرغم من إمكانية فشل مُراهنتها في القريب العاجل تُراهن السلطات على قُدرة إعلامها الإسلامي ورموزه على تشكيل منظومة شعبية تقف إلى جانبها بالاعتماد على “الإثارة” الدينية، والتي تقوم كما يُوضّح المدير في المؤسسة الدينية، على استفزاز المشاعر الدينية المُتعلّقة باقتراب الخطر على دين الإسلام ذاته وتقديم القيادة والحكومة وسلطاتها على أنها “حامي حمى” الدين وهذا مُرتبط ارتباطاً وثيقاً في التكوين الديني الذي نشأ عليه المُواطن السعودي والذي تعلم أنه سيَقف إلى جانب نظام بلاده الحاكم، بدون تفكير.
-
المزيد في هذا القسم:
- بكين ترد على «ابتزاز» ترامب: إجراءات انتقامية؟ المرصاد نت - متابعات في استئناف جديد للمواجهة التجارية اعتبرت الصين اليوم أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب يحاول «ابتزازها» بتهديده إياها بفرض رسوم...
- وزير الدفاع الروسي يزور دمشق ويلتقي الرئيس بشار الأسد المرصاد نت - متابعات زار وزير الدفاع الروسي اليوم الثلاثاء سيرغي شويغو العاصمة السورية دمشق وأجرى مباحثات مع الرئيس بشار الأسد. وقالت وزارة الدفاع الروسية ...
- ترامب يجدّد التعهّد بالانسحاب من سوريا: قد نبقى... إذا دفعت السعودية! المرصاد نت - متابعات عاد الرئيس الأميركي إلى الحديث عن توجهه لسحب قوات بلاده «خلال وقت قصير» من سوريا بعد التشاور مع الحلفاء مشيراً إلى أن السعودي...
- فرنسا : المتظاهرون يتحدّون ماكرون: ارتفاع أعداد المشاركين! المرصاد نت - متابعات واصلت حركة «السترات الصفر» احتجاجاتها أول من أمس للأسبوع الثاني والعشرين في وقتٍ يستعدّ فيه الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون لل...
- 4 شهداء في اليوم الأول من العصيان المدني في الخرطوم! المرصاد نت - متابعات أعلنت لجنة أطباء السودان عن استشهاد 4 متظاهرين سودانيين برصاص قوات الأمن في مدينة بحري في الخرطوم. ووقعت مواجهات بين محتجين وقوات الأمن ...
- سفير الخرطوم «يعود» إلى القاهرة: لا ميادين تتحمّل صراعات الجارتين المرصاد نت - صباح موسى قبل ثلاثة أيام أصدرت الخرطوم قرارها بإعادة سفيرها لدى القاهرة عبد المحمود عبد الحليم إلى عمله وذلك بعد نحو شهرين على استدعائه نتيجة الت...
- الإندبندنت تختار محمد بن سلمان كأبرز شخصية فاشلة للعام الحالي المرصاد نت - متابعات اكدت صحيفة الإندبندنت البريطانية ولي العهد السعودي الشاب الأمير محمد بن سلمان هو وبلا شك أبرز شخص في منطقة الشرق الأوسط خلال العام الجاري...
- كم مرة هزم الرئيس الأسد واشنطن… أسرار الانتصار بالتفاصيل؟ المرصاد نت - متابعات بدأت عملية غزو العراق في 20 آذار/مارس 2003م من قبل قوات الائتلاف بقياده الولايات المتحدة الأمريكية عندما كان جورج دبليو بوش هو الرئيس الأ...
- الامارات تسمح لمواطني 'اسرائيل' بالاستثمار فيها المرصاد نت - متابعات افاد مصدر مطلع أن الإمارات المتحدة وافقت مؤخرا على اقتراح حاكم امارة دبي حول تسهيل استلام مواطنين اسرائيليين لشراء البيوت والأراضي في...
- هدوء في العاصمة الليبية بعد توقيع اتفاق وقف إطلاق النار المرصاد نت - متابعات عاد الهدوء الى العاصمة الليبية ومحيطها صباح أمس الخميس بعد توقيع تشكيلات مسلحة اتفاقاً لوقف إطلاق النار في العاصمة الليبية تحت إشراف حكوم...