المرصاد نت - متابعات
اعتبرت صحيفة الفايننشال تايمز في عددها الصادر اليوم الثلاثاء أن الأزمة القطرية تهدد بقاء وأسس مجلس التعاون الخليجي.
وأشارت الصحيفة الى أن المجلس يواجه خطر التفكك والانقسام مشيرة الى أن ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، أشاد العام الماضي بأهمية مجلس التعاون الخليجي، قائلاً إن المجلس سيصنف من ضمن أقوى المجالس الاقتصادية في العالم كتكتل، إذا عمل بالشكل الصحيح في الأعوام المقبلة.وتابعت الصحيفة أنه بعد سبعة شهور من هذه التصريحات التي أدلى بها ولي العهد السعودي خلال اجتماع هيئة الشؤون الاقتصادية والتنموية في مجلس التعاون في الرياض، فإن المجلس الاقتصادي العربي الوحيد والفعال في العالم يواجه خطر التفكك والانقسام بعد فرض السعودية وبعض الدول الخليجية حصاراً على قطر.
وأضافت "السعودية وبعض الدول الخليجية - من بينها البحرين والإمارات - يتهمون قطر بتمويلها للإرهاب لذا عمدوا إلى قطع العلاقات الدبلوماسية مع قطر كما منعت كل وسائل النقل بينهما، في خطوة تهدد أسس مجلس التعاون الخليجي".
واشارت الفايننشال تايمز إلى أنه بغض النظر عن بديهيات تداعيات قرار الحظر على دولة قطر فإن هذا القرار ألقى بظلاله على تجار الجملة السعوديين الذين طالما اعتادوا على إرسال شاحناتهم المحملة بالبضائع عبر الحدود، وكذلك خبراء البنوك الذين يذهبون من الإمارات إلى قطر التي تعتبر من أكبر مصدري الغاز والتي تشهد عمل العديد من الشركات الإقليمية في إطار التحضيرات لبطولة كأس العالم لكرة القدم.
وختمت الصحيفة إن "مجلس التعاون الخليجي الذي أنشئ في عام 1981 كتكتل موحدة يعاني من تراجع إنتاجه النفطي في يومنا هذا إلا أنه مع إنتاج مشترك قد يصل إلى 1.3 تريليون دولار أمريكي أي 36 في المئة من مخزون النفط العالمي، والمجلس الذي يعد من أهم وأندر التكتلات في المنطقة، أنهكته الصراعات وعدم الاستقرار
من يسعى لعسكرة المنطقة: قطر أم السعودية؟
يبدو أن السعودية والإمارات وبسبب فشل سياستهم أرادوا وباتوا يتمنون لو أن قطر هي من تحاصرهم كي يستفيدوا إعلاميا وسياسيا من الموقف كما استفادت منه قطر وحولت التهديد إلى فرصة لزيادة مروحة علاقاتها الاقتصادية وتوسيع دائرة ارتباطاتها الدبلوماسية.
وفي سياق المحاولات الحثيثة للسعودية للضغط على قطر تلجأ الأخيرة لاتهام قطر بعسكرة المنطقة واستقدام قوات أجنبية إلى أراضيها في إشارة إلى القوات التركية. كما وتؤكد على استمرار سياسة دعم الإرهاب لما اسموه رؤوس الإرهاب وتأمين الحماية لهم.
هذا ويسعى الإعلام السعودي إلى تصحيح الخطأ الذي ارتكب بفرض حصار بري وجوي عبر الادعاء أن قطع العلاقات لا يعني الحصار والتجويع، وإنما يهدف فقط لتحقيق المطالب المحقة بإيقاف تمويل الإرهاب ودعم العمليات التي تنال من استقرار الأشقاء.
كما هاجم الإعلام نفسه قطر بسبب ما سموه انتشار البضائع الإيرانية والتركية في الأسواق القطرية. هذا الكلام يؤكد أن السعودية قد استدركت الخطأ الذي ارتكبته من خلال حصارها، وتريد تصحيح المسار دون التراجع عبر الإيحاء أن ما حصل لا يعدو كونه مقاطعة سياسية لدولة يسمونها شقيقة. ولكن اللافت أن ما تتهم به السعودية قطر هو حقيقة دامغة على جبين آل سعود ومن يدور في فلكهم.
مسألة عسكرة المنطقة واتهام قطر بذلك: لا جديد حول التواجد التركي العسكري في قطر فالاتفاق بين قطر وتركيا قديم يعود لسنوات. الأهم من ذلك أن الأمريكيين موجودون في قواعد عسكرية في كل من السعودية والبحرين والإمارات إضافة إلى قطر.
ولكن يبدو أن السعودية لا تعد الوجود الأمريكي وجوداً أجنبياً فهؤلاء هم الأسياد وأولياء الأمر وآل سعود ضيوفهم في منطقة الحجاز.
المسألة الأخرى المهمة جدا هي العدوان العسكري على اليمن والذي بلغ أكثر من عامين دون بوادر حل. حيث أن آل سعود قد عاثوا في اليمن دمارا وتخريبا وتهجيرا هم ومن معهم وكل ذلك أمام صمت دولي سافر. أوليس هذا الأمر عسكرة وتدمير للمنطقة أم أن اليمن ليس ضمن خرائط آل سعود؟
دعم الإرهاب: الكل يعلم العلاقة الوثيقة بين السعودية والإرهاب وهنا ليس من الضروري تقديم شواهد على حقيقة تقول إن الفكر التكفيري للإرهاب إنما يتغذى على الفكر الوهابي السعودي.
البحرين بدورها هي من الدول التي أعلنت مقاطعة ومحاصرة قطر أسوة بآل سعود، ما الذي يفعله آل خليفة في الداخل البحريني؟ وكيق يقمعون معارضيهم وبدعم ممن؟ أليس بدعم وحماية مباشرة من السعودية والأمريكيين والبريطانيين؟ أليس هذا مظهر من مظاهر إرهاب الدولة المنظم والمشرعن؟
وهنا نستذكر ما يحصل في منطقة القطيف السعودية، والإرهاب الذي يمارس على الشعب السعودي نفسه من قبل نظام يشتري الحماية والصمت من الأمريكيين بصفقات سلاح أيضا. أوليس هذا بعسكرة وتجارة دماء؟
محمد بن سلمان ولي العهد السعودي الجديد، هذا المراهق المتعطش للحرب، ما الذي توعد فيه الجمهورية الإسلامية في إيران؟ ألم يعدها بنقل الحرب إلى داخلها؟ أوليس هذا عسكرة أم أنه نشر للسلام والحرية على الطريقة الأمريكية؟
إذاً يقع آل سعود مجددا في نفس الخطأ، يسعون اليوم لإظهار أنفسهم بمظهر البريء أمام الهجوم القطري، عبر ادعاءات كاذبة فيها الكثير من الفكاهة، ادعاءات تدينهم قبل أن تدين قطر أو أي بلد آخر.
نعم شعوب الأمة ليست مع عسكرة المنطقة، وترفض وجود قوات أجنبية على أراضيها، ولكن الكيل بمكيالين وتصنيف الوجود الأجنبي بين جيد وسيئ ليس صحيحا. سياستكم هي من عسكرت المنطقة وهي التي ساعدت الإرهاب والتكفير على الفتك بشعوبنا. الشعب العربي اليوم يريد وطنا خاليا من القوات الأجنبية والخليج الفارسي أيضا يجب أن يخلو من أي وجود أجنبي عسكري إلا من الدول الخليجية نفسها.
لآل سعود نقول قبل أن تتكلموا عن عسكرة المنطقة من قبل قطر أو أي أحد آخر، لا تنسوا القواعد الأمريكية لديكم ولدى البحرين والإمارات. ولا تنسوا مأساة اليمن الذي بات ببركة حزمكم لا يعرف معنى السعادة. واعلموا أن تجارة الإرهاب لا بد ستنال من عرشكم فاتقوا الله بالمسلمين واعلموا أن تجارتكم ستخيب ومصيركم الاحتراق في جبّ أنتم صنعتموه بأنفسكم.
المزيد في هذا القسم:
- معركة الجرود: آخر المجموعات المسلحة تغادر اليوم المرصاد نت - متابعات نجح الأمن العام اللبناني في الوصول إلى خواتيم إيجابية في تسوية إخراج مسلحي سرايا أهل الشام من جرود عرسال إلى منطقة الرحيبة السورية بعد تس...
- سرقة النفط العربي والفوضى سياسة الإدارة الأميركية! المرصاد نت - متابعات أيُّة سياسةٍ خارجية تلك التي تعتمد النفاق والتصاريح الكاذِبة وغير المدعومة بأدلّةٍ قطعية، خصوصاً وأنها موجَّهة إلى شعوبٍ خرجت إلى الشارع ...
- العفو الدولية: "إصلاحات" بن سلمان تقمع الحريات! المرصاد نت - متابعات نشرت منظمة العفو الدولية يوم أمس الجمعة بياناً رسمياً على موقعها الرسمي حذّرت فيه السلطات السعودية بسبب اعتقالها لناشطتين بارزتين في حقوق...
- الجيش العربي السوري يشق طريقه الى دير الزور من ثلاث محاور المرصاد نت - متابعات واصل الجيش العربي السوري زحفه نحو محافظة دير الزور انطلاقاً من الحدود الادراية للمحافظة مع محافظتي حمص والرقة وتقدم في ريف مدينة البوكمال...
- الأزمة الاقتصادية في تونس قنبلة موقوتة ! المرصاد نت - متابعات تعرّضت قوانين المالية في السنوات الماضية إلى انتقاداتٍ كبيرةٍ بسبب أن الدولة أو الحكومات المتعاقبة سعت من خلالها إلى التركيز الكلّي على ا...
- حكم نهائي ببراءة الرئيس المصري السابق حسني مبارك من تهمة قتل المتظاهرين المرصاد نت - متابعات أصدرت محكمة مصرية امس الخميس حكماً نهائيا غير قابل للطعن ببراءة الرئيس المصري السابق محمد حسني مبارك من تهمة الاشتراك بقتل المتظاهرين. ...
- الرئيس الأسد يبحث مع لافرنتييف جهود الحل السياسي ومستجدات الحرب على الإرهاب! المرصاد نت - متابعات أكد الرئيس بشار الأسد مواصلة الجهود لإحراز تقدم على المسار السياسي ولاسيما في ما يتعلق بتشكيل لجنة مناقشة الدستور وآليات وإجراءات عملها و...
- مادورو بعد عام على الانقلاب: أميركا فشلت... فلنتفاوض! المرصاد نت - متابعات مع مرور عام على محاولة الانقلاب الفاشلة في فنزويلا، يرى الرئيس الفنزويلي، نيكولاس مادورو، أنه تمكّن من «النجاة»، وسط صراع معقّد تقوده الم...
- أميركا وفرنسا تسحبان قواتهما من الشمال السوري قريباً! المرصاد نت - متابعات نقلت وكالة "رويترز" عن مسؤولين أميركيين قولهم إن واشنطن قد تسحب معظم قواتها من شمال سوريا خلال أيام. وكان وزير الدفاع الأميركي مارك إسبر ...
- البرلمان التونسي يختار راشد الغنوشي رئيساً له! المرصاد نت - متابعات اختار البرلمان التونسي مساء اليوم الأربعاء زعيم حركة النهضة راشد الغنوشي رئيساً له. وبلغ عدد الأصوات المصرّح بها 207 أصوات ولم تسجّل أي ...