صندوق النقد الدولي ... أداه للاستعمار الجديد

المرصاد نت - خاص

تأسس صندوق النقد الدولي بغرض حماية سعر الصرف بعد الحرب العالمية الثانية ويتعاون مع البنك الدولي لتقديم الاستشارات الاقتصادية والقروض إلى الدول بغية الحفاظ على World bank2017.9.25التوازن الاقتصادي العالمي”.


إن السياسات المالية والاقتصادية للصندوق تتحدد على أسس أيديولوجية وسياسية ويتم التحكم فيها من خلال أوامر من يمسكون بمقاليد السلطة مثل الولايات المتحدة وبالتالي فهو يضع شروطا ومخططات محددة قبل منحه القروض”. ويفرض الصندوق كذلك آليات معينة على الدول لصرف المساعدات وتتمثل المشكلة الكبرى في أن البلدان التي تستقبل القروض يتعين عليها البقاء خاضعة لأعضاء دول صندوق النقد التي تمتلك قوة تصويتية كبيرة وفقا لحصة المشاركة”.

وعلى سبيل المثال، تمتلك الولايات المتحدة حصة 23 % في صندوق النقد، وبالتالي لديها أكبر قوة تصويتية فيما يستأثر أعضاء الاتحاد الأوروبي بنسبة 19% وهكذا تستطيع أمريكا وأوروبا التحكم في مستقبل العالم. ولا تقتصر مناحي الخطورة على ذلك بل إن هناك اتفاقًا غير رسمي بشأن تعيينات الوظائف العليا بصندوق النقد حيث يكون مديره من أوروبا دائمًا بينما يتقلد أمريكي إدارة البنك الدولي.

ويطالب الصندوق الدول بفتح الأسواق وتشجيع الاستثمارات الأجنبية والترويج لإجراءات تقشفية وصفها الاقتصادي الأمريكي البارز جوزيف ستيجليتز بأنها “الإدارة الاقتصادية الأسوأ”. وهنا نشير الى أن ستيجليتز الذي كان رئيسًا لمجلس المستشارين الاقتصاديين الأمريكيين أثناء فترة رئاسة بيل كلينتون للولايات المتحدة حذر مما وصفها بالجرائم ضد الإنسانية التي يقترفها صندوق النقد الدولي.

وهذه الإجراءات التقشفية تقلص الإنتاج، وتخفض النمو وتزيد البطالة وتقلل الأجور وتجعل المواطنين في حالة سباق للحصول على وظائف وعلاوة على ذلك تتسبب تخفيضات برامج الخدمات الاجتماعية في تزايد نطاق اللامساواة.

وما تسببه الخصخصة من كوارث إنسانية ومآسي عديدة، لا سيما في دول العالم الثالث. بيد أن صندوق النقد “يتعامى” عن هذه العواقب معتقدا أن سياساته الاقتصادية من شأنها أن تجلب الأموال إلى الأسواق بشكل تلقائي.

ومن خلال ما ذكر اعلاه وبالاطلاع على برامج التنمية لصندوق النقد الدولي عبر أنحاء العالم يمكننا بسهولة معرفة أنه لا يرغب بالتخلص من الفقر بل أن هدفه الرئيسي هو فرض سيطرته على اقتصاديات الدول ونهب ثرواتها ومواردها الطبيعية”.

الامر الذي يستوجب على الدول العربية عموما وعلى اليمن خصوصاَ حل مشاكلها وتحقيق التقدم عبر الاضطلاع بمسؤوليتها في بناء مستقبلها وتأسيس حكومات فعالة وقضاء مستقل وأنظمة ديمقراطية تتسم بالشفافية والوضوح ومحاربة الفساد” مؤكدين على ان الأزمات الاقتصادية في الشرق الأوسط لا تحدث مصادفة لكن يتم التخطيط لها من قبل قوى استعمارية ويلعب صندوق النقد دورا مشبوها في هذه اللعبة القذرة”.

صندوق النقد الدولي ـ اداه للاستعمار الجديد

وُصف صندوق النقد الدولي من قبل البعض بأنه أداة للاستعمار الجديد. وهذا هو وصف خفيف جدا .. فمهما كان قرن الاستعمار البريطاني أو الاستعمار الأوروبي؛ القرن التاسع عشر، قاسيا، فإنه لم يتمكن من إنجاز مدى الخراب والدمارفي المعايير الصحية والمعيشية الذي قام به صندوق النقد الدولي منذ السبعينات.

ويعمل صندوق النقد الدولي كوكالة فوق وطنية للسيطرة على الدول المدينة العاجزة لفرض السياسات الاقتصادية التي توقع البلاد في هوّة الديون أكثر فأكثر، في حين أنها تفتح السوق أمام رؤوس الأموال الأجنبية وهي في كثير من الأحيان أمريكية، ولاستغلال الشركات العالمية. وحقيقة أن البلدان المدينة لن تخرج أبدا من مصيدة ديون الدولار هي مسألة مقصودة. وسياسة صندوق النقد الدولي في الواقع تؤمّن هذا. الدين بالدولار هو دعامة رئيسية لنظام الدولار والبنوك الدولية الخاصة. عندما يتم سداد تلك الديون تفقد البنوك السلطة وعقود الائتمان. طالما كان هناك نمو للديون يمكن أن ينمو الائتمان المصرفي، وهذه هي المفارقة المصرفية الحديثة.

وقد ثبت أن الهدف الحقيقي من صندوق النقد الدولي يختلف تماما عن إعلاناته العامة فعلى الرغم من الإثبات المتكرر للطابع التدميري لسياساته المسماة بـ "المشروطية"  فإن صندوق النقد الدولي لم يغير قطّ أسلوبه الذي يستخدمه في البلد المستهدف وهناك سبب لذلك.

وللحديث بقية ..

قراءة عبدالغني  جغمان - باحث اقتصادي

المزيد في هذا القسم:

المزيد من: الأخبار العربية والعالمية