المرصاد نت - متابعات
"مصر تستعيد دورها الإقليمي" لطالما انتظر الكثيرون من الأحرار العرب سماع هكذا عبارة خاصة في هذه المرحلة التي تكاد تضيع فيها الهوية العربية لأسباب كثيرة لسنا في طور الحديث عنها
ولكن ما يدعو للتفاؤل اليوم هو هذا الحراك المصري الإيجابي من شرق الوطن العربي لمغربه في محاولة لرأب الصدع واستعادة الدور الإقليمي لمصر بشكل يليق بوزنها السياسي.
مصر الآن تتحرك في جميع الاتجاهات بخطوات جدية وفاعلة سيكون لها آثار كبيرة على الواقع السياسي في المنطقة فمصر اليوم تلعب دورا بارزا ومهما في ملف المصالحة الفلسطينية الذي لطالما بقي محط جدال كبير لكن مجموعة اللقاءات التي تقوم بها أبرز القيادات المصرية مع الأفرقاء الفلسطينيين سيساهم بشكل كبير في تسريع عملية المصالحة وانهاء الانقسام الداخلي من ناحية أخرى هنالك زيارات ولقاءات دورية بين الاستخبارات المصرية وأجهزة الأمن في سوريا منذ عامين تقريبا وهذه بشارة خير لعودة العلاقات بين البلدين نشاط ثالث تقوم به مصر وكان له نتائج جيدة حتى الآن تمثل بدورها في ليبيا والمصالحات التي تقوم بها هناك.
المصالحة الفلسطينية
أظهرت الزيارات التي قامت بها وفود وشخصيات بارزة مصرية على رأسها رئيس المخابرات المصرية خالد فوزي مدى جدية القاهرة في تحقيق المصالحة الفلسطينية وانهاء الانقسام الداخلي وما يزيد الأمر تأكيدا تغير الخطاب الرسمي تجاه قطاع غزة وحركة "حماس".
وما تقوم به مصر ليس وليد اللحظة فقد بذلت خلال الفترة الماضية جهودا حثيثة لاتمام الوفاق الفلسطيني تمثل بمجموعة من اللقاءات المهمة كاللقاء الذي جرى بين رئيس المخابرات المصري اللواء خالد فوزي وإسماعيل هنية رئيس المكتب السياسي لحركة حماس في قطاع غزة الأسبوع الماضي بالإضافة إلى لقاء اللواء خالد فوزي مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس أبو مازن في رام الله قبيل توجهه إلى قطاع غزة للإشراف على تنفيذ اتفاق التفاهمات الموقع بين حركتي حماس وفتح في القاهرة في إطار إجراء المصالحة الفلسطينية والأمر المهم الذي نتج عن الجهود المصرية هو الاقتراب من إتمام المصالحة وعودة الوحدة الفلسطينية من خلال موافقة جميع الأطراف الفلسطينية على المصالحة بالمعايير التي حددتها مصر وتكلل ذلك بإعلان عودة الحكومة الفلسطينية إلى قطاع غزة، واستقبال حركة حماس لها.
هدف مصر من المصالحة
مما لاشك فيه أن مصر مدركة جدا لأهمية هذه المصالحة كونها تعيد لمصر دورها الريادي فضلا عن كونها تعتبر بالنسبة إليها قضية أمن قومي ومصر معنية بتأمين مجالها الحيوي مع قطاع غزة وموضوع المصالحة له دور بارز في علاقات مصر الخارجية.
العلاقة مع سوريا
مع بداية مايسمى بـ"الربيع العربي" حدثت مجموعة من التغيرات في السياسة الخارجية للدول العربية، خاصة مصر كونها مرت مرت بتغييرات كثيرة ومع هذه التحولات أصبحت العلاقة مع سوريا باردة نوعا ما أو حيادية عما يجري في سوريا، وكون مصر تدرك تماما أهمية موقع سوريا الجيوسياسي كان لابد من مد جسور تواصل مع دمشق بدأ منذ حوالي عامين.
تحمل الزيارات بين سوريا ومصر طابعا أمنيا من حيث الظاهر لأن الزيارات المتبادلة تمت بين الاستخبارات المصرية والأجهزة الأمنية السورية وكان آخرها الزيارة الغير معلنة التي قام الجنرال "خالد فوزي" رئيس المخابرات العامة المصرية إلى دمشق في نهاية سبتمبر/ أيلول اجتمع خلالها مع "علي مملوك" رئيس مكتب الأمن القومي السوري وفقا لدورية إنتليجنس أون لاين الاستخباراتية الفرنسية.
وبحسب الدورية فإن الرجلين اللذين التقيا كثيرا في الأشهر الأخيرة بحثا معا ما يقدر بـ 600 جهادي مصري يعتقد أنهم موجودون في سوريا حيث تعتقد المخابرات المصرية أنهم على اتصال بالجهاديين في سيناء وجاءت هذه الزيارات في إطار تعزيز التعاون في مكافحة الإرهاب وتنسيق المواقف بين البلدين.
ومما لاشك فيه أن هذه الزيارات أغضبت السعودية في السابق إلا أن الرياض لن تنزعج من الزيارة الأخيرة رغم أن الطرف المصري هو المبادر نظراً لأن السعودي أدرك فشل خياراته في سوريا ويجب أن نشير إلى أن الملك سلمان يقوم حاليا بزيارة إلى موسكو أهم حليف لسوريا والأهم من هذا أن استعادة مصر لدورها الريادي سيؤدي إلى تضعيف أي دور سعودي خاصة في ظل انشغال الأخيرة بالعدوان على اليمن والوضع الداخلي وتنصيب محمد بن سلمان مكا.
ليبيا
شهدت الأشهر القليلة الماضية نشاطا غير مسبوق للدولة المصرية في ليبيا وتعمل القاهرة حاليا على حل الخلافات بين الأفرقاء في ليبيا وتقريب وجهات النظر فيما بينهم في محاولة لحلحلة الصراع الدائر في ليبيا منذ 2014 بين الشرق والغرب.
أما إذا أردنا الحديث عن هدف مصر من هذه المصالحة، فالأهداف كثيرة تتمثل بكون ليبيا تمثل عمقا استراتيجيا للأمن القومي المصري فضلًا عن حجم المصالح الاقتصادية والروابط الاجتماعية بين البلدين وفي هذا السياق لجأت مصر لعدد من التحركات المهمة، شملت الحوار مع ممثلي الكيانات الشرعية في ليبيا سواء في الشرق أو في الغرب والحوار مع شيوخ القبائل الليبية والعمل على تطوير توافق إقليمي مع دول الجوار الليبي "تونس والجزائر بالأساس".
المزيد في هذا القسم:
- «العروبيون الجدد»: قفّاز السعودية البديل المرصاد نت - دعاء سويدان مع أفول حقبة «داعش» في العراق يجد عرّابو الفتنة الطائفية أنفسهم خالين من مواد أولية وأدوات لطالما شكلت عدّة حربهم في هذا ...
- المئات يحتجون في باريس رفضا لزيارة نتنياهو وحصار الأقصى المرصاد نت - متابعات خرج مئات المحتجين الى شوارع العاصمة الفرنسية باريس مساء السبت رفضا لزيارة رئيس الوزراء الصهيوني بنيامين نتنياهو، إلى فرنسا منتقدين سياسة ...
- توتر عسكري وسياسي بين مصر والسودان المرصاد نت - متابعات تلوح في الأفق بوادر أزمة عسكرية وسياسية بين الجارتين العربيتين مصر والسودان حيث شكت الأخيرة من استفزازات عسكرية مصرية في منطقة حدودية متن...
- استشهاد 3فلسطينيين وإغلاق باحات المسجد الاقصى المرصاد نت - متابعات قالت وكالة الأنباء الفلسطينية "وفا" ان 3 شبان فلسطينيين استشهدوا برصاص قوات الاحتلال الإسرائيلية صباح الجمعة بعد اشتباك في إحدى باحات الم...
- الإمارات ودورها الكارثي في المنطقة! المرصاد نت - متابعات نقلت قناة “سكاي نيوز عربية” الاماراتية عن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، قوله: “إن دولة الإمارات تساهم بدور مهم في حل الأزمات في المنطقة و...
- الإرهاب في سيناء .. الأسئلة الكبرى المرصاد نت - متابعات مرة بعد أخرى تطرح الأسئلة الكبرى نفسها دون أن تجد ما تستحقه من إجابات تلهم التماسك الوطني أمام ضربات الإرهاب المتكررة في سيناء والداخل ال...
- فلسطين : لا اتفاق فصائلياً على آليات «مواجهة صفقة القرن»! المرصاد نت - متابعات بينما باتت قضية مواجهة الخطة الأميركية المسمّاة «صفقة القرن» في علم الغيب فلسطينياً رسمياً وفصائلياً على وجه التحديد أجّل رئيس السلطة الف...
- برعاية مصرية قطرية.. حماس تطلق سراح رهينتين إسرائيليتين.. وبايدن يدعو للإفراج عن الجميع المرصاد-متابعات أطلقت حركة حماس سراح رهينتين أخريين، بعد وساطة قطرية ومصرية، وفقًا لمسؤولين إسرائيليين ومصدرين آخرين مطلعين الاثنين. وقال مصدر مطلع إن ال...
- الجزائر والسودان تواجهان عسكر الثورة المضادة! المرصاد نت - متابعات تشير الصعوبة التي ترافق أية محاولة لتغيير الواقع السياسي عبر إسقاط هذا النظام الفاسد أو ذاك، وبالثورة الشعبية المبرأة من أي تدخل خارجي وأ...
- قمم ناقصة.. ولقاءات مبتورة قبل القرار: عقبات في الطريق إلى تونس! المرصاد نت - متابعات لا يتعب أهل النظام العربي من التفوق على أنفسهم، مكراً ودهاء، كراً وفراً، مخاصمات بلا اسباب واضحة، ومصالحات من فوق اسباب القطيعة… و...