المرصاد نت - متابعات
في اجتماعها الوزاري الأخير قبل أيام في القاهرة أدانت جامعة الدول العربية (المقاومة اللبنانية ممثّلة في حزب الله وإيران) ولم تقترب ولو بكلمة من العدو اإاسرائيلي
الأمر الذى يشير إلى بداية انحراف كبير للبوصلة العربية بعيداً عن فلسطين وتقرباً من إسرائيل وربما التطبيع السياسي معها بحجّة مقاومة (الإرهاب الإيراني الشيعي! ) رغم أن إسرائيل لم تصبح (سنّة ) بعد!! وإن كانت تسير بدقّة على خطيّ الدعوة الوهّابية السياسية والفتنوية! ورغم أن القضية من أولها إلى آخرها قضية صراع سياسي وعسكري بين محورين ومشروعين فى المنطقة ؛ مشروع للمقاومة ومشروع خليجي للتبعية والأخير أخذ في طريقه بعض الدول غير الخليجية المأزومة اقتصادياً. وما يُسمى بجامعة الدول العربية، سيرة تأتمر بأمره وقتما شاء وحسمبا شاء. القضية إذن ليست صراعاً مذهبياً ولا قصة صاروخ بالستي أُطلق على الرياض من اليمن المنكوب لذي أطلق عليه لأكثر من ثلاثة أعوام 9 آلاف صاروخ ودمّر تماماً وقتل من أهله الشرفاء قرابة النصف مليون اللقضية بالأساس صراع بين مشروعين، وليس صراعاً بين مذهبين . وبهذه المناسبة دعونا نفتح ملف هذه القضية والذي سكتت عنه الجامعة التي ماتت وشبعت موتاً ولا يتم إيقاظها إلا عند الضرورة لاستخدام اسمها لمزيد من التدمير.
أولاً: في بيانها الوزارى الأخير تبنّت الجامعة موقف السعودية بالكامل ضد إيران وحزب الله من دون حتى مناقشة هادئة لحقيقة ما جرى وهل فعلاً الصاروخ الذي أُطلق على قاعدة الملك خالد إيراني الصّنع أم أنه كما أشارت تقارير دولية مُحايدة روسي الصّنع كانت روسيا قد باعته منذ سنوات لجيش علي عبدالله صالح. لم يسمح لأي وزير خارجية بأن يكون رجلاً وأن ينطق ولو بكلمة ويعلن الحقيقة رغم أنهم يعلمونها كلهم صمتوا ولم يُسمَح لأي منهم أن يتأمّل ولو من باب العِلم بالشيء هذا التقارير المُرفقة (والموجودة على النت وفي الإعلام الدولي المحترم والمحايد والتي تقول سطورها نصاً )
يعتبر الصاروخ اليمني الجديد تعديلاً لصاروخ "سكود سي" الروسي، الذي يصل مداه إلى مئات الكيلومترات، وهو يعمل على محرّك من مرحلة واحدة ولديه القدرة على حمل رأس حربي 700 كيلوغرام من المواد المتفجّرة.
بما أن تقنية الوقود الصلب معقّدة التصنيع، فالوقود المُستخدَم يمكن أن يكون سائلاً يتم تزويد الصواريخ به لمحرّكات خاصة تقوم بأكسدة الوقود لتأمين قوّة نارية دافعة، ولدى الصاروخ 4 جنيحات في آخره للتوجيه، وعملية إعداد هذا النوع من الصواريخ تحتاج إلى قواعد مخفية (تحت الأرض)، خشية اكتشافه من قِبَل الاستطلاع الجوّي، لأن تزويده بالوقود وتحضيره يستغرق وقتاً يسمح باستهدافه، إضافة إلى طوله البالغ 12 متراً، ونقله يتم عبر شاحنات ضخمة، وتشكّل هذه الصواريخ تهديداً بالغاً على المواقع العسكرية المُحصّنة والكتل العمرانية، وتحدث قدرة تدميرية بحسب المواد المُستخدمة والمكوّنة للرأس الحربي.
ووفقاً للموسوعة الدولية
وغيرها فإن مجموعة ألوية الصواريخ أو سلاح صواريخ اليمن يعود تاريخه إلى السبعينات في عهد جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية (اليمن الجنوبي)، حليفة الاتحاد السوفياتي الذي زوّدها بجميع أنواع الأسلحة مُتضمّنة لسلاح الصواريخ الباليستية، وكانت أول قاعدة في اليمن تُقام عليها منصّات صواريخ بمساعدة السوفيات هي قاعدة العند في محافظة لحج (60 كيلومتراً شمال عدن)، التي كانت تحتوي على منصّات سكود
ضم مجموعة ألوية الصواريخ إلى قوات الاحتياط الاستراتيجي في 19 ديسمبر 2012 ، وتتبع مجموعة الصواريخ القائد الأعلى للقوات المسلّحة مباشرة. وتشمل المجموعة عدّة ألوية عسكرية منها "قيادة مجموعة الصواريخ" و"اللواء 5 صواريخ و"اللواء 6 صواريخ و"اللواء 8 مدفعية - صواريخ" ].
ثانياً: لقد سبق وقلنا في هذا المكان إن جامعة الدول العربية لم تعد تهتّم بفلسطين وصارت عدواً لفلسطين أكثر منها كصديق والتاريخ القريب يؤكّد أن الجامعة العربية لعبت في القضية الفلسطينية دوراً شديد الخطر حين تبنّت ورعت ما سُمّي بـ(مبادرات السلام) في وقت كان الشعب الفلسطيني فيه يُذبح، ولعلّ أشهرها ما يُسمّى بـ(مبادرة السلام العربية) التي قدّمها وليّ عهد السعودية (وقتها) عام 2002 (الملك عبدالله بن عبدالعزيز 28/3/2002)، ورغم رفض الكيان الصهيوني لها لأكثر من 15 عاماً إلا أن الجامعة تصرّ عليها وكأنها إسرائيلية أكثر من الإسرائيليين أنفسهم، باعتبار المبادرة تمنح التطبيع الكامل مع إسرائيل مقابل بعض التنازلات في الأرض المحتلة عام 1967 . إسرائيل ترفض والجامعة تصرّ على الاستمرار في مبادرات التسوية التي لا ينصت إليها غير الحكّام العرب، وتدريجاً تساهم في وأد الحقوق القانونية والإنسانية التاريخية للفلسطينيين باسم مبادرات السلام وتتحوّل إلى (أداة) ضدّ هذه الحقوق وتسويفها وتطويل أمدها إلى أن تموت، وهي بذلك – في الواقع - تؤدّي وظيفة لإسرائيل لم تكن تحلم بها منذ نشأتها حين تقوم الدول العربية بإشاعة أوهام السلام ومبادراته ، وعلى الأرض يتم الاستيطان والقتل والتشريد للشعب الفلسطيني، ولعلّ مواقفها المائِعة، بل والمُتآمرة أحياناً، خير مثال على ذلك ولنتأمّل موقفها من انتفاضة القدس الأخيرة والانتفاضات السابقة لها لنعرف الحقيقة.
ثالثاً: وبعيداً عن أزمة الصاروخ اليمني والعداء السعودي شديد الحقد على قوي المقاومة العربية وبعيداً عن كل هذا فإن الواقع يؤكّد أن ما يُسمّى بجامعة الدول العربية مجرّد كيان وظيفي تستخدمه الدول المُهيمنة اقتصادياً ، وهي الآن (دول خليجية ) لفرض أجندتها ومصالحها وتبعيّتها لواشنطن على الجميع مستخدمة (شمّاعة) الجامعة العربية .. وربما ما مضى من مواقف وسياسات للجامعة يهون قياساً بما هو آت ... وما هو آت سيتمثّل في قبول إسرائيل عضواً في الجامعة بتوصية من الدول المُهيمنة مالياً والتابعة لواشنطن والكارِهة لقوى المقاومة العربية ...ما هو آت سيكون في عهد أحمد أبو الغيط صديق ليفنى (وزيرة خارجية الكيان الصيهوني السابقة. هل تتذكّرون صورته الشهيرة معها وهو يسندها حتى لا تتعثّر على سلّم وزارة الخارجية؟؟.) إنه رجل السياسة الخارجية لمبارك الذي ثار الشعب المصرى ضدّه ف] ثورة خالدة (ثورة 25 يناير 2011) والتي كان أحد أهم أهدافها هو تطهير مصر من دنس التطبيع والمُطبّعين، للأسف القطار يعود إلى الخلف ، والتطبيع بين الجامعة والعدو الصهيوني قادم... وعلى قوى المقاومة في مصر قبل غيرها أن ينتبهوا ويستعدّوا وألا ينجرفوا خلف البوصلة الزائِفة للصراعات المذهبية والسياسية الوهميية في المنطقة والتى يقودها بعض دول الخليج..لأن الصراع كان ولايزال وسيصبح بين مشروعين : مشروع للمقاومة ومشروع للتبعية والتطبيع ، والمشروع الأخير تقف _الآن_على رأسه جامعة أحمد أبو الغيط
رفعت سيد أحمد كاتب ومفكر قومى من مصر. رئيس مركز يافا للدراسات والأبحاث القاهرة.
المزيد في هذا القسم:
- هدنة واشنطن ــ «طالبان»: خطوة أولى على طريق «السلام»! المرصاد نت - متابعات تتّجه واشنطن وفق المؤشرات الظاهرة إلى الآن إلى إغلاق كبرى ساحات المواجهة في المنطقة بعد مضيّ 19 عاماً على حرب طاحنة أفقدت أفغانستان كلّ م...
- الاعتدال العربي أمام تحدي التكيّف مع السقف الاستيطاني لإدارة ترامب المرصاد نت - متابعات للوهلة الأولى توحي مقولة أن إسرائيل قررت بناء أول مستوطنة منذ أكثر من 20 عاماً كأنها كانت طوال هذه الفترة الزمنية مقيدة عن خيار التوسع ال...
- أنقرة تنعى منطقتها الآمنة... وتنتقد برنامج واشنطن المرصاد نت - رويترز بعد سنوات على تمسّك أنقرة بحلمها في إقامة منطقة حظر طيران في الشمال السوري بدأت أخيراً بالاعتراف بخيباتها. الفشل التركي في فرض «ا...
- قطار يربط إسرائيل بالسعودية .. «السلام الإقليمي» يبدأ بسكة! المرصاد نت - بيروت حمود يأتي كشفُ وزير المواصلات والاستخبارات يسرائيل كاتس عن مشروع «سكة السلام الإقليمي» خلال مؤتمر صحافي عقده أمس بعد يومين ف...
- السوريون يحتفلون بطرد داعش من منبج " صور " ! المرصاد نت - السفير احتفل سوريون بخروج عناصر تنظيم داعش من معقلهم بشمال سوريا وفي الصور التى نشرتها صحيفة “ديلى ميل” البريطانية نقلًا عن وكالة &ld...
- استسلام إسرائيلي في الجنوب السوري: معركة مشتعلة في انتظار لقاء هلسنكي المرصاد نت - يحيى دبوق لا تقتصر المعركة القائمة حالياً في الجنوب السوري على الجانب العسكري رغم أهميته. تتداخل فيها جملة عوامل أخرى لا تقل أهمية وفي مقدمتها صر...
- فرنسا: التظاهرات تشمل كل النقابات ! المرصاد نت - متابعات في اليوم الثالث عشر من الإضراب الذي يشلّ فرنسا سُجلت تظاهرات حاشدة اليوم الثلاثاء ضد إصلاح نظام التقاعد تلبية للمرة الأولى لدعوة مجمل الن...
- حماس ترحب بدعوة فولك وتصفها بالمهمة جداً رحبت حركة "حماس" بتصريحات المقرر الخاص للأمم المتحدة المعني بوضع حقوق الإنسان في الأراضي الفلسطينية، ريتشارد فولك، التي دعا فيها إلى تفعيل المقاطعة الدولية ضد إ...
- ماذا يحدث في فيينا .. أمريكا وروسيا ضد السعودية وإيران ! المرصاد نت - الأخبار لولا الاحتكاك السجالي البسيط بين عادل الجبير ومحمد جواد ظريف لبدا الرجلان ممثلين لبلدين حليفين أو على الأقل صديقين في اجتماع فيينا الأ...
- معركة سيناء.. والتنسيق الأمني بين مصر و"اسرائيل" المرصاد نت - متابعات قال خبير أمني إسرائيلي إن الجيش المصري قد ينجح في حسم المعركة أمام "داعش" في سيناء خلال العام الجاري 2018 في ظل ما تقدمه أجهزة المخابرات ...