هل تبدأ "الجامعة العربية" التطبيع مع إسرائيل؟

المرصاد نت - متابعات

في اجتماعها الوزاري الأخير قبل أيام  في القاهرة أدانت جامعة الدول العربية (المقاومة  اللبنانية ممثّلة في حزب الله  وإيران) ولم تقترب ولو بكلمة من العدو اإاسرائيلي Arab un2017.11.25


الأمر الذى يشير إلى بداية انحراف كبير للبوصلة العربية بعيداً عن فلسطين وتقرباً من إسرائيل وربما التطبيع  السياسي معها بحجّة مقاومة (الإرهاب الإيراني الشيعي! ) رغم أن إسرائيل لم تصبح (سنّة ) بعد!! وإن كانت تسير بدقّة على خطيّ الدعوة الوهّابية السياسية والفتنوية! ورغم أن القضية من أولها إلى آخرها قضية صراع سياسي وعسكري بين محورين ومشروعين فى المنطقة ؛ مشروع للمقاومة ومشروع خليجي للتبعية والأخير أخذ في طريقه بعض الدول غير الخليجية المأزومة اقتصادياً. وما يُسمى بجامعة الدول العربية، سيرة تأتمر بأمره وقتما شاء وحسمبا شاء. القضية إذن ليست صراعاً مذهبياً ولا قصة صاروخ بالستي أُطلق على الرياض من اليمن المنكوب لذي أطلق عليه لأكثر من ثلاثة أعوام 9 آلاف صاروخ  ودمّر تماماً وقتل من أهله الشرفاء  قرابة النصف مليون اللقضية بالأساس صراع بين مشروعين، وليس صراعاً بين مذهبين . وبهذه المناسبة دعونا نفتح ملف هذه القضية والذي سكتت عنه الجامعة التي ماتت وشبعت موتاً ولا يتم إيقاظها إلا عند الضرورة لاستخدام اسمها لمزيد من التدمير.

أولاً: في بيانها الوزارى الأخير تبنّت الجامعة موقف السعودية بالكامل ضد إيران وحزب الله من دون حتى مناقشة هادئة لحقيقة ما جرى وهل فعلاً الصاروخ الذي أُطلق على قاعدة الملك خالد إيراني الصّنع أم أنه كما أشارت تقارير دولية مُحايدة روسي الصّنع كانت روسيا قد باعته منذ سنوات لجيش علي عبدالله صالح. لم يسمح لأي وزير خارجية بأن يكون رجلاً وأن ينطق ولو بكلمة ويعلن الحقيقة رغم أنهم يعلمونها كلهم صمتوا ولم يُسمَح لأي منهم أن يتأمّل ولو من باب العِلم بالشيء هذا التقارير المُرفقة (والموجودة على النت وفي الإعلام الدولي المحترم والمحايد   والتي تقول سطورها نصاً )

يعتبر الصاروخ اليمني الجديد تعديلاً لصاروخ "سكود سي" الروسي، الذي يصل مداه إلى مئات الكيلومترات، وهو يعمل على محرّك من مرحلة واحدة ولديه القدرة على حمل رأس حربي 700 كيلوغرام من المواد المتفجّرة.

بما أن تقنية الوقود الصلب معقّدة التصنيع، فالوقود المُستخدَم يمكن أن يكون سائلاً يتم تزويد الصواريخ به لمحرّكات خاصة تقوم بأكسدة الوقود لتأمين قوّة نارية دافعة، ولدى الصاروخ 4 جنيحات في آخره للتوجيه، وعملية إعداد هذا النوع من الصواريخ تحتاج إلى قواعد مخفية (تحت الأرض)، خشية اكتشافه من قِبَل الاستطلاع الجوّي، لأن تزويده بالوقود وتحضيره يستغرق وقتاً يسمح باستهدافه، إضافة إلى طوله البالغ 12 متراً، ونقله يتم عبر شاحنات ضخمة، وتشكّل هذه الصواريخ تهديداً بالغاً على المواقع العسكرية المُحصّنة والكتل العمرانية، وتحدث قدرة تدميرية بحسب المواد المُستخدمة والمكوّنة للرأس الحربي.

ووفقاً للموسوعة الدولية

وغيرها فإن مجموعة ألوية الصواريخ أو سلاح صواريخ اليمن يعود تاريخه إلى السبعينات في عهد جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية (اليمن الجنوبي)، حليفة الاتحاد السوفياتي الذي زوّدها بجميع أنواع الأسلحة مُتضمّنة لسلاح الصواريخ الباليستية، وكانت أول قاعدة في اليمن تُقام عليها منصّات صواريخ بمساعدة السوفيات هي قاعدة العند في محافظة لحج (60 كيلومتراً شمال عدن)، التي كانت تحتوي على منصّات سكود

ضم مجموعة ألوية الصواريخ إلى قوات الاحتياط الاستراتيجي في 19 ديسمبر 2012 ، وتتبع مجموعة الصواريخ القائد الأعلى للقوات المسلّحة مباشرة. وتشمل المجموعة عدّة ألوية عسكرية منها "قيادة مجموعة الصواريخ" و"اللواء 5 صواريخ و"اللواء 6 صواريخ و"اللواء 8 مدفعية - صواريخ" ].

ثانياً:  لقد سبق وقلنا في هذا المكان إن جامعة الدول العربية لم تعد تهتّم بفلسطين وصارت  عدواً لفلسطين أكثر منها كصديق والتاريخ القريب يؤكّد أن الجامعة العربية لعبت  في القضية الفلسطينية دوراً شديد الخطر حين تبنّت ورعت ما سُمّي بـ(مبادرات السلام) في وقت كان الشعب الفلسطيني فيه يُذبح، ولعلّ أشهرها ما يُسمّى بـ(مبادرة السلام العربية) التي قدّمها وليّ عهد السعودية (وقتها) عام 2002 (الملك عبدالله بن عبدالعزيز 28/3/2002)، ورغم رفض الكيان الصهيوني لها لأكثر من 15 عاماً إلا أن الجامعة تصرّ عليها وكأنها إسرائيلية أكثر من الإسرائيليين أنفسهم، باعتبار المبادرة تمنح التطبيع الكامل مع إسرائيل مقابل بعض التنازلات في الأرض المحتلة عام 1967 . إسرائيل ترفض والجامعة تصرّ على الاستمرار في مبادرات التسوية التي لا ينصت إليها غير الحكّام العرب، وتدريجاً تساهم في وأد الحقوق القانونية والإنسانية التاريخية للفلسطينيين باسم مبادرات السلام وتتحوّل إلى (أداة) ضدّ هذه الحقوق وتسويفها وتطويل أمدها إلى أن تموت، وهي بذلك – في الواقع - تؤدّي وظيفة لإسرائيل لم تكن تحلم بها منذ نشأتها حين تقوم الدول العربية بإشاعة أوهام السلام ومبادراته ، وعلى الأرض يتم الاستيطان والقتل والتشريد للشعب الفلسطيني، ولعلّ مواقفها المائِعة، بل والمُتآمرة أحياناً، خير مثال على ذلك ولنتأمّل موقفها من انتفاضة القدس الأخيرة والانتفاضات السابقة لها لنعرف الحقيقة.

ثالثاً: وبعيداً عن أزمة الصاروخ اليمني والعداء السعودي شديد الحقد على قوي المقاومة العربية  وبعيداً عن كل هذا فإن الواقع يؤكّد أن  ما يُسمّى بجامعة الدول العربية مجرّد كيان وظيفي تستخدمه الدول المُهيمنة اقتصادياً ، وهي الآن (دول خليجية ) لفرض أجندتها ومصالحها وتبعيّتها لواشنطن على الجميع مستخدمة (شمّاعة) الجامعة العربية .. وربما ما مضى من مواقف وسياسات للجامعة يهون قياساً بما هو آت ... وما هو آت سيتمثّل في قبول إسرائيل عضواً في الجامعة بتوصية من الدول المُهيمنة مالياً والتابعة لواشنطن والكارِهة لقوى المقاومة العربية ...ما هو آت سيكون في عهد أحمد أبو الغيط صديق ليفنى (وزيرة خارجية الكيان الصيهوني السابقة. هل تتذكّرون صورته الشهيرة معها وهو يسندها حتى لا تتعثّر على سلّم وزارة الخارجية؟؟.) إنه رجل السياسة الخارجية لمبارك الذي ثار الشعب المصرى ضدّه ف] ثورة خالدة (ثورة 25 يناير 2011) والتي كان أحد أهم أهدافها هو تطهير مصر من دنس التطبيع والمُطبّعين، للأسف القطار يعود إلى الخلف ، والتطبيع بين الجامعة والعدو الصهيوني قادم... وعلى  قوى المقاومة في مصر قبل غيرها أن ينتبهوا ويستعدّوا  وألا ينجرفوا خلف البوصلة الزائِفة للصراعات المذهبية والسياسية الوهميية في المنطقة والتى يقودها بعض دول الخليج..لأن الصراع  كان ولايزال وسيصبح بين مشروعين : مشروع للمقاومة ومشروع للتبعية والتطبيع ، والمشروع  الأخير تقف _الآن_على رأسه جامعة أحمد أبو الغيط

رفعت سيد أحمد كاتب ومفكر قومى من مصر. رئيس مركز يافا للدراسات والأبحاث القاهرة.

المزيد في هذا القسم:

المزيد من: الأخبار العربية والعالمية