المرصاد نت - متابعات
يفترق مسارا التفاوض بين قسمي «جيب الغوطة» ليقود «جيش الإسلام» محادثات مع الجانب الروسي في دوما ومحيطها وتخرج وفود شعبية من بلدات القسم الجنوبي لطلب وقف المعارك والتوجه إلى تسوية.
تشير التطورات الأخيرة في غوطة دمشق الشرقية إلى رجحان كفّة التفاوض للوصول إلى تسويات بين الحكومة السورية والفصائل المسلحة والفعاليات المحلية قد تحيّد العديد من البلدات عن المعارك وتساهم في إخراج أعداد من المدنيين والمسلحين منها.
العلائم الأولى لهذه المرحلة كانت واضحة أمس (الجمعة) مع خروج عدد المدنيين من عربين باتجاه نقاط الجيش السوري وإجلاء أول دفعة من مسلحين يتبعون «جبهة النصرة» إلى مدينة إدلب انطلاقاً من دوما عبر معبر مخيم الوافدين.
التطورات هذه ترافقت وخروج مسيرات جديدة في بلدات كفربطنا وحمورية ترفع العلم السوري وتطالب بإبرام تسوية سلمية من دون معارك. واللافت في هذه المسيرات كان ارتفاع أعداد المشاركين فيها مقارنة بالتحركات التي شهدتها الأيام الأولى لاقتراب الجيش إلى الحدود الشرقية لبلدات ومدن القطاع الغربي في الغوطة.
ولا تنفصل تلك التحركات الشعبية عن جهود تفاوض حثيثة تقوم بها وفود من أهالي وفعاليات تلك البلدات مع مسؤولين في العاصمة دمشق في محاولة للتوصل إلى صيغة تبعد المعارك عن المنطقة لحين إبرام اتفاق شامل.
واللافت أن هذا التوجه يتركز في بلدات القسم الجنوبي من «جيب الغوطة» أي في عربين وكفربطنا وجسرين ومسرابا وغيرها، فيما يشارك «جيش الإسلام» في مفاوضات مع القوات الروسية أفضت أمس إلى خروج مسلحي «النصرة»، كخطوة أولى في مسار التفاهمات. وذكرت مصادر معارضة أنه شُكِّلَت لجان للتفاوض مع الجانب الحكومي تمثل بلدات حمورية ومديرا بشكل منفصل في ظل امتناع الفصائل المسلحة هناك عن الحديث عن مثل هذه المبادرات أو عن مفاوضات تخوضها.
وبعد يوم من التأخير عن الموعد المفترض دخلت قافلة مساعدات إلى بلدة دوما عبر مخيم الوافدين بمشاركة الهلال الأحمر السوري واللجنة الدولية للصليب الأحمر والأمم المتحدة. وتتألف القافلة من 13 شاحنة محملة بمواد غذائية وإغاثية تكفي نحو 12 ألف شخص وفق تقديرات حكومية رسمية.
ولم تضم القافلة التي لم تتمكن من الدخول أمس لاعتبارات أمنية مواد طبية ولكن المتحدثة باسم اللجنة الدولية للصليب الأحمر في دمشق إنجي صدقي قالت لوكالة «فرانس برس» إن «لدينا أيضاً بعض المؤشرات الإيجابية على أن (إدخال) قافلة أكبر مع إمدادات إضافية تتضمن مواد طبية قد تحصل الأسبوع المقبل». وأتى دخول المساعدات مع استمرار عمليات الجيش على محورين رئيسين في الغوطة.
إذ تقدمت القوات في شمال شرق حرستا انطلاقاً من المحيط الشرقي لمستشفى الشرطة، لتصل إلى مسافة قريبة من الطريق الرئيس بين دوما وحرستا. وسيمهد هذا التقدم للتحرك لفرض طوق كامل يصل إلى إدارة المركبات ويعزل المسلحين داخل حرستا بشكل كامل.
وانطلاقاً من المواقع التي كسبها الجيش أول من أمس في محيط حوش الأشعري وحوش قبيبات تابعت القوات تحركها في محيط بلدة أفتريس وعلى أطراف المزارع الشرقية لبلدات جسرين وحمورية وعززت مواقعها في بلدة بيت سوا لتضمن قطع الطريق بين قسمي «جيب الغوطة» عبر بلدة مديرا. وفي مخيم الوافدين شهد «المعبر الآمن» الذي جرى تخصيصه منذ أكثر من أسبوع، الحركة الأولى من داخل الغوطة إلى خارجها.
المغادرون الأوائل كانوا عدداً من مسلحي «جبهة النصرة» وعوائلهم ممن كان «جيش الإسلام» يحتجزهم لديه بعد أسرهم في معارك داخلية شهدتها الغوطة سابقاً. وأعلن «جيش الإسلام» أن مفاوضات خاضها مع وفد مرافق للقافلة الإنسانية التي دخلت دوما أمس الجمعة أفضت إلى التوافق على مغادرة هؤلاء المسلحين نحو إدلب.
ومن شأن هذه العملية التي تشرف عليها القوات الروسية مع حرصها على عدم تسريب أي من تفاصيل المفاوضات أو الاتفاقات المنتظرة. وبينما يبدو أن دخول قوافل المساعدات الإنسانية إلى دوما، بات مرتبطاً بشكل كبير بمسار المحادثات مع «جيش الإسلام» حذرت الأمم المتحدة من تعرض قوافل المساعدات الإنسانية للخطر جراء تجدد القصف برغم «ضمانات» قدمتها الأطراف المعنية وبينها روسيا.
وبعيداً عن تطورات الغوطة تابعت القوات التركية تقدمها ضمن مساعيها للوصول إلى محيط مدينة عفرين القريب ووسّعت محور التقدم من اتجاه بلدة كفرجنة نحو المدينة. إذ تمكنت أمس تلك القوات من السيطرة على بلدة مريمين ومحيطها التي تمهّد للتقدم وإغلاق الطريق الرئيس الموصل إلى عفرين عبر معبر الزيارة. الموقع الجديد للقوات التركية وفصائل «غصن الزيتون» يضعها وسط عدد من النقاط الهامة في تلك المنطقة إذ تبعد مريمين نحو 6 كيلومترات فقط عن أطراف مدينة عفرين الشرقية كما أنها تقع غرب مطار منغ العسكري بنحو 7 كيلومترات وتفصلها عن بلدة تل عجار التي تمركزت فيها القوات الروسية حين انسحابها من كفرجنة 8 كيلومترات فقط.
كذلك تضم الكيلومترات الفاصلة بينها وبين مدينة عفرين قريتين فقط ما يجعل من محاولة إبطاء تقدم القوات التركية نحو المدينة أمراً صعباً للغاية بغياب تغطية جوية لمقاتلي «وحدات حماية الشعب» الكردية.
التموضع التركي الميداني المستجد في عفرين حضر في كلمة للرئيس رجب طيب أردوغان أكد فيها أن مدينة عفرين باتت محاصرة وأصبح دخولها «وارداً في أي لحظة». وأشار إلى أن «أكثر من 815 كليومتراً مربعاً غدت منطقة آمنة» مشيراً إلى أن بلاده لن ترضخ لضغوط من أجل إنهاء عملية «غصن الزيتون».
وقال إن بلاده لا تهدف إلى «احتلال الشمال السوري» مضيفاً في الوقت نفسه القول: «اليوم نحن في عفرين وغداً سنكون في منبج وبعد غد سنطهّر شرق نهر الفرات حتى الحدود مع العراق من الإرهابيين».
المزيد في هذا القسم:
- هل سيتعض سفاح العصر من مصير أقرانه؟! المرصاد نت - متابعات مقتل أكثر من 5000 طفل في اليمن و3000 طفل في العراق و8000 في سوريا و15 طفلاً في البحرين و27 طفلاً في العريش بسيناء؛ هي حصيلة إجرام سفاح ال...
- ما سر الصمت الدولي عن حقوق الإنسان في البحرين؟ المرصاد نت - متابعات مرت الأحداث الأخيرة التي وقعت في البحرين مرور الكرام، فعلى الرغم من قتل وجرح واعتقال العشرات من المعارضين البحرينيين على أيدي قوات ومرتزق...
- التايمز ترصد النكسات المهينة للسياسة الإماراتية وعندما تتمنى البعوضة أن تتحول إلى أسد المرصاد - متابعات قالت صحيفة “التايمز” البريطانية، إن الإمارات تكبدت العديد من النكسات خلال الأعوام الأخيرة في الشرق الأوسط، بعد أن كان ولي عهد أبوظبي “محمد بن...
- لماذا نعتت الغارديان تدخل كاميرون بليبيا بالحماقة؟ المرصاد نت - متابعات حفلت صحيفة الغارديان بالعديد من المقالات حول ليبيا المقالات تنوعت بين التعليق على قرار اللجنة الخاصة بالشؤون الخارجية في مجلس العموم البر...
- احتدام التنافس الدولي في ليبيا .. مغامرة عثمانيّة جديدة! المرصاد نت - متابعات بموازاة استمرار المعارك البرية والقصف الجوي، يحتدم التنافس السياسي والعسكري في الملف الليبي، وسط «إقدام» تركي لافت ومحاولة روسية للإمساك ...
- سِحر البترودولار: تأثير مشيخات النفط في صنّاع القرار الغربي ! المرصاد نت - متابعات ربما لم تحتج أنظمة الخليج في تاريخها، وعلى وجه التحديد السعودية، الى الافراط في تبديد أموالها كما هو حاصل اليوم، لاستمالة رجالات السياسة ...
- لقاء مرتقب بين بوتين وأوباما على هامش قمة "أبيك" في بيرو المرصاد نت - متابعات أعلن الكرملين أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قد يلتقي نظيره الأمريكي باراك أوباما على هامش قمة منتدى التعاون الاقتصادي لدول آسيا والمحيط...
- احتجاجات الأردن تتصاعد رفضاً لقانون الضرائب المرصاد نت - متابعات يشهد الأردن منذ يوم الخميس الماضي احتجاجات واسعة ضدّ قانون ضريبة الدخل وسياسة رفع الأسعار. ورغم قرار الحكومة تجميد رفع أسعار المحروقات وا...
- بدء عمليات بناء الجدار الحدودي: مصر تكمل الطوق حول غزة! المرصاد نت - متابعات بعد تحضيرات استمرّت لأكثر من ستة أشهر، باشرت مصر تنفيذ المرحلة الأولى من عملية بناء جدارها الجديد على حدود قطاع غزة الجنوبية، في وقت وصلت...
- “هيومن رايتس”: البحرين دولة قمعية تخنق المعارضين بالاعتقالات والتخويف المرصاد نت - متابعات أكدت منظمة “هيومن رايتس ووتش” في تقرير أن البحرين دولة قمعية تخنق المعارضين وتمارس بحقهم اعتقالات وتخويف وسوء معاملة. وأكد...