المرصاد نت - متابعات
ما تفعله دولة الإمارات في الظل يفوق بكثير ما يصل إلينا أو ما تنشره وسائل الإعلام العربية والعالمية واستطاعت هذه الدولة أن تلعب دورا أبعد مما كنا نتصوره في المنطقة وخارجها
حتى أنها بدأت تشعل حربا باردة بين الصين والولايات المتحدة الأمريكية عبر عرقلتها للمشروع الصيني "حزام واحد وطريق واحد" والذي تقاطعه أمريكا بشكل كلي، فضلا عن التدخل الاماراتي في الشؤون الداخلية لبعض الدول ودعم قوى معارضة فيها، وظهر هذا الأمر جليا في سوريا والعراق واليمن.
أما اليوم فالحديث يدور عن موانئ دبي ومدى تأثيرها السلبي على بقية الموانئ في خليج عمان وعدن وبحر العرب وصولا إلى قناة السويس، وسعي الامارات الدائم لسحب البساط من تحت أي ميناء ممكن أن يكون له أي فعالية في حركة الملاحة البحرية وقد رأينا دور الإمارات التخريبي في ميناء عدن في اليمن وميناء عصب في اريتريا وميناء بربرة في الصومال، فضلا عن استقطاب جميع السفن التي يمكن أن تحصل على خدمات الوقود وغيرها من ميناء العين السخنة في قناة السويس علما أن هذا الميناء أقرب وأوفر من ميناء جبل علي الامارتي لجميع السفن القادمة من الهند والصين.
تدير الامارات اليوم أكثر من 70 ميناءً حول العالم، بعضهم من أنجح موانئ العالم بعيدا عن الموانئ العربية والأفريقية الأمر الذي من شأنه أن يعطيها دور أكبر وحماية أقوى أما الموانئ التي لا تظهر الطاعة للإمارات أو تجدها الامارات ستقف في وجه طموحاتها تعمل الامارات على تخريبها مهما كلف الثمن وأفضل مثال على ذلك، ميناء جوادر الباكستاني الذي يطل على بحر العرب جنوب غربي باكستان بالقرب من مضيق هرمز الذي تعبر منه ثلث تجارة النفط العالمية وهو جزء من مشروع "حزام واحد وطريق واحد" الذي أعلنته الصين عام 2013 في سياق صعودها المستمر كقوةٍ اقتصاديةٍ عظمى بهدف إيصال بضائعها مباشرة إلى مختلف أنحاء العالم في أقل وقت ممكن.
ميناء جوادر
نظرا لأهمية هذا الميناء الذي يربط بين جنوب ووسط آسيا والشرق الأوسط كما أنه يربط الصين بالقارات القديمة الثلاثة (آسيا أوروبا وإفريقيا)، ولهذه الأسباب وغيرها سارعت الإمارات إلى إحداث ضربة استباقية لإجهاض المشروع مبكرا قبل أن يتحول إلى واقع خاصة بعد التوقعات التي تشير إلى بلوغ تأثيره الكامل على ميناء جبل علي في غضون عشر سنوات فقط وذلك عن طريق محورين:
الأول: دعم المعارضة الباكستانية واحتضانها وتعزيز توجهاتها في مواجهة رئيس الوزراء الباكستاني السابق نواز شريف الداعم القوي للمشروع الصيني الباكستاني الذي تمت الإطاحة به من منصبه يوليو الماضي على خلفية اتهامه بالفساد في واقعة تشير بعض المصادر إلى ضلوع الإمارات خلفها بصورة كبيرة.
الثاني: إحياء العلاقات مجددا مع خصوم باكستان في المنطقة، وعلى رأسها الهند، فكانت الزيارة الأولى لرئيس الوزراء الهندي نارندار مودي إلى الإمارات في 2015 وهو نفس العام الذي أعلنت فيه الحكومة الباكستانية تسليمها أراض منطقة التجارة بميناء جوادر لشركة الصين القابضة للمواني الخارجية للبدء في المشروع رسميا علما بأن هذه الزيارة هي الأولى لرئيس وزراء الهند لدولة الإمارات منذ 37 عاما.
وتحولت قضية هذا الميناء الباكستاني من قضية صراع إقليمي إلى صراع دولي على النفوذ والسيطرة حيث وقفت الولايات المتحدة إلى جانب الهند والإمارات بينما تدخلت روسيا لتدعم ضفة الصين وباكستان وما زال هذا الصراع قائما بما يشبه الحرب الباردة التي كانت شرارتها الامارات.
لا تكتفي الامارات بمحاولة السيطرة على أكبر عدد ممكن من موانئ العالم وإدارتها، بل هناك أهداف أخرى سياسية تريد الإمارات من وراءها توسيع نفوذها وجميعنا شاهدنا كيف حولت الامارات موانئها من بعد إقتصادي إلى بعد عسكري وخير مثال على ذلك اليمن حيث استخدمت الامارات الموانئ الخاصة بها كـ "قواعد عسكرية" تنطلق منها قواتها في حربها ضد اليمن وربما تقوم بنفس الفعل مع دولة أخرى إذا قضت الحاجة.
وتستخدم الامارات الموانئ لأغراض تخريبية أخرى كان أبرزها ما حدث يوم الأربعاء الماضي في العراق الذي وصلته 80 مليون حبة مخدرة في أكبر عملية تهريب للمخدرات شهدها العراق في تاريخه وصلت وكما يؤكد بيان وزارة الدفاع العراقية الصادر يوم الأربعاء الماضي (29 نوفمبر) عن طريق موانئ دولة الإمارات قادمة من الهند، حيث رجّح خبراء أن تكون تلك الحبوب من نوع "كبتاغون" ويؤكد الخبراء أنّ سلطات دولة الإمارات هي من قام بتسهيل عبور هذه الكميّة الكبيرة من المواد المخدّرة وذلك بهدف إغراق العراق بالمخدرات الأمر الذي يسهل وبحسب الخبراء عملية السيطرة عليه.
ولم يقتصر الأمر على العراق فقط بل وجدناها تقوم بأمر مماثل في ليبيا فقبل شهرين فقط وبعد تعثّر القوات الموالية لمحمد بن زايد في ليبيا أرسلت دولة الإمارات شحنة مساعدات إغاثية إلى ليبيا عن طريق مطار طرابلس الدولي ليتبيّن وبعد تفتيش الشحنة أنّ تلك الإغاثة عبارة عن تسعةُ أطنان من حبوب "الترامادول" المخدرة.
الدور الإماراتي اليوم خطير ولايبشر بالخير لأن ما تقوم به الامارات يعتبر تعدي على شؤون الدول الداخلية وإحداث خلل داخل هذه الدول وزعزعة أمنها واستقراراها وتقسيمها إلى دويلات وشاهدنا محاولات مشابهة لها في العراق التي دعمت فيها انفصال الأكراد واليوم تريد السيطرة على حركة الملاحة العالمية مهما كلف الأمر فهل تستطيع الصين وحلفاؤها إيقاف هذا المد الاماراتي المشبوه؟
المزيد في هذا القسم:
- البحرين.. الاعتصام والحراك مستمر وسط كل الظروف المرصاد نت - متابعات "تحت وابل المطر أو حتى تحت وابل الرصاص..في الصيف اللاهب أو الشتاء القارس سنستمر في الدفاع عن قائدنا ولن نتازل عن مطالبنا وحقوقنا".. هذ...
- مواجهات عنيفة بين شبان فلسطينيين وقوات العدو الصهيوني وسط رام الله المرصاد نت - متابعات اندلعت مواجهات عنيفة عصر الأحد بين شبان فلسطينيين وقوات العدو الصهيوني في ضاحية بطن الهوا وسط مدينة رام الله بالضفة الغربية الفلسطينية ال...
- 250 قتيل وجريح في هجومين متزامنين في افغانستان المرصاد نت - متابعات اسفر هجومان متزامنان استمرا بضع ساعات عن حوالى 50 قتيلا الثلاثاء في افغانستان وعن اكثر من 200 جريح معظمهم في غارديز (جنوب شرق) وفي غزنة ا...
- "بلومبيرغ": هكذا قبض بن سلمان على ثروة آل سعود منذ إمساكه السلطة! المرصاد نت - متابعات كشفت وكالة "بلومبيرغ" الأميركية أن وصول محمد بن سلمان لولاية العهد مكنته من السيطرة على مصادر الثروة لدى أسرة آل سعود الحاكمة كما أنه نجح...
- أجواء حرب في شرقي الفرات والقوات الأميركية تنسحب! المرصاد نت - متابعات تشهد المناطق الحدودية مع تركيا في شرقي الفرات هدوءاً حذراً تخترقه أصوات الدبابات والآليات العسكرية التركية التي لا تزال تنفذ انتشاراً على...
- بين رسائل الرياض وحسابات أوتاوا: الأزمة تحت السقف الدبلوماسي المرصاد نت - متابعات فضلاً عن الحساسية المفرطة تجاه الانتقادات الحقوقية والتي تزداد فورتها كلما أغرقت السعودية في اعتقال النشطاء وكذلك ارتفاع سقف الانتقاد الأ...
- نيويورك تايمز: أمريكا قتلت 3100 مدني في سوريا والعراق المرصاد نت - متابعات وجهت وزارة الخارجية والمغتربين السورية رسالتين لأمين عام الأمم المتحدة ورئيس مجلس الأمن حول استهداف طيران "التحالف الدولي" غير الشر...
- ويكيليكس " أردوغان هو رئيس تنظيم داعش الحقيقي المرصاد نت - متابعات أتهمت وثائق “ويكيليكس” الرئيس التركي رجب طيب أردوغان باستخدام تنظيم الدولة «داعش» لابتزاز دول المنطقة وخاصة دول ا...
- إسرائيل ــ روسيا: بين التنسيق الأمني وتعارُض المصالح المرصاد نت - علي حيدر تتسم العلاقات الإسرائيلية ــ الروسية بقدر من التشابك والتعقيد. من جهة يحرص كل منهما على أحسن العلاقات الثنائية على مختلف المستويات تجلّت...
- العراق : حادثة دهوك تُحيي جدل المناطق المتنازع عليها ! المرصاد نت - متابعات في حادثة هي الأولى من نوعها منذ دخول القوات التركية إلى الشمال العراقي عام 2015، بدعوى «تدريب قوات البيشمركة لمحاربة تنظيم داعش&raq...