المرصاد نت - متابعات
"طفح الكيل يا حُكام بني سعود" هذه العبارة ربما تختصر لسان حال الشارع العربي عموما والفلسطيني خصوصا.
لأنه كان من المفروض أن تمد السعودية يد العون لفلسطين في محنتها كما فعل شبابها قبل 70 عاما وبالتحديد في العام 1948 عندما دفعتهم غيرتهم العربية للدفاع عن اخوانهم الفلسطينيين الذين حملوا السلاح في وجه من اغتصب الأرض المقدسة وكان من المفروض أيضا أن نستبدل العبارة الاولى ونكتب "طفح الكيل يا اسرائيل ...الرياض تقطع علاقاتها مع واشنطن نصرة للقدس " لو أن هناك ضمير حي يسترجع بعضا من جرائم هذا العدوان الغاصب بحق الشعوب العربية جمعاء لكانت صدقت العبارة الثانية.
ولكن وللأسف ما يحدث اليوم يمثل شرخا عميقا في القضية الفلسطينية وسبل الدفاع عنها هذا الشرخ أحدثه النظام السعودي عبر سعيه للتطبيع مع الصهاينة وفرض شروط السلام مع العدو وفقا لشروطه ومع ذلك يعتبر هذه المبادرة السعودية للسلام حبرا على ورق والأحقر من هذا أن الاسرائيلي يرد على مبادرات السلام بالعنف وتصعيد الأزمة وشن حروب على الفلسطينيين وقد شهدنا هذا في عام 2009 و2012 و2014 عندما هاجم قطاع غزة مخلفا آلاف الشهداء ومدمرا جزءا كبيرا من البنى التحتية وكأنه يوصل رسالة للجميع "نحن لا نؤمن بالسلام" وما يدّعيه الصهاينة في المحافل الدولية من سعيهم للسلام ليس سوى كذب وخداع لإظهار نفسه أمام المجتمع الدولي بمظهر البريء المسالم المعتدى عليه.
صورة السعودية في الشارع العربي
سقط القناع السعودي وتعرت طموحاته وأهدافه وسياسته أمام الشارع العربي وما حرق صور الملك السعودي ونجله ولي العهد في فلسطين إلا خير دليل على ذلك، وربما تكون حرق صورة الامير محمد بن سلمان في شوارع مدينة طرابلس اللبنانية حادثة عابرة لكن المثل الشعبي يقول "لايوجد دخان من دون نار"ونار آل سعود لم ترحم اخوانها لا في لبنان ولا في سوريا ولا في اليمن ولا في البحرين واليوم يصل لهيبها إلى ثالث الحرمين هنا قال الشارع العربي "كفى" لأن القدس خط أحمر بالنسبة لكل العرب من اسلام ومسيحيين لما تمثله من مكانة دينية ووطنية ورمزية لجميع العرب والمسلمين وقد شاهدنا جميعنا كيف أن التلويح بجعلها عاصمة للصهاينة أشعل قلوب المسلمين من مشارق الارض إلى مغاربها وجعلهم ينزلون للتظاهر في أغلب مدن العالم حتى الاوروبية منها نصرة للقدس.
الغزاوييون عندما يهتفون باعلى الصوت "الملك سلمان باع القدس" ويحرقون صورا للملك السعودي ونجله ولي العهد احتجاجاً على موقفهم المتواطئ مع الاحتلال الصهيوني والرئيس الأمريكي الداعم للكيان الغاصب على حساب القضية الفلسطينية فنحن امام تطور كبير لن تمر نتائجه أدراج الرياح وصيحات الغزاويين اول الغيث.
يبدو أن السعودية جنت على نفسها من خلال صمتها عن قضية العرب الجوهرية لكونها تعتبر نفسها المدافع الاول عن القضية الفلسطينية ولكن هذا لم يعد موجودا والدليل صمتها أمام قرار ترامب الأخير ومما لاشك فيه أن السعودية تخطو بخطى كبيرة نحو التطبيع مع اسرائيل من خلال الضغط على الفلسطينين وعلى حساب قضيتهم وحين وصف وزير الخارجيّة السعوديّ عادل الجبير في سابقة خطيرة جدا؛ "حركة المقاومة الإسلامية(حماس)" الفلسطينيّة بـ"المتطرّفة" لم يكن ذلك في خدمة أحد سوى في خدمة اسرائيل وإعلان التضامن الضمني معها وهذا ما أكده ترامب للاسرائيلين خلال زيارته الأخيرة وبعد انتهاء زيارته الرسمية للرياض ليطمئنهم ويقول لهم(أي للاسرائيليين): " عدت للتوّ من السعوديّة ومشاعرالقادة السعوديّين نحو إسرائيل إيجابيّة جدًا".
الشعوب العربية في المرصاد
إذا السعودية تعمل على تحسين صورتها مع اسرائيل من خلال زيادة ضغطها على الفلسطينيين وإظهار إيران بأنها هي العدو ولكن الشعوب العربية لن تنطلي عليها مثل هذه الأمور، وجمعينا شاهدنا كيف هبت الشعوب العربية نصرة للقدس ورفضا لقرار ترامب الجائر لتخرج على اثرها مظاهرات في أغلب الدول العربية.
وكان ملفتا لنا تفاعل الشعب السعودي مع قضية القدس ودفاع هذا الشعب عن الفلسطينيين على عكس حكامه ليخبر الجميع بأننا موجودون ولن نتخلى عن قضيتنا وللتضامن مع فلسطين أطلق السعوديون على الرغم القمع السعودي لحرية الرأي والتعبير هاشتاجات "#سعوديون_ضد_التطبيع" و"#تطبيع_الفيصل_لا_يمثلنا" واستجاب السعوديون الرافضون للتطبيع لدعوة "حركة مقاطعة إسرائيل في الخليج"BDS Gulf" بتكثيف الرفض للتطبيع وسخروا من الشخصيات السعودية التي خرجت تقلل من شأن القضية الفلسطينية مؤكدين على أن قضية فلسطين ثابتة في قلوب السعوديين.
وما يقلق اسرائيل اليوم ليس الحكام العرب بل الشعوب العربية التي تقف في وجه كل المخططات الصهيونية بما فيها التطبيع وكلام رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو يوضح هذا الأمر عندما قال : " الزعماء العرب ليسوا عائقا أمام توسيع علاقات إسرائيل مع جيرانها من الدول العربية وأن الحاجز الذي تصطدم به إسرائيل وتخشاه دائمًا هو الشعوب العربية؛ التي لا تقبل التطبيع معنا وتحمل لنا العداء".
ختاماً؛ السعودية يجب أن تصحى من الغيبوبة السياسية التي تعيشها وتعود لشعبها وتشاركه إرداته في الدفاع عن قضايا الأمة لا جدوى من التطبيع مع اسرائيل في وسط يكره الصهاينة ويكن لهم العداء لطاما أنهم يعتدون على شعوب المنطقة دون أي مبرر دائرة الحقد تجاه السعودية تتسع من سوريا ولبنان مرورا بالاردن وفلسطين وصولا إلى البحرين واليمن ولكن ورغم هذا التعاطي السعودي السلبي مع أكثر قضايا الامة الحساسة يبقى الشعب العربي حياً مناضلا مدافعا رافضا لكل أوجه التنازل عن أي قضية تخص وجوده وكينونته.
الي ذلك أقرّت صحيفة سعودية اليوم الاثنين في مقال انتقدت فيه الشعب الفلسطيني حرق أعلام الدول الخليجية الى جانب أعلام اسرائيل وأمريكا وبحسب ما أوردته بعض المصادر قامت صحيفة عكاظ السعودية التي تصدر في الرياض بانتقاد الفلسطينيين لقيامهم بحرق اعلام الدول الخليجية وصور قادتها الى جانب أعلام اسرائيل وامريكا.
وجاء مقال صحيفة عكاظ تحت عنوان "لماذا يكرهنا هؤلاء العرب؟" حيث تساءل كاتب المقال عن أسباب إقدام الفلسطينيون بعد إعتراف ترامب بالقدس عاصمة لاسرائيل على حرق أعلام الدول الخليجية الى جانب أعلام اسرائيل وأمريكا وانتقد الكاتب قيام المحتجين بإحراق صور قادة السعودية أيضا الى جانب كل من زعماء اسرائيل وأمريكا.

يشار الى أن هذا المقال يؤكد ان السعودية تدرك بأن الفلسطينيين وأغلب الشعوب العربية والاسلامية يعتبرونها شريكة لإسرائيل وأمريكا لاسيما في مؤامرة ترامب الأخيرة ولهذا السبب يقومون بحرق علم السعودية وصور قادتها الى جانب أعلام اسرائيل وأمريكا.
وخلال الأيام الماضية وبعد مرور ستة أيام على الغضب الفلسطيني تم إحراق صور الحاكم السعودي "سلمان بن عبد العزيز" وابنه "محمد بن سلمان" في عدّة مظاهرات استعرت في لبنان وفلسطين واليمن والجزائر وجميع دول العالم .
المزيد في هذا القسم:
- الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يدعو لتسوية الأزمة اليمنية سياسيا المرصاد نت - متابعات دعا الرئيس الروسي فلاديمير بوتين القادة العربية الى ايجاد تسوية سياسية لملفات المنطقة وتظاهر الجهود من أجل مكافحة الارهاب. ففي رسالة ب...
- الأسباب الكامنة وراء تدخلات السعودية في اليمن والشرق الأوسط المرصاد نت - متابعات لم يكن لموجة الانتفاضات العارمة التي جابت المنطقة العربية في العام 2011 والتي عُرفت آنذاك بمايسمي بالربيع العربي أي تأثير ملموس على مدى ا...
- حراك متصاعد في جامعات أميركية لوقف العدوان على غزة المرصاد-متابعات تواصلت حركة الاحتجاجات الطلابية والاعتصامات في جامعات أميركية مرموقة للمطالبة بوقف العدوان على قطاع غزة المستمر منذ أكثر من 200 يوم و...
- فلسطين : مصر والأردن ملكيّون أكثر من إسرائيل! المرصاد نت - متابعات بات سفر الفلسطينيين عبر كل من الأردن ومصر يخضع للمعايير الإسرائيلية سواء كان الإسرائيلي حاضراً على طرفٍ من المعبر كما الحال في الحدود الف...
- المعلم يبحث مع المبعوث الأممي آخر المستجدات في سوريا! المرصاد نت - متابعات بحث وزير الخارجية السوري وليد المعلم والمبعوث الأممي إلى سوريا غير بيدرسون آخر مستجدات الأوضاع في سوريا، بحسب مصدر في الخارجية. وحض...
- ليبيا : ثلاث غارات أميركية خلال أسبوع! المرصاد نت - متابعات بعد نحو عام على تراجع نشاط «القيادة العسكريّة الأميركيّة في أفريقيا» (أفريكوم)، منذ آب/أغسطس من العام الماضي عادت «أفريكوم» إلى تنفيذ عمل...
- موجة غلاء في السعودية.. ماذا يحدث لدولة "الرفاه"؟ المرصاد نت - رآي اليوم القادمون من دول الخليج والمملكة السعودية بالذات الى العواصم الغربية طلبا للاسترخاء والراحة يجمعهم في احاديثهم قاسم مشترك رئيسي وهو الشك...
- انفجار كبير يهز العاصمة اللبنانية بيروت المرصاد نت - متابعات هز مساء اليوم الاحد انفجار كبير العاصمة اللبنانية بيروت. وذكرت الوكالة الوطنية للإعلام اللبنانية أن الانفجار وقع في منطقة الظريف بالعا...
- محكمة مصرية تقضي بإعدام 75 متهماً في قضية "فض رابعة" المرصاد نت - متابعات قضت محكمة جنايات القاهرة بإعدام 75 متهماً بينهم قيادات في جماعة الإخوان في قضية فض اعتصام رابعة كما حكمت على مرشد جماعة الأخوان المسلمين ...
- الجزائر : محاكمة كبار المسؤولين السابقين! المرصاد نت - محمد العيد أصدرت المحكمة العسكرية في مدينة البليدة جنوبيّ العاصمة الجزائر أمس أحكاماً تراوح ما بين 15 و20 سنة سجناً للمتهمين في قضية «التآمر على ...