المقاومة تقلب مناخات الإذعان لواشنطن وإسرائيل؟

المرصاد نت - متابعات

الغضب الشعبي الصاخب الذي يبشّر باندلاع الانتفاضة في الأراضي المحتلة يظنه كثير من المحبَطين الموشّحين بضيق الأفق أنه موجة عابرة كما تسعى إسرائيل وإدارة ترامب Palstain2017.12.16لوسمه على الرغم من شبه الإجماع على تجذّره في معظم الدراسات والصحف الأميركية.


قرار دونالد ترامب إعلان القدس عاصمة لإسرائيل يفجّر في اسرائيل خفايا الأحقاد العنصرية الاستعمارية ضد العرب والمسلمين بحسب روايات شهود عيان إسرائيليين ينقلها أعضاء في حركة "السلام الآن" التي تعارض التهويد والمستوطنات. لكن القرار يقدّم دفعاً قويّاً لرفع معنويات صقور الصهاينة نحو الاعتقاد بسهولة تحقيق الأهداف الإسرائيلية المصيرية، بعدما أفلحت المقاومة في تقليصها إلى الحدود الدنيا نتيجة الهزائم العسكرية والحرب النفسية التي ألحقتها المقاومة بالإسرائيليين. وفي هذا السياق يهدد اللواء في الاحتياط عميرام ليفين بالثأر لهزيمته العسكرية المتكررة أمام المقاومة بأن الفلسطينيين لن يبقوا في الأرض إذا رفضوا الانصياع لإسرائيل.

الغضب الشعبي الفلسطيني الذي يُنبىء بالانتفاضة يتكىء في مخزونه المتراكم من الخيبات المتكررة على خطاب وتجربة حزب الله في مواجهة إسرائيل. فبين عشية وضحاها تصاعد الغضب الشعبي أضعافاً إثر كلمة السيد حسن نصرالله التي أوضح فيها برنامج مواجهة إسرائيل وقرار ترامب، إذ اطمأن الشباب الفلسطيني إلى نجاعة هذا البرنامج وصدقية وعد المقاومة، وأعرب كثير من القيادات الفلسطينية في حركتي حماس والجهاد وفتح والفصائل عن ثقتهم بالأمين العام لحزب الله ووعد بعضهم من فتح بعدم خذلانه.

قرار ترامب يكشف أمام الملأ وبشكل عارٍ أن التنازلات المنمّقة بالمراهنات الوهمية على السلام ووقف الحروب والمآسي بدعوى حل الدولتين، هي المقدّمة الضرورية لانتزاع مكامن القوّة من الفلسطينيين والوصول تدريجياً "للحل النهائي" في تصفية القضيّة الفلسطينية. ومع توقيع قرار ترامب يقع في نفوس الفلسطينيين أن حفظ الوجود والبقاء مرهون بتغيير منهج التنازلات الذي يؤدي إلى ما أدّى إليه وبتبنّي منهج المقاومة والانتفاضة كخط بديل دليله كسطوع الشمس في أن يفضي إلى انتصارات صافية.

واقعة ترامب ــ إسرائيل تكشف للعرب والمسلمين أهداف جرعات التخدير الوهمية، وتزيل الغشاوة عن أسباب الاتهامات التحريضية ضد المقاومة، لكن الذي حرّك الشوارع العربية والإسلامية هو الدفع الشعبي الفلسطيني المتصاعد على الرغم من شراسة قمع الاحتلال. فالتضامن العربي والإسلامي الشعبي ضد ترامب وإسرائيل ينمّ عن التعاطف مع المقاومة في خطها ورؤيتها لمواجهة ظلم أميركا وسيطرتها في ادعاءات ما يسمى الديمقراطية وحقوق الإنسان. ففي كل مكان من العالم تتعرّض للظلم الأميركي وجدت الحركات الشعبية وأحرار العالم واقعة العدوان على القدس وفلسطين فرصة مناسبة للتعبير عن الغضب ورفض الإذعان. ففي أميركا اللاتينية التي كلّت مرارتها من شرب الكأس الأميركية، تماهت في غضبها الشعبي مع الغضب الفلسطيني والغضب الشعبي العربي والإسلامي. وفي استراليا التي تتعرّض لعنجهية ترامب وغطرسته عبّرت عن احتجاجها في الشارع وفي المباريات الرياضية والصحافة عن انتمائها لفلسطين.

الغضب الشعبي الفلسطيني والعربي والإسلامي وغضب أحرار العالم يزيح عن كاهل المقاومة أعباء مرحلة سوداء تعرّضت لها المقاومة باتهامات وافتراءات لتسهيل الإذعان لأميركا وإسرائيل أدّت إلى تقسيم وتفتيت المجتمعات العربية والإسلامية وتدميرها بالطائفية وأولوية العدو القريب. فهذه المرحلة تسقط من تلقاء نفسها في إعادة البوصلة إلى فلسطين وأولوية العدو البعيد في أميركا وغيرها من الداعمين لإسرائيل. وفي إعادة البوصلة وتغيير الأولويات تنبني حول مشروع المقاومة لإزالة الاحتلال والسيطرة الأميركية بيئة جديدة سواء تنضم للمقاومة أم تتحرّك بفطرتها وعفويتها. فالسيد نصر الله خاطب مجمل فروع هذه البيئة ودعاها إلى التعبير والتحرّك كلاً على قدر رغبته واستطاعته. وإلى جانب هذه البيئة الواسعة التعدد حول المقاومة، يدعو محور المقاومة إلى استراتيجية موحّدة تقود المواجهة.

 888 إصابة و4 شهداء في الضفة وغزة بالغاز السام والرصاص الحي بجمعة الغضب

الي ذلك قال الهلال الأحمر الفلسطيني إنّ حصيلة الإصابات التي تعاملت معها الطواقم الطبية في الضفة الغربية من ضمنها القدس المحتلة وقطاع غزة حتى منتصف ليل الجمعة السبت بلغ 888 إصابة. وبحسب الهلا الأحمر فإنّ مجموع الإصابات التي تم نقلها للمستشفيات بلغ 264 إصابة، ومجموع ما تمّ التعامل معه ميدانياً بلغ 624 إصابة.
وفي الضفة والقدس المحتلة وقعت 661 إصابة بينما بلغ مجموع الإصابات في قطاع غزة 227 إصابة.

واندلعت مواجهات بين فلسطينيين وجنود إسرائيليين في أحياء القدس المحتلة مساء الجمعة ما أسفر عن وقوع عدد من الإصابات في صفوف الشبان الفلسطينيين بالرصاص المطاطي وقنابل الغاز المسيّل للدموع.

وذكرت مصادر فلسطينية أن طفلاً أصيب في رأسه خلال مواجهات عند حاجز مخيم شعفاط.

وبحسب المصادر فإنّ المواجهات وقعت في أحياء رأس العامود والعيسوية وأبو ديس وعناتا والطور ومخيم شعفاط وحارة السعدية بالبلدة القديمة.

وقد خرج الفلسطينيون في مسيرات كبيرة في عناتا ومخيم شعفاط واستخدم الاحتلال بشكل مكثف قنابل الغاز عند حاجز المخيم بينما ردّ الفلسطينيون على جنود الاحتلال في حي الطور باستخدام المفرقعات النارية.
وفي وقت سابق أفادت مصادر في فلسطين المحتلة بوقوع اشتباكات بين فلسطينيين وجنود إسرائيليين على امتداد قرى ومدن الضفة الغربية وقطاع غزة والأراضي المحتلة عام 48 ما أسفر عن وقوع أكثر من 400 إصابة بين صفوف الفلسطينيين الذين يخرجون بشكل يومي احتجاجاً على قرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب اعتبار القدس المحتلة عاصمة لإسرائيل.

الهلال الأحمر الفلسطيني قال إنّ إجمالي عدد الإصابات في الضفة الغربية والقدس المحتلة التي تعامل معها بلغ 263 إصابة، 13 بالرصاص الحي و 61 بالمطاطي و177 بقنابل الغاز و 12 بوسائل أخرى للاحتلال.

وبحسب وزارة الصحة الفلسطينية فإنّ الرصاص الحي تسبب باستشهاد الشابين ياسر سكر 23 عاماً من الشجاعية شرق مدينة غزة والشاب ابراهيم أبو ثريا 29 عاماً مبتور القدمين وقد استشهد برصاصة في رأسه خلال محاولته رفع العلم على السياج الإسرائيلي.

وبلغ إجمالي الإصابات حتى اللحظة في قطاع غزة أكثر من 145 إصابة بالرصاص الحي منها 5 خطيرة ووصلت إصابتين بحال الخطر إلى مستشفى رام الله الحكومي.

وقالت المصادر إنّ عشرات المواطنين وصلوا المستشفيات وهم مصابون بالاختناق الشديد شرق رفح جراء استخدام الاحتلال غازاً يؤدي إلى تسريع نبضات القلب والإجهاد والغثيان والسعال الشديد وقد طالبت وزراة الصحة الفلسطينية الجهات المعنية بكشف طبيعة هذا الغاز الجديد.

وأطلقت قوات الاحتلال قنابل الغاز المسيّل الدموع بكثافة على المتظاهرين الفلسطينيين عند السياج الفاصل مع القطاع حيث نقلت سيارات الإسعاف العديد من حالات الاختناق نتيجة هذه القنابل.

وفي الضفة الغربية استشهاد فلسطيني يبلغ من العمر 28 عاماً من بلدة عناتا شمال شرق القدس بعد إصابته برصاصة في الصدر خلال مواجهات اليوم.

كما أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية عن استشهاد منفذ عملية الطعن في البيرة برام الله وإنّ هناك حالة غضب واسعة اجتاحت صفوف الشبان الفلسطينيين بعد تصفية الشاب الفلسطيني بـ 10 رصاصات أطلقها الاحتلال مباشرة على صدره.

المزيد في هذا القسم:

المزيد من: الأخبار العربية والعالمية