الجيش العربي السوري يحقق أنتصارات عظيمة في حرستا وأدلب

المرصاد نت - متابعات

كسر الجيش العربي السوري الطوق حول إدارة المركبات في حرستا شمال شرق دمشق أمس وهو ما مكّن إمداد عناصر الحامية داخلها بما يحتاجون إليه لمتابعة عملياتهم إلى جانب Adlib2018.1.9إخلاء الجرحى للعلاج


يتوقف ضجيج ازدحام العاصمة السورية في حضرة سيارات إسعاف تمرّ بين الفينة والأُخرى. يتبادل سكان دمشق خلالها نظرات قلق تشير إلى عنف المعارك القريبة الدائرة على جبهة إدارة المركبات في حرستا شمال شرق دمشق.

خبر إنقاذ حياة 30 مصاباً من عناصر الجيش داخل مبنى الإدارة، ليل أول من أمس جلب الراحة إلى يوم دمشق المشمس. فمع ساعات الصباح الأولى كان الجيش قد فتح طريقاً إلى مباني الإدارة وتمكن من إخلاء المصابين وإمداد عناصر الحامية بما يلزم للاستمرار.

هجومات متتالية لمسلحي «جبهة النصرة» و«فيلق الرحمن» وحلفائهما استمرت أمس على خطوط الجيش الدفاعية في حرستا من دون أن تحقق أي اختراق حتى اللحظة.

الجيش الذي حصّن دفاعاته في وجه المهاجمين بما فيها مبنى إدارة المركبات جعل من المعهد الفني رأس حربة استعداداً لهجومات مضادة نحو مديرا وأطراف حرستا مع استمرار تحصين محيطه.

وعلى الرغم من نفي المسلحين عبر وسائل إعلامهم فإن الأوضاع الميدانية انقلبت ضدهم إذ كُشف عن مصير 100 من مقاتليهم وقعوا ما بين أسير وقتيل سواء خلال الضربات الجوية المتواصلة أو معارك الاقتحام منذ بدء المعركة المشتعلة، مع نهاية العام الفائت.

وفي المقابل نشرت صفحات موالية للجيش قائمة بأسماء الشهداء الذين قضوا خلال المعارك من غير توافر إحصائية دقيقة عن عددهم الفعلي. ووفق مصادر ميدانية فإن محاولات التطويق التي يصرّ المسلحون على تنفيذها لم تمنحهم أي تقدم جديد على جبهة المعهد الفني إذ لم يتراجع عناصر الجيش تحت وطأة المدرعات المفخخة والانتحاريين حيث جرى التعامل معهم قبل الوصول إلى أهدافهم.

وفي الوقت نفسه تشير المصادر ذاتها إلى عدم تمكن أية آلية عسكرية للجيش العربي السوري من الوصول إليه بعد بسبب كثافة النار من الخطوط المعادية التي يجري استهدافها عبر ضربات مكثفة من سلاح المدفعية. وتلفت المصادر إلى تقدم المشاة على محاور موازية بهدف تأمين المعهد الفني وإدارة المركبات.

ولم يغب الطيران الحربي عن سماء العاصمة حيث استهدف مراكز انطلاق الهجمات المقابلة في محاولة لتخفيف الضغط من مراكز تجمّع المسلحين في حرستا وعربين. ومع مواصلة الجيش صدّ هجوم المسلحين وتأمين نقاط تمركزه تباعاً، تمكن من تدمير آليتين عسكريتين عائدتين إلى المسلحين في حرستا، قرب المدخل القديم لإدارة المركبات، حيث قتل أفراد طاقمهما. ويؤكد مصدر ميداني أن العملية متواصلة لتأمين محيط مبنى الأمن الجنائي والطريق الذي شُقَّ حديثاً لفك الطوق عن إدارة المركبات بما فيها المعهد الفني.

وشهدت شوارع حيَّي العجمي والحدائق اشتباكات عنيفة الأمر الذي غيّر من ميزان المعركة إلى مصلحة الجيش وولّد حالة من الاطمئنان إلى خطوط تماسه الحالية. وأفضت الاشتباكات إلى توسع الجيش في محيط مبنى الأمن الجنائي والسيطرة على عدد من كتل الأبنية حوله.

ووفق العسكريين في المنطقة فإن الجيش استفاد من هدوء جبهات الغوطة الغربية أخيراً حيث تفرغت قواته لقتال «النصرة وحلفائها» في الغوطة الشرقية. ويشير الأداء العسكري في حرستا والكثافة النارية الهائلة، إلى إصرار الجيش على تأمين كامل حرستا الخاصرة الشمالية الشرقية للمدينة ومفتاح مدخلها والاستفادة من تمركز القوات على أعلى مبانيها، التي تكشف تموضع مسلحي المنطقة وتقطع خطوط إمدادهم بين زملكا وعربين.

ويتطلع العسكريون نحو استمرار العملية العسكرية حتى فتح الطريق الدولي الذي يربط دمشق بالشمال بعد سنوات من المعاناة بسبب القنص المستمر. يأتي ذلك كله بالتزامن مع هجوم مسلحي «فيلق الرحمن» على نقاط تمركز الجيش في حي جوبر المجاور في محاولة لتشتيت دفاعات الجيش وتخفيف الضغط عن المسلحين في حرستا. كذلك سقطت قذيفتا هاون على حي باب توما ما أدى إلى جرح امرأة إضافة إلى أضرار مادية.

وبينما يواصل الجيش العربي السوري تقدّمه داخل الحدود الإداريّة الجنوبيّة لمحافظة إدلب ينهمك الجيش التركي في زيادة حشوده في محيط عفرين ويدفع بأرتال جديدة نحو كفر لوسين (ريف إدلب الشمالي). يقدّم التفصيلان السابقان «إيجازاً» لجانب من تعقيدات معركة المدينة الشماليّة التي يمكن القول إننا نشهد مقدّماتها فحسب

«معركة إدلب» ما زالت في أطوارها التمهيديّة. ويمكن القول إنّ حجم التداخلات والتعقيدات التي ينطوي عليها المشهد في المدينة الشماليّة استثنائي إلى درجة غير مسبوقة. فعلاوة على انعدام الانسجام بين المجموعات المسلّحة المسيطرة واستفحال الخلافات، لا في ما بينها فحسب بل داخل «البيت الواحد» لبعض المجموعات يبرز الحضور التركي المباشر وما خلّفه من آثار ملحوظة وغير ملحوظة على مشهد السيطرة وعلى طبيعة العلاقات بين الكيانات «المعارضة» بشقيّها السياسي والمسلّح.

ويضاف إلى ذلك ما تختصّ به إدلب من كونها المحافظة الوحيدة التي بقيت حتى الأمس القريب خالية من الحضور العسكري السوري (باستثناء بلدتي كفريا والفوعة المحاصرتين). ويلقي التفصيل الأخير بظلاله على حسابات «المعركة الكبرى» وتعقيداتها السياسيّة المتوقّعة. وفي تكرارٍ لمشهد دير الزور، يفرض البحث عن «محلّ واشنطن من الإعراب» نفسه على أي قراءة للمشهد في إدلب.

ويمكن الجزم بأنّ الولايات المتحدة ليست في وارد الركون إلى الخروج «صفر اليدين» والعزوف عن التأثير في المجريات الميدانيّة (أو المحاولة على أقل تقدير). ولا شكّ في أن المُعطيات في إدلب مختلفة عن سابقتها في دير الزور، ولا سيّما لجهة انعدام وجود ذراع ميدانيّة موثوقة مشابهة لـ«قسد» يعتمدها «تحالف واشنطن» حتى الآن وتشكّل رافعة Hamah2018.1.7مستقبليّة للنفوذ الأميركي.

لكنّ ذلك لا يعني التسليم بانعدام قدرة اللاعب الأميركي على تهيئة الثغر المناسبة التي تتيح له الدخول على خط إدلب ولا سيّما أنّ واشنطن تمتلك نفوذاً كبيراً داخل كثير من المجموعات المسلّحة (بما في ذالك «الجهاديّة» منها). ويضاف إلى ذلك ما تتيحه «الحرب على الإرهاب» من نافذة عريضة اتّسعت منذ وقت مبكر لطيران «التحالف»، ويمكنها أن تتّسع لعمليّات كوماندوس وإنزالات جويّة «عند اللزوم».

وبرغم التحولات التي طرأت على العلاقات الأميركيّة – التركيّة منذ محاولة الانقلاب التركيّة الفاشلة غيرَ أنّ التنسيق بين الطرفين في الملف السوري ما زالَ قائماً على صُعد عدّة. ويدعم الطرفان كثيراً من المجموعات المسلّحة بشكل مشترك وتندرج كثير من فصائل «درع الفرات» المرتبطة بأنقرة في لوائح برامج «دعم المعارضة المعتدلة» الأميركيّة.

وسبق لبعض المجموعات المذكورة أن أعلنت «جاهزيّتها لدخول إدلب» إبّان التحضيرات لدخول القوات التركيّة إليها ومن بين تلك المجموعات «لواء المعتصم». وبدا لافتاً في خلال الأيّام الأخيرة أنّ «رئيس المكتب السياسي» للّواء المذكور مصطفى سَيْجَري كثّف تعليقاته على التطورات في إدلب وركّز على اتّهام «هيئة تحرير الشام» وزعيمها أبو محمد الجولاني بـ«تسليم المناطق للنظام». ولدى سؤال له مباشرةً عن «الموقف من تطورات إدلب والخطط المستقبليّة»، اعتذر سَيْجَري عن عدم الخوض في الحديث في الوقت الرّاهن لأنّه «على سفر في واشنطن حاليّاً».

ويواصل الجيش تقدمه في ريف ادلب الجنوبي نحو مطار أبو الظهور وأحكم سيطرته على بلدة الرهجان بعد ساعات من تحرير مدينة سنجار ونشر الاعلام الحربي خريطة جديدة تظهر وضعية احراز المزيد من التقدم لقوات الجيش السوري والحلفاء باتجاه مطار أبو الظهور العسكري في ريف ادلب الجنوبي الشرقي حيث باتت القوات على بعد كيلومترات قليلة من المطار وهو بحكم الخاضع للسيطرة النارية بحسب ما صرح قائد ميداني .

وتجدر الإشارة هنا إلى أن المسافة التي تفصل بين القوات المتقدمة باتجاه المطار والقوات المتواجدة جنوب الحاضر هي 25كم وفي حال التقاء القوات تكون المجموعات المسلحة تحاصرت في جيب يقدر ب 3000كم2 يمتد من محور الشاكوسيه في ريف حماه الشمالي الشرقي وصولا لبنان جنوبي حلب.

كذلك أفاد مصدر عسكري بأن وحدات من الجيش العربي السوري استعادت السيطرة على بلدة الرهجان بريف حماة الشمالي الشرقي وفي وقت سابق أعلن المصدر العسكري السيطرة على قرية الشاكوسية وذلك في إطار عمليات الجيش العربي السوري لاجتثاث تنظيم جبهة النصرة الإرهابي من ريف حماة الشمالي الشرقي.

وبين المصدر أن وحدات من الجيش العربي السوري بالتعاون مع مجموعات الدفاع الشعبية تابعت عملياتها العسكرية في ملاحقة فلول إرهابيي تنظيم جبهة النصرة في ريف حماة الشمالي الشرقي "واستعادت السيطرة على قرية الشاكوسية".

ويشهد الميدان السوري تطورات عدّة لا تتعلّق بإدلب مباشرةً لكنّها تبدو جوهريّاً مرتبطةً بها. ومن بين تلك التطورات يبرز الاستهداف المتكرر لقاعدة حميميم العسكريّة بما ينطوي عليه من رسائل ناريّة إلى موسكو وتبدو أكبر من قدرة المجموعات المسلّحة على توجيهها. كذلك يبرز استهدافٌ ناريّ مباشر تعرّض له رتل عسكري تركي في ريف حلب الشمالي الغربي بينما كان منطلقاً نحو كفرلوسين في ريف إدلب الشمالي الشرقي.

وقالت مصادر ميدانيّة إنّ الرتل قد استُهدف بقذائف «آر بي جي» مجهولة المصدر أدّت إلى إعطاب آليّة واحدة على الأقل فيما أكدت مصادر أخرى أنّ «تضرّر الآلية قد نجم عن انفجار لغم أرضي». ويواصل الجيش التركي حشد التعزيزات في محيط عفرين مع استمرار وسائل إعلام تركيّة في الترويج لـ«عملية عسكرية كبيرة» هناك.

ووسط هذه التعقيدات واصل الجيش العربي السوري أمس التقدّم في ريف إدلب الجنوبي الشرقي مستفيداً من المكسب الاستراتيجي المهم المتمثّل ببلدة سنجار التي تحوّلت سريعاً إلى نقطة ارتكاز نحو مكاسب أخرى ويوحي مسار المعارك بأنّ مطار أبو الضهور العسكري يشكّل بوصلة أولى للعمليّات التي باتت بحلول مساء أمس على بعد قرابة عشرة كيلومترات منه.

فيما يبرز هدفٌ استراتيجي ثانٍ محتمل على هذا المسار ويتمثّل بالإفادة من المطار للانطلاق نحو مناطق سيطرة الجيش وحلفائه في ريف حلب الجنوبي الغربي (عزيزيّة والحاضر) مع ما يعنيه ذلك من ضرب أوّل الأطواق في معركة إدلب. وسيكون من شأن الطوق المذكور إذا ما فُرض أن يعزل مناطق تحت سيطرة المجموعات المسلحة بين ريفي حلب الجنوبي الغربي وإدلب الشمالي الشرقي.

وتبدو عمليات الجيش العربي السوري وحلفائه راهناً أشبه بخطواتٍ أولى على طريق المعركة الكبرى ومن المرجّح أن مساراً آخر للمعارك مرشّح للتدشين في مراحل قادمة وتشير بوصلته إلى اتجاه معاكس في ريف إدلب الغربي ولا سيّما مدينة جسر الشغور.

ومن شأن هذا التقسيم أن يتيح احتواءً مسبقاً لأيّ هجمات ارتداديّة قد تفكّر المجموعات المسلّحة في شنّها مستقبلاً انطلاقاً من إدلب نحو المحافظات المجاورة (حماه واللاذقية بشكل خاص). وعلى الرغم من عدم توافر معلومات مؤكّدة غير أنّ تطورات إدلب الراهنة قد تكون انعكاساً لما جرى التوافق عليه بين لاعبي «أستانا» الإقليميين وراء الكواليس. ويعزّز هذا الاحتمال انهماك أنقرة كليّاً في تعزيز حضورها في الريف الشمالي لإدلب ومراقبة تقدم الجيش وحلفائه بصمت.

موسكو تكشف تفاصيل «هجوم حميميم»

الي ذلك أعلنت وزارة الدفاع الروسية أن قواتها العاملة في سوريا تمكنت من إحباط هجوم على قاعدتي حميميم الجوية وطرطوس البحرية باستخدام طائرات من دون طيّار في ليل الخامس والسادس من الشهر الجاري وأوضحت أن قوات الدفاع الجوي الروسية كشفت «13 جسماً جوياً مجهولاً صغير الحجم يقترب من القواعد العسكرية» مضيفة أن 10 طائرات اقتربت من قاعدة حميميم فيما توجهت 3 طائرات نحو القاعدة في طرطوس.

وأشارت إلى أن «فرق الحرب الإلكترونية تمكنت من السيطرة على 6 من تلك الأجسام، وهبطت ثلاثة منها في مناطق خارج حدود القاعدة الجوية، وانفجرت الباقية حين اصدامها بالأرض» موضحة أن «سبع طائرات منها دمّرت من خلال نظام (بانتسر ــ اس) المضاد للطائرات والذي تديره وحدات الدفاع الجوي الروسي... ولم يوقع الهجوم ضحايا أو أضراراً في القواعد الروسية».

وقالت إن «الخبراء العسكريين الروس يقومون حالياً بتحليل فني يشمل المتفجرات المثبتة على تلك الطائرات المسيّرة... وبعد فكّ رموز البيانات المسجلة تمكن المتخصصون من تحديد موقع إطلاق تلك الطائرات». ولفتت إلى أنها المرة الأولى التي «ينفّذ فيها الإرهابيون هجوماً بطائرات من دون طيار على مدى يزيد على 50 كيلومتراً وباستخدام نظام توجيه ملاحي حديث». وأظهر الفحص التقني للطائرات أن «الإرهابيين كانوا قادرين على شنّ مثل هذه الهجمات على مسافة 100 كيلومتر تقريباً».

ورأت أن «التقنيات الهندسية التي طبقها الإرهابيون لتسيير تلك الطائرات يمكنها أن تكون قد أتت من أحد البلدان ذات القدرات التكنولوجية العالية في مجال الملاحة عبر الأقمار الصناعية والتحكم عن بعد والسيطرة على أجهزة متفجرة وإسقاطها وفق إحداثيات مخصصة... وقد زوّدت بقنابل مزودة بصمامات تفجير أجنبية».

وأشار إلى أن «المختصين الروس يعملون على تحديد قنوات الإمداد التي تلقى الإرهابيون من خلالها هذه التقنيات والأجهزة فضلاً عن فحص نوع وأصل المركبات المتفجرة المستخدمة في القنابل» موضحة أن هذا الهجوم «هو الدليل على أن المسلحين قد تلقوا تقنيات متطورة لتنفيذ هجمات إرهابية باستخدام مثل هذه الطائرات المسيّرة في أي بلد».

إسرائيل قلقة من ترميم إيران ترسانة سوريا الصاروخية

وفي سياق متصل طورت إسرائيل رسائل التهويل والتهديد تجاه الساحة السورية وأعدائها فيها عبر تسريب مقصود تبعه تصريحات ومواقف رسمية «كشفت» فيها أنها بحثت بشكل مكثف مخاطر التمركز الإيراني في سوريا على أمنها القومي مرات عدة في المجلس الوزاري المصغر للشؤون الأمنية والسياسية.

«القناة العاشرة» العبرية التي كشفت خبر «البحث المكثف» قدمت «الكشف» بعبارات وصوغ كلمات وكأنها كشفت مقدمات حرب إسرائيلية باتت وشيكة في الساحة السورية، في توظيف واضح وربما زائد عن حده لنقاشات «الوزاري المصغر» بعد سلسلة تهديدات ورسائل تهويل عبر تصريحات صدرت عن المسؤولين الإسرائيليين تجاه الساحة السورية.

وقال مراسل الشؤون السياسية للقناة باراك رافيد إن «الرقيب العسكري يمنع نشر معطيات كاملة، لكن ما يمكن قوله إن النقاشات خلال الأيام الماضية في المجلس الوزاري المصغر حول الجبهة الشمالية كانت بالغة الأهمية» لافتاً إلى أن «النقاشات ركزت على أنشطة إيران وحزب الله في سوريا ولبنان والاستعدادات لليوم الذي يلي الحرب السورية واستعادة الجيش السوري السيطرة على معظم أجزاء البلاد».

وشدّد تقرير القناة على أنه في مقابل منع نشر التفاصيل إلا أن الواضح هو أن الخشية الإسرائيلية تتعلق تحديداً «بالتقدم الميداني للقوات النظامية السورية المدعومة من إيران وحزب الله في الجولان» مع التشديد على أن هذه القضية هي أحدى أهم القضايا الرئيسية التي يناقشها المجلس المصغر.

ونقلت القناة عن وزير الأمن أفيغدور ليبرمان قوله إن «سوريا ولبنان هما كيان عسكري واحد» وأن على إسرائيل «الاستعداد لتحدٍّ جديد على الجبهة الشمالية». وأضاف في رسالة تهديد واضحة أن «أي تطورات سيكون سببها حزب الله ونظام (الرئيس بشار) الأسد وكل من يتعاون مع النظام في سوريا بالاضافة إلى الجيش اللبناني».

إعطاء مستوى أعلى من الصدقية على ما ورد في القناة، جاء على لسان وزير الطاقة، عضو الوزاري المصغر يوفال شتاينتس الذي جال على عدد من وسائل الإعلام العبرية، ليعلق على «تسريب القناة العاشرة». في حديثه مع إذاعة الجيش، أشار إلى أن الأجواء في «الكابينت» (الوزاري المصغر) كانت «جدية جداً، وموضوعية جداً. ولم أرَ أو ألاحظ أي توتر خاص بين (رئيس الحكومة بنيامين) نتنياهو وأي من الوزراء»، في إشارة منه إلى التوافق التام حول «التمركز الإيراني». وأضاف أن «الشرق الأوسط يغلي من حولنا، ونحن قلقون من المحاولة الإيرانية للتمركز العسكري في سوريا من جهة حدودنا الشمالية». وقال إن «رئيس الحكومة يقود سياسة ومعركة متعددة الأبعاد، سياسية وأمنية، من أجل كبح التمركز الإيراني في سوريا، وهذا ما أستطيع البوح به عن الاجتماعات».

في مقابلة ثانية مع موقع صحيفة «يديعوت أحرونوت» رأى أن إسرائيل قلقة مما يحدث على الجبهة الشمالية «لكن لن أكشف مضمون النقاشات في الوزاري المصغر رغم أنه ليس سراً. فرئيس الحكومة أعرب عن قلقه إزاء جهود إيران لإقامة قواعد عسكرية داخل سوريا ونحن تحت قيادته نقوم بأنشطة دبلوماسية واستخبارية لمنع سوريا من أن تتحول إلى قاعدة عسكرية إيرانية. نعم . ذلك قد يتطلب سنوات لكننا مصممون على منعه».

ورداً على سؤال «كيف تستعد إسرائيل لليوم الذي يلي» قال شتاينتس «نحن لا نريد أن نرى في سوريا قواعد سلاح جو إيراني أو قواعد صواريخ إيرانية وكذلك قواعد بحرية».

صحيفة «يديعوت أحرونوت» وصفت «نقاشات الوزاري المصغر» بالاستراتيجية وقالت إن «الفترة الأخيرة شهدت عدة جلسات كان آخرها يوم الأحد الماضي حيث ناقش أعضاء المجلس سبل مواجهة المحاولة الإيرانية للتمركز في سوريا، وتحديداً تفعيل النشاط الدبلوماسي أمام روسيا والولايات المتحدة».

صحيفة «هآرتس» كانت أكثر تحديداً في الإشارة إلى القضية الرئيسية التي حركت موجة الرسائل التهويلية والتهديدية الجديدة تجاه الساحة السورية، مشيرة إلى أن «الأسد يعيد السيطرة على سوريا، رغم الهجمات التي يشنها المتمردون، ومن بينها مناطق أعاد السيطرة عليها في جنوب سوريا بالقرب من الحدود مع إسرائيل».

ولفتت إلى أن «إيران، تحت غطاء انتصار معسكر الأسد، تعمل على قطف الثمار، حيث شاحنات النقل البري بدأت بنقل السلع عبر الممر البري من العراق إلى سوريا، وربما أيضاً تنقل وسائل قتالية».

وتكشف الصحيفة أن «القضية الحاسمة والرئيسية من ناحية إسرائيل هي صناعة الأسلحة الإيرانية إذ إن المسؤولين الإسرائيليين يعربون عن قلقهم من أمرين اثنين: إعادة ترميم ترسانة الصواريخ التابعة للنظام السوري وكذلك إقامة مصانع في سوريا ولبنان تكون أكثر دقة».

مرح ماشي - صهيب عنجريني

المزيد في هذا القسم:

المزيد من: الأخبار العربية والعالمية