
وانتزع الموت قصفاً حسب الإحصائيات الرسمية أرواح 13,603شهيداً منهم اكثر من 2000 شهيدة و2,233جريحة تخاف أن تطول جراحها ومرضها وتعجز عن خدمة أسرة تنتظر عودتها بفارق الصبر.
تجولت - وكالة الانباء اليمنية سبأ - في صمود المرأة اليمنية التي تمثل في التوزيع السكاني النوعي باليمن 49.6% من إجمالي السكان حسب الإسقاط السكاني لعام 2011م فيما يمثل الذكور 50.4% من إجمالي عدد السكان البالغ 26مليون و988 الف وتسعمائة نسمة.

تأمين الحلم..!
تتـزاحم أفكار المشاريع الصغيرة في مواقع التواصل الاجتماعي لفتح أبواب أمل أمام المرأة اليمنية من فرص تسويق مبيعات تجميل وأكسسوارت الى دورات تعليم المكياج والكوافير الى فرص تنمية الذات والبحث عن مشاريع الربح السريع.
الربح الذي دفع ( رنده) إلى التواصل مع كل صديقاتها لفتح مشروع صغير تتجاوز تكلفته ( 60 الف ريال ) وربحه مضمون ويومي لإعالة أسرتها بعد غياب رب الأسرة المفاجىء و فشلت في أستثمار صناعة المعجنات والحلويات بعد التحاقها بدوره تدريبية كلفتها 15 الف ريال وتبرر تعثرها في بيع الحلويات بأن (المشروع السهل أبرك من مشاريع الخسارة و التعب )|.
أنهـك العدوان السعودي- الأمريكي الإقتصاد اليمني الذي يوصف بـ(المتدهور) و يصنف اليمن من أفقر دول العالم الذي يعيش سكانه على اقل من دولار يومياً حسب تقرير الأمم المتحدة للتنمية لقوائم الفقر والفقراء العالمية ليزحف الفقر الى اكثر من 18مليون مواطن يمني يعيشون تحت خط الفقر ويصارعون الجوع.
وتتصدر اليمن قائمة الدول " الأشد فقراً" بسبب العدوان الذي حاصرها جواً وبراً وبحرا تليها أفغانستان وجمهورية افريقيا الوسطى بحسب معهد (ليجاتوم) بلندن حول مؤشرات الرفاهية والرخاء والفقر والجوع والشقاء وتزعمت اليمن قائمة 19 دولة (الأكثر بؤساً ) فيما أرتفعت نسبة فقراء اليمن بسبب العدوان الى 80% وبحسب تقرير للبنك الدولي الذي قَدر الأضرار التي ألحقها العدوان بالبنية التحتية بين 4و 5 مليار دولار ,فيما لفت إلى أن الاحتياجات الإنسانية تجاوزت مليار دولار نتيجة استمرار هوس النفوذ السعودي.
هجوم الفــقر..
قريب من بيع المقتنيات يؤكد صاحب محل مجوهرات في سوق الزهراوي الذي يعج بالمتسوقات من النساء وبات ضالة محدودي الدخل والبسطاء أن حركة بيع الذهب "نشطة" في سوق العرض والطلب حيث تتوافد النساء يومياً لبيع حليهن مهما كانت تكهنات السعر ويؤكد انه أحيانا يقدم نصيحة إنسانية للنساء بعدم التسرع في البيع ويعرض اقراضهن مبلغ مالي لمدة شهر مقابل (رهن) أملاً في تدبير المبلغ وتسديده عوضاً عن البيع خاصة وأن سوق الذهب واعد في ظل عدم استقرار سعر صرف الدولار مقابل الريال، حيث توقع أن يصل سعر جرام الذهب مع نهاية العام الجاري إلى ثلاثين الف ريال ما يعني خسارة كبيرة للنساء اللاتي يبعن ذهبهن مقابل بعض الإستقرار المادي المؤقت.
وتؤكد(آمال) موظفة أنها باعت كل ما تملك من مقتنيات لتأمين غذاء اطفالها ودفع ايجار المنزل والتزامات أخرى أجبرتها على البيع تخلصاً من ملاحقة الدائنين لزوجها العاطل عن العمل الذي يلتزم الصمت (صبراً)و التعوذ من (غلبة الدين وقهر الرجال).
فيما بددت (أم الهام) كل ذهبها بحثا عن مشروع صغير ولم توفق في تحقيق أملها معلله الفشل بضعف القوة الشرائية عند الناس اللذين يترددوا كثيرا ويكتفون بتأمين الأساسيات خاصة وان مشروعها ترفيهي عبارة عن محل لألعاب (البلاستيشن) يزوره القليل من الهاوين والكثير من الأطفال اللذين يكتفوا بتأمل بطولات اللاعبين الكبار في شاشات الصراع الخيالي.
لافتاً إلى إصرار الزوجة على تعلم بعض المهن و الأشغال اليدوية المدرة للدخل و لو بمبالغ بسيطة تفيد رب الأسرة في توفير بعض المتطلبات الأساسية من مردود الخياطة وتطريز الأقمشة النسائية و صناعة البخور و مستلزمات التجميل.
ويتألم حكيم عندما يشاهد شريكته تعاني و تشاركة تحمل المسئولية بصبر منقطع النظير دون ان تشتكي او تتذمر و هو مكتوف اليدين.
ويوضح أحمد باد ويلان أن الشراكة بين الرجل والمرأه قائمه بموجب التكليف الإلهي دونما مس بقيمة أحدهما او إنتقاص .. وماحدث من تراجع في نظرة بعض الرجال في قدر الشراكه وأهميتها ناتج عن قصور يجب تلافي.
معتبراً أن العوده الآن إلى حديث الشراكة وتقاسم الهموم هي عوده إلى فطرة الحياة الأصيلة التى قامت عليها البشرية منذ الخلق وليست وليدة التطور كما يدعي المدافعون عن حقوق المرأة.
محاولات المرأة في المساعدة يقابلها جهد حثيث من الشريك للبحث عن عمل يعفيه من عتاب المجتمع الذي يحشره في خانه (عاطل) حيث دفع البحث عن فرصة عمل جمال إلى محاولة السفر واستغلال خبرته العملية كمهندس وبادر عند الحصول على فيزه سفر للعمل بالاستعداد الجيد للهجرة وبالغ في بيع الأمل لزوجته الصابرة وعند اول محطة ذهاب (بسيئون) تفاجأ أن الرحلة ستؤجل أسبوعين وفيزته ستنتهي خلال أسبوع وبعدها حاول السفر عبر أي منفذ ولكن تعثرت رحلته وانهارت أحلامه وأصيب بجلطه نقل على أثرها المستشفى لتتجاهل زوجته وعود الحلم وتختصره بأمنيات الشفاء لزوجها.

خان الصبر إمرأة أخرى سقط زوجها "هـــماً"بجلطة الزمته سرير المستشفى ورافقته الزوجة بذكريات الحلو والمر لثلاثين عام زواج فباغتها الخوف من فقدانه وموته الفاجع وتركها وحيده تصارع أمواج الفقر مع ابنائها وبناتها وقَضت ليلتها بجانب زوجها تتخيل صراخها وحزنها وفي الصباح خطفها الموت قبل زوجها المريض لتترك له مهمة الهَـم وحـيداً.
صمود المرأة (الأم العطوفة والزوجة المخلصة والأخت الصابرة والأبنه المطيعة ) يقابله عرفان مستحق من الشريك (الزوج والأخ والـ..) بدورها المخلص والمتفاني في مواجهة فظاعة العدوان وبشاعة جرائمه لشعب لا يكسر صموده التجويع والقصف والتدمير.
حيث يزهر ربيع وليد اليمني حلماً بأنه حال إنفراج الحالة المادية ووقف العدوان سيكافأ زوجته برحله سياحية طويلة الأجل الى مصر (أم الدنيا).
فيما يَـعد آخر زوجته بتعويضها كامل ذهبها بأفضل منه شكلا وأثقل وزناً ولاينسى توثيق أسمه بحروف من ذهب لتتزين بة في مناسباتها وتثبت لصديقاتها انه الزوج الوفي.
فيما سارع زوج محب بتكريم زوجته عندما حصد مبلغ مالي من عمل خاص وأشترى لها خاتم زواجها(الدبلة) التي باعته وتسبقها دموعها في ضائقة مالية ولم ينسى كتابة اسمه وتاريخ الخطوبة وبعد ثلاثة أشهر زارته الديون فأضطر لبيع الخاتم مره أخرى والغريب أنه ثالث مره يتكرر نفس التكريم وذات البيع عند نفس محل الذهب الذي حفظ أسم الزوج بعد تكرار نحته على خاتم الزواج (الضيف.)
أوهنـت أهوال الوضع الاقتصادي كاهل الرجال وغزتهم شيخوخة مبكرة ورسمت تجاعيد إستباقية بوجوه النساء ولم تعفي الأطفال من تحمل قساوة العدوان الذي دفعهم لحفظ الأشعار والزوامل من ترديد (صنعاء بعيدة قو لو له الرياض أقرب) في حالة التحدي الى مشاركة البردوني في تساؤله "لماذا نحن يامربى ويامنفى بلا سكنً بلا حلوى بلاذكرى بلا سلوى بلا حزن."
تحقيق : نسيم الرضاء - سبأ
المزيد في هذا القسم:
- الأمم المتحدة: 16 مليون يمني بحاجة ماسة للغذاء المرصاد نت - متابعات أعلنت منظمة البرنامج الأغذية العالمي التابعة للأمم المتحدة أن العدوان السعودي المتواصل على الشعب اليمني والحصار المفروض منذ أكثر من سنة و...
- عـــــــــاجل : الأمن القومي يعتقل الناشط الحقوقي علي حسين الديلمي اعتقل رئيس منظمة "يمن للدفاع عن الحقوق والحريات" الناشط الحقوقي علي حسين الديلمي بالاضافة الى الناشطة الحقوقية هناء الأديمي في مطار صنعاء الساعة الواحده...
- سلسلة أوبئة تحصد أرواح الآلاف اليمنيين بسبب العدوان المرصاد نت - محمد الحسني حالات تجعل الوالدان شيباً، ونساء لسان حالهن (يا ليتني مت قبل هذا وكنت نسياً منسياً) آخرون يستعيذون بالله من قهر الرجال وغلبة ال...
- مجلس نادي القضاة اليمنيين يقر نادي استمرار الإضراب في محاكم الجمهورية أقر مجلس نادي قضاة اليمن استمرار الإضراب عن العمل في جميع المحاكم والنيابات بجميع انحاء الجمهورية حتى يتم القاء القبض على منفذي الاختطاف ...
- اختتام اعمال المنتدى الدولي لنصرة الأسرى في سجون الاحتلال الإسرائيلي بمشاركة عربية ودولية ... طالب 'المنتدى العربي الدولي لهيئات نصرة أسرى الحرية في سجون الاحتلال'، في اختتام أعماله يوم امس في بيروت، بوضع استراتيجية عربية ودولية لمؤازرة الأسرى والعمل الج...
- 11عاما على ثورة يناير: ناشطون يتذكرون الضحايا… و«الغارديان»: التعذيب في أقسام الشرطة مستمر المرصاد-متابعات لم يجد النشطاء والسياسيون والحقوقيون المصريون، في ظل القمع والتضييق، سوى وسائل التواصل الاجتماعي لإحياء الذكرى الحادية عشرة لثورة الخامس والعشر...
- حمى الضنك والملاريا تحصد أرواح المواطنين في عدة محافظات! المرصاد نت أفادت مصادر طبية أن طفلتين توفيتا وأصيب 15 آخرين بوباء حمى الضنك، الخميس، في مديرية المخا غربي محافظة تعز وقالت المصادر إن وباء حمى الضنك عاود الان...
- لليوم الثالث اختفاء للاستاذ عبدالسلام الضوراني. من صفحة علي البخيتي عبد السلام الضوراني مدير مدرسة "الحمزة بمدينة ذمار" خرج كعادته لعمله الساعة السابعة و النصف صباح يوم الأحد 6 / 4 / 2014 م و كان يفترض ان ...
- الصليب الأحمر: الطفولة في اليمن أصبحت مخنوقة بسبب الحرب وضياع جيلا بأكمله! المرصاد نت قالت اللجنة الدولية للصليب الأحمر إن 3.2 مليون طفل وامرأة يعانون من سوء التغذية الحاد في اليمن حيث يعاني 50 في المائة من جميع الأطفال من نمو متوقف....
- العدوان يفاقم معاناة أمراض السرطان في اليمن! المرصاد نت مع احتفال العالم باليوم العالمي للسرطان الذي يصادف الرابع من فبراير من كل عام يفاقم العدوان معاناة ومأساة مرضى السرطان في اليمن بسبب الحصار ومنعه و...