المرصاد نت - نسيم الرضاء
دقيقة .. دقيقتان....عشر دقائق.... الآن خطف الموت طفل يمني بتهمة المرض أو الجوع وأغتال طفولته صاروخ أطلقته طائرة عمياء اعتبرت جسده الصغير هدف عسكري.

وبحسب تقديرات "متضاربة" لحجم التكلفة الحقيقية للحرب التي يشنها العدوان السعودي في اليمن فإنها تتراوح بين 1000مليار دولار إلى ترليون و 500مليار دولار حتى منتصف2017م وأنفقت خلال الستة الأشهر الأولى من العدوان 725مليار دولار خارج الخسائر غير المباشرة المتعلقة بتراجع الإستثمارات في السعودية والزيادة في الإنفاق العسكري والنقص في إحتياطي النقد الأجنبي.
و بحسب إحصائيات رسمية أسقطت الغارات الجوية خلال ثلاث سنوات" إبادة جماعية "075 ,3 طفل شهيد و869,2جريح.
فيما رصدت وزارة حقوق الأنسان "موت " آخر يغزو الأطفال وهو خطر الوفاة بسبب سوء التغذية الحاد (الوخيم) حيث يهاجم أكثر من 503ألف طفل ,فيما يحاصر سوء التغذية الحاد (المتوسط )مليون و741الف طفل, فيما ستقفز النسبة لإسقاطات التوقع للعام 2018م إلى 2مليون و 400 ألف طفل ,ضحايا جدد لدوائر الجوع.
وكشفت المسوحات الوطنية الميدانية في التغذية لوزارةالصحة ارتفاع مؤشرات "الهزال" إلى أكثر من 15%من الأطفال دون سن الخامسة فيما تجاوزت بعض المحافظات 21% .
ويعاني مليون وثمانمائة طفل من "التقزم" واصبحوا عرضة للإعاقات الدائمة التي تؤثر بشكل سلبي على قدراتهم الذهنية والفكرية والإنتاجية مستقبلاً كما يسهم نقص التغذية إلى ارتفاع معدلات الوفيات من الأطفال والرضع.
نوبة رُعب ..!
دونت وكالة الأنباء اليمنية (سبأ)مواقف خوف لأطفال لحظات القصف ومغامرة الهروب من الموت حيث يقول البراء(12عام)" كنت ألعب مع أصدقائي في الشارع بالقرب من منزلي في شارع تعز بأمانه العاصمة, وفجأه سمعنا صوت انفجار مرعب شعرت أن الرصيف تحرك من خوفي لم أتمكن من العودة إلى المنزل وتفرقناأنا وأصدقائي (هرباً) فدخلت بيت جيراننا ولم أُدرك ذلك الا بعد إنتهاء القصف والغريب انه وبعد نوبة الرعب عدت للشارع أبحث عن الكرة وفوجئت بصراخ والدتي وفرحتها برؤيتي سالماً بعد دقائق الأختباء."
فيما تتذكر أم بسملة (طالبة الصف الرابع) خوف أبنتها عندما أضطرت هي للخروج لشراء بعض الحاجات فبدء القصف الساعة الرابعة عصراً وسارعت بالعودة للمنزل, وفوجئت بـ"بسملة" خائفة ومنزوية بطرف (سرير دائما تحتضن ركنه عند غياب أمها ) وتصرخ بشدة وبعدها أصيبت بمرض (البهاق ) نتيجة حالة الرعب التي عاشتها لحظة القصف.
تحتضن الأم أبنها (7سنوات) المريض بالكبد والذي خارت قواه فلم يقوى على السير .. وظل يتنقل بين أحضان والديه اللذان تلاحقانه نظراتهما عند كل حركة وتقول الأم "أن الطفل أصيب بمرض الكبد نتيجة شدة الخوف والرعب الذي عاشه عندما استهدفت غارة مكتب التربية بعمران وصادفت خروجه مع أخويه الأكبر سناً (للبقالة) فأخترقت شظايا الصاروخ جسدي أخويه واستشهدا على الفورأمامه و ظل يصرخ ويرفض الحديث مع أحد سوى سرد رواية لحظة افتراس الموت (اخواه ) وإخلاء سبيله."
ولم تلاحظ الأم تدهور صحته إلا بعد شهر على الحادث بعد أن أصيب بصفار حاد وبعد مراجعة الأطباء أوضحوا أن حالته متأخرة ويجب الرحيل به الى طبيب مختص يتابع حالته.
وهلعاً عليه سارع الوالدان بإسعافه إلى أمانه العاصمة حتى لا يلقى نفس مصير جاره الذي سرقه الموت بعد أن دمر خوف مماثل كبده.

الموت إختباءً ...!
هدوء "مزعج" لم تستطع الأم أن تترك رضيعها بجانبها وتغفوا داومت احتضانه يومين متتالين وهي تخبأه من القصف والغارات في زاوية جرف في جبال صعده ايماناً أنها تهديه الحياة, كان الطفل يعاني من حُمى لم تفارقه, وعجزت الأم عن إسعافه كون الخروج من (الجرف )يعني تضاؤل احتمالات البقاء وإعتقادا منها أن الحُمى عرضيه فضلت مراقبة انفاسه والدعاء له و كلما أشتدت الحُمى ضاعفت ضمه إليها وفجأة توقف نبض وليدها إبن العامين ودفنته في ذلك المخبأ وغادرته دون رجعه..
وتقول الأم أنها أحست عند سماع الأنفجار القريب من المنزل في بيت بوس في حدة أن أبنيها أصيبا بمكروه ولم تتوقع أنهما فريسة غارة البشاعة.

يتساقط الأطفال في كل أرجاء اليمن يخرجون دون أحتمالات للعودة ينامون بخوف اللايقظة يأكلون وجباتهم الفقيرة وأحيانا يبتلعهم القصف كوجبة حقد يفرون من الخوف فتلاقيهم وحشية العدوان بمخيم للنازحين في مديرية الحالي بمحافظة الحديدة التي قتلت سبعة أطفال منهم (جنين ) تناقل العالم في ليله حزينة صور لأشلاء متفحمة و متنثارة في قارعة حرب منسية.

منظمة اليونيسف أدانت الهجوم ووصفته "بالصدمة الشديدة والمرفوض والمدان " متمنية ان يكون الاطفال في "أمان دائم "معتبرة أن هناك حرب مستمرة "ومستعرة" على الأطفال في اليمن.
وقريباَ من التفاؤل يتمنى مهند (13)عاماً أن تنتهي الحرب ويؤكد قراره بأنه سيخاصم كل من يذهب دولة العدوان السعودي وعند سؤاله(لماذا؟) يكرر بإمتعاض حتى لا(أنسى ) ما أقترفه جنونها ويواصل بعد تفكير طفولي (سأخاصم حتى من يحج ) ..
فيما يتمنى الطفل هاجد(12) عام أن تخرج كل يوم مظاهرة للأطفال فقط لا يقحم الكبار فضولهم فيها يطالبون الأمم المتحدة بوقف الحرب وضمان حياة كريمة لهم ويجدد قناعته بأنه مقاطع كل البضائع السعودية كنوع من الرفض لعدوانها.
فاطمة (9 سنوات) قاطعت صديقتها المقربة عندما لاحظت أنها تذكر السعودية بأسمها دون أن تسبقها بتوصيف "العدوان " فأقتنعت أن صديقتها مشكوكه نوايها ورغم إعتذار (ثريا) 12عام لم تتمكن من إعادة مياه الود الى مجرى صداقة فاطمة .
عواقب التوحش ..
سَلب العدوان حق الطفل اليمني في الحياة وحَملهُ تبعاتها نفسياًحيث بينت الدراسات النفسية التي أجراها باحثون على أطفال قابعين بمناطق حروب ونزاعات بالعراق وسوريا واليمن أن تعرض الأطفال لأعمال ومظاهر العنف خلال الحروب يسبب سوء التغذية في المناطق الفقيرة و المرض والتشرد واليتم والفواجع و دافع لأرتكاب أعمال عنف وإضطراب في التربية والتعليم.
وقد تصاحب هذه الصدمات حالات من الفوبيا المزمنة ويُعبر الطفل عن هذه الحالات بالبكاء أو العنف أو الغضب والصراخ أو الانزواء في حالة من الاكتئاب الشديد إلى جانب الأعراض المرضية مثل الصداع، المغص، صعوبة في التنفس تقيؤ تبول لا إرادي، انعدام الشهية للطعام، قلة النوم، الكوابيس وآلام وهمية.
وفي حال مشاهدة الطفل لحالات وفاة مروعة لأشخاص مقربين منه أو جثث مشوهة أو حالة عجز يصاب بصدمة عصبية قد تؤثر على قدراته العقلية و ظهور بعض الاضطرابات السلوكية مثل قضم الأظافر و ظهور مشكلات في الكلام كالتلعثم أو الفقدان الوظيفي للنطق.
إنتهت الدقائق ... لنبدء مجدداً تأمل ساعات حُلم يومي عايشته (سبأ) لطفل يمني بأن يعم السلام يمن الصمود طفل يلملم أمنياته وينطوي على بعضه وينام متمتماً" هنا في اليمن المنسي تتآكل الأمنيات " وعيناه الناعسة تتجول في ارجاء الليل خوفا من صاروخ يخترق سقفه ويفجر حلمه فيُحكم الطفل إغلاق عينيه المُتعبتين لينام ويخشى ان تكون نومته الأخيره.
المزيد في هذا القسم:
- المعاقون.. الأكثر معاناة بسبب العدوان والحصار! المرصاد نت شريحة المعاقين هي من أكثر الشرائح معاناة من جراء العدوان والحصار المفروض على الشعب اليمني حيث تشير الإحصائيات الى وجود ثلاثة ملايين وثمانمائة ألف م...
- اليونيسيف: 50 مليون طفل مهجر حول العالم المرصاد نت - متابعات كشف تقرير جديد لمنظمة اليونيسيف ( منظمة الأمم المتحدة للطفولة) أن نحو 50 مليون طفل "اقتلعوا من ديارهم" 28 مليونا منهم نزحوا بسبب نزاعات ل...
- النظام السعودي وسياسة هدم الآثار اليمنية! المرصاد نت في حين تحتفل دول العالم باليوم العالمي للسياحة تمر السياحة في اليمن باسوأ مراحلها نتيجة العدوان والحصار وفقا لتقرير حكومي فقد ألحق العدوان اضراراً ...
- معاناة متواصلة لليمنيين خاصة الأطفال نتيجة سوء التغذية الحاد ! المرصاد نت - متابعات تتواصل معاناة الاطفال اليمنيين من انعدام الامن الغذائي وسوء التغذية الحاد بسبب الحصار السعودي المتواصل على اليمن. واشارت مصادر طبية الى ت...
- الأمم المتحدة تحذر من عواقب انخفاض تمويل العملية الإنسانية في اليمن المرصاد نت - صنعاء قال جون غينغ مدير العمليات في مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية للصحفيين في مقر الأمم المتحدة إن الملايين من اليمنيين في &ldquo...
- حرب إبادة تشنها السعودية في اليمن .. بدون صواريخ ! المرصاد نت - متابعات نظمت وزارة الصحة اليمنية لقاء موسعا مع المنظمات الانسانية لايجاد حلول للوضع الصحي المتدهور في اليمن جراء العدوان والحصار المفروض منذ ا...
- مئات اليمنيين في الدريهمي يصارعون الموت البطئ! المرصاد نت يوماً بعد يوم وشهراً بعد شهر وسنة اخرى تمضي والعالم أجمع يتفرج للموت البطيء والسريع لابناء اليمن سواء بالقتل المباشر لطيران وصواريخ تحالف العدوان ا...
- أطفال اليمن.. 4 سنوات من الإبادة! المرصاد نت تمّ تأسيس يوم الطفل العالمي عام 1954 من قبل الأمم المتحدة ويتمّ الاحتفال به في 20 نوفمبر من كل عام؛ بهدف تعزيز الوعي بين الأطفال في جميع أنحاء العا...
- منظمة الصحة اليمنية تدشن حملتها الـ8 للتبرع بالدم المرصاد نت - صنعاء دشنت منظمة الصحة اليمنية بالتعاون مع مؤسسة المصطفى في العاصمة صنعاء اليوم الإثنين حملتها الـ8 للتبرع بالدم، رفدا للمشافي والمراكز الصحية...
- العدوان دمّر 27 ألف منزل ومنشأة مدنية في اليمن المرصاد نت - صنعاء أفاد تقرير حديث بأن ما يزيد عن 27 ألف منزل ومنشأة حكومية ومدنية دمرها العدوان على اليمن في الفترة من يونيو/حزيران 2015 وحتى 30 ديسمبر/ ...