المرصاد نت
وحشية العدوان ومواضعات السقوط ..
استطاعت أمريكا أن تجرجر نظام آل سعود إلى حافة الهاوية ليس في اليمن فحسب بل في المنطقة العربية بأسرها حيث أشعلها المال السعودي بالخراب والدمار والقتل والتشريد، وكانت اليمن هي الورطة الكبرى لنظام آل سعود، والجريمة التي لا تنسى والفضيحة المدوية في تاريخ البشرية ورغم إعلان الحرب على اليمن من واشنطن - كما أسلفنا - إلا أن ذلك لا يعفي المملكة السعودية عن مسئوليتها الرئيسية والمباشرة في ارتكاب تلك الجرائم المروعة بحق المدنيين الأبرياء من النساء والأطفال والشيوخ والمقعدين، وسلسلة المجازر التي لم تتوقف حتى اللحظة عن استهداف الأسواق والطرقات والمدارس والتجمعات العامة والمستشفيات والاعراس والمآتم وغيرها، جاعلة من اليمن بأكمله منطقة عسكرية مفتوحة لطائراتها وهذه هي رغبة أمريكا - أيضا - في النيل من الشعب اليمني، وتوريط المملكة وإغراقها في بحار من الدماء والأشلاء، وجعل نظام آل سعود طريد لعنة الانتقام والثأر لضحايا المجازر الجماعية وحرب الإبادة الوحشية والحصار المطبق، الذي استهدف الناس في غذائهم ودوائهم، وتحميله مغبة العدوان الوحشي البربري الذي أمعن في الخراب والدمار والقتل بدون وجه حق، وبذلك تتمكن أمريكا من ابتزاز النظام السعودي على المستويين السياسي والاقتصادي إلى أبعد الحدود الممكنة، الأمر الذي يجعله في حالة عداء دائم وشامل مع الجميع، وعندها تنهار ثقة الشعوب العربية والإسلامية فيه، وتسقط هيبة ومكانة وصورة خادم الحرمين الشريفين في الوعي الجمعي، خاصة وإن أمريكا ومن ورائها القوى الاستعمارية لا تتورع أو تتحرج في فضح النظام السعودي من وقت لآخر، وتسعى إلى كشف وتعرية حقيقة مواقفه التخريبية الاجرامية في المنطقة، وتبنيه دعم وتدريب وتأهيل الجماعات الإرهابية، وسعيه من خلالها إلى تدمير الوطن العربي والإسلامي وتفتيته، إضافة إلى انتهاكه الشعائر والمقدسات الإسلامية، وتسهيله عملية دخول اليهود الصهاينة إلى الحرم المكي الشريف والحرم النبوي الشريف، أما بصورة جماعية تحت مسمى شركات أمن وحماية وتنظيم الحج، أو بصورة فردية تحت مبرر السياحة، ذلك وغيره يجعل سقوط هذا النظام وشيكا، وحينها سيتخلى عنه الحليف الاستراتيجي والراعي الرسمي لجرائمه، ويسلمه لمصيره المحتوم، بعد أن يضمن سلامة واستمرار مصالحه على يد حليف جديد، أكثر ضعفا وهشاشة، وأكثر استجابة وامتثالا لأوامر أمريكا وسياساتها.
من نافلة القول إن عداء الشعب اليمني وانتقامه لن يكون إلا من نظام آل سعود نفسه لا سواه، ومن المستبعد أن يثق الشعب اليمني مستقبلا بهذا النظام إن قدِّر له البقاء، أو تجمعه به علاقات ثنائية ودية، بعد كل تلك المجازر والإجرام والقتل بالطائرات والمجاعة والأوبئة والأمراض، ومادامت مخاوف أمريكا وإسرائيل من أن يكون أمر باب المندب بيد الشعب اليمني، هي إحدى الأسباب الحقيقية لهذه الحرب الظالمة، فذلك لا يعفي هذين النظامين الاستعماريين من تحمل مسئوليتهما ونصيبهما من وزر جرائم ومجازر الحرب وكل تبعاتها، وإذا كان إعلان اليمنيين العداء لأمريكا وإسرائيل، مبررا مقبولا لحقدهما وعدائهما، فما مبرر حقد وعداء آل سعود وانتقامهم من الشعب اليمني، إلا أن آل سعود ينتمون إلى ذات النهج الأمريكي الصهيوني وذات العقيدة، ولا تربطهم أدنى صلة بالأرض التي يحكمونها والإنسان الذي يستعبدونه والدين الإسلامي الذي يحكمون باسمه وينتهكونه باستمرار، والشعب الذي يستبدون به وينهبون خيراته ومقدراته وثرواته، ليملأوا بها خزائن أمريكا وإسرائيل وأخواتهما من الدول الاستعمارية، لأن فعلهم ذاك فعل المنتقم وليس فعل من يشعر بذرة انتماء للأرض والإنسان.
كان بإمكان نظام آل سعود تحقيق أهداف كثيرة تخدم مصالح شعبه، وتعزز مكانته وعلاقته بدول الجوار والعالم، لو أنه احترم إرادة الشعب اليمني، وتعاون معه، بدلا من قيامه بشن حرب انتقامية عليه، وذلك جعله يخسر حليفا استراتيجيا قويا، كان سيعزز مكانة المملكة ويساند حضورها السياسي على مستوى المنطقة والعالم، ويقيها مخاطر الزوال الوشيك، والاستبداد والابتزاز الأمريكي الصهيوني الإمبريالي، الذي احتلب ثرواتها وخيرات شعبها، وأسقط هيبتها ومقامها وسيادتها إلى الأبد، وما كان لهذا أن يكون لو أن نظام آل سعود نزل عند رغبة الشعب اليمني، وتعامل معه معاملة الند والحليف، وليس معاملة العبد التابع.
كتب : أ . إبراهيم الهمداني
المزيد في هذا القسم:
- علامة تعجب.. كيف يقود “ابو هادي” قافلة الانتصار في زمن الانهيار ؟! المرصاد نت ما اروع ان يخرج الحي من صلب الميت، وينبجس الماء من عين الصخر، وينبت الخير في بوادي الشر ويطلع الفجر من غياهب الليل، وتنبعث العنقاء من كومة الرماد، ...
- العدو يريد تكريس اليأس .. والقلق ! بقلم: حميد رزق المرصاد نت لا تيأسوا.. أو تقلقوا… التحرك الجاد والشعور بالمسؤولية من قبل الجميع هو الضمانة الحقيقية لاستمرار صمودنا أمام العدوان .. الدول المعتدية ...
- ما وراء مسرحية هايلي ! بقلم : أمة الملك الخاشب المرصاد نت فرح الكثير بماعرضته مندوبة الأمم المتحدة في واشنطن عن ما أسمته الصاروخ اليمني الإيراني الذي وصل للرياض ولست هنا بصدد تحليل نوعية الصاروخ الذي يدرك ...
- الحدائق العامة ملك للناس وليست لأيتام النظام حتى لا تكون مدينة عمران أخرى محاصرة عانت وتعاني من الحصار والمواجهات والقتل والحرب والدمار في داخلها وفي حدودها، لابد من إخلاء صنعاء من آثار الآليات و...
- رأي للنقاش هذه المجزرة التي حدثت اليوم في التحرير، وغيرها، تعطي "أنصار الله" الشرعية الأخلاقية الكاملة لملاحقة القاعدة إلى كل وكر من أوكارها.. &nb...
- العالم الإسلامي يحتفل الا المسعودون المرصاد نت تحتفل كل الدول العربية والإسلامية رسميا وشعبيا بمولد النبي العظيم محمد عليه واله افضل الصلاة وازكى التسليم باستثناء بعض دول الخليج النفطي حيث تعم ا...
- أنتبهوا الإنجليز خباث قوي قوي ! المرصاد نت بقى ممثل الامم المتحدة في صنعاء حتى اللحظة يثير الريبة .. أنتبهوا يا جن لأ تلتزموا باشياء قبل ما تستشيروا عقلائكم ومنكم كثير يفهمون جيداً كل القضاي...
- الرد السوري هل هو مؤشر لحرب إقليمية كبيرة وإين موقع اليمن فيها ؟ بقلم : محمدالمقالح المرصاد نت إعلان سورية اسقاط طائرة "اسرائيلية" للكيان اخترقت اجوائها واعتراف الاخيرة بقصف موافع في تدمر ودوي صفارات الانذاربالقدس المحتلة واعتراض صاروخ اسرائي...
- عدن .. العودة إلى المربع الأول للاغتيالات المرصاد نت عادتْ ظاهرة الاغتيالات التي تستهدف عدداً مِـنْ الرموز المختلفة في مدينة عدن – جُلها أمنية ورجال دين - لتطل برأسها من جديد بشكل خطير بعد هدوء ...
- عمران لا ينقصها " توجيه معنوي " ما حدث في عمران الاسبوع المنصرم كان مواجهات وحرب شرسة ذهب ضحيتها العشرات من ابناء الوطن بين قتيل وجريح وخلفت دمارا ليس بالهين في اماكن مختلفة من المحافظة...