كفى مبادرات ! بقلم : فهمي اليوسفي

المرصاد نت

المتتبع لمشهد الأحداث بالساحة اليمنية إعتبارا من الربيع العبري  2011م وحتى اليوم سيجد أن وصول اليمن لهذا الوضع المزري والكارثي الذي عاشه ويعيشه من شمال الشمالAlyousfai2018.2.28 لأقصى الجنوب  افضى لعدوان بربري متواصل منذ 3 أعوام وحتى اليوم والسبب دون شك هي المبادرات التي أتت من مطابخ الغرب وسماسرة الخليج وسوقتها في الداخل اللوبيات العميلة  للناتو او دول البترودولار ابرزها  مبادرة الخليج وآخرها مبادرة على ناصر محمد الذي بدأ الترويج لها من روسيا بمؤتمر فالدأي واجزم ان شكلها وطني لمن لا يغوص بعمق بقراءة مابين السطور و باطنها العكس بل تحمل طابع مشترك. . خليجي أوربي غير مباشر نسجها ربما من براشيم الغش لدول العدوان إن لم أعتبرها جزء من العدوان وموافقة بالبيع لمن يحتل أرضنا وينتهك عرضنا.

قبل الخوض في ترجمتها اقول

من هو على ناصر ؟

اليس هو العميل للغرب والمدسوس الذي كان في الحزب الاشتراكي من بعد الاستقلال حتى 86م ؟

أليس هو من ساهم بتفكيك النظام الاشتراكي في الجنوب وارتكاب أكبر مجزرة دموية في اليمن وأصبحت كل قوى اليسار مشلولة ليفسح المجال لتمدد القوى التقليدية التي هبت من رحم الإمبريالية والرجعية بمختلف الألوان والاحجام ؟ .

 اليس هو رائد تلك المجزرة الدموية المنحوتة بوجدان التاريخ المعنونة بأحداث 13 يناير 86م .؟

اليس هو الحائز  بموجبها على شهادة الجودة الدموية أو على الامتياز المتوحش بعد ان مثلت حجر الأساس لتوجيه أقوى ضربة لمخرجات وثورة 14 أكتوبر تمويلا وتخطيطا وتدار بإستشعار عن بعد من الغرفة المشتركة  التي هندسة تلك  المجزرة وتولى التنفيذ رغبتا للغرب والخليج الامر الذي جعلهم يحتفظون به ككرت يستخدمونه  متى يحتاجون لدوره   ...

 فهل هذا وطني أو إنسان فيه قيم إنسانية ياسادة ياكرام. ؟

قراءتي لمبادرته أنها معدة سلفا وقد تكون خضعت لفحص الأيزو الخليجي والبريطاني بعد أن تم تحديد الزمان والمكان لإشهارها فكانت من نصيب مؤتمر فالدأي ومتزامنة مع ضجة بريطانيا ضد إيران التي تتهمها بتزويد الحوثيين بصواريخ بالستيه.

بعد هذا وذاك على ناصر لا يقاس انه شخصية وطنية تستحق إحترام عامة اليمنيين فسجلات التاريخ تؤكد دمويته وملامح مشاريعه السابقة والحالية  تبرهن عدم فك ارتباطه بالمطبخ البريطاني ومساندته  للدور الإماراتي بحكم علاقة  العيش والملح بينه وبين عيال زائد الذين هم متصهينين  على طريقة لندن ويساندهم من تحت الطاولة نظرا  لفضلهم بتمويلهم له حتى وإن كان قابعا بسوريا بعد أحداث 13 يناير .

بهذه الحالة من الطبيعي أن يلعب دور لصالح لندن وأبوظبى ليكون دوره موازيا  لدور عبدربه منصور ويصب بإتجاه واحد يخدمان من خلاله التوجهات الأمريكية والبريطانية  في بلدنا  لكن وفق برنامج يحدد مهام كل طرف بإشراف أطراف  إقليمية.  ال نهيان .. ال سعود   .

 يتضح للعيان ان عبدربه منصور هو من مخرجات على ناصر وراهنا هو محسوب على الخط السعودي الأمريكي مع الصندقة  الأحمرية بشقيها  القبلي العسكري وأحزاب التكفير وكندم المستهلكين من بقية العملاء ما عدى السلفيين الذين هم بشكل حصري مع بريطانيا والإمارات  ومن  يسيرون بهذا الخط يسجدون لواشنطن ويسبحون لسلمان ونجله  وفي الخط المضاد يعد على ناصر محمد هو محسوبا على الخط الإماراتي البريطاني  مع عصابة عفاش التي يقودها أحمد وطارق + حراك الضالع وردفان والصبيحة حتى وإن كان من محافظة ابين التي تعد خصم ردفان والصبيحة لكن الامارات هي من وحدتهم  ووضعت بجانبهن تيار السلف التكفيري وعملاء من مختلف الأحجام والأوزان  .

واقع العدوان المستمرعلى بلدنا أثبت تقدم الدور الاماراتي لصالح بريطانيا واخفاق الدور السعودي الأمريكي ترتب عليه تغيير المندوب الأممي الاسبق ولد الشيخ المحسوب على واشنطن والرياض واستبداله بمندوب بريطاني يتماشى مع توجهات بلده

هذا ما جعل درجة الهستيريا السعودية تزداد خصوصا هذه الأيام فتارة تقصف مرتزقتها بمأرب وتقول ناتج عن خطأ وتارتا تصدر جملة من القرارات بتغير قيادات سياسية عسكرية معظمها في الرياض وتارتا تلجئ للتودد لبريطانيا وتشتري صفقات أسلحة بعشرات المليارات وكلما زاد فشلها كلما شطحت الإمارات عليها وبجانبها بريطانيا.   

 كلا الخطين ناصر وهادي يحاولون تحقيق بنك الاهداف لصالح القوى الدولية والإقليمية التي تساندهم وفقا لآليات متبعة وتصب نحو خدمة  المطامع الصهيونية .

المبادرة الأخيرة التي تقدم بها  بمؤتمر فالداي الدولي هي تمهد الطريق لعودة الدور البريطاني لكن بديكور إماراتي وربما خضعت  لمراجعة المندوبين الامميين في اليمن السابق واللاحق لكنها تحمل في عمقها أهدافا أشبه بأحزمة ناسفة لازالت بعضها  قيد التسويق بعد ان اخفقت قوى العدوان تحقيق الكثير منها بمجنزارات الابرمز و f16   بل لجئت لوسائل إحتيالية أخرى للوصول لتلك الأهداف سوآ

 من خلال هذه المبادرات التي استطاعوا الاستفادة منها خلال الفترة السابقة وسوقتها انظمة شقيقة واحياننا احزاب وبعضها عن طريق شخصيات سياسية وغيره طالما الغرض منها تحقيق تلك الاهداف على سبيل المثال .

عندما سيطر الجيش واللجان الشعبية على لحج وعدن لجئت  دول العدوان لتقديم مبادرات عبر سلطنة عمان وغيره استطاع التحالف اخراج القوى المناهضة للعدوان من عدن ولحج وتكررت هذه المسرحيات الخداعية  بمحافظة تعز ترتب عليها مجازر وانسحابات للجيش واللجان الشعبية  .

على ناصر من خلال مبادرته الاخيرة يحاول تلميع ذاته أنه ليس مرتبطا بأي قوى إقليمية أو دولية ليخدع ويوهم القوى المناهضة للعدوان على مستوى الداخل  بينما هو مرتبطا   للنخاع بلندن وأبو ظبي ويسعى لبذل جهود تخدم الدور الإماراتي البريطاني .

علينا أن ندرك انه لا يخطوا خطوة إلا بإشارة من تلك الأطراف الدولية والإقليمية بل يتبع سياسة الحيل للتعامل مع القوى المناهضة للعدوان ويوهمهم  أنه ليس مع العدوان بل العكس وهو العدوان بذاته تحت ضمير مستتر إسمه مبادرات .  

كما أنه يدرك متغيرات الواقع داخليا واقليميا ودوليا ويعتبر في قرارات ذاته ان الدور البريطاني تقدم عبر الاماراتي في بلده وهذا زاد من عطشه  لعودته لكرسي  السلطة لكن عبر لندن وابوظبي بحيث يكون  البديل عن هادي طالما والسعودية اخفقت واصبح الإخفاق لإمريكا على أن يتولى المهمة بإستكمال  تمزيق اليمن بدلا عن هادي لصالح الغرب ويبدأ البروفات  التنفيذية وفقا للمخطط البريطاني.

 لهذا تجده ملزما ان يمارس الخداع المبطن عبر هذه المبادرات بحيث يسهل لقوى التحالف وتحديدا الامارات تحقيق الأهداف ليرد الجميل لها كحد أدنى لأنها مولت كاش ولازالت  تمول مركز الدراسات التابع له بعد ان اتضح انه حول إنتاجه ومخرجاته جدوى لرسم المشاريع  البوليسية والاستهدافية لليمن التي تخدم سياسية القوى الإمبريالية والرجعية ويسهم من  تحقيق بنك أهدافها التي عجزت عن الوصول اليها عسكريا وفشلت من  السيطرة  على المواقع الخاضعة  للجيش واللجان الشعبية لكنها تضع البدائل الاخرى لتحقيق تلك الاهداف منها عبر لعبة سحرية إسمها المبادرة  مع ان وصول اليمن الي هذا المنعطف الخطير هو ناتجا عن تلك المبادرات الخارجية والداخلية الذي لازال اليمن وأبنائه يدفعون فاتورتها  خصوصا المرتبطة بالقوى الرجعية والامبريالية وموقفه  يتماشى مع توجهات لندن وابوظبى لأنها  تعتبر أن وجود روسيا بسوريا ترتب عليه إخفاق لمشروع الغرب بسوريا والعراق وتخشى إنتقال موسكو لليمن على إعتبار ان عدم موافقتها على لعبة الغرب في بلدنا الذي ينفذه الكيان النهيوسعودي مخيفا ومقلقا للخليجيات والغربيات وسيكون نكسة أخرى بعد سوريا ولم يبقى أمامهم سوى الاستعانة بعملائه السابقين واللاحقين من اليمنيين ممن لهم خبرة في العمالة و التعامل مع الروس مع ان موسكو  قد انتبهت من الخداع خصوصا بعد ان كانت ثقتهم بياسين ووافقوا على مبادرة الخليج في 2011م  واتضح انه متصهين واسمه الحقيقي ياسين سعود نهيان القيادي الاشتراكي  بتمرير المبادرة الخليجية في 2011م  وجعل موقف موسكو مشلولا باليمن وفي الاخير بانت حقيقة ياسين لديهم واصبحوا لا يثقون به ومن على شاكلته منهم ناصر نظرا لدوره الخداعي وسقوط قناعه  بعد ان بانت حقيقته وبرزت عمالته وبرهنت الأيام بقذارته حتى أنني أصبحت لا اقرأ سورة يس بل اتلوا سورة قل يأيها الكافرون ..  .  .

على ناصر هو عميلا معتقا للندن وتشرف عليه من حيث التمويل والتنفيذ الإمارات فضلا على خبراته في التعامل مع الشرق عندما كان مدسوسا وعميلا للغرب في الجنوب من بعد 67م حتى أنهى مهمته الدموية عام 86م . ونظرا لانغماسه بالعمالة من ذلك الحين فقد أوكلت له المهمة الأخيرة  بمغازلة روسيا ليكرر لعبة ياسينوا سعود نهيان في 2011م لكن ليس كل مرة تسلم الجرة فلم يعد الروس يثقون بأي طرف ترك الله والوطن  وخر ساجدا للغرب كياسين أو  ناصر  بل أصبحوا على دراية تامة بمشاريع كل طرف .

على ناصر لم يكن  أمامه طريق لتنفيذ دوره سوى من خلال عدة وسائل منها مشاريع المبادرات التي تسعى الغربيات من خلالها  لانتزاع موافقة روسيا لتكفل إستمرار لعبتهم باليمن على إعتبار أن  امريكا وأخواتها والسعودية وشقيقتها يعتبرون أن الدب الروسي لايعرف المزاح وخسائر الخليجيات قد وصلت لوضع لأ يحسد عليه فكان عليهم غير الإستعانة بعلى ناصر  ..

لماذا أطلق هذه المبادرة من موسكو؟

 المبادرة التي أطلقها من روسيا جزء من الأهداف واضحة منها  لكي يضمن موافقة روسيا عليها وينتصر ويحقق نجاحا للمشروع البريطاني في اليمن المغلف بديكور إماراتي   و يستثمر  حضور وزير الخارجية الروسية ليوفر له قناعة ذاتيه أنها تخدم دور موسكو ويضمن ok بينما الواقع العكس ولا فرق بينها وبين المسودات الالتفافية لولد الشيخ .

لماذا المبادرة الأخيرة ؟

من عام 2011م أصبح لدينا فائض من المبادرات كان آخرها مبادرة على ناصر وقبلها مصر وووو الخ

هنا أستطيع الجزم أن المبادرات السابقة واللاحقة هي سلبية وكارثية وتتعارض مع القانون الانساني والمواثيق الدولية بل لازال اليمن وابنائه يدفعون  ضريبتها  إبتداء من مبادرة الخليج مرورا بالمبادرات الأخرى بما فيها مبادرات بإسم مشاريع السلام كما حدث  بمحافظة تعز التي  تم تسويقها عبر سماسرة السياسة وترتب عليها سحل وقتل وانسحابات للقوى المناهضة للعدوان .

لهذا من المسلمات أو بتعبير أدق أثبت واقع العدوان انه عندما تعجز دول التحالف من تحقيق أهدافها العسكرية في موقع معين تلجأ الى وسائل خداعية أخرى منها مشاريع المبادرات الالتفافية او تحت إسم مشاريع  سلام أو منظمات إنسانية أو إستثمارية  ووووالخ  بغض النظر عن ديكور كل مبادرة  فبعضها تحمل طابع إنساني والأخرى سلام  وفي عمق كل  مبادرة الغام واحزمة ناسفة تدمر كل ماهو جميل  .

من هندس مبادرة ناصر .؟

بإعتقادي هذه المبادرات لعلي ناصر ليست من مخرجات عقله ولم يعدها من تلقاء  ذاته لأجل  الاسهام بإنقاذ وطن بل ربما أتت معلبة جاهزة من مطابخ دول العدوان بعد ان خضعت  لاستشارة وهندسة المندوب الأممي السابق واللاحق بغض النظر عن المبرر لمناسبة تسويقها  لكن من يقرأ ما بين السطور ويربط حلقات الماضي بالحاضر سوف يكتشف ما هو مبطن وأخطر  .

لو نظرنا لمبادرته من حيث تزامن تغير المندوب الأممي السابق ولد الشيخ الذي يعد مؤمرك لكنه أخفق واخفاقه ساهم بتقدم الدور البريطاني الإماراتي وإستبداله بمندوب أممي يحمل جنسية بريطانية وعدم خروج ولد الشيخ من المشهد حتى اليوم رغم استبداله يضع العديد من علامات الاستفهام وبنفس الوقت تعد إستكمالا لمبادراته السابقة وتحمل نفس بصماته  فضلا على تزامنها مع الهجوم الإعلامي من بريطانيا على إيران واتهامها أنها تصدر أسلحة للحوثيين ونجد أن المطبخ الذي يضج كذبا على إيران هو نفسه من صنع مبادرة على ناصر .

هنا يتطلب الأمر التعامل مع مبادرة على ناصر بحذر شديد ورفضها لانها مؤامرة تخدم دول العدوان وتمثل المدخل لاستكمال عملية تمزيق اليمن وعزل أي دور ايراني أو روسي بالمنطقة وليس أمام القوى المناهضة للعدوان سوى أن تعتذر او ترفض بصريح العبارة مبادرته طالما وهي تحمل نفس البصمات والأهداف للقوى الإمبريالية والرجعية الخليجية وتخدم العدوان وتعتم وتمييع جرائم  التحالف  ..

الخلاصة أوضح أن هذه المبادرة هي بريطانية ويساندها العفافيش ممن يقودهم أحمد وطارق مع من تم الإشارة إليهم سلفا .

أتمنى من ثوار 21 سبتمبر أن يفلتروا مثل هذه المبادرات وعدم التسرع بإتخاذ القرار وانا على ثقة أن السيد القائد عبدالملك الحوثي يدرك خطورتها وحكيما في التعامل معها وكذا رئيسنا الصماد سيكون بكل تاكيد حذرا من هذه المبادرات التى تحمل طابع صهيوني .

فكفى كفى كفى مبادرات ...

 

المزيد في هذا القسم:

  • خلفيات العدوان على مطار عدن   كتب : عبدالباسط الحبيشي تتصادم الأخبار والتحليلات وتتناقض ببعضها عن الخلفيات واسباب تفجير مطار عدن ومن يقف ورائها رغم بساطة الأمر ومعرفة الجُناة الحقيق... كتبــوا
  • العدوان .. واغتصاب اليمنيـات! المرصاد نت كتب الكثير عن اغتصاب يمنية في أشنع جريمة هزت التاريخ والحاضر لليمن العزيز بضعة من مرتزقة تم جلبهم من السودان الأسود بذلك الفعل المشمئز التابعين للعد... كتبــوا
  • الاقلمة خيانة وطنية صريحة.. بعد قراءة متأنية لوثيقة بن عمر وبعد متابعة لا باس بها لخطاب من يتبنونها وتداعي الحجج التي يبررون بها مشروع الفدرلة وتقسيم اليمن الى ستة اقاليم اصبحت على يقين ... كتبــوا