سبحان الذي اسرى بهم ليلاً


في منتصف خمسينيات القرن العشرين قام اليمنيون باول خطوة عملية نحو اعادة تحقيق الوحدة اليمنية وهي تاسيس رابطة موحدة لطلبة اليم
azaaalنين في مصر وكان عمر الجاوي احد ابرز مؤسسيها ومنذو ذلك التاريخ مامن عمل وحدوي الا وكان الجاوي على راسه ولا ابالغ ان قلت ان كل اتفاقيات الوحدة خطها قلمه باستثناء اتفاقية العام 89 م وكذلك اعلان الوحدة في 22 مايو 90 وهما الاستثناء الوحيد الذي غيب فيهما في تاريخ مسيرة الوحدة .
في خضم النقاشات الحادة في العام 89 حول كيفية اقتسام البلاد والعباد بعد اعلان الوحدة اعادة مجلة الحكمة التذكير بالديمقراطية والتعددية التي نص عليهما دستور الوحدة الذي اقر من لجان الوحدة قبل خمسة اعوام من ذلك التاريخ تقريباً تلك الاعادة اغضبت الحكام الذين ربما كانوا يسعون لسلخ دستور على مقاسهم بعد مقيل او سمرة وفي حالة نشوة وعلى عجل .
في مساء احد تلك الايام هبط احد قياديي الصف الاول في الجنوب من سيارة جديدة تبدو انها اولى بشائر التقاسم القادم عام 90 الى مقر اتحاد الادباء والكتاب الوقع في مدينة خورمكسر والمطل على ساحل ابين الجميل ليزور امينها العام " الجاوي " الذي كان يتخذ من الاتحاد وطناً ومقراً ومكتباً وسكناً ومقيلاً .
اشتحط صاحبنا المسوؤل ودلف الى الغرفة وهو يلعلع بصوت مرتفع هيا وكيف يابن الجاوي رد الوالد مباشرة ان لله وان اليه راجعون انتبه تقول لي انك تريد تقع عضو في الاتحاد فجريمة كهذه لايمكن ان تحصل في حق الاتحاد وانا حي , ابتسم ذلك القيادي وقال لا لاتخاف ان جيت اسالك سؤال واحد فقط وهو متى وكيف ومن اين طلعت لنا بدستور للوحدة ؟؟!!!
بدا السؤال صادماً لان ذلك المسوؤل الرفيع المستوى بدا عليه فعلاً انه لايعرف شي عن اتفاقات الوحدة ولجانها ودستورها وكل الاعمال التي قامت خلال مايقارب ثلاثة عقود .
رد الجاوي يعني 23 عام رؤسا قتلوا وحروب ودماء واتفاقيات ولجان وطلعة ونزلة ليش مثلاً علشان نقشر بطاط ونغرس بصل ؟؟!!!!!!!
ثم اردف انا عندي سؤال اهم لك ليش وكيف ومتى اصبحت انت حاكم على عباد الله في هذا البلد المنكوب بكم ؟؟؟؟
خرج ذلك القيادي دون ان يرد على السؤال وصوت الجاوي يردد خلفه سبحان الذي اسرى بعبده ليلاً من المنظمة القاعدية للمكتب السياسي وهي عبارة كان يرددها ابناء عدن عندما يرون الاميين وهم يثبون ( يقفزون ) للقيادة والحكم .
اليوم لم يتغير شي مازال سلخ القرارات والتقاسم والقفز على القيادة ممن لايفقهون شي هو السائد في السلطة وخارجها وما القادم افضل من الذي مضى وما اشبه الليلة بالبارحة .

المزيد في هذا القسم:

  • الفصل السابع ضد اليمن لا شك ان قرار مجلس الامن الدولي رقم 2140 بشأن اليمن تحت الفصل السابع اثار جدلا واسعا في الاوساط السياسية اليمنية، وفي اوساط المثقفين والاعلاميين والاكاديميين ... كتبــوا