رفض دعوات العصيان المدني وتهييج الشارع الجنوبي الذي دعى وسعى اليها حراك المشترك و الرئيس صالح خطوة للإمام , موقف يفترض ان يقابله الرئيس هادي عند منتصف الطريق بلفته معادلة له , برجماتية انحاز اليها (الحراك) و لم تكن نتاج اختراق كما ذهب ظن الذين بقلوبهم مرض , الرغبة الجادة لتحقيق الاصطفاف الجنوبي هي من تقف خلف تلك المقاربة السياسية بين الحراك و الرئيس هادي , مقاربة تستند على قاعدة ان الجنوب لكل ابناءه وتحت سقف الولاء له , على اعتبار تلازم الولاء و الانتماء حقيقة علمية تكشف زيف جنوبية المنتسبين لأحزاب المؤتمر , الاصلاح , الاشتراكي , الرابطة , النهضة , الرشاد , القاعدة , انصار الشر .. الخ.
ان المقاربة السياسية المتحققة بين الحراك والرئيس هادي ليست مطلقة مفتوحة دون شروط , مقاربة استمراريتها مرهونة بالوفاء بالالتزامات المتبادلة التي تفرضها متطلبات الانتماء للجنوب بحدها الادنى , لذلك كلما اقترب من الحلم الجنوبي يقابل بالثقة مع اعطاء الفرصة للانتصار للحق الجنوبي تحت ظلال مشروعه الانتقالي , للمتباكين كذبا من الرفاق و المتأسلمين نقول : الحلم الجنوبي حق و بتالي لا خوف عليه , كما صمد امام تحالف حوار موفينبك \ صنعاء – ايضا - لن يوهنه غنج اهل صنعاء التي حوت كل فن , حيث كل الوقائع تؤكد ان (الحراك) هو من استطاع خلخلت الجبهة المقابلة من امراء حرب و تكفير الجنوب صيف 94م , اول مخرجات صمود (الحراك) تصادم توجهات المجتمع الدولي مع المساعي الاقليمية للرجعية السعودية , ذلك يظهر جليا في تعدد المبعوثين الخاصين بالتسوية التي كانت حصريا على بن عمر , الاختراق الاخر كان في ثنايا القرار الأممي 2140 الذي صدر بعد اقرار الاقليم الستة مع ذلك اكتفى بالدعوة للدولة المدنية الاتحادية دون ان يحدد عددها ,المتغير الابرز شمالا و المعول عليه كان اقتلاع القوى التقليدية من جذورها وهو ما استنفذ الحاجة للاقلمه , متغيرات متلاحقة تركت الباب مفتوح امام خيار الدولة الاتحادية من اقليمين شمال و جنوب مع حق تحديد المكانة السياسية .
مواكبة التغيرات المتسارعة شمالا تتطلب ان يقابلها جنوبا اعادة تأهيل (الحراك) وتحريره من قوى الماضي الاشتراكية و المتسألمة التي علقت به , من جهة اخرى صنعاء تحفر قبرها بيدها ان فهمت خطا اسباب التعاطي الايجابي الجنوبي مع مخرجات الحوار الشمالي \ الشمالي بفندق موفنبيك \ صنعاء , اية محاولة غدر اخرى على الحق الجنوبي ستواجه بانطلاق ثورة لن تسكتها اية وعود او نوايا حسنة , لذلك نؤكد ان تعاطي المارد الجنوبي مع حكمة الرئيس هادي يجب ان تقابله ايجابية من شريك شمالي لديه مصداقية , فان لم تشهد المرحلة الانتقالية تحقيق تقدم نحو احقاق الحق الجنوبي ليترقبوا بعدها نار .. من يقدر ان يطفيها ؟!.
12 / 8 / 2014 م
*منسق ملتقى أبين للتصالح و التسامح و التضامن.
المزيد في هذا القسم:
- الإعلام المرئي العربي ! بقلم: ابراهيم محمد الهمداني المرصاد نت الإعلام المرئي العربي محاولة لقراءة الواقع وتشخيص مشكلاته ... إن الناظر في مجمل القنوات العربية سيجدها على قسمين: الاول: قنوات صناع...
- الـقـاتـل لايُــغـنـي ..! بقلم :فكري قاسم كتاب المرصاد .. القوارح المتكاثرة في اليمن ، انستنا صوت ايوب طارش والانسي والمرشدي وكرامة مرسال وفيصل علوي واحمد فتحي وامل كعدل والسنيدار وعلي السمه ومحمد سعد ...
- تصويب مسار الثورة شمالاً .. ووحدة الصف جنوباً! المرصاد نت ونحن نكمل السنة الخامسة من الصمود والانتصار على العدوان السعودي الإماراتي الأمريكي وفي ظل انشغال مجاهدي اللجان الشعبية وقائد الثورة في معركة الدفاع...
- إحتلال الجنوب اليمني مطلب امريكي بالأدلة ؟ بقلم : عزيز راشد المرصاد نت كان الوجود الأمريكي وما يزال من اهم الأسباب الرئيسية التي تؤدي الى وجود توتر في المنطقة التي يوجد فيها سواء كان ذلك بما يمارسه هذا ال...
- اليمن بين المقايضه وحتمية المواجهه وأسباب الصراع الخفيه '1' المرصاد نت تحولت اليمن إلى ورقة ضغط وإبتزاز دولي وإقليمي للسعوديه وبالرغم من كل هذا الإبتزاز والإستنزاف الذي تتعرض له السعوديه إلا أنها تزداد تصلب وتمسك بهذه ...
- الشعور بلا شعور .. سلسلة قضايا فساد كارثية '2-1' ! بقلم : علي القاسمي المرصاد نت عندما يفتقر الإنسان الى ادنى شعور بالمسئولية اومراعاة للأمانة يصبح مجرد كائن بلا كيان، تماماً كما هو حال الشعور بلا شعور .. لم اجد كائنات فاقدة للش...
- سلاح أنصار الله بين الذاتي والموضوعي ! بقلم : أ. عبدالملك العجري المرصاد نت كان الكسندر ونت الخبير في العلاقات الدولية يعتقد أن العداوة والخصومة علاقة اجتماعية وليست مادية ويضرب لذلك مثلا بالمسدس في يد صديق ليس له نفس المدل...
- ترامب… والبقرة الحلوب ! بقلم : د. أحمد صالح النهمي المرصاد نت بعد أن فاز المرشح الجمهوري دونالد ترامب على منافسته الديمقراطية هيلاري كلينتون في السباق إلى الرئاسة الأمريكية خلافا لكل التوقعات واستطلاعات الرأي،...
- أطفال اليمن عذرا ! بقلم : علي حسين علي حميدالدين المرصاد نت رؤية : مع المتغيرات والحروب يفتقر الطفل اليمني للحليب والاستقرار الاجتماعي والمادي لكي يظمن عائله مستقبلا واضحا وحياة كريمة لمن يعول ،ويظل العدوان ...
- معادلة الردع الجديدة ّ! بقلم : محمد ابونايف المرصاد نت تشكل معادلة الردع الجديدة خياراً إستراتيجياً حاسماً كموقف حق مشروع وأخلاقي لوقف هذا العدوان الذي يحاول السعوديون والامريكيون التهرب منه بإتباع استرا...