المرصاد نت
تحققت الهزيمة عندما رفع اليمني سلاحه بوجه أخيه وفي حروب الإخوة لا منتصر. صحيح أن هزيمة مشروع التحالف السعودي الامريكي الإماراتي خطوة حاسمة باتجاه تحقيق السلم الأهلي لكنها تظل غير كافية من دون العودة إلى مربع الحوار الوطني الذي يشمل الجميع .
الجميع تعب في اليمن. الحرب تشكّل كارثة اقتصادية وسياسية ومجتمعية والشعب اليمني يعيش أكبر كارثة إنسانية بفعل هذه الحرب المدمرة. الحوار الحوثي السعودي الذي تدعمه أميركا مفيد . وانسحاب التحالف السعودي الإماراتي كفيل بانتهاء الحرب والبدء بالحوار الوطني.
بإمكان الإمارات أن تعيش الجو الإمبراطوري وتنسحب مثل بريطانيا التي انسحبت بعد 130 عاماً وتترك اليمنيين يختارون مسارات حياتهم ويتحكّمون بموانئهم وجزرهم وعلى السعودية أن تدرك أن اليمن ليس حديقتها الخلفية والبلدان قانونياً وأخلاقياً ملزمان بإعادة الإعمار وكلفته من دون الحرب أقل بكثير.
ما هو أسوأ من الانفصال استمرار الاقتتال وفي وسع اليمنيين التوصل إلى واحدٍ من أشكال الحكم الاتحادي في صيغة انتقالية مؤقتة قد تتحول إلى وحدة ناجحة أو انفصال ناجح فالدولة العربية الحديثة عموماً فاشلة لا هي قابلة للجمع ولا للقسمة. وفي تجارب انفصال جنوب السودان عبرة لمن يعتبر.
اليمن مثل كل دول العالم يوجد فيه انقسام حقيقي تجاه الوحدة والانفصال. وبإمكان شعبه العظيم من دون تدخل خارجي حل خلافاتهم سلمياً مثل العالم المتحضر أو الغرق في مستنقع حربٍ أهلية لا خروج منه.
لا شك أن نظام علي عبد الله صالح قدّم أسوأ نماذج الوحدة لم يحترم الجنوبيين ونهب بلادهم وثرواتهم. لا تنجح وحدة من دون عدالة وتنمية وديموقراطية. اليوم بعد خمس سنوات من العدوان والحرب وسفك الدماء اليمنية البريئة والدمار يستطيع اليمنيون التعلّم من دروس الماضي القريب والبعيد.
يتسع الوطن للجميع من الحوثي إلى الإصلاحي إلى الانفصالي والقوة الأجنبية سواء الإنكليز أم الامريكان أم الإمارات أم السعودية لن تبقى.
اليمن التي لا يزال دار الحجر بحجره الأسود شامخاً على جبالها قادرةٌ على التعلم ‘ وتعليم أشباه الدول التي لا تزال تفضّل صندوق الذخيرة على صندوق الاقتراع.
المحرر..
المزيد في هذا القسم:
- واقع الإعلام اليمني في ظل العدوان ! بقلم : أ . إبراهيم الديلمي* المرصاد نت تتعرض اليمن لحرب عسكرية وأمنية وسياسية شرسة من قبل تحالف دولي تتصدره السعودية والولايات المتحدة الأمريكية ويحظى بدعم من دول عدة في العالم. ويرافق ه...
- فدرالية الاقاليم الستة تبقي اليمن في دوامة الصراعات مما لا شك فيه ان التحول السياسي في اليمن من الدولة البسيطة الى الدولة المركبة أي من الدولة الموحدة الى الدولة الاتحادية بالشكل الذي اعلنته لجنة الاقاليم...
- الصرخة عامل موحد وليست عامل اختلاف ! بقلم : صلاح القرشي المرصاد نت عندما نتخلى عن الصرخة واصدار الاوامر من قبل القيادات للناس بعدم الصرخة ،فهذا يعتبر في نظري بداية انحراف المشروع الثوري والوطني للمسيرة ت...
- تعز : نخب صاعدة وأخرى متساقطةِِِ ! بقلم : طه العامري المرصاد نت أفرزت الأحداث الدرامية الكثير من الحقائق والمعطيات الاجتماعية التي كشفت عن صورة من صور الزيف الاجتماعي وخاصة في محافظة تعز التي عرفنا فيها الكثير م...
- حرب مفتوحة ضد (القاعدة) من السذاجة والسطحية الاعتقاد بان اندحار الوجود العلني لتنظيم القاعدة السلفي التكفيري المتطرف الارهابي في مناطق وادي ضيقة / ابين و عزان / شبوة نهاية مطاف الحملة ...
- سلم نفسك يا سعودي ! بقلم : محمد قاضي المرصاد نت عبارة صرخ بها المقاتل اليمني الجسور من على قمم جبال نجران الشاهقه حتى تردد صداها في ارجاء المكان واوضحت مدى الذل والمهانة التي وصل اليها تحالف العد...
- الجذور التاريخية للصراع اليمني – السعودي "1" المرصاد نت جذر المشكلة وأسباب الصراع التاريخي وحروب آل سعود ضد اليمن ليس وليد اللحظة التي ظهر فيها أنصار الله كقوة سياسية وعسكرية كما يزعم البعض فهذا القول مرد...
- مايو 90 مشروعهم التقاسمي الكبير ومشاريعنا الصغيرة لم تعلن الوحدة في ذلك اليوم اندماجية كما يتصور الكثيرون بل كانت وحدة تقاسمية بين من تغولوا على الشعب شماله وجنوبه فانتجوا مآسي لم يكن اخرها 7/7/94 المست...
- الرد القاطع على الكلام الفاقع هل العقل معجزة ام خديعة؟ بقلم عبد الباسط الحبيشي الرد القاطع على الكلام الفاقع هل العقل معجزة ام خديعة؟ الرد على المستشار الأستاذ احمد جحاف لقد سطر الاستاذ المستشار أحمد جحاف، كلاماً رائعاً ومنمقاً عن قيمة ...
- اعتراف جنوبي .. القضية شمالية ! المرصاد نت حينما تعرف أن الجنوب دخل الوحدة ب440 الف موظف من اجمالي عدد السكان البالغ 2 مليون و300 الف نسمة بحسب احصاء عام 88 مقابل 97 الف موظف من الشمال البال...